وزير الخارجية الماليزي: نريد أن نكون جزءاً من المبادرات السعودية

قال لـ«الشرق الأوسط» إن سياسة طالبان ضد المرأة تفشل المساعي لأي حلول

عبد القادر خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: عبد الرحمن السالم)
عبد القادر خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: عبد الرحمن السالم)
TT

وزير الخارجية الماليزي: نريد أن نكون جزءاً من المبادرات السعودية

عبد القادر خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: عبد الرحمن السالم)
عبد القادر خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: عبد الرحمن السالم)

(حوار سياسي)
في وقت تسعى فيه كوالالمبور لتوسيع التنسيق الاستراتيجي والتعاون الدفاعي والتكنولوجي والصناعي مع الرياض، أكد الدكتور زمبري عبد القادر وزير الخارجية الماليزي، أن السعودية شريك مهم جدا لبلاده، متطلعا إلى العمل من كثب مع المملكة في مختلف المجالات.
وقال وزير الخارجية الماليزي في حوار مع «الشرق الأوسط» من الرياض: «نمت علاقاتنا الاقتصادية والتجارية بنسبة 159 في المائة خلال عام 2022، لذا أعتقد خلال الأعوام المقبلة، أنه سيكون لدينا المزيد في العلاقة التجارية بين البلدين وكذلك فيما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية». وأضاف عبد القادر: «ناقشت مع نظيري الأمير فيصل الفرحان، سبل دفع أعمال مجالس التنسيق الماليزية السعودية العربية لتحقيق أكبر منفعة للبلدين، وكيفية استخدام ذلك كمنصة وآلية جيدة لمزيد من التعاون واستكشاف مجالات جديدة للشراكات، في مختلف المجالات الحيوية؛ من بينها الأمن والدفاع والاقتصاد والتجارة والتعليم».
وتابع: «لدى ماليزيا والسعودية استراتيجية أمنية ودفاعية طويلة الأمد، وهناك مقترح بمذكرة تفاهم حول التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا والصناعة للدفاع الوطني في 2021، لذلك نحن أقوياء للغاية فيما يتعلق بتنسيقنا مع المملكة في مكافحة أي ضربة محتملة».
وعلى صعيد الحرب الروسية الأوكرانية، قال عبد القادر: «على الرغم من الالتزام الماليزي بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، المستمد من مبادئ دول عدم الانحياز، غير أننا نعرب عن قلقنا العميق بشأن الصراع المستمر في أوكرانيا، ولذلك نحث جميع الأطراف على اتخاذ إجراءات فورية لعدم تصعيد الموقف ومنع وقوع المزيد من الضحايا». فإلى تفاصيل الحوار:
> أنتم حاليا في الرياض... فما الهدف من زيارتك، وما الموضوعات التي تم بحثها؟
- الهدف تأكيد استراتيجية وأهمية علاقة البلدين، واستكشاف المزيد من فرص التعاون الشامل بين البلدين، وفي هذا السياق، التقيت عددا من المسؤولين، من بينهم الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، حيث بحثنا عددا من القضايا، وهو أول اجتماع لي معه بصفته وزير خارجية جديداً لماليزيا، فالمملكة من أهم دول الشرق الأوسط وغرب آسيا.
ناقشنا سبل إيجاد الطرق والوسائل لاستكشاف شراكات اقتصادية وتجارية، إذ كان باهرا أن نمت علاقاتنا الاقتصادية والتجارية بنسبة 159 في المائة خلال عام 2022؛ لذا أعتقد خلال الأعوام المقبلة، أنه سيكون لدينا المزيد في العلاقة التجارية بين البلدين وكذلك فيما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية، كما ناقشنا أعمال مجالس التنسيق الماليزية السعودية العربية لتحقيق أكبر منفعة للبلدين، وكيفية استخدام ذلك كمنصة جيدة، وآلية لمزيد من التعاون واستكشاف مجالات جديدة للشراكات، في مختلف المجالات الحيوية؛ من بينها الأمن والدفاع والاقتصاد والتجارة والتعليم.
وبحثت مع نظيري الأمير فيصل الفرحان، أهم المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها، مع العمل على تكثيف التنسيق المشترك في المجال السياسي، وتوطيد التعاون الاقتصادي، بما يحقق المصالح المشتركة.
> كيف تنظرون إلى مستوى العلاقات السعودية الماليزية ومستقبلها؟
- السعودية شريك مهم جدا لماليزيا، حيث يستمتع البلدان بعلاقة وطيدة على مدى عقود، ونسعى لتعزيزها بشكل أكبر، وعلينا استكشاف المزيد من المجالات، وأعتقد مع القيادة والحكومة في بلدينا، أننا قادرون، على حشد المزيد من الزخم بين الجانبين للمضي قدما نحو المستقبل، نأمل في أن تتعزز العلاقة بين ماليزيا والسعودية بشكل أكبر ونتطلع إلى العمل من كثب مع المملكة في مختلف المجالات.
> هل ستكون لكم مساهمة خلال مبادرتي «الشرق الأوسط الأخضر» و«السعودية الخضراء» والاهتمام بالمناخ؟ وإلى أي حد تمثل فرصة لتعزيز التعاون بين البلدين؟
- نريد أن نكون جزءا من هذه المبادرات، بالقدر نفسه الذي تكون عليه «الرؤية السعودية 2030»، إذ إنها تعزز التنمية والتطوير المستقبلي للمملكة، وتمضي لتغيير المشهد الاقتصادي وأيضا لتغيير البلدان كلها إلى الجديد، لذلك نحن متحمسون بأن نكون جزءا من ذلك ويمكننا استخدام الشركات الجيدة والشركات الذكية الحكومية، للعمل معا، ليس فقط لتعرف استكشافاتها ولكن من أجل تعزيز الشراكة في التطورات.
> هل هناك تنسيق ماليزي سعودي لمحاربة الإرهاب وتعزيز الاستقرار بالمنطقة؟
- قضايا الإرهاب تتصدر أولوياتنا، من المهم جدا بالنسبة لنا معالجة هذا الأمر، فهو لا يقتصر فقط على منطقة معينة أو بلد معين، إذ تشكل قضايا الإرهاب حقا خطورة لجميع الناس في كل العالم، لذا فإن ماليزيا والسعودية لديهما استراتيجية أمنية ودفاعية طويلة الأمد، وهناك مقترح بمذكرة تفاهم حول التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا والصناعة للدفاع الوطني في 2021 وأنشأنا مكتب ملحق الدفاع الماليزي هنا منذ عام 2017، كما تمت دعوة قواتنا المسلحة الماليزية للمشاركة في مبادرة التدريب.
وافقت حكومتنا الماليزية على نشر اثنين من ضباطنا العسكريين تحت إشراف دعوة المملكة إلى التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، بحيث تكون هيئة حكومية دولية لمكافحة الإرهاب مدربة من قبل مختلف الدول الإسلامية لتعزيز التعاون في تبادل المعلومات الاستخباراتية وتبادل المعلومات في جهودنا الجماعية لمكافحة الإرهاب. وكانت ماليزيا من أشد المؤيدين لمبادرة منظمة التعاون الإسلامي في مكافحة الإرهاب لمنع التطرف والعنف، لذلك فنحن أقوياء للغاية فيما يتعلق بتنسيقنا مع السعودية في مكافحة أي ضربة محتملة. الإرهاب ليس فقط في منطقة محددة ولكن في أي جزء من العالم.
العالم أصبح مترابطا، فما يحدث في منطقة، سيمتد تأثيره على أجزاء مختلفة من العالم، لذلك إذا حدث أي شيء في هذه المنطقة، فسيتأثر جنوب شرقي آسيا وماليزيا، ما يحتم بذل هذه الجهود المنسقة جيدا بشكل خاص مع السعودية، وهذا ما نفعله منذ سنوات وسنمضي به قدما إلى الأمام لمواجهة تهديد الإرهاب.
> ماذا عن سياسة الحكومة الماليزية تجاه مكافحة الفساد ونتائجها؟
- هذا واضح للغاية مع السياسة الحالية للحكومة الماليزية، إذ إننا حازمون جدا في مكافحة الفساد، وماليزيا واحدة من الدول الصارمة للغاية، من حيث القوانين واللوائح، فيما يتعلق بقانون الفساد، لذلك لن نتسامح مع أي شكل من أشكال إساءة استخدام السلطة لممارسة الفساد، ليقيننا أن هذا يؤدي إلى انهيار البلد؛ لذلك فإن هذا يفسر الالتزام الجديد للحكومة الحالية وليس مجرد صوت أقوى لمواجهة الفساد، وأنت تتعرف بين الحين والآخر ذلك من خطابات رؤساء الوزراء، كما يمكنك أن تعرف أنه يمكنك متابعة الأيام الأخرى التي تستمر في تذكير الشعوب بما نحتاج إليه من أجل وجود حكومة قوية، خالية من الفساد، إذ إننا مصممون جدا على الذهاب قدما في هذا الاتجاه، ويمكننا مكافحة أي شكل من أشكال الفساد.
> ما الموقف الماليزي من الحرب الروسية الأوكرانية؟ ما آثار الحرب الاقتصادية والأمنية؟
- بما أن موقف ماليزيا يستمد قوته من مبادئ دول عدم الانحياز، ما يجعل البعض يستغرب الالتزام الماليزي بمبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، فإن ماليزيا بالطبع تعرب عن قلقها العميق بشأن الصراع المستمر في أوكرانيا، ولذلك فإننا نحث جميع الأطراف على اتخاذ إجراءات فورية لعدم تصعيد الموقف ومنع وقوع المزيد من الضحايا، فهذه خطوة مهمة للغاية بالنسبة لماليزيا.
من هذا المنطلق، تدعو ماليزيا إلى إجراء حوارات ومفاوضات، تستند إلى القانون الدولي، بموجب ميثاق الأمم المتحدة بالدعوة إلى السلام والمصالحات، فهذا هو موقفنا، مع الدعوة لفسح المجال لمجموعات الطاولة النهائية للجلوس في وقت الحرب، ومن المهم جدا أيضا بالنسبة لنا معالجة هذا الأمر، ومن ثم عدم إيذاء الشعوب البريئة، فهذه مجرد قضية أخرى. يتعين علينا السماح لمجموعات حقوق الإنسان الدولية بالدخول إليها. نرفض أي محاولة للتسبب في مزيد من المعاناة التي تشهدها الشعوب في ذلك الجزء من العالم، لذلك باختصار ندعو جميع الأطراف إلى متابعة حواراتنا لحل النزاع المستمر ونأمل أن يتم ذلك بسرعة لتجنب المزيد من المعاناة للأشخاص الأبرياء.
> ما مستجدات المساعي الماليزية للتوسط في المحادثات مع طالبان؟
- في محادثاتي أمس مع الأمناء العامين لمنظمة التعاون الدولي، ناقشنا هذا الأمر، لبحث الوضع في أفغانستان، لأنه على الأقل، يتعلق الأمر بمسائل إيجاد أفضل الحلول للمشاكل الحالية، كإعادة الإعمار بعد الحرب وتعزيز الجهد الإنساني الذي يجب أن يكون مرحبا به ويجب تأكيده من قبل جميع الأطراف، ولكن برزت قضية جديدة في المواقف الحالية، تتمثل في السياسة الحكومية ضد المرأة، فهي تمييزية للغاية، لذا يجب ألا نسمح لهذا أن يحدث، لأننا إذا فعلنا ذلك فستعاني النساء، إذ يتحتم أن تمنح المرأة الحق في الوصول إلى التعليم، كأحد الأمثلة الكلاسيكية للتطور الأخير في تلك الحكومة، الذي يظهر حتى من القصص المحزنة التي تحدث داخل أفغانستان، على الرغم من الجهود الدولية، التي تحاول مساعدتهم على الانفتاح وأيضا لتقديم المساعدة لإعادة إعمار أفغانستان.
نأمل أن تعيد طالبان التفكير في هذا التطور وأن يعودوا لأي مفاوضات مع المجتمع الدولي بقلب مفتوح، حتى يسمح بإعادة بناء أفغانستان، التي لا يمكن عزلها عن قضايا سوء المعاملة ضد النساء وما إلى ذلك، علما أنه من الصعب جدا في بعض الأحيان على العامل الإنساني أن يأتي إلى هناك بسبب العقوبات التي تفرضها القوى العظمى في أميركا، وما إلى ذلك، لذا يتعين علينا أن نعود معا على الأرجح من خلال جهود منظمة التعاون الإسلامي لمعرفة كيفية العثور على الأفضل.
ومع أن ماليزيا مستعدة للتوسط في ذلك، لكن ذلك يخضع لسياسات حكومتهم، وهو أمر صعب للغاية في الوقت الحالي على أي مجتمع أو حكومة تحتاج إلى قبول وطني واعتراف دولي، ولذلك نأمل أن يعودوا لمناقشة ما نمضي جميعا قدما في الطريق إليه.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».