اعتبرت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، أن جميع العقود التي تبرمها مع الشركات الأجنبية تتم «بشكل مهني يراعي أهمية الحفاظ على مصالح الشعب والدولة الليبية، وفقاً للتشريعات والقوانين والأحكام المعمول بها».
وجاء رد المؤسسة الوطنية للنفط على موقع فرنسي سبق وأفاد منتصف الأسبوع، بأن النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور، يجري تحقيقاً بشأن «تحويل مشبوه» بقيمة أربعة ملايين دولار من المؤسسة لحساب سويسري تابع لشركة في إحدى الدول العربية.
ولفت الموقع حينها، أن «أمر تحويل المبلغ صدر قبل عدة أسابيع، ولكن جرى حظره من قبل إدارة الامتثال للمصرف الليبي الخارجي الذي يدير أموال المؤسسة الوطنية للنفط»، لكن الأخيرة نفت ذلك جملة وتفصيلاً.
وقالت المؤسسة الوطنية، في بيان، إن ما ذهب إليه الموقع الفرنسي، مجرد «مزاعم وادعاءات مزيفة»، مشيرة إلى أنه «ادعى زوراً بأن النائب العام في طرابلس فتح تحقيقاً حول مدفوعات قامت المؤسسة الوطنية للنفط بتحويلها إلى أطراف خارجية معينة؛ وهو ما لم يحدث».
ونقلت وسائل إعلام محلية عن الموقع الفرنسي، أن النائب العام «يشتبه في ارتباط العديد من هذه المدفوعات بعملية غسل أموال»، وفق مصدر مطلع على القضية.
وعبّر المصدر ذاته للموقع عن اعتقاده بوجود اتفاق يسمح بدفع أموال من المؤسسة الوطنية للنفط إلى صدام نجل المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، وفقاً لاتفاق جرى التوصل إليه مؤخراً في يوليو (تموز) الماضي مع إبراهيم الدبيبة، ابن عم رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة.
وأمام هذه «الأقاويل»، أكدت المؤسسة الوطنية للنفط على «حيادية واستقلالية عملها في ربوع ليبيا كافة»، منوهة إلى أنها بصدد اتخاذ إجراءات قانونية ومقاضاة الجهات التي تروج «لأخبار مزيفة» محاولة بذلك تشويه صورة المؤسسة ومجلس إدارتها وإدخالها طرفاً في أي صراع سياسي.
وسبق وأقال الدبيبة، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط السابق مصطفى صنع الله، وعين فرحات بن قدارة، بدلاً منه، في أجواء متوترة لا تزال آثارها تتصاعد حتى الآن، وهي الإقالة التي رفضها الأول مما اضطره للجوء إلى القضاء الليبي.
وقضت الدائرة الإدارية بمحكمة استئناف جنوب طرابلس مساء (الخميس)، برفض الطعن الذي تقدم به صنع الله ضد قرار تسمية مجلس جديد للمؤسسة الوطنية للنفط، لكن الأخير يرى أن هناك «محاولة تلاعب بالمؤسسة الوطنية يتم بمقتضاها عقد صفقات سرية».
في شأن آخر، قال لؤي القريو، المستشار الإعلامي للمؤسسة الليبية للاستثمار، إن المؤسسة تقدمت باستئناف أمام محكمة استئناف بروكسل ضد إجراءات التحفظ المتخذة من قاضي التحقيق البلجيكي على أموالها المودعة لدي بنك «يورو كلير» بروكسل، والمرتبطة بمطالبات الأمير البلجيكي لوران ضد وزارة الزراعة الليبية.
وأضاف القريو، في تصريح صحافي اليوم (الجمعة)، إن المؤسسة «نجحت من خلال الحكم الذي أصدرته محكمة استئناف بروكسل في الحادي والعشرين من الشهر الحالي في بسط رقابة المحكمة على إجراءات قاضي التحقيق البلجيكي، وإعادة النظر في الإجراءات التحفظية المتخذة منه عند تسلمه ملف الإنابة القضائية من السلطات القضائية الليبية».
وتؤكد المؤسسة على أن هذا الحكم «لم يتضمن أي إجراءات جديدة على أصولها وأموالها في بلجيكا أو ضد رئيسها»، مشيرة إلى أنها «تتمسك بالقيام بجميع الإجراءات القانونية والقضائية لحماية أصولها من الإجراءات التي يقوم بها الأمير لوران ضد المؤسسة في بلجيكا للتنفيذ عليها نظير مطالباته قبل وزارة الزراعة الليبية».
وكان الدبيبة، اتهم بشكل علني، بلجيكا، بـ«محاولة الاستيلاء على أموال الليبيين المودعة في أحد بنوكها». وكانت الأمم المتحدة وضعت في سنة 2011 أصول ليبيا واستثماراتها الخارجية، التي تتولى إدارتها «الهيئة الليبية للاستثمار» (الصندوق السيادي الليبي)، تحت الحراسة القضائية لمنع الاختلاس.
وترجع قصة هذا النزاع إلى 13 يناير (كانون الثاني) 2021، عندما أعلن وزير المالية البلجيكي، فنسنت فان بيتيغيم، عن تحرك بلاده لدى لجنة العقوبات بمجلس الأمن الدولي لرفع التجميد عن جزء من الأرصدة الليبية البنكية المجمدة لدى أحد البنوك البلجيكية؛ لاقتطاع مستحقات على ليبيا تقدر بـ47 مليون يورو لصالح مؤسسة الأمير لوران، الشقيق الأصغر للملك فيليب، تعويضاً عن «خسائر» لحقت بإحدى منظماتها، التي كانت تجري مشروعاً في ليبيا قبل عام 2010.
لكن في الشهر التالي من العام نفسه نجحت سلطات طرابلس آنذاك في منع بلجيكا من ذلك، بعدما رفضت لجنة العقوبات الطلب المقدم من الحكومة البلجيكية، على اعتبار أنه لا ينطبق على الفقرة 21 من قرار مجلس الأمن
«الليبية للنفط» تنفي تحويل «أموال مشبوهة» إلى خارج البلاد
المؤسسة قالت إنها «تراعي مصالح الدولة» وفق التشريعات
«الليبية للنفط» تنفي تحويل «أموال مشبوهة» إلى خارج البلاد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة