بريطانيا ترفع اسم المحمودي آخر رئيس وزراء للقذافي من قائمة العقوبات

ليبيون يتمسكون بمحاكمة عبد الله منصور رغم إطلاق سراحه

البغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء في عهد نظام معمر القذافي بين أحفاده (صفحة نجله على «فيسبوك»)
البغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء في عهد نظام معمر القذافي بين أحفاده (صفحة نجله على «فيسبوك»)
TT

بريطانيا ترفع اسم المحمودي آخر رئيس وزراء للقذافي من قائمة العقوبات

البغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء في عهد نظام معمر القذافي بين أحفاده (صفحة نجله على «فيسبوك»)
البغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء في عهد نظام معمر القذافي بين أحفاده (صفحة نجله على «فيسبوك»)

رحب ليبيون برفع المملكة المتحدة (بريطانيا) اسم البغدادي المحمودي، آخر رئيس وزراء في عهد نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، من قائمة العقوبات، بعد أربعة أعوام من إطلاق سلطات طرابلس سراحه.
وذكر مكتب تنفيذ العقوبات المالية بوزارة الخزانة البريطانية، في بيان، أن المحمودي «تمت إزالته من القائمة الموحدة، ولم يعد خاضعاً لتجميد الأصول».
وعدَّ موالون للنظام السابق، رفع اسم المحمودي، من قائمة العقوبات، «دليلاً على براءة رموزه»، من التهم التي قالوا إنها «لا تستند إلى حقيقة؛ ولكنها كانت ثأراً من النظام فقط».
وكان الاتحاد الأوروبي، قد أدرج المحمودي في مارس (آذار) عام 2011، على قائمة العقوبات على خلفية اتهامه بـ«قمع المتظاهرين في الثورة» التي أسقطت نظام القذافي، وفقاً للائحة التنفيذية للمجلس (الاتحاد الأوروبي) رقم 272/2011. كما شُطب المحمودي من القائمة من قبل الاتحاد الأوروبي وسويسرا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021.
وأطلقت السلطات الأمنية في طرابلس سراح المحمودي في 20 يوليو (تموز) 2019 لدواعٍ صحية، وكان قد سبق أن صدر بحقه حكم بالإعدام قبل قرابة سبع سنوات.
وكان المحمودي قد اعتُقل سنة 2011 جنوب تونس عندما كان يحاول التسلل إلى الجزائر المجاورة. وتم ترحيله إلى ليبيا في يونيو (حزيران) 2012.
والمحمودي الذي أدين بمحاولة «قمع الثورة الشعبية» في 2011 و«جلب المرتزقة» إلى جانب «إهدار المال العام»، هو أحد ثمانية مسؤولين سابقين في نظام القذافي، صدرت بحقهم أحكام الإعدام «رمياً بالرصاص» من قبل محكمة ليبية في 2015. ولم ينفذ الحكم نظراً لعدم مصادقة المحكمة العليا الليبية عليه. وتقدم محاموه بطعن في حكم محكمة الاستئناف والمطالبة بإيقاف تنفيذه.
في شأن قريب، صعّد ليبيون مناوئون للرئيس الراحل معمر القذافي، من رفضهم للإفراج عن عبد الله منصور، رئيس جهاز الأمن الداخلي بالنظام السابق، مشيرين إلى أن اسمه «لا يزال ضمن قرار الاتهام الصادر عن مكتب النائب العام قبل تسعة أعوام، والقضية منظورة أمام المحاكم».
وأُطلق سراح منصور (67 عاماً) الأسبوع الماضي، لدواعٍ صحية، بعد قرابة 9 أعوام لاتهامه بالسعي لوأد «ثورة 17 فبراير (شباط)» والمشاركة فيما عُرف بـ«مذبحة أبو سليم».
ومنذ إطلاق سراحه، أعلنت «رابطة أسر شهداء مذبحة سجن أبو سليم»، رفضها للقرار الذي اتخذته السلطات القضائية بالعاصمة طرابلس.
وقالت «رابطة أسر الشهداء» إن مصطفى المجدوب، المستشار القانوني في الرابطة، سلّم صباح اليوم (الأحد) شكوى لرئيس المجلس الأعلى للقضاء، بخصوص الإفراج عن (المتهم) عبد الله منصور، وغيره من (المتهمين) الذين لديهم قضايا منظورة أمام القضاء فيما يخص (المذبحة). وأكدت أنها ستظل تتابع هذه القضية حتى تتم معاقبة المتورطين فيها.
وكان رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، قد أثنى على قرار النائب العام والمدعي العسكري لاستجابتهما للجهود المبذولة مع كل الأطراف للإفراج عن منصور، داعياً الليبيين «لدعم جهود المصالحة الهادفة لرفع الظلم عن الجميع»، ورأى أن «ثورة فبراير لم تأت إلا لتحقيق العدل ورفع الظلم».
وخرج منصور، من مطار معيتيقة الدولي، برفقة مسؤولين من حكومة الدبيبة، متجهاً إلى النيجر بعد الإفراج عنه مساء الأحد الماضي، بعد وساطة يتبناها الاتحاد الأفريقي لإطلاق سراح مزيد من قيادات نظام القذافي.
وبعد أيام من الإفراج عن منصور، أعلن المجلس الأعلى للقضاء، تشكيل لجنة من 5 مستشارين، تتولى مراجعة قرارات الإفراجات الصحية التي صدرت مؤخراً ومدى ملاءمتها للقانون.
وأدان بيان لمنظمات «حراك العدالة الانتقالية»، والذي تنضوي تحته «رابطة أسر شهداء مذبحة سجن أبو سليم»، ما سماه «مسلسل الإفراج عمن أوغل في دماء الشعب الليبي، واستباح حقوقه وحرياته وثرواته»، رافضاً أيضاً ما رأى أنه «تهريب لمنصور من قبضة العدالة».
ويرى «حراك العدالة الانتقالية» أن منصور قد صدر بحقه حكم بالإعدام في قضية «قمع الثورة»، كما أنه لا يزال على ذمة قضية (مذبحة سجن أبو سليم)، وهي قضية لم يفصل فيها القضاء بعد، سواء بالإدانة أو البراءة.
ووقعت مذبحة سجن أبو سليم يومي 28 و29 يونيو عام 1996 قضى فيها أكثر من 1270 مواطناً.
ورفض الحراك، ما سماه «رفض منطق الكيل بمكيالين» الذي قال إن السلطة التنفيذية في البلاد تنفذه، متابعاً: «في الوقت الذي تستجيب فيه لمطالب القضاء الأميركي بتسليم أبو عجيلة المريمي، ليحاكم في قضية طائرة (لوكربي)، ترسي مبدأ الإفلات من العقاب بإطلاق سراح متهمين في قضايا قتل جماعي؛ وكأن العدالة حق للمواطن الأميركي لا يستحقه، ولا يرتقي إليه المواطن الليبي».
ويصف متابعون لعمليات الإفراج عن رموز بالنظام السابق، بأنها تصب في مسار «المصالحة الوطنية» التي يجريها المجلس الرئاسي الليبي، لكن «رابطة أسر شهداء أبو سليم»، قالت إن ذلك «يجب ألا يكون مقابل إنكار العدالة وتضييع حقوق أسر الشهداء في المحاكمة العادلة».
وسبق للسلطات القضائية والأمنية في طرابلس الإفراج عن الساعدي، نجل القذافي، في سبتمبر (أيلول) 2021، في حين يرى «ثوار فبراير» أنه متهم بقمع المتظاهرين.
وانتهى «حراك العدالة الانتقالية» بمطالبة النائب العام والهيئات القضائية بـ«استكمال الإجراءات القانونية بشأن محاكمة كل من يشتبه تورطهم في ارتكاب جرائم بحق الشعب الليبي»؛ و«الإسراع في البت بالقضايا المنظورة أمام المحاكم منذ سنوات طويلة دون إصدار أحكام».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».