«اللغات الأم» جسر لعبور الثقافات

«اللغات الأم» جسر لعبور الثقافات
TT

«اللغات الأم» جسر لعبور الثقافات

«اللغات الأم» جسر لعبور الثقافات

رسالة الأمم المتحدة بمناسبة «اليوم العالمي للغة الأم» تهمنا جداً في العالم العربي من ناحيتين: الناحية الأولى ضرورة اعتماد لغتنا الأم، وهي العربية، في التعليم الجامعي؛ الذي يكاد معظم الجامعات العربية فيه يعتمد اللغتين الإنجليزية والفرنسية بدلاً من العربية. ورغم أن هذا الموضوع قديم وقد سُفِح فيه حِبْرٌ كثير، فإن الاهتمامَ العالمي باللغات الأولى يدعونا إلى مزيد من النقاش والتعمق في قضية تعريب العلوم في المرحلة الجامعية؛ لارتباط ذلك، كما تشير رسالة الأمم المتحدة هذا العام، بـ«التنمية المستدامة». وارتباط العربية بالتنمية المستدامة يجب أن يطرح في إطار علاقة اللغة بمجتمع المعرفة، والاقتصاد، والاستثمار اللغوي ودوره في توطين الصناعة والتجارة والتكنولوجيا والمعارف الحديثة، خصوصاً أن تقارير الأمم المتحدة الإنمائية قد أكدت مراراً على أهمية اللغة العربية ودورها الجوهري في التنمية الاقتصادية والمعرفية والإنسانية. أما الناحية الثانية؛ فهي الاهتمام باللغات المحلية في العالم العربي؛ لأهميتها في نقل الثقافات والقيم التقليدية. ويكفي هنا أن أتحدث عن أهمية اللغات المحلية في عُمان مثل السياحيلية، والجبالية، والكمزارية، والبلوشية. ورغم أن بعضها ليس له نظام كتابي معين، فإنها تشكل جميعاً رافداً بالغ الأهمية في التنمية الثقافية بعمان. ثَمّة أدب، وشِعْر، وحكايات شعبية، وأساطير... وغيرها من ضروب الثقافة تختزنها هذه الألسن، وينبغي أن نفسح لها الطريق ترجمةً ونشراً. ولو أخذنا «السياحيلية» مثلاً؛ فهناك نصوص أدبية، وتاريخية، وسيرية، أعتقد بوجودها إبان الوجود العماني في شرق أفريقيا. ولا أتصور أن العمانيين الذين عاشوا هناك قروناً من الزمن لم يتركوا وراءهم إرثاً معرفياً باللغة السياحيلية. والأمر نفسه ينطبق على اللغة البلوشية، وقد شهدنا ترجمات رائعة قدمها الدكتور خالد البلوشي لبعض من نصوصها الشعرية.
* أكاديمي وأديب عُماني مختص في الأدب المقارن والترجمة والنقد الأدبي


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

«الخبرة لا تُحدِث فرقاً»... ملياردير يكشف السمة الأهم للنجاح

الملياردير جاي شودري (رويترز)
الملياردير جاي شودري (رويترز)
TT

«الخبرة لا تُحدِث فرقاً»... ملياردير يكشف السمة الأهم للنجاح

الملياردير جاي شودري (رويترز)
الملياردير جاي شودري (رويترز)

كشف الملياردير الأميركي ذو الأصول الهندية، جاي شودري، عن السمة الأهم للنجاح من وجهة نظره، وهي الشغف.

وحسب شبكة «سي إن بي سي»، فقد قال شودري، الرئيس التنفيذي لشركة الأمن السيبراني «Zscaler»: «عندما يتعلق الأمر بالصفات المطلوبة للنجاح، فإنني أرى أن الشغف لتحقيق شيء ذي معنى هو الأهم في هذا الشأن».

وأضاف: «الشغف يحوّل عملك إلى هواية، ويجعل أداء العمل أسهل بكثير؛ لأنك في هذه الحالة تستمتع به».

وتابع: «إنه يحفزك على العمل بجدية أكبر، والحصول على نتائج أفضل، وهذه النتائج تدفعك إلى أبعد من ذلك، إنه (تأثير الدومينو) للنجاح الذي يبدأ من تلك السمة المهمة جداً».

ولفت شودري إلى أن «الخبرة التي يمتلكها الشخص لا تهم، ولا تُحدِث فرقاً في نجاحه إذا لم يمتلك الشغف».

وأوضح قائلاً: «حتى وإن كنت تمتلك خبرة كبيرة، من دون شغف لن يكون لديك هذا الدافع الداخلي للاستمرار في العمل لحل المشكلات والمُضي قُدماً، لن تكون متحمّساً للقيام بالعمل، وعندما تجلس لإنتاج شيء فقد ينتهي بك الأمر إلى أن يكون العمل أقل متعةً».

وأشار الملياردير إلى أنه عندما يبحث عن موظفين فإنه ينتبه إلى مقدار البحث عن الشركة، وطبيعة العمل الذي أجراه مرشَّحوه، وأنواع الأسئلة التي يطرحونها؛ لقياس شغفهم، فإذا بدا أنهم متحمّسون للغاية، فهناك إمكانية أن يؤدي ذلك إلى تحقيق إنجازات في الوظيفة، حسب اعتقاده.

وشارك شودري، البالغ من العمر 66 عاماً، في تأسيس شركته الأولى «SecureIT» مع زوجته في عام 1996. وقد بِيعت هذه الشركة مقابل 70 مليون دولار، في صفقة أُجريت في عام 1998، ثم أسَّس 3 شركات أخرى، هي «AirDefense» و«CipherTrust» و«CoreHarbor»، التي تم الاستحواذ عليها جميعاً في النهاية.

وفي عام 2008 أسّس شركة «Zscaler» التي تبلغ قيمتها السوقية الحالية 25.31 مليار دولار، وتقدَّر ثروة شودري بنحو 9.5 مليار دولار، وفقاً لمجلة «فوربس».

عاجل «حزب الله» يحمل إسرائيل مسؤولية انفجار أجهزة الاتصالات في لبنان ويقول إن «المجرم» سينال بالتأكيد قصاصه العادل