طباخ «إنستغرام» الفقير ودع أحلامه وأدمى القلوب بموته تحت أنقاض زلزال تركيا

أصبح ظاهرة قبل أن يكمل 19 عاماً وتعرض للتنمر وتنبأ بمصيره

طه مع والدته في عيد ميلاده الأخير (الشرق الاوسط)
طه مع والدته في عيد ميلاده الأخير (الشرق الاوسط)
TT

طباخ «إنستغرام» الفقير ودع أحلامه وأدمى القلوب بموته تحت أنقاض زلزال تركيا

طه مع والدته في عيد ميلاده الأخير (الشرق الاوسط)
طه مع والدته في عيد ميلاده الأخير (الشرق الاوسط)

لا تنتهي القصص الحزينة التي تخرج من تحت أنقاض كارثة زلزالي 6 فبراير (شباط) في تركيا...
إحدى هذه القصص التي تدمي القلوب قصة شاب في مقتبل العمر نجح في أن يصبح أحد المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال فيديوهات الطهي وأصبح يتابعه 1.3 مليون شخص على «إنستغرام» لكنه تنبأ بأنه لن يعيش طويلا.
طه ديماز، أحد أبناء الأسر الفقيرة في ريف هطاي، جنوب تركيا، تعرض في حياته للكثير من التنمر، لكنه نجح في دخول عالم الشهرة من أوسع الأبواب.


طه مع أسرته في عيد ميلاده الأخير (الشرق الأوسط)

وخلف موته مع شقيقته تحت الأنقاض في منزل خالتهما في هطاي حزنا عم تركيا بأكملها، وأحدث ندما لدى كل من تنمر عليه يوما بعد أن بدأت تظهر عليه علامات الثراء بعدما حقق رقما صاعقا من المتابعين مع أنه كان يعيش في قرية نائية في جنوب تركيا.
أخرجت فرق الإنقاذ جثتي طه ديماز (19 عاماً)، وشقيقته ملك نور ديماز (17 عاماً) بعد 12 يوما من وقوع زلزالي كهرمان ماراش المدمرين، من تحت أنقاض منزل خالته هوليا دمير ألب (45 عاماً)، في قضاء أك إيفلاري في مركز مدينة هطاي، حيث ذهب وشقيقته لزيارتها قبل أسبوع من وقوع الزلزال.


طه مع شقيقته (الشرق الأوسط)

عثرت فرق البحث والإنقاذ على جثتي طه وملك نور، التي كانت بمثابة ذراعه اليمنى وكانت تصور له فيديوهاته كلها كما كشف عن ذلك بنفسه، وخالته هوليا وزوجها جمعة دمير ألب (47 عاماً) وأبنائهما تحت الأنقاض.
وأحدث موت طه، الذي كان قد شق طريقه وأصبح أحد مشاهير تركيا بإصراره وكفاحه، صدمة كبيرة، فهو شاب فقير في مقتبل العمر لكنه أطلق العنان لطموحه ونجح من خلال فيديوهات الطهي التي كان يظهر فيها من مطبخ منزلهم الريفي المتواضع في إحدى قرى هطاي، في اقتحام عالم الشهرة.
وأصبح ظاهرة من ظواهر مواقع التواصل الاجتماعي بمشاركاته عبر «إنستغرام» ليحقق قفزة جعلت عدد متابعيه يصل إلى مليون و300 ألف متابع، مع ما جلبه ذلك عليه من أموال وإعلانات، مكنته من أن يغطي نفقات عائلته المكونة منه ومن والدته و7 أشقاء، فضلا عن الاعتناء بنفسه، وإجراء بعض جراحات التجميل ما كان سببا في زيادة التنمر ضده من بعض المتابعين الذين كانوا من البداية ضده على طول الخط ودائمي السخرية مما يقدم.
ولد طه في أول سبتمبر (أيلول) 2003 في قرية يايلاداغي، وهي قرية جبلية تقع قرب نقطة الصفر من الحدود السورية، وترك المدرسة في الصف الرابع الابتدائي بسبب مشاكل صحية، وأمضى معظم وقته في القرية مع أسرته، وكان ينفق على تعليم أشقائه الصغار رغم أنه حرم من التعليم.
وفي مقابلة تلفزيونية معه قبل وفاته، قال طه إن حلمه هو أن يصبح طاهيا مشهورا، وإنه كرس حياته للطهي من أجل تحقيق هذا الحلم. «أريد أن أصبح طباخا ماهرا، وهو حلم طفولتي من خلال تطوير نفسي بأفضل طريقة».
أثار عدم التوصل إلى ديماز، الذي شارك الأطباق المحلية والوصفات المختلفة التي أعدها في مطبخ منزلهم الريفي والتي تتسم بأنها عادية جدا، الذي تبلغ مساحته 5 أمتار مربعة مع 1.3 مليون متابع على وسائل التواصل الاجتماعي، لأيام بعد وقوع الزلزال الكثير من التساؤلات حول مصيره بعد أن أكدت شقيقته الكبرى سميحة انهيار منزل خالتها، وطالبت بسرعة التدخل لإنقاذ شقيقيها وخالتها وزوجها وأبناء خالتها. وفي اليوم الثاني عشر تمكنت فرق البحث والإنقاذ من انتشال الجثث من تحت الأنقاض.
وأكدت سميحة نبأ وفاة شقيقيها مع خالتها وعائلتها ما تسبب في حزن عميق، بعد أن تم الإعلان عن وفاة طه لجمهور متابعيه من قبل أصدقائه ثم من قبل عائلته، لتتوالى الفيديوهات من جانب بعض متابعيه الذين اعتذروا عن التنمر عليه يوما والسخرية مما يعمل وأقروا وأعلنوا ندمهم.
كما شارك محبوه مقاطع فيديو له، ظهر في أحدها الذي يعود تاريخه إلى 9 أشهر قبل الزلزال، وهو يقول: «لا أعتقد أنني سأعيش كثيرا»، عندما سئل عن خططه للمستقبل. وكانت إجابته: «من الواضح أنني لا أرى المستقبل. لا أعرف ما إذا كنت سأبقى حتى الغد أم أموت. أعتقد أنني سأعيش أقل. لا أعرف لماذا أفكر بهذه الطريقة، لكنني لن أعيش طويلاً. لا أضع خططاً للمستقبل لأنني لا أعتقد أنني سأعيش طويلا». وبعد أن أكدت شقيقته الكبرى سميحة ديماز نبأ العثور على جثته شارك الآلاف هذا المقطع عبر «تويتر».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


إقفال مدارس في إيران جراء موجة صقيع وعاصفة رملية

تلوث الهواء يضعف الرؤية في العاصمة الإيرانية طهران (أ.ب)
تلوث الهواء يضعف الرؤية في العاصمة الإيرانية طهران (أ.ب)
TT

إقفال مدارس في إيران جراء موجة صقيع وعاصفة رملية

تلوث الهواء يضعف الرؤية في العاصمة الإيرانية طهران (أ.ب)
تلوث الهواء يضعف الرؤية في العاصمة الإيرانية طهران (أ.ب)

أعلنت إيران إغلاق المدارس والإدارات العامة في عدد من المحافظات، الأحد، بسبب موجة صقيع تضرب البلاد ونقص في إمدادات الطاقة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.

ورغم أن إيران تملك ثاني أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية، فإنها اضطرت إلى ترشيد استهلاك الكهرباء في الأسابيع الأخيرة بسبب نقص الغاز والوقود اللازمين لتشغيل محطات الإنتاج.

كما تعاني شبكة الكهرباء في إيران من نقص الاستثمار في البنية التحتية، ويعود ذلك جزئياً إلى العقوبات الغربية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وذكرت وكالة «إرنا» الرسمية أن المدارس والمؤسسات الحكومية أغلقت في محافظات غيلان، وغولستان، وأردبيل الشمالية، وكذلك محافظة البرز غرب العاصمة طهران «بسبب الطقس البارد ومن أجل ترشيد استهلاك الوقود».

وأضافت أن قرارات مماثلة اتخذت بسبب البرد في محافظات أخرى بينها طهران، ومازندران في الشمال، وكرمانشاه في الغرب، وقزوين في الوسط، وخراسان الجنوبية في الشرق.

وحض الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الخميس، المواطنين على خفض التدفئة «درجتين» لتوفير الطاقة، في إطار حملة روجت لها حكومته.

كما ضربت عاصفة رملية جنوب غربي إيران، الأحد، متسببة أيضاً في إغلاق المدارس والمؤسسات وإلغاء رحلات جوية بسبب سوء الرؤية، على ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.

ولف ضباب كثيف محافظتي خوزستان وبوشهر النفطيتين الحدوديتين مع العراق، الواقعتين على بُعد أكثر من 400 كيلومتر على خط مستقيم من طهران.

وفي صور نشرتها «وكالة الأنباء الإيرانية» تكاد الأبنية تختفي جراء الغبار المسيطر في حين وضع سكان كمامات في الشارع.

في جنوب غربي إيران، أغلقت المدارس والمرافق العامة أبوابها، الأحد، وعلقت كل الرحلات الجوية حتى إشعار آخر بسبب سوء الرؤية التي لا تتعدى المائة متر على ما ذكرت وكالة «تسنيم» للأنباء.

في آبدان في جنوب غربي البلاد عدَّت نوعية الهواء، الأحد، «خطرة» مع مؤشر عند مستوى 500 أي أعلى بـ25 مرة من تركز الجزئيات الصغيرة الملوثة PM2.5 في الجو التي تعد مقبولة من جانب منظمة الصحة العالمية.

وتصل عاصفة الرمل والغبار هذه من العراق المجاور مع جزئيات قد تصيب مواطنين بمشاكل في التنفس تستدعي دخولهم المستشفى.