إيران تتحدث عن «إزالة الالتباس» بشأن اليورانيوم المخصب بنسبة 84 %

مسؤول «الذرية» الإيرانية أعلن عن وصول مفتشين دوليين

إسلامي خلال افتتاح معرض للصناعة النووية في 2 فبراير 2023 (تسنيم)
إسلامي خلال افتتاح معرض للصناعة النووية في 2 فبراير 2023 (تسنيم)
TT

إيران تتحدث عن «إزالة الالتباس» بشأن اليورانيوم المخصب بنسبة 84 %

إسلامي خلال افتتاح معرض للصناعة النووية في 2 فبراير 2023 (تسنيم)
إسلامي خلال افتتاح معرض للصناعة النووية في 2 فبراير 2023 (تسنيم)

بعد يومين من تسريب معلومات كشفت عن عثور مفتشي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» على يورانيوم مخصب بنسبة 84 في المائة، بدرجة نقاء تلامس 90 في المائة؛ لازمة لإنتاج أسلحة ذرية، أعلن مسؤولون في وزارة الخارجية الإيرانية و«الذرية» الإيرانية عن وصول فريق من مفتشي الوكالة التابعة للأمم المتحدة؛ لـ«إزالة الالتباس» و«الغموض».
وقال رئيس «منظمة الطاقة الذرية الإيرانية»، محمد إسلامي، إن مفتشين من «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، التابعة للأمم المتحدة، موجودون في طهران ويعملون على إزالة «الالتباس»، مضيفاً أن المفتشين «بدأوا مفاوضات وزيارات وعمليات تدقيق منذ (أمس). وتجري إزالة أوجه لبس سببها أحد المفتشين»، وفق ما أوردت وكالة «رويترز» عن وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري».
ونُقل عن إسلامي قوله: «من خلال التواصل والتنسيق، نمنع ظهور أوجه التباس جديدة وتعطيل تعاوننا مع الوكالة». وبدورها؛ نسبت وكالة الصحافة الفرنسية إلى إسلامي قوله إن «علاقتنا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مستمرة في إطار الضمان والسلامة النووية».
ووفق «رويترز»؛ تناقش الوكالة التابعة للأمم المتحدة نتائج أنشطة تحقق جرت مؤخراً مع إيران بعدما أفادت وكالة «بلومبرغ» بأن الوكالة رصدت اليورانيوم المخصب لدرجة نقاء 84 في المائة، مما يعزز مخاوف من تغيير مسار البرنامج النووي الإيراني باقتراب طهران من درجة النقاء اللازمة لتصنيع أسلحة. وأوضح المدير العام لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، رافاييل غروسي، في تغريدة مساء الأحد، أنه سيبقي «مجلس المحافظين على اطلاع».
وسارع المتحدث باسم «منظمة الطاقة الذرية الإيرانية»، بهروز كمالوندي، إلى نفي التقرير يوم الاثنين، قائلاً إن «القضايا المنشورة افتراء وتشويه للحقائق، ووجود ذرة أو ذرات يورانيوم أعلى من 60 في المائة في عملية التخصيب لا يعني التخصيب فوق 60 في المائة».
وكانت «بلومبرغ» قد ذكرت في تقريرها أنه «على المفتشين تحديد ما إذا كانت إيران قد أنتجت هذه المادة عن قصد، أم إن التركيز ناتج عن تراكم غير مقصود» بسبب صعوبات تقنية في أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم. وأكد دبلوماسي لوكالة الصحافة الفرنسية أن «هذه النسبة... صحيحة»، وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعطي الآن إيران «فرصة للتوضيح؛ لأنه من الممكن على ما يبدو أن تبلغ مستويات تخصيب (اليورانيوم) ذرواتها».
وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، الأربعاء، إن مدير «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، رافاييل غروسي، سيزور طهران في الأيام المقبلة.
وذكر عبداللهيان في إفادة صحافية مع نظيره العراقي في بغداد: «في إطار المفاوضات؛ سيتوجه مسؤولو (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) إلى طهران خلال الأيام المقبلة». وأضاف: «نتمنى أن يتوصل غروسي إلى اتفاق مع منظمة الطاقة الذرية الإيرانية من منظور فني غير سياسي».
وهذه المرة هي الثانية التي يتحدث فيها عبداللهيان عن زيارة غروسي منذ نشر تقرير «بلومبرغ»؛ ففي مساء الأحد، تلقى الوزير الإيراني مكالمة هاتفية من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل؛ الذي طالب إيران بالوفاء بالتزاماتها حيال «الوكالة الدولية». وخلال الاتصال، قال عبداللهيان: «إننا نخطط لزيارة غروسي إلى طهران، ولدينا مبادرات مشتركة على جدول الأعمال» وفق ما نقلت وكالات إيرانية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تلقي فيها إيران باللوم على المفتشين الدوليين؛ ففي بداية هذا الشهر ألقت طهران باللوم على مفتش في «الوكالة الدولية»، بعدما واجهت انتقادات من الوكالة لعدم إبلاغها عن إجراء تعديل «جوهري» في ربط سلسلتين، أو مجموعتين، من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المائة في «فوردو». وقال دبلوماسيون إن التعديل يعني أن إيران يمكن أن تتحول بسرعة إلى مستوى أعلى من التخصيب.
وقال إسلامي في ذلك الحين: «بعثنا برسالة إلى الوكالة بأن المفتش (...) ارتكب خطأ ورفع تقريراً غير دقيق. لكن مجدداً؛ قام المدير العام للوكالة بنشر ذلك عبر الإعلام»، وأضاف: «هذا التصرف غير احترافي وغير مقبول، ونأمل في ألا يواصل المدير العام للوكالة هذه الممارسة؛ لأن هذا الأمر غير مقبول حيال سمعة الوكالة». وقالت «الذرية الإيرانية» إن التقرير يعود إلى «خطأ» من المفتش الدولي، وإن المسألة تم «إيضاحها» قبل صدور التقرير للدول الأعضاء.
وكان غروسي أعرب في يناير (كانون الثاني) الماضي عن قلقه بشأن «المسار» الذي سلكه برنامج إيران النووي. وحذر بأن الإيرانيين «جمعوا ما يكفي من المواد النووية لصنع كثير من الأسلحة النووية»، رغم الحاجة إلى مزيد من الخطوات.
ومنذ انسحاب الولايات المتحدة عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بدأت إيران تدريجياً في عدم الامتثال للقيود التي فرضها الاتفاق على برنامجها النووي،
ومنذ عودة إدارة جو بايدن إلى مسار المحادثات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي في أبريل (نيسان) 2021، تخصب إيران اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 60 في المائة بمنشأة «نطنز» وسط البلاد. وقبل 3 أشهر بدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة بموقع ثانٍ هو «فوردو».


مقالات ذات صلة

«الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

شؤون إقليمية «الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

«الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التقارير بشأن إعادة وضع كاميرات مراقبة في إيران، في سياق الاتفاق الأخير بين مدير الوكالة التابعة للأمم المتحدة والمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية. وقال فريدريك دال، المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، أمس، إن «العمل جار» دون تحديد عدد الكاميرات أو المواقع التي وصلتها الوكالة الدولية. وأفادت «جمعية الحد من التسلح» التي تراقب امتثال لدول لمعاهدة حظر الانتشار النووي ومقرها واشنطن، بأن الوكالة الدولية بدأت في إعادة تركيب كاميرات المراقبة في بعض منشآت إيران التي تقترب من عتبة الأسلحة النووية. وتوصل غروسي في طهران بداية مارس

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية أنباء عن إعادة كاميرات المراقبة «الأممية» في منشآت نووية إيرانية

أنباء عن إعادة كاميرات المراقبة «الأممية» في منشآت نووية إيرانية

أفادت «جمعية الحد من التسلح» بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدأت في إعادة تركيب كاميرات المراقبة في بعض المنشآت النووية الإيرانية بموجب الاتفاق الأخير بين مدير الوكالة رافائيل غروسي، وإيران التي تقترب من عتبة الأسلحة النووية. وتوصل غروسي طهران في بداية مارس (آذار) إلى اتفاق مع المسؤولين الإيرانيين بشأن إعادة تشغيل كاميرات المراقبة في مواقع نووية عدة وزيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو. وتسبب الاتفاق في تفادي مجلس محافظي التابع للوكالة الدولية إصداراً جديداً يدين طهران بسبب عدم تجاوبها مع مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خصوصاً تلك المتعقلة بالتحقيق في ثلاثة مواقع سرية، عثر فيها على آثا

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية الكشف عن «فوردو»... أبرز تسريبات مسؤول أعدمته إيران بتهمة التجسس

الكشف عن «فوردو»... أبرز تسريبات مسؤول أعدمته إيران بتهمة التجسس

بعد نحو 5 أشهر على إعدام علي رضا أكبري، النائب السابق لوزير الدفاع الإيراني، على خلفية اتهامه بالتجسس لصالح بريطانيا، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر إسرائيلية وإيرانية أن المسؤول السابق «كان جاسوساً غير متوقع» بسبب ولائه الشديد للنظام، لكنه لعب دوراً رئيسياً في الكشف عن منشأة فوردو التي ضمت أنشطة سرية لإيران قبل أن تعترف طهران بوجود موقع تخصيب اليورانيوم الواقع تحت الأرض في عام 2009. وأعدم أكبري (62 عاماً)، الذي يحمل الجنسية البريطانية، فجر 14 يناير (كانون الثاني)، بعد ثلاثة أيام من تسريب قضية اعتقاله لوسائل الإعلام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية موسكو تُحمل الغرب تعثر إحياء «الاتفاق النووي»

موسكو تُحمل الغرب تعثر إحياء «الاتفاق النووي»

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس من ضياع فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وحمّل الغرب مسؤولية تعثر المفاوضات. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في نيويورك أمس: «سيكون من الخطأ الفادح تفويت فرصة استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن برنامج إيران النووي»، وحمّل «تصرفات الغرب» المسؤولية إذ قال «في هذه المرحلة، لا يعتمد استئناف الاتفاق، على إيران أو روسيا أو الصين... الذين دمروه يجب عليهم إعادته إلى الحياة الآن». وانتقد لافروف «متطلبات جديدة لم يتم ذكرها في المسودة الأولى للاتفاق». وأضاف «لنفترض أنه تم التوصل إلى اتفاق لاستئنافه منذ فترة طويلة.

شؤون إقليمية عبداللهيان يتحدث عن «مبادرات» لاستئناف مفاوضات «النووي»

عبداللهيان يتحدث عن «مبادرات» لاستئناف مفاوضات «النووي»

أعلن وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان، أمس أن بلاده تلقت أفكاراً بشأن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 عن إيران، معرباً عن امتنانه للدور البناء لسلطان عمان ونواياه الصادقة في هذا الصدد. وفي اليوم الثاني لزيارته إلى عمان التي اختتمها أمس متوجهاً إلى بيروت، قال عبداللهيان عقب لقائه مع نظيره العماني إن مسقط «تلعب دائماً دوراً بناء» في محادثات النووية، وأضاف «قد أجرينا المشاورات اللازمة في هذا الصدد». وفي وقت لاحق، نقلت وكالة الأنباء العمانية عن عبداللهيان القول إن سلطنة عُمان لديها «مبادرات جدية» فيما يخص الملف النووي الإيراني «ستسهم» في عودة المفاوضات. وذكرت وزارة الخارجية العما

ميرزا الخويلدي (مسقط)

إسرائيل ترى تهديداً متزايداً من سوريا رغم النبرة المعتدلة لحكامها

إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
TT

إسرائيل ترى تهديداً متزايداً من سوريا رغم النبرة المعتدلة لحكامها

إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (الأحد)، إن التهديدات التي تواجهها إسرائيل من سوريا لا تزال قائمةً رغم النبرة المعتدلة لقادة قوات المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوع، وذلك وسط إجراءات عسكرية إسرائيلية لمواجهة مثل هذه التهديدات.

ووفقاً لبيان، قال كاتس لمسؤولين يدققون في ميزانية إسرائيل الدفاعية: «المخاطر المباشرة التي تواجه البلاد لم تختفِ، والتطورات الحديثة في سوريا تزيد من قوة التهديد، على الرغم من الصورة المعتدلة التي يدّعيها زعماء المعارضة».

وأمس (السبت)، قال القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، الذي يوصف بأنه الزعيم الفعلي لسوريا حالياً، إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه ليس مهتماً بالانخراط في صراعات جديدة في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.

ويقود الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، «هيئة تحرير الشام» الإسلامية، التي قادت فصائل مسلحة أطاحت بالأسد من السلطة، يوم الأحد الماضي، منهيةً حكم العائلة الذي استمرّ 5 عقود من الزمن.

ومنذ ذلك الحين، توغّلت إسرائيل داخل منطقة منزوعة السلاح في سوريا أُقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.

كما نفَّذت إسرائيل، التي قالت إنها لا تنوي البقاء هناك، وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه «إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود»، مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا.

وقالت إنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة، وبعضها نشأ من رحم جماعات متشددة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» و«داعش».

وندَّدت دول عربية عدة، بينها مصر والسعودية والإمارات والأردن، بما وصفته باستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان.

وقال الشرع في مقابلة نُشرت على موقع «تلفزيون سوريا»، وهي قناة مؤيدة للمعارضة، إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.

وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار «بعيداً عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة».