نهاية مسلسل «أزمة منتصف العمر» تثير تبايناً في مصر

اتهامه باستنساخ المشهد الأخير من فيلم «موعد على العشاء»

المخرج كريم العدل وأبطال المسلسل خلال احتفالهم بنهاية التصوير
المخرج كريم العدل وأبطال المسلسل خلال احتفالهم بنهاية التصوير
TT

نهاية مسلسل «أزمة منتصف العمر» تثير تبايناً في مصر

المخرج كريم العدل وأبطال المسلسل خلال احتفالهم بنهاية التصوير
المخرج كريم العدل وأبطال المسلسل خلال احتفالهم بنهاية التصوير

«كلهم ماتوا» هكذا عبّر متابعون عن الحلقة الأخيرة من مسلسل «أزمة منتصف العمر» التي تصدرت «الترند» في مصر، بسبب النهاية المأساوية لأبطال العمل المكون من 15 حلقة وعرض عبر منصة «شاهد VIP».
وشهدت الحلقة الأخيرة التي عرضت مساء (الخميس) ردود أفعال متباينة، بنهايات بدت عادلة لأبطاله، حيث تخلصت «سلمى» (هند عبد الحليم) من حياتها بعد تعرضها للاغتصاب من زوج أمها، ودخل «عزت» (رشدي المهدي) السجن ليقضي عقوبة قتل «زياد» أو (عمر السعيد)، بعدما ظن «عزت» أن «زياد» قتل ابنته الوحيدة «مريم» (رنا رئيس)، وبينما يجد «عمر» (كريم فهمي) راحته أخيراً في بيت والدته سلوى محمد علي، ويطلب أن تسامحه ويعترف لها قائلاً «أنا حاولت أصلح مع كل الناس ولم أصلح مع أهم واحدة، كنت حاسبها غلط».
وتعيش «فيروز» (ريهام عبد الغفور) صدمة رحيل «مريم» وتستعيد ذكرياتها معها وهي طفلة تدللها، تستفيق من أزمتها وتدعو «عمر» لتناول طعام العشاء معها قبل سفره للخارج، وعلى ضوء الشموع يعترف أنهما ارتكبا خطيئة كبيرة وتطلب منه تناول العشاء، وبعد لحظات يبدأ في الترنح وهو يسألها «هل أحببتني كما أحببتك يا فيروز؟»، فتتناول الطعام نفسه، ويسقط أمامها، فيما تتمدد بجواره في الحديقة.

وأثارت نهاية المسلسل تبايناً بين متابعين، رأوا فيها استنساخا لنهاية فيلم «موعد على العشاء» لأبطاله سعاد حسني وحسين فهمي وأحمد زكي ومخرجه محمد خان، حيث قامت بطلته سعاد حسني بدعوة زوجها السابق لتناول العشاء معها انتقاماً منه بعد قتله الرجل الذي أحبته وكانت تستعد للزواج منه، ودسّت السم في الطعام ليتناوله ويسقط ميتاً وتتناول مثله الطعام المسموم، مؤكدة أن كليهما لا يستحق الحياة.
وعد متابعون هذه النهاية تقليداً لنهاية الفيلم الذي تم إنتاجه قبل أكثر من أربعين عاماً، فيما رأى فريق آخر أن النهاية المأساوية لأبطاله تعد نتيجة منطقية وعادلة لما ارتكبوه من أفعال غير سوية.
واعتبر المؤلف بشير الديك، اقتباس نهاية فيلم «موعد على العشاء» الذي كتب له السيناريو والحوار، أمراً يتكرر في الأعمال الكلاسيكية، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، «لم أشاهد حلقات مسلسل (أزمة منتصف العمر) لكنني مؤمن تماماً أن الأصل هو الأبقى دائماً، فما أكثر الأعمال الكلاسيكية التي تم الأخذ منها، هذا أمر لا يغضبني، لكن الأهم أن يكون ذلك مرتبطاً بالدراما التي يطرحها المسلسل».
وتابع: «مشهد نهاية فيلم (موعد على العشاء) أثار جدلاً واسعاً، حتى أن بطلته النجمة الراحلة سعاد حسني تساءلت كيف تأكل من الطعام وهي تدرك أنه سام، وأقنعها المخرج محمد خان بوجهة نظره للفيلم الذي استوحى فكرته من خبر صغير نشر بالصحف عن زوجة قامت بوضع السم لزوجها انتقاماً منه، وقد بنينا عليه أحداث الفيلم، الذي حقق نجاحاً جماهيرياً ونقدياً مهماً، حتى أن مخرجاً ألمانياً اتصل بي لرغبته في عمل فيلم مستوحى من تلك النهاية».
وكان المسلسل الذي كتبه أحمد عادل، وأعد المعالجة الدرامية له بطله الفنان كريم فهمي ومخرجه كريم العدل، وإنتاج صادق وأنور الصباح، قد أثار جدلاً واسعاً منذ عرض حلقاته الأولى، وواجه اتهامات عديدة؛ تارة بتشابهه مع المسلسل التركي «العشق الممنوع»، وتارة بتكراره لتيمة فيلم «الحب المحرم» لشكري سرحان وميرفت أمين ومديحة يسري.

في المقابل، حصد المسلسل إشادات كبيرة، ورأى متابعون أنه عمل «خارج الصندوق» وبعيد عن الحكايات التقليدية التي تطرحها الدراما التلفزيونية، وأن أحداثه واقعية، وإن اتسمت بجرأة، من منطلق أنه يتناول المرض النفسي والأزمات التي يواجهها الإنسان منذ طفولته، وكيف تؤثر على مجرى حياته، وهو ما أشار إليه بطل الحلقات كريم فهمي في الحلقة الأخيرة.
وعبرت الناقدة ماجدة خير الله، عن تضامنها مع المسلسل، قائلة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، «معظم جمهورنا يفتقد فن المتابعة، وقد بدأوا الهجوم مع عرض الأفيش، فكل من عنده مشكلات شخصية أو لديه أفكار خاصة يعكسها على موقفه من العمل، وكأنهم لا يدركون معنى الدراما التي هي في الأصل صراع بين الخير والشر أو الشر والشر، لكن الناس تستعجل النتيجة ولا تنتظر النهاية، فالشر يأكل بعضه، ونحن بشر ولسنا ملائكة، ومن ارتكب خطيئة سيظل معذباً بها، والواقع قد يكون أسوأ بكثير، ففي حادثة فتاة بورسعيد التي قتلت أمها وحكم عليها مؤخراً ما هو أسوأ من علاقة غير شرعية وقتل للأم التي تصدت لها بدم بارد».
وتواصل خير الله قائلة: «بشكل عام أرى أن المسلسل قدم تجربة متميزة حققت صدى جيداً، ولم يتوقف البعض عند المستوى الفني البارع له والأداء المتفوق لأبطاله وأسلوب الإخراج الجديد الذي حققه المخرج كريم العدل».
وحول مشهد النهاية الذي جاء تكراراً لنهاية فيلم «موعد على العشاء»، تقول خير الله: «علاقات أبطال المسلسل خربة، مثلما كانت علاقة بطلة الفيلم بزوجها السابق، ولا يقلل ذلك من المسلسل، لا سيما أن صناعه قدموا تحية للمخرج الكبير محمد خان في تيتر المقدمة».


مقالات ذات صلة

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

يوميات الشرق مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

دافع المخرج المصري خالد يوسف عن مسلسله الأخير «سره الباتع» الذي عُرض في رمضان، قائلاً إنَّه تعرَّض لحملة هجوم ممنهجة. وربط يوسف في «سره الباتع» بين زمن الحملة الفرنسية على مصر (1798 - 1801)، وحكم «الإخوان المسلمين» قبل ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، ورصد التشابه بينهما في سعيهما لتغيير «هوية مصر». ورأى يوسف، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ المصريين لديهم كما يبدو «قرون استشعار» لمسألة الهوية، و«هذا ما شعرت به من قراءاتي للتاريخ، وهو ما يفسّر لماذا ثاروا على الحملة الفرنسية، وعلى حكم (الإخوان) بهذه السرعة». وواجه المسلسل انتقادات عدة، بعضها يرتبط بالملابس وشكل جنود الحملة الفرنسية، لكن يوسف رد على

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق «سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

«سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

تعود العراقية سهير القيسي إلى «إم بي سي» بعد غياب. تُجدّد في الاتجاه، فيصبح حواراً في الفن بعد قراءة لنشرات الأخبار ولقاءات في السياسة. ضيف الحلقة الأولى من برنامجها «سهير شو من أربيل» الفنان السوري معتصم النهار. طفت محاولات نفضها الصورة «الجدّية» وإذعانها لبداية جديدة. تزامُن عرض الحلقة مع العيد برّر غلبة «الإنترتيمنت»؛ دبكة و«بوش آب» و«راب»، دفعها للتعليل الآتي لشخصيتها التي عهدها الناس وللحوارات العميقة. لعلّها مع تقدّم الحلقات لن تحتاج لجهد ساطع يثبت العفوية ويؤكد للآخرين أنها في موقعها. ستفسح المجال للانسياب فيعبّر عن نفسه وعنها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

حقق الممثل وسام فارس حضوراً مميزاً في دراما رمضان 2023 المشتركة، وكاد أن يكون النجم اللبناني الوحيد الذي سطع في سمائها. وسام الذي تابعه المشاهد العربي قبيل موسم رمضان في مسلسل «الثمن» كان له حضوره المميز في العملين الدراميين الرمضانيين «سفر برلك» و«وأخيراً». وجاء اختياره في دور بطولي في «سفر برلك» بمثابة فرصة سانحة، ليطل على الساحة العربية مرة جديدة، ولكن من باب عمل تاريخي ضخم. هذا العمل يصنّفه فارس بالمتكامل الذي برز فيه مستوى عال في التصوير والإخراج بميزانية عالية رصدتها له الـ«إم بي سي». بدأ الاتصال بوسام فارس من أجل المشاركة في «سفر برلك» منذ عام 2018.

يوميات الشرق يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يتمتع الممثل يامن الحجلي، صاحب لقب «فارس الدراما السورية»، بخلفية درامية غنية، فإضافة إلى كونه كتب مسلسلات عدّة، فقد حقق نجاحات واسعة في عالم التمثيل، إذ قدّم، في 10 سنوات، أكثر من 30 مسلسلاً؛ بينها «الصندوق الأسود»، و«أرواح عارية»، و«أيام الدراسة»، و«طوق البنات»، و«هوا أصفر»، و«باب الحارة 7»، وغيرها... وهو يطلّ حالياً في مسلسل «للموت 3»، مجسداً شخصية «جواد»، الذي يُغرَم بإحدى بطلات العمل «سحر» (ماغي بوغصن). يؤدي الحجلي المشاهد بلغة جسد يتقنها، خصوصاً أنّ دوره تطلّب منه بدايةً المكوث على كرسي متحرك لإصابته بالشلل.


الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
TT

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح. وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث لأنه يدفعنا إلى «إزالة أي تهديدات» وتحقيق أهدافنا، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

وأوضح الأكاديمي، وهو أستاذ في علم الأعصاب والنوم في مستشفى كينغز كوليدج في لندن، أن الغضب يمكن أن يخدم «غرضاً مفيداً للغاية» ويمكّن من تحقيق نتائج أكثر ملاءمة.

وفي حديثه ضمن بودكاست Instant Genius، قال الدكتور ليشزينر إن هرمون التستوستيرون يلعب دوراً رئيساً في ذلك، حيث يستجيب الهرمون - الذي تشير بعض الدراسات إلى أنه مرتبط بالعدوانية والغضب - للنجاح.

وتابع «لذا، إذا فزت في رياضة، على سبيل المثال - حتى لو فزت في الشطرنج الذي لا يُعرف بشكل خاص أنه مرتبط بكميات هائلة من العاطفة - فإن هرمون التستوستيرون يرتفع... تقول إحدى النظريات إن هرمون التستوستيرون مهم بشكل أساسي للرجال على وجه الخصوص لتحقيق النجاح».

«شعور مهم»

وحتى في العالم الحديث، لا يزال الغضب يشكل حافزاً مهماً للنجاح، بحسب ليشزينر، الذي أوضح «إذا أعطيت الناس لغزاً صعباً للغاية لحله، وجعلتهم غاضبين قبل أن تقدم لهم هذا اللغز، فمن المرجح أن يعملوا عليه لفترة أطول، وقد يجدون فعلياً حلاً له... لذا، فإن الغضب هو في الأساس عاطفة مهمة تدفعنا إلى إزالة أي تهديدات من هدفنا النهائي».

وأشار إلى أن المشكلة في المجتمعات البشرية تكمن في «تحول الغضب إلى عدوان».

لكن الغضب ليس العاطفة الوحيدة المعرضة لخطر التسبب في الضرر، حيث لاحظ أن مشاعر أخرى مثل الشهوة أو الشراهة، قادرة على خلق مشكلات أيضاً. وتابع «كلها تخدم غرضاً مفيداً للغاية، ولكن عندما تسوء الأمور، فإنها تخلق مشكلات».

ولكن بخلاف ذلك، إذا استُخدمت باعتدال، أكد الدكتور أن هذه الأنواع من المشاعر قد يكون لها بعض «المزايا التطورية».