دعوات أميركية وأممية لقادة ليبيا إلى تغليب مصلحة البلاد

حكومة الوحدة لـ«الشرق الأوسط»: احتفالات «الثورة» لم تزعج أطرافاً خارجية

الدبيبة خلال مشاركته في احتفالات طرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال مشاركته في احتفالات طرابلس (حكومة الوحدة)
TT

دعوات أميركية وأممية لقادة ليبيا إلى تغليب مصلحة البلاد

الدبيبة خلال مشاركته في احتفالات طرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال مشاركته في احتفالات طرابلس (حكومة الوحدة)

أكد القائم بأعمال السفارة الأميركية في ليبيا، ليزلي أوردمان، بمناسبة احتفالات الليبيين بذكرى «ثورة فبراير» أنه «بعد أعوام من التقدم المتعثر حان الوقت لكي يضع قادة ليبيا مصلحة الليبيين أولاً»، لافتاً في بيان بثته السفارة عبر «تويتر»، مساء أول من أمس، إلى أن «الحكومة المنتخبة ديمقراطياً ضرورية لتحقيق الوحدة الوطنية، والتنمية الشاملة والعادلة، واسترجاع ليبيا لسيادتها على ترابها وحدودها».
وأكد «دعم بلاده للجهود القائمة، بمعاضدة الأمم المتحدة، قصد التوصل إلى حلول توافقية تثمر في أقرب الآجال مساراً صادقاً نحو الانتخابات»، التي قال إنها «لا تمثل هدفاً في حد ذاتها، لكنها خطوة مهمة نحو إحراز تقدم في الانتقال السياسي لليبيا».
وقال ليزلي إن «الولايات المتحدة، وبعد مضي 12 عاماً على الثورة، التي انتفض فيها الشعب الليبي للمطالبة بمستقبل أفضل، تستمر في الوقوف إلى جانبه في رغبته في حكومة منتخبة بطريقة ديمقراطية، يمكنها تحقيق السلام والازدهار الذي يستحقه».
من جهتها، اكتفت السفارة البريطانية بتكرار التأكيد على «الحاجة إلى تسوية من جميع الفاعلين لدفع العملية السياسية وتحقيق إمكانات ليبيا»، وقالت، في بيان لها، إن «بريطانيا تدعم الجهود المبذولة لبناء مستقبل لليبيا يحقق السلام والاستقرار الدائمين لجميع الشعب الليبي»، بينما طالبت بعثة الأمم المتحدة قادة ليبيا بوضع مصالح البلاد فوق مصالحهم الشخصية، ووضع حد للجمود السياسي الراهن، وتمكين الليبيين من اختيار قادتهم، خلال العام الجاري، من خلال انتخابات شاملة.
وقالت، في بيان، إنه «لا يزال من الممكن الاستجابة لتطلعات الشعب، وتحقيق سلام مستدام»، مشيرة إلى أن «دخول البلاد في دوامة من المراحل الانتقالية فاقم من صعوبات الحياة اليومية للناس على كل المستويات». واعتبرت أن السنوات الـ12 الماضية «شهدت أزمة لم تستثنِ أحداً من الليبيين»، غير أنها أكدت كذلك «تطلع الشعب للديمقراطية والسلام والعدالة».
كما لفتت إلى «نفاد صبر المواطنين»، مشيرة إلى أن «الاقتصاد غير مستقر، والخدمات الأساسية، مثل الماء والكهرباء غير منتظمة، والرعاية الصحية تعاني من نقص حاد في الموارد، كما أن الإجراءات القضائية شبه معطلة، وحقوق الإنسان غير مكفولة وسط مخاوف أمنية». وكان عبد الله باتيلي، رئيس البعثة الأممية، قد أعلن أنه اتفق خلال لقائه في موسكو مع سيرغي لافروف، وزير خارجية روسيا، على أنه ينبغي للمجتمع الدولي أن يلعب دوراً حاسماً في مساعدة الشعب الليبي على تحقيق هدفه، المتمثل في إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية شاملة خلال هذا العام.
وتزامناً مع الدعوات الأميركية والأممية لقادة ليبيا لتغليب مصلحة الليبيين بهدف تحقيق الاستقرار في البلاد، نفت حكومة الوحدة المؤقتة لـ«الشرق الأوسط» تقارير عن اضطرار رئيسها عبد الحميد الدبيبة إلى مغادرة مقر الاحتفالات الرسمية بشكل مفاجئ ومثير للجدل، مساء أول من أمس، بميدان الشهداء وسط العاصمة طرابلس، خلال الاحتفال بالذكرى الـ12 للثورة التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.
وقال محمد حمودة، الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن «مغادرة الدبيبة لم تكن مفاجئة»، لافتاً إلى أنه «لم يكن من المتوقع أن يحضر كل فقرات الحفل».
ورداً على تقارير بأن سبب المغادرة هو انزعاج تركيا من الاحتفالات الرسمية، في وقت تعاني فيه من تداعيات الزلزال الذي تعرضت له مؤخراً، أكد حمودة أنه «لا صحة لما يثار حول انزعاج أي أطراف خارجية من الحفل»، مشيراً إلى أن «الاحتفال بذكرى ثورة فبراير أمر وطني، ومحل احترام وتقدير من جميع الدول الصديقة».
وكان الدبيبة قد غادر مقر الاحتفالات التي أقيمت بميدان الشهداء وسط العاصمة طرابلس، بشكل وصف بـ«المفاجئ» قبل إلقاء كلمة كانت مقررة له، بينما انقطع البث المباشر لتغطية الاحتفالات بساحة الشهداء لأسباب مجهولة، وفقاً لوسائل إعلام محلية، بينما رجح مراقبون «تلقي الدبيبة اتصالاً من تركيا لإنهائها».
واكتفى الدبيبة بإصدار بيان مقتضب، وزعه مكتبه، قال فيه إنه «شارك المواطنين احتفالات الذكرى الثانية عشرة لـ(ثورة فبراير) بميدان الشهداء في طرابلس».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

الدولار… صداع مزمن يقض مضاجع المصريين

مصريون يسيرون أمام مكتب صرافة في القاهرة (أ.ب)
مصريون يسيرون أمام مكتب صرافة في القاهرة (أ.ب)
TT

الدولار… صداع مزمن يقض مضاجع المصريين

مصريون يسيرون أمام مكتب صرافة في القاهرة (أ.ب)
مصريون يسيرون أمام مكتب صرافة في القاهرة (أ.ب)

قبل أيام مَعدودة، وتحديداً مع سلسلة ارتفاعات طفيفة في سِعر صرف الدولار بالبنوك المصرية، قام صاحب شركة رخام في منطقة شق الثعبان بالقاهرة، المتخصصة في تصنيع الرخام والغرانيت، بوضع أسعار جديدة لرخام مُستورد من الهند، رغم إدراكه أنَّ «زيادة الأسعار تُسبب ركوداً حاداً».

ويضرب صاحب الشركة، الذي يدعى (م.أ)، المثل بسِعر متر الرخام المستورد من نوعية «غلاكسي» قبل زيادة الدولار في البنوك، الذي كان بنحو 2600 جنيه، لكن بعدَ أن تَخطي الدولار حاجز الـ49 جنيهاً، تمَّ رفع السعر إلى نحو 3000 جنيه دون إضافة تكاليف نقله وتركيبه.

وبلغ سعر صرف الدولار، الثلاثاء، لدى البنك المركزي المصري نحو 49.02 جنيه للشراء مقابل 49.15 جنيه للبيع. ويَأتي ارتفاع سعر الدولار في البنوك المِصرية وتخطيه حاجز الـ49 جنيهاً، غداة زيارة مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، القاهرة؛ لإجراء المراجعة الرابعة التي تتعلق بالقرض المُقرر منحه إلى مصر.

وتنعكس أي زيادة في سعر صرف الدولار بصورة مُباشرة على زيادة أسعار السلع والخدمات في مصر، في ظل الاعتماد على مواد مستوردة.

يقول الخبير الاقتصادي رشاد عبده، رئيس «المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية»، إنَّ «المواطن هو مَن يَتحمل فارق زيادة سعر الدولار في البنوك، لكون الشركات المستورِدة من القطاع الخاص تُضيف هذه الزيادة على جميع منتجاتها». ويضيف: «ارتفاع سعر الدولار يُعدّ صداعاً مزمناً للمصريين بطبقاتهم كافة، سواء كانت غنية أم متوسطة».

وسمح البنك المركزي المصري، في مارس (آذار) الماضي، بتحديد سعر صرف الجنيه، وفق آليات السوق (العرض والطلب)، لتنخفض قيمة العملة المحلية إلى ما يقل قليلاً عن 50 جنيهاً للدولار، بعدما كانت مستقرّة لأشهر عند حدود 30.85 جنيه للدولار.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مديرة صندوق النقد الدولي قبل أيام (الرئاسة المصرية)

وخلال مؤتمر صحافي، عقدته مع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الأحد الماضي، قالت غورغييفا، إن «مصر تحرَّكت بنجاح لتحقيق نظام مَرِن لسعر الصرف». وأثنت على جهود البنك المركزي.

ولا تزال التوقعات تُحيط بزيادة جديدة لسِعر صرف الدولار أمام الجنيه، وفق ما أكده الخبير الاقتصادي الدكتور وائل النحاس، لـ«الشرق الأوسط».

يقول النحاس: «المواطن هو مَن سيكون ضحية تَحريك سعر الدولار مرة أخرى أمام الجنيه، لأنه سيكون هناك تقييم مرة أخرى لأسعار المحروقات والخدمات مثل الكهرباء والغاز، بالإضافة إلى زيادة فاتورة استيراد القمح، وما إلى ذلك».

ما يُقلق الاقتصادي وائل النحاس، هو أن يكون الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على زيادة مدة بَرنامج الصندوق، على حساب زيادة أسعار الدولار في البنوك.

وبدأت إجراءات المراجعة الرابعة لبرنامج صندوق النقد الدولي مع مصر، الثلاثاء.

وهي واحدة من أصل 8 مراجعات في البرنامج، البالغة مدته 46 شهراً، والذي تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار.

وتخوض الحكومة المصرية مشاورات مع الصندوق تسعى في الأساس لمراجعة «عملية المستهدفات»، حسبما صرَّح المستشار محمد الحمصاني المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء.

وستتخذ الحكومة المصرية بعض الإجراءات الإصلاحية ومحاولة مُراجعة التوقيتات وتواريخ اتخاذها، وفقاً لما قاله المتحدث الرسمي باسم الحكومة، في تصريحات تلفزيونية، منذ أيام مضت.

ويطالب ناجي الشهابي رئيس حزب «الجيل» المصري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، بدعم الصناعة، وترشيد فاتورة الاستيراد من أجل وضع حدٍّ لارتفاعات الدولار، الذي يرى أن قيمته الحقيقية لا تُساوي هذا الرقم.

وحظيت الارتفاعات الطفيفة في سعر الدولار أمام الجنيه على مدار الأيام الماضية، بتفاعلات رواد السوشيال ميديا عبر منصتَي «فيسبوك» و«إكس»، حيث أبدى البعض تخوفه من «تعويم جديد» وارتفاعات أخرى في الأسعار.

وعبَّر رئيس جمعية «مواطنون ضد الغلاء»، محمود العسقلاني، عن قلقه إزاء زيادة سعر الدولار؛ لأن هذا الارتفاع سيكون له تأثير كبير على السلع، خصوصاً أن الدولة تستورد كمية ليست بالقليلة من احتياجاتها، وأنَّ هذا الارتفاع سيكون له تأثير كبير على السلع وجوانب المعيشة كافة.