واصلت العملة الإيرانية انخفاضها أمس، بعد العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي، حيث وصل سعر الدولار إلى أكثر من 500 ألف ريال إيراني في مكاتب الصرافة، للمرة الأولى أمس (الثلاثاء)، وسط حالة من العزلة السياسية. وارتفع سعر صرف اليورو الواحد إلى نحو 530 ألفاً و500 ريال. وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على المسؤولين الإيرانيين يوم الاثنين، بسبب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في الاحتجاجات الأخيرة. ووفقاً لخبراء، تمثل العقوبات والعزلة السياسية التي تعانيها إيران سبباً رئيسياً وراء تراجع قيمة الريال. كما أثار توقف المفاوضات الخاصة بإحياء اتفاق فيينا النووي لعام 2015، قلق المتعاملين في سوق الصرف الأجنبية، حيث بات مستقبل الاتفاق يكتنفه الغموض. وعلى مدار السنوات العشر الماضية، فقد الريال أكثر من 90 في المائة من قيمته أمام اليورو.
وأعلن الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين، فرض عقوبات جديدة على مسؤولين وكيانات من إيران، لدورهم في قمع الاحتجاجات الشعبية بالبلاد. وتستهدف العقوبات الجديدة 32 شخصاً وكيانين، وتشمل وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي ووزير التربية والتعليم، إلى جانب سياسيين ومسؤولين آخرين. وتأتي الحزمة في وقت تظاهر فيه آلاف المعارضين للحكومة الإيرانية قرب مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وفي خامس حزمة عقوبات ضد طهران، بسبب قمعها الاحتجاجات، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على إيران تشمل تجميد أصول وحظر تأشيرات على أكثر من 30 كياناً ومسؤولاً، بينهم وزيرا التعليم والثقافة. وتطال التدابير الجديدة 32 شخصاً وكيانين، وتستهدف خصوصاً نواباً ومسؤولين قضائيين وسلطات سجون، متهمين بالضلوع في حملة القمع.
وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول)، تحركات احتجاجية أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً)، بعد أيام من توقيفها من قبل «شرطة الأخلاق» في طهران، على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس في البلاد. وأوقفت إيران ما لا يقل عن 14 ألف شخص خلال الاحتجاجات، وفق الأمم المتحدة.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس (الثلاثاء)، إن الكرة في ملعب إيران للتوصل إلى حل لكسر الجمود المتعلق بالمحادثات حول برنامجها النووي، واتهمها بدعم العدوان الروسي على أوكرانيا. وأضاف بلينكن، في أثناء زيارته لأثينا، أن الولايات المتحدة ملتزمة مع إسرائيل بضمان عدم حصول طهران على «سلاح نووي». وأفاد في مؤتمر صحافي مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس: «لا يوجد جديد. كان الرئيس جو بايدن واضحاً للغاية في أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة».
وحدّ اتفاق عام 2015 من البرنامج الإيراني لتخصيب اليورانيوم، ما جعل من الصعب على طهران تطوير أسلحة نووية، وذلك مقابل رفع العقوبات الدولية. وتنفي إيران باستمرار، سعيها لامتلاك سلاح نووي. وكانت إدارة بايدن تسعى لإحياء اتفاق عام 2015، أو ما يطلق عليها خطة العمل الشاملة المشتركة، التي انسحب منها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عام 2018، لكن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود في سبتمبر (أيلول) الماضي.
واتهم الوزير الأميركي، طهران، بالفشل في التواصل من أجل حل المسألة، قائلاً إن الاتفاق ليس مطروحاً على الطاولة الآن. وأضاف: «ما زلنا نعتقد أنه فيما يتعلق بالبرنامج النووي، فإن الطريقة الأكثر فاعلية واستدامة للتعامل مع هذا التحدي هي الدبلوماسية. ولكن في هذه اللحظة، فإن هذه الجهود مؤجلة لأن إيران ببساطة لا تشارك بطريقة مجدية». وأضاف: «الكثير يعتمد على ما تقوله إيران، وعلى ما تفعله وعلى ما إذا كانت ستشارك أم لا». وأردف: «في غضون ذلك، شهدنا بالطبع تزويد إيران روسيا بطائرات مسيرة لمساعدتها في العدوان على أوكرانيا».
مزيد من تدهور العملة الإيرانية بعد العقوبات الأوروبية
بلينكن: الكرة في ملعب طهران بشأن البرنامج النووي
مزيد من تدهور العملة الإيرانية بعد العقوبات الأوروبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة