«إم شريف سي كافيه»... مطعم تفوّق على نفسه

أطباقه رسالة حب من لبنان على ضفاف الخليج

يقدم «إم شريف» السمك يومياً بحسب الصيد المتوفر     -     من أطباق «إم شريف» المنمقة     -      صيادية بطريقة عصرية
يقدم «إم شريف» السمك يومياً بحسب الصيد المتوفر - من أطباق «إم شريف» المنمقة - صيادية بطريقة عصرية
TT

«إم شريف سي كافيه»... مطعم تفوّق على نفسه

يقدم «إم شريف» السمك يومياً بحسب الصيد المتوفر     -     من أطباق «إم شريف» المنمقة     -      صيادية بطريقة عصرية
يقدم «إم شريف» السمك يومياً بحسب الصيد المتوفر - من أطباق «إم شريف» المنمقة - صيادية بطريقة عصرية

عندما فتحت ميراي حايك أول فرع لـ«إم شريف» في منطقة الأشرفية ببيروت، لم يجد النقاد في أطباقها ومطعمها إلا علة واحدة وهي «الكرم الزائد»، أنا لا أمزح... هكذا كان يقال عن مطعم إم شريف الذي شق طريقه إلى العالم من بيروت ليوجد اليوم في أهم مدن العالم؛ مثل لندن ومونتي كارلو، وفي دول خليجية عديدة؛ مثل دبي وأبوظبي والرياض وغيرها.
وافتتح أول فرع لـ«إم شريف» في دولة الإمارات في العاصمة أبو ظبي أواخر الصيف الماضي، وتشرف على هذا الفرع الشيف الشابة ياسمينا ابنة صاحبة المشروع ميراي حايك التي لمع اسمها في سماء عالم الطهي الذي أتقنته بنفسها من خلال العمل على وصفاتها الخاصة وتطويرها، لتفوز مؤخرا بجائزة الإبداع والابتكار في فن الطهي خلال حفل جوائز أفضل 50 مطعما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واحتل مطعمها «إم شريف» - بيروت المرتبة العشرين في القائمة.

الفتوش المحضر بطريقة جميلة... واللافت هو حجم قطع الخبز المتساوية    -    البطاطس المقلية على طريقة «إم شريف»       -        مهرجان من الطعام على مائدة واحدة

لكل فرع من فروع «إم شريف» ميزة مختلفة، وموقع مميز، وديكور مختلف، ولكن الميزات المشتركة هي الطعام والنوعية وطريقة التقديم والإبداع في خلق نكهات جديدة، مع الحفاظ على النكهات اللبنانية التقليدية.
«إم شريف سي كافيه» في أبو ظبي يقع داخل فندق «روزوود» في جزيرة المارية، تلج إليه عبر المدخل الرئيسي لتجد زرقة ماء الخليج والشرفة الخارجية الفسيحة أو ما يقع عليه نظرك من أوان نحاسية علقت على السقف في الداخل بطريقة فنية.
المساحة الخارجية ليست بحاجة لديكور؛ لأن مباني أبوظبي الشاهقة تسور الماء المحيط بالمطعم فتشعر وكأنك تجلس أمام لوحة فنية.
بابتسامة عريضة، تستقبلك ياسمينا وترحب بالجميع بلهجتها اللبنانية، ثم ترحب بالذواقة الفرنسيين باللغة الفرنسية وتتحدث إلى باقي الأجانب بالإنجليزية، ملامحها تشبه إلى حد كبير ملامح والدتها ميراي التي ألهمتها دخول المطبخ وتعلم مهنة الطهي على أيدي أهم الطهاة العالميين، وبعد الترحيب والابتسامة العريضة يبدأ مهرجان الطعام من خلال توافد الأطباق الجميلة إلى المائدة، وانكب الحضور على التصوير قبل الأكل، ليس لأنهم مؤثرون، لكنهم يريدون التقاط صورة تذكارية لطبق لا يمكن أن تجده إلا على تلك المائدة.
تتميز أطباق «إم شريف» بشكل عام بطريقة التقديم والجرأة في إضافة منتجات جديدة ومختلفة إلى أطباق تقليدية قديمة قد يكون البعض قد مل منها في المطبخ اللبناني، ولكن - وأشدد هنا - من دون إفساد النكهة بسبب الفلسفة الإبداعية الزائدة.

الحلوى عند «إم شريف» أشبه باللوحات الفنية      -     مزيج ما بين الوصفات التقليدية والعصرية

من الأطباق التي اكتسحت الطاولة، الباذنجان مع الروبيان والبطاطس الحارة والكالاماري، وبرغر السمك الذي سلب قلوب الحاضرين بنكهته غير العادية ومكوناته التي تذوب بالفم، بالإضافة إلى الدجاج المشوي والسلطات المميزة وفتة السمك وفتة الباذنجان. الاعتناء بالتفاصيل الصغيرة غير مسبوق، فتخيل أن قطع الخبز المقلي على وجه طبق الفتوش جميعها على القياس نفسه، هذا مثال صغير على الإبداع والاهتمام بأدق التفاصيل.
لائحة الطعام طويلة وما جربناه كان لذيذا جدا، ولكن عندما جاءت أطباق الحلوى صمت الجميع وسلطت عدسات الكاميرات على تلك الأطباق المنمقة التي مزجت ما بين الوصفات التقليدية والنكهات غير الشرقية؛ مثل «باشن فروت» والشوكولاته الذائبة على الطريقة الفرنسية مع الحلاوة الطحينية.
«إم شريف» شقت طريقها في عالم الـFine Dining وهذا يترجَم في الأسعار، ولكن النوعية وكم الإبداع يبرران السعر.
لقد عرفت حايك كيف تكون مميزة في هذا المجال، وعلى الرغم من عملية التوسع الكبيرة، وافتتاح حوالي 17 مطعما في أماكن مختلفة، حافظت على النوعية والنكهة وتوحيد طريقة التقديم.


مقالات ذات صلة

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
مذاقات فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

الفول المصري... حلو وحار

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً

جوسلين إيليا (لندن)

تنافس بين الطهاة والمدونين على تقديم وصفات شهية واقتصادية

تنافس بين الطهاة والمدونين على تقديم وصفات شهية واقتصادية
TT

تنافس بين الطهاة والمدونين على تقديم وصفات شهية واقتصادية

تنافس بين الطهاة والمدونين على تقديم وصفات شهية واقتصادية

هل فكرتِ في إعداد أصابع الكفتة دون اللحم؟ وهل خطر في بالك أن تحضري الحليب المكثف في المنزل بدلاً من شرائه؟

قد يبدو تحضير وجبات طعام شهية، واقتصادية أمراً صعباً، في ظل ارتفاع أسعار الغذاء؛ مما يدفع الكثيرين إلى البحث عن طرق مبتكرة لتحضير وجبات شهية دون الحاجة إلى إنفاق مبالغ طائلة.

وهو ما دفع الكثيرين مؤخراً إلى إعادة التفكير في عاداتهم الغذائية، والبحث عن بدائل أكثر اقتصادية، الأمر الذي تفاعلت معه مدونات الطعام على مواقع التواصل الاجتماعي، وبرز لدى القائمين عليها هذا الاتجاه في الطهي بإيقاع تنافسي، لتقديم العديد من الطرق لتحضير الطعام بما يلائم الميزانيات.

وحسب خبراء للطهي، تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، فإنه بقليل من الإبداع والتخطيط، يمكن تحويل مطبخك إلى مكان لإعداد وجبات شهية واقتصادية دون تكلف.

تقول الشيف المصرية سارة صقر، صاحبة مدونة «مطبخ سارة»: «أصبح الطعام الاقتصادي من أهم اتجاهات الطهي حالياً، لمحاولة تقليل النفقات بشكل كبير، تزامن ذلك مع انتشار ثقافة توفير الوقت والجهد، من خلال تحضير وجبات سهلة وسريعة وأيضاً مبتكرة، وهو ما تفاعل معه الطهاة وأصحاب مدونات الطهي، الذين يتسابقون في تقديم أفكار تساعد الجمهور على تلبية احتياجاتهم بشكل اقتصادي، وبطريقة شهية وجذابة».

وتضيف: «من وجهة نظري فإن أساس تحقيق معادلة الشهي والاقتصادي معاً تكمن أولاً في اختيار المكونات البديلة المستخدمة، فمن المهم أن نفكر بشكل دائم في البديل الأوفر في جميع أطباقنا». وتضرب مثلاً بتعويض أنواع البروتين الحيواني بالبروتين النباتي مثل الفطر (المشروم) أو البيض؛ ويمكننا أيضاً استبدال الدواجن باللحوم، مع الابتعاد تماماً عن اللحوم المُصنعة، فهي غير صحية وليست اقتصادية».

وترى أن الابتكار في الوجبات بأبسط المكونات المتوفرة عامل رئيسي في تحقيق المعادلة، و«يمكنني تحويل وجبة تقليدية مُملة للبعض لوجبة شهية وغير تقليدية، وهذا ما أهتم به دائماً، لا سيما عن طريق إضافة التوابل والبهارات المناسبة لكل طبق، فهي أساس الطعم والرائحة الذكية».

من أكثر الأطباق التي تقدمها الشيف سارة لمتابعيها، وتحقق بها المعادلة هي الباستا أو المعكرونة بأنواعها، لكونها تتميز بطرق إعداد كثيرة، ولا تحتاج إلى كثير من المكونات أو الوقت. كما أنها تلجأ إلى الوجبات السهلة التي لا تحتوي على مكونات كثيرة دون فائدة، مع التخلي عن المكونات مرتفعة الثمن بأخرى مناسبة، مثل تعويض كريمة الطهي بالحليب الطبيعي كامل الدسم أو القشدة الطبيعية المأخوذة من الحليب الطازج، فهي تعطي النتيجة نفسها بتكلفة أقل، وبدلاً من شراء الحليب المكثف يمكن صنعه بتكلفة أقل في المنزل.

تشير الشيف سارة إلى أن كثيرات من ربات المنازل قمن باستبدال اللحوم البيضاء بالحمراء، وأصناف الحلوى التي يقمن بإعدادها منزلياً بتكلفة أقل بالحلوى الجاهزة، كذلك استعضن عن المعلبات التي تحتوي على كثير من المواد الحافظة بتحضيرها في مطابخهن.

بدورها، تقول الشيف نهال نجيب، صاحبة مدونة «مطبخ نهال»، التي تقدم خلالها وصفات موفرة وأفكاراً اقتصادية لإدارة ميزانية المنزل، إن فكرة الوجبات الاقتصادية لا تقتصر على فئة بعينها، بل أصبحت اتجاهاً عالمياً يشمل الطبقات كافة.

وترى نهال أن الادخار في الأصل هو صفة الأغنياء، وفي الوقت الحالي أولى بنا أن ندخر في الطعام لأنه أكثر ما يلتهم ميزانية المنزل، وبالتالي فالوجبات الاقتصادية عامل مساعد قوي لتوفير النفقات، لافتة إلى أن «هذا الاتجاه فتح مجالاً كبيراً أمام الشيفات لابتكار وصفات متعددة وغير مكلفة، وفي الوقت نفسه شهية لإرضاء كل الأذواق، فليس معنى أن تكون الوجبات اقتصادية أن تفقد المذاق الشهي».

وتضيف: «محاولة التوفير والاستغناء عن كل ما زاد ثمنه وإيجاد بدائله لا يعني الحرمان، فالأمر يتمثل في التنظيم وإيجاد البدائل؛ لذا أفكر دائماً فيما يفضله أفراد أسرتي من أنواع الطعام، وأحاول أن أجد لمكوناته بدائل اقتصادية، وبذلك أحصل على الأصناف نفسها ولكن بشكل موفر».

وتشير الشيف نهال إلى أن هناك العديد من الوصفات غير المكلفة والشهية في الوقت نفسه بالاعتماد على البدائل، مثال ذلك عند إعداد أصابع الكفتة يمكن إعدادها بطرق متنوعة اقتصادية، تصل إلى إمكانية التخلي عن اللحم وتعويضه بالعدس أو الأرز المطحون أو دقيق الأرز، وتقول إن «قوانص» الدجاج، والمعكرونة المسلوقة، توضع في «الكبة» مع بصل وتوابل ودقيق بسيط لإعطاء النتيجة نفسها، كما يمكن الاعتماد في الكفتة على البرغل أو الخبز أو البقسماط، الذي يضاف إلى كمية من اللحم المفروم لزيادتها.

وكذلك بالنسبة لكثير من أصناف الحلويات، التي يمكن تغيير بعض المكونات فيها لتصبح اقتصادية مع الحفاظ على مذاقها، فعند إعداد الكيك يمكن استخدام النشا كبديل للدقيق الأبيض، واستخدام عصير البرتقال أو المياه الغازية بدلاً من الحليب. وتلفت أيضاً إلى إمكانية إعداد أنواع الصوصات في المنزل بدلاً من شرائها، فهذا سيوفر المال وأيضاً لضمان أنها آمنة وصحية، وكذلك الحليب المبستر يتم الاستغناء عنه لغلو سعره والاستعاضة عنه بالحليب طبيعي، والسمن البلدي يمكن تعويضه بزيت الزيتون الصحي وليس بالسمن المهدرج المضر بالصحة.

من خلال اقترابهما من جمهور «السوشيال ميديا»، وتبادل الأحاديث معهم، توجه الطاهيتان كثيراً من النصائح لحفاظ السيدات على أطباقهن شهية واقتصادية.

فمن النصائح التي توجهها الشيف سارة، التوسع في استخدام البقوليات، خصوصاً العدس والحمص والفاصوليا المجففة، بديلاً اقتصادياً وصحياً للحوم، مع الاعتماد على المكونات الطازجة في موسمها وتخزينها بشكل آمن لتُستخدم في غير موسمها بدلاً من شرائها مُعلبة.

بينما تبين الشيف نهال أن الأجيال الجديدة تفرض على الأم وجود بروتين بشكل يومي، وهو ما زاد من مسؤوليتها في ابتكار وجبات اقتصادية وشهية، وما ننصح به هنا تعويض المكونات ببدائل أخرى، مثل الاستغناء عن اللحوم البلدية واللجوء للمستوردة في بعض الأطباق، واستخدام المشروم بديلاً للبروتين.

وتشير إلى أن لكل ربة منزل «تكات الطهي» أو ما يطلق عليها «النفس»، وهو ما عليها استغلاله لتقديم أطباق مبتكرة، مبينة أن الكثير من صفحات «يوتيوب» و«فيسبوك» توفر أفكاراً اقتصادية متنوعة يمكنها أن تساعد السيدات في تلبية احتياجاتهن.