قوى الإنتاج في لبنان تطلق نداء استغاثة وتحذّر من «وضع خطير»

دعت لانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة

جانب من احتجاج عمّالي أمام مقر البرلمان في وسط بيروت أمس (إ.ب.أ)
جانب من احتجاج عمّالي أمام مقر البرلمان في وسط بيروت أمس (إ.ب.أ)
TT

قوى الإنتاج في لبنان تطلق نداء استغاثة وتحذّر من «وضع خطير»

جانب من احتجاج عمّالي أمام مقر البرلمان في وسط بيروت أمس (إ.ب.أ)
جانب من احتجاج عمّالي أمام مقر البرلمان في وسط بيروت أمس (إ.ب.أ)

أطلق ممثلون لقوى الإنتاج في لبنان صرخة جامعة أمس، محذرين من أن الوضع في هذه المرحلة أخطر من كل المراحل السابقة، ودعوا المسؤولين إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية و«التعلّم من تجارب الماضي».
وفي لقاء عقدته قوى الإنتاج تحت شعار «أنقذوا الوطن» في مقر الاتحاد العمالي العام، دعا رئيس الاتحاد بشارة الأسمر، إلى «المبادرة فوراً لانتخاب رئيس للجمهورية»، مشدداً على أن «حقنا الشرعي، ومن حق الشعب اللبناني، أن تكون لدينا سلطة تنفيذية، تبدأ برئيس الجمهورية مع مجلس وزراء يعيد انتظام المؤسسات وتجديد السلطة». وقال: «إن واقع الانتخاب يأتي من تفاهم سياسي في الحد الأدنى، يمهّد لبداية وضع المعالجات الاقتصادية والصحية والتربوية والاجتماعية والبيئية».
من جهته، اعتبر رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير، أن «بعض القوى السياسية لم تتعلم ولم تتعظ من تجارب الماضي المريرة، ولا يعنيها كل ما يحصل في البلد من خراب ومآسٍ وعذاب. فقط ما يعنيها ويهمها الحفاظ على المكاسب السياسية وعلى الكرسي». وذكّر شقير، في كلمة له، بالمرات السابقة التي أطلقوا خلالها «نداءات استغاثة»، مؤكداً أن «هذه المرة تختلف عن السابق، فالوضع أخطر بكثير، والضياع بات يلوح في الأفق... ضياع الهوية والكيان ولبنان».
وقال شقير: «أمام ما يجري، كنا نحن مجتمع الإنتاج (أصحاب عمل وعمال) أكثر الأطراف في البلد تكاتفاً وتعاوناً خلال سنوات الأزمة، حيث اتفقنا على زيادة الأجور والتقديمات مرات عدة لتدعيم الوضع المعيشي والحياتي للعاملين في القطاع الخاص. واليوم نحن مستعدون للاجتماع والنظر بالقيام بذلك من جديد»، مقراً في الوقت ذاته بأن ذلك قد لا يعطي المردود المرجو منه في ظل «تسارع وتيرة الانهيار». لكنه حذّر في المقابل «من أنه مهما فعلنا، ومهما قامت بعض وزارات الدولة وإداراتها أو أي جهة أخرى، من مبادرات أُحادية لاجتراح حلول، فإن كل ذلك غير مجدٍ، ولن يكون سوى مسكنات خفيفة التأثير. لأن حالة لبنان اليوم تدهورت والمريض بلغ مرحلة الغيبوبة».
واعتبر أن «القطاع العام بكل إداراته ومؤسساته هو باب الخطر الأكبر المقبل»، محذراً من سقوطه، وموجهاً «دعوة واضحة وصريحة لكل صاحب ضمير حي في لبنان، خصوصاً لدى القوى السياسية التي في يدها الربط والحل، وأيضاً لدى المسؤولين في الدولة، للذهاب فوراً لانتخاب رئيس للجمهورية لجميع اللبنانيين، لتشكيل حكومة لديها كل الإمكانيات والدعم والاحتضان، ولاتخاذ الإجراءات المطلوبة من الإصلاحات وإقرار خطة تعافٍ اقتصادي ومالي واجتماعي والاتفاق مع صندوق النقد الدولي». واعتبر أن الأهم تبقى «مصارحة الشعب اللبناني بحقيقة الأمور، وعدم الاستمرار في الشعبوية التي لن ينتج عنها سوى التعطيل والقرارات والإجراءات الجوفاء».
التحذير نفسه أطلقه رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي شارل عربيد، الذي قال في كلمة له: «يتقدم الوقت بسرعة في العام الرابع على الانهيار. كل شيء يتغير على مستوى المعطيات الاقتصادية الاجتماعية وانعكاساتها على حياتنا. وحده المستوى السياسي لا يشهد تغيراً... ثباتٌ هو أقرب إلى التبلد وانعدام الحس السليم، أو النية الصافية بالاستجابة والتحرك والفعل».
ولفت إلى أن «مجتمع الإنتاج هو أكبر حزب في لبنان، وهمهم ومطلبهم انتظام عمل المؤسسات وانتخاب رئيس للجمهورية وتوليد سلطة مسؤولة، تطبق القوانين وتطورها كل يوم»، مشدداً على أن «الاقتصاد ليس إلا جوهر السياسة، وعلى السياسة أن تكون في خدمة مصالح المواطنين في عيشهم وكرامتهم. وألا قيمةَ لسياسةٍ تقتصر على لعبة الصراع على السلطة ولا تدور حول الإنتاج وقوى الإنتاج، وأن لا سلطة تقوم بمعزلٍ عن الناس وبالانفصال عن همومهم واهتماماتهم أو على أنقاض الدولة والنظام العام».
وتابع أن كلمتهم اليوم تمثّل «صرخة ونداء ورغبة بالعمل ونقطة أمل في هذا الظلام الممتلئ بالظلم»، معلناً أن أهدافهم وأولوياتهم العمال والمؤسسات. وقال: «نريد أن نستعيد لبنان من براثن مصالح القلة إلى ناسه ومصالحهم الجامعة والمشتركة»، مؤكداً أن «هموم الناس هي فقط ما استحق اهتمامنا، ولأجلها نجتمع، لنحفظ لبنان كما يستحقه اللبنانيون، ونمنع تغييره إلى شيء لا يشبهه».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

سلسلة غارات إسرائيلية تهز قلب بيروت

TT

سلسلة غارات إسرائيلية تهز قلب بيروت

دخان كثيف يتصاعد عقب غارة جوية إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)
دخان كثيف يتصاعد عقب غارة جوية إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)

يعيش لبنان ليلة صعبة مع شن الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات على مناطق في قلب العاصمة اللبنانية بيروت للمرة الاولى منذ التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله» في سيتمبر (أيلول) الماضي، رغم الحديث عن اقتراب موعد وقف إطلاق النار.

وساد الهلع بين السكان في الأحياء المكتظة مع محاولتهم الهرب بسياراتهم.

وذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن الحصيلة الأولى لضحايا الغارة الإسرائيلية الأولى على قلب العاصمة بلغت 7 قتلى.

ووفق «القناة 12» العبرية، جهزت إسرائيل خطة عسكرية كاملة للساعات الأربع والعشرين الأخيرة من الحرب مع لبنان.

واستهدف الجيش الإسرائيلي شقة في منطقة بربور في بيروت.

كما شن غارة جديدة قرب طلعة النويري، وأخرى على مبنى في منطقة مار الياس في بيروت.

كذلك، شن الجيش الإسرائيلي غارة على شارع الحمرا قرب وزارة الداخلية ومصرف لبنان، وغارة أخرى على حي سكني في منطقة المزرعة.

وأصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في وقت سابق تحذيرات إخلاء لسكان في قلب العاصمة بيروت لأول مرة منذ التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل.

وقال أدرعي على «إكس»: «إنذار عاجل إلى السكان المتواجدين في منطقة بيروت وتحديدًا لكل من يتواجد في المباني المحددة بالأحمر وفق ما يعرض في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في المناطق التالية: راس بيروت، المزرعة، مصيطبة، زقاق البلاط».

غارة على النويري

وبعد ظهر اليوم، ومن دون إنذار مسبق، استهدف الطيران الإسرائيلي مبنى في منطقة النويري في محيط مجمع خاتم الأنبياء، في قلب العاصمة بيروت، متسبباً في انهياره بالكامل في غارة عنيفة.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية، أن الغارة تسببت بمقتل 7 أشخاص وإصابة 37 آخرين.

وحسب المعلومات التي أوردتها وسائل إعلام لبنانية فإن المبنى مؤلَّف من 4 طبقات، وكان يُستخدم مطبخاً لتجهيز الوجبات للنازحين، كما يضم كثيراً من النازحين.

وأعلن فوج إطفاء بيروت في بيان أن فرق الانقاذ والاسعاف في فوج إطفاء بيروت تعمل على اسعاف الجرحى وانقاذ المحتجزين، ولا زالت اعمال البحث والانقاذ مستمرة حتى الساعة».

حزام ناري على الضاحية

كذلك، استهدفت سلسلة غارات متزامنة ضاحية بيروت الجنوبية، الثلاثاء، بشكل غير مسبوق، بعد وقت قصير من إنذارات وجَّهها الجيش الإسرائيلي لإخلاء عشرين مبنى في المنطقة التي تعد من أبرز معاقل «حزب الله» قرب العاصمة.

وتصاعدت سحب دخان وغبار ضخمة الواحدة تلو الأخرى من 5 مواقع على الأقل، إثر غارات تردد صداها في بيروت.

جاء التصعيد قُبيل اجتماع يعقده مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، لاتخاذ قرار بشأن وقف إطلاق النار في لبنان.

وشن الطيران الإسرائيلي غارات متزامنة وعنيفة، واستهدف برج البراجنة والرمل العالي - تحويطة الغدير، مشكِّلاً حزاماً نارياً لفَّ المنطقة.

بعد الظهر، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذاراً بإخلاء 20 مبنى في الحدث وحارة حريك والغبيري وبرج البراجنة، قبل أن يستهدفها.

كان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، قد وجه إنذارين عاجلين إلى جميع السكان الموجودين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديداً في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في المناطق التالية: برج البراجنة، وتحويطة الغدير. وقال: «أنتم توجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لـ(حزب الله) حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب، من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم إخلاء هذه المباني وتلك المجاورة لها فوراً والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر».

20 هدفاً... وفروع «القرض الحسن» قريباً

إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم، أنه قصف 20 هدفاً في بيروت من بينها أهداف تابعة لـ«حزب الله» باستخدام ثماني طائرات، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة «إكس»: «جيش الدفاع يهاجم أهدافاً إرهابية في بيروت من بينها أهداف لإدارة وتخزين أموال تابعة لـ(حزب الله)... خلال عملية سريعة استمرت 120 ثانية بثماني طائرات حربية».

وأضاف: «على المدى الزمني القريب سنهاجم فروعاً عديدة لجمعية القرض الحسن، حيث تحتوي هذه الفروع على أموال تمويل إيرانية وأخرى من مصادر الدخل لـ(حزب الله) التي تُستخدم في الواقع لإدارة وتخزين مصالح (حزب الله) الإرهابية».