«الوجبات المدرسية»... محاولات مصرية لتخفيف أعباء الغلاء

إجراءات لتطوير المنظومة... وتطبيق إلكتروني للتوزيع

أحد أنشطة «المعهد القومي للتغذية» بمصر لتوعية الأمهات بأهمية التغذية للأطفال (الصفحة الرسمية للمعهد على «فيسبوك»)
أحد أنشطة «المعهد القومي للتغذية» بمصر لتوعية الأمهات بأهمية التغذية للأطفال (الصفحة الرسمية للمعهد على «فيسبوك»)
TT

«الوجبات المدرسية»... محاولات مصرية لتخفيف أعباء الغلاء

أحد أنشطة «المعهد القومي للتغذية» بمصر لتوعية الأمهات بأهمية التغذية للأطفال (الصفحة الرسمية للمعهد على «فيسبوك»)
أحد أنشطة «المعهد القومي للتغذية» بمصر لتوعية الأمهات بأهمية التغذية للأطفال (الصفحة الرسمية للمعهد على «فيسبوك»)

ما بين تحركات حكومية مصرية لتطوير منظومة «التغذية المدرسية» عبر توفير مناطق التخزين واستحداث تطبيق إلكتروني لتوزيعها، وارتفاع متواصل لأسعار السلع الغذائية، تزداد أهمية «الوجبات المدرسية»، وتتخذ بعداً جديداً بالنسبة للتلاميذ وأولياء الأمور، على حد سواء.
وأخيراً أعلنت الحكومة المصرية عن تحركات لتطوير منظومة «التغذية المدرسية» تتضمن استحداث تطبيق إلكتروني يتم من خلاله توزيع «الوجبات المدرسية» على المدارس لضمان دقة التوزيع، طبقاً لاحتياجات كل مدرسة وعدد طلابها.
فيما أعلنت وزارة التنمية المحلية اعتزامها تخصيص 94 قطعة أرض بجميع المحافظات لإنشاء مخازن جديدة لمنظومة التغذية المدرسية، وقالت الوزارة في بيان صحافي اليوم (الجمعة)، إن «المخازن ستكون كاملة المرافق بما يضمن عمل المنظومة باستمرار دون توقف في إطار حرص الدولة على تنفيذ منظومة التغذية المدرسية بصورة سليمة تضمن سلامة الوجبات في كل مراحل تداولها».
وقال اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، إنه «تم حتى الآن توفير 51 موقعاً للمخازن في 21 محافظة بعد موافقة مجموعة العمل برئاسة ممثل من مجلس الوزراء، وتضم عدة وزارات، ويجري حالياً معاينة مواقع أخرى مرشحة».
وأوضح وزير التنمية المحلية، في تصريحات صحافية، أن «إيجاد جيل من الأصحاء يمثل قضية أمن قومي، ويعد أحد أفضل أنواع الاستثمار في المستقبل لخلق جيل قوي يمكنه من بناء المستقبل في أحسن صوره».
وتأتي التحركات الحكومية لتطوير منظومة «الوجبات المدرسية» في ظل ارتفاع أسعار السلع الغذائية محلياً وعالمياً، وارتفاع معدل التضخم في مصر، وتراجع قيمة الجنيه المصري أمام الدولار.
داليا الحزاوي مؤسس «ائتلاف أولياء أمور مصر»، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «تطوير منظومة التغذية المدرسية سيساهم في تخفيف الأعباء عن أولياء الأمور في ظل أزمة ارتفاع أسعار السلع الغذائية»، موضحة أن «وجبة الإفطار للطفل زادت تكلفتها، وهي من أهم الوجبات التي ترتبط بالقدرة على التحصيل خلال اليوم الدراسي».
وأشادت الحزاوي بتطوير منظومة التغذية، لافتة إلى أن «استخدام التطبيق الإلكتروني لمتابعة تسليم وجبات التغذية المدرسية على المدارس المستهدفة سيساهم بشكل كبير في ضمان وصول الوجبات للمستحقين من الطلاب وأيضاً سلامة الوجبات».
ويبلغ عدد طلاب مرحلة التعليم ما قبل الجامعي خلال العام الدراسي الحالي 25 مليوناً و494 ألفاً و232 طالباً وطالبة، وفقاً للموقع الرسمي لوزارة التربية والتعليم، فيما وصلت ميزانية منظومة التغذية المدرسية إلى نحو 8 مليارات جنيه في العام (الدولار يعادل 30.50 جنيه في المتوسط).
وزادت أزمة ارتفاع الأسعار من أهمية «الوجبة المدرسية»، التي «تختلف مكوناتها من منطقة لأخرى لمراعاة الاحتياجات المختلفة للتلاميذ»، وفقاً للدكتورة زينب بكري العميد الأسبق للمعهد القومي للتغذية التابع لوزارة الصحة، التي تقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعهد يقوم بإجراء دراسات وأبحاث ومسح صحي لتحديد الوضع الغذائي بصفته عضواً في لجنة التغذية المدرسية، وعلى هذا الأساس يتم اختيار مكونات الوجبات لتمد التلاميذ بالعناصر الغذائية والفيتامينات التي يحتاجونها».
وتشرح أن «المنطقة التي تنتشر فيها (الأنيميا الغذائية) تختلف وجباتها عن مناطق يعاني أطفالها من السمنة أو التقزم»، لافتة إلى أن «توفير الوجبات الغذائية للتلاميذ سيخفف الأعباء عن الأسر، ويحسن الوضع الصحي للأطفال».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


تراكم أحداث وصدامات أدى إلى القطيعة بين الجزائر وفرنسا

من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)
من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)
TT

تراكم أحداث وصدامات أدى إلى القطيعة بين الجزائر وفرنسا

من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)
من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)

في وقت سابق، كانت العلاقات بين الجزائر وفرنسا تجد من يأخذ بها إلى مخرج من المطبات التي تقع فيها بأقل الأضرار... أما منذ بداية العام، فلا يبدو أن هناك استعداداً لدى الطيف السياسي الحاكم في البلدين، للبحث عن أي صيغة لوقف الأزمة بينهما، وهي تكبر مثل كرة ثلج تتدحرج في منحدر شديد الانخفاض.

كتب صحافي جزائري مقيم بفرنسا: «لم تصل العلاقات بين باريس والجزائر إلى حافة القطيعة كما هي الآن. لقد غطيت الجزائر، وما زلت، تحت 6 رؤساء: جاك شيراك ونيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند وإيمانويل ماكرون، و(الراحل) عبد العزيز بوتفليقة وعبد المجيد تبون، وعرفت العديد من السفراء من كلا الجانبين، ولم أرَ قَطّ تصعيداً من هذا النوع. لقد تم قطع جميع الروابط، ولا يبدو لي أن هناك في أي من الجانبين، سبلاً حكيمة للعمل على التهدئة».

وزير خارجية فرنسا (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

وثبت من خلال رد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الأحد، على اتهامات جزائرية لمخابرات بلاده بـ«محاولة ضرب استقرارها»، أن الحوار منعدم بين البلدين المتوسطيين الكبيرين؛ إذ قال في مقابلة مع إذاعة «فرنسا أنتر»، إن الاتهامات «لا أساس لها من الصحة وخيالية»، مؤكداً ما نشرته صحف جزائرية بأن الخارجية الجزائرية استدعت السفير الفرنسي في الجزائر ستيفان روماتيه، للاحتجاج ضد «ممارسات الأمن الخارجي الفرنسي». وأضاف: «أنا أؤكد هذا الاستدعاء وأعبر عن أسفي له... لقد اتصلت بسفيرنا عبر الهاتف لأؤكد له دعمنا».

وتابع بارو: «في ما يتعلق بعلاقتنا مع الجزائر، قلنا، بل كتبنا حتى في عام 2022، إن الرئيس تبون والرئيس ماكرون وضعا خريطة طريق لتمتين العلاقة بين بلدينا في المستقبل، ونحن نأمل أن تستمر هذه العلاقة، فهذا في مصلحة كل من فرنسا والجزائر»، في إشارة إلى زيارة قادت ماكرون إلى الجزائر في أغسطس (آب) 2022، وتتويجها بـ«وثيقة شراكة متجددة». يومها، قال مراقبون إن العلاقات «في أفضل حالاتها»، خصوصاً أن ماكرون كان قد دان «الجريمة الاستعمارية في الجزائر»، عندما زارها في 2017 وهو مرشح للرئاسة.

الرئيس الفرنسي أمام «مقام الشهيد» في العاصمة الفرنسية عام 2022 (رويترز)

وأعلنت عدة وسائل إعلام جزائرية، بما في ذلك الصحيفة الحكومية «المجاهد»، الأحد، أن وزارة الشؤون الخارجية أبلغت السفير روماتيه «رفض السلطات العليا في الجزائر للعديد من الاستفزازات والأعمال العدائية الفرنسية تجاه الجزائر»، مبرزة أن غضب السلطات «ناتج عن الكشف عن تورط أجهزة المخابرات الفرنسية في حملة تجنيد إرهابيين سابقين في الجزائر بهدف زعزعة استقرار البلاد». كما قالت إن الجزائر «تأخذ على باريس احتضانها التنظيمين الإرهابيين: حركة الحكم الذاتي في القبائل، وجماعة رشاد الإسلامية». غير أن هذه الاتهامات غير المعتادة في خطورتها، سبقتها أحداث ومواقف وتصريحات شكلت تراكماً مستمراً حتى وصلت العلاقات بين البلدين إلى القطيعة، آخرها كان احتجاج السلطات الفرنسية على اعتقال الكاتب بوعلام صنصال ومطالبتها الجزائر بـ«الإفراج عنه فوراً». هذا الخطاب رأى فيه الجزائريون «وصاية يريد مستعمر الأمس أن يفرضها علينا».

وقبل «حادثة صنصال»، سحبت الجزائر سفيرها من باريس بعد أن وجّه ماكرون خطاباً إلى تبون نهاية يوليو (تموز) الماضي، يعلمه فيه أنه قرر الاعتراف بخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء. وعدّت الجزائر ذلك «تفاهماً بين القوى الاستعمارية القديمة والحديثة». وكان هذا «الصدام» كافياً، من جانب الجزائر، لإلغاء زيارة لرئيسها إلى باريس، اتفق الجانبان على إجرائها في خريف هذا العام.

الروائي المسجون بوعلام صنصال (متداولة)

ومنذ بداية 2024 توالت أحداث مهّدت للقطيعة الحالية، كان أقواها سياسياً هجمات مكثفة لليمين الفرنسي التقليدي والمتطرف على «اتفاق 1968» الذي يسيّر الهجرة والإقامة و«لمّ الشمل العائلي» والدراسة والتجارة في فرنسا، بالنسبة للجزائريين. وفي تقدير الجزائر، فقد «بقي ماكرون متفرجاً أمام هذه الهجمات». ومما زاد الطينة بلّة، رفض الحكومة الفرنسية تسليم الجزائر برنس وسيف الأمير عبد القادر، رمز المقاومات الشعبية ضد الاستعمار في القرن الـ19، والذي عاش أسيراً في قصر بوسط فرنسا بين 1848و1852.

أمّا الفرنسيون، فيرون أن ماكرون خطا خطوات إيجابية في اتجاه الاعتراف بالجريمة الاستعمارية، لكنها لم تلقَ التقدير اللازم من جانب الجزائريين، أبرزها الإقرار بتعذيب وقتل عدد من المناضلين على أيدي الشرطة والجيش الاستعماريين، في حين كانت الرواية الرسمية تقول إنهم «انتحروا»، وهو ما زاد من حدّة التباعد بين الطرفين.