للقرش الأبيض قدرة مذهلة على شفاء الجروح

للقرش الأبيض قدرة مذهلة على شفاء الجروح
TT

للقرش الأبيض قدرة مذهلة على شفاء الجروح

للقرش الأبيض قدرة مذهلة على شفاء الجروح

تمتلك أسماك القرش الأبيض القدرة على الشفاء من بعض الجروح المروعة في وقت قصير بشكل مذهل وبدقة شبه جراحية؛ فقد شوهد واحد أبيض كبير يحمل اسم «الهلال» أخيرًا قبالة سواحل ماساتشوستس في الولايات المتحدة بزعنفة ظهرية بدت وكأنها تم تخييطها. وفي حين أنه ليس من الواضح ما الذي مزق زعنفة القرش في البداية، إلا أن هذه الإصابات في كثير من الأحيان ترجع لأسماك القرش الأخرى من النوع نفسه؛ فعندما تتزاوج أسماك القرش، يمكن أن تصبح الأمور عدوانية. وفي كثير من الأحيان أيضا يعض الذكر الأنثى لإبقائها قريبة منه.
وفي ذلك، يقول الباحث بأسماك القرش محمود شيفجي من جامعة نوفا الجنوبية الشرقية بفلوريدا لـ«مجلة نيوزويك» «نظرًا لأن معظم أسماك القرش لديها أسنان حادة، فإن هذا العض يؤدي إلى جروح كبيرة للإناث، التي تلتئم دون أن تصاب بالعدوى، ومن ثم القدرة على الشفاء بكفاءة منها»، وفق «ساينس إليرت» العلمي المتخصص.
ربما هذا هو السبب في أن أنثى سمك القرش الأبيض الكبير يمكن أن يكون سمك جلدها ضعف سمك جلد الذكر.
ونظرًا لأن القتال بين الذكور غير شائع نسبيًا، قد يكون لدى ذكور أسماك القرش القدرة على التئام جروحها كنتيجة ثانوية للدفاعات الأنثوية. أو ربما تكون قوة الشفاء الذاتي بين ذكور أسماك القرش الأبيض من بقايا أسلافها. وفقًا لشيفجي؛ الذي يضيف «يُعتقد أن التئام الجروح الفعال هو سمة مشتركة بين الكثير من أسماك القرش، ما يشير إلى أن لها جذورًا قديمة».
وعلى الرغم من أن عددًا قليلًا من الأنواع قد تمت دراسة قدرات التئام الجروح لديه، من المعروف أن أسماك القرش ذات الرؤوس السوداء جيدة بشكل استثنائي في الشفاء من الإصابات المؤلمة، التي تسببها عادة أسماك القرش الأخرى.
وفي هذا الاطار، تشير التقارير المفصلة أيضًا إلى أن أسماك قرش الحوت يمكن أن تتعافى بسرعة من الإصابات الشديدة التي لحقت بجلدها وأوعيتها الدموية، والتي أصبحت للأسف أكثر شيوعًا مع ضربات السفن.
وحسب الباحثين، فان «جميع الأنواع يمكن أن تشفي 90 في المائة من تلف الأنسجة».
وبالمقارنة، يمكن لأسماك قرش الشعاب المرجانية أن تشفي جروح القتال التي يبلغ طولها نصف متر (قدمين) في غضون ستة أشهر تقريبًا.
وحسب شيفجي، أسماك القرش مخلوقات خجولة وقليل من الدراسات قد فحصت بشكل مباشر قدراتها على التئام الجروح في بيئة خاضعة للرقابة. ولم يتم التحقق من جينومها إلا أخيرًا عام 2019. يمكن أن تكون هذه المرونة الوراثية المقترنة بآليات لتصحيح الأخطاء الجينية الضارة المحتملة جزءًا يساعد أسماك القرش البيضاء الكبيرة في التئام الجروح وتجنب السرطان أيضًا؛ إذ يمكن أن تعيش الأنواع لمدة تصل إلى 70 عامًا.


مقالات ذات صلة

أمعاء الديناصورات تكشف كيفية هيمنتها على عالم الحيوانات

يوميات الشرق صورة تعبيرية لديناصورين في  بداية العصر الجوراسي (أ.ب)

أمعاء الديناصورات تكشف كيفية هيمنتها على عالم الحيوانات

أظهرت دراسة حديثة أن عيَّنات من البراز والقيء وبقايا أطعمة متحجرة في أمعاء الديناصورات توفّر مؤشرات إلى كيفية هيمنة الديناصورات على عالم الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق «مو دينغ» يُكثّف نجوميته (أ.ب)

أغنية رسمية بـ4 لغات لفرس النهر التايلاندي القزم «مو دينغ» (فيديو)

إذا لم تستطع رؤية فرس النهر التايلاندي القزم، «مو دينغ»، من كثب، فثمة الآن أغنية رسمية مميّزة له بعدما بات الحيوان المفضَّل لكثيرين على الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
يوميات الشرق عدد الفيلة في النوعين مجتمعين بلغ ما بين 415 ألف و540 ألف فيل حتى عام 2016 (رويترز)

انخفاض كبير في أعداد الأفيال الأفريقية خلال نصف قرن

واختفت الأفيال من بعض المواقع بينما زادت أعدادها في أماكن أخرى بفضل جهود الحفاظ عليها.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.