التضخم يدفع «الأوروبي لإعادة الإعمار» لخفض توقعات النمو

قال إن العقوبات على روسيا أفادت دولاً في المنطقة

مطار ميونيخ الدولي في ألمانيا قبيل إضراب مزمع للعاملين اليوم الجمعة (رويترز)
مطار ميونيخ الدولي في ألمانيا قبيل إضراب مزمع للعاملين اليوم الجمعة (رويترز)
TT

التضخم يدفع «الأوروبي لإعادة الإعمار» لخفض توقعات النمو

مطار ميونيخ الدولي في ألمانيا قبيل إضراب مزمع للعاملين اليوم الجمعة (رويترز)
مطار ميونيخ الدولي في ألمانيا قبيل إضراب مزمع للعاملين اليوم الجمعة (رويترز)

قال البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، في تقريره عن التوقعات الاقتصادية الإقليمية الصادر يوم الخميس، إن ارتفاع أسعار الغاز والتضخم المستمر الذي يؤدي إلى تآكل الأجور الحقيقية، سيحدان من النمو في أوروبا وآسيا الوسطى وشمال أفريقيا.
وخفض البنك تقديرات النمو في المنطقة إلى 2.1 في المائة، من 3 في المائة هذا العام، وهي أقل من التوقعات البالغة 2.4 في المائة لعام 2022.
وبلغ معدل التضخم في منطقة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، التي تغطي نحو 40 اقتصاداً تمتد من كازاخستان إلى المجر وتونس، في المتوسط 16.5 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) بعد ذروة بلغت 17.5 في المائة في الشهر السابق، رغم أن تقرير البنك رجح «أن يكون تراجع التضخم أكثر تدرجاً مما تتوقع الأسواق حالياً».
وقالت بياتا يفورتشيك، كبيرة الاقتصاديين بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لـ«رويترز»: «أيضاً لا يزال هناك عدم يقين مرتبط بالحرب في أوكرانيا، خصوصاً بالنسبة للدول المجاورة»، مضيفة أن النمو في المنطقة سيفقد قوته أيضاً بسبب الأداء الضعيف لألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، وهو ما سيترجم إلى «انخفاض الطلب على الصادرات».
ويعاني نحو 80 في المائة من البلدان من عجز مزدوج في المالية العامة والتجارة الخارجية. وفي بعض الحالات، مثل تركيا والأردن ورومانيا، تجاوز العجز 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وجرى تعديل توقعات النمو في تركيا، أكبر متلقٍّ للتمويل من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، بالانخفاض إلى 3 في المائة من 3.5 في المائة في 2023، من دون حساب تأثير الزلزال في هذه التقديرات.
وعلى جانب آخر، ساعد ارتفاع أسعار الطاقة روسيا في تحمل جزء من تداعيات العقوبات المفروضة عليها بسبب غزوها لأوكرانيا في فبراير (شباط) العام الماضي. وبعد انخفاض النمو 3.5 في المائة في 2022، من المتوقع أن ينكمش 3 في المائة هذا العام بسبب تراجع أسعار النفط والتداعيات المستمرة للعقوبات والضغوط على المالية العامة.
ويتوقع البنك نمو الاقتصاد الأوكراني بنسبة واحد في المائة هذا العام، بعد انكماشه 30 في المائة في 2022. وقال: «ما لم يحدث تغيير استراتيجي مهم على الأرض، فإن نمو الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا في 2024 سيكون بطيئاً على الأرجح، لكنه سيكون إيجابياً على الأقل».
لكن البنك قال إن غزو روسيا لأوكرانيا قبل عام، والعقوبات الغربية المفروضة رداً على ذلك الغزو، دعمت النمو الاقتصادي في بعض المناطق، مشيراً إلى أن الاقتصادات في آسيا الوسطى والقوقاز استفادت من التجارة الوسيطة مع روسيا، وكذلك تدفقات رأس المال والمهاجرين المثقفين من روسيا.
وأعلن البنك ارتفاع الأجور الحقيقية - على عكس المناطق الأخرى – وزيادة الواردات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا بشكل كبير، ما يشير إلى أنه تمت إعادة بيع السلع إلى روسيا عبر القوقاز أو آسيا الوسطى.
وتمثل هذه التجارة الوسيطة جزءاً بسيطاً فقط من الواردات الروسية من الغرب. لكنها تمثل، في بلدان مثل قيرغيزستان أو أرمينيا، حصة سنوية تتراوح بين 4 و6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وأضاف البنك أن صناعة مزدهرة للخدمات اللوجستية نشأت لتسهيل هذه التجارة الوسيطة، ما أسهم في تدفقات رأس المال التي بدورها دعمت ارتفاع قيمة العملات المحلية مقابل الدولار الأميركي.
ويشار إلى أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية تأسس بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991 لدعم الدول التي خلفته ودول أخرى في وسط أوروبا وشرقها للتحول إلى اقتصاد السوق.


مقالات ذات صلة

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

الاقتصاد خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

يتجه المصرف المركزي الأوروبي الخميس إلى إقرار رفع جديد لمعدلات الفائدة، وسط انقسام بين مسؤوليه والمحللين على النسبة التي يجب اعتمادها في ظل تواصل التضخم والتقلب في أداء الأسواق. ويرجح على نطاق واسع أن يقرّر المصرف زيادة معدلات الفائدة للمرة السابعة توالياً وخصوصاً أن زيادة مؤشر أسعار الاستهلاك لا تزال أعلى من مستوى اثنين في المائة الذي حدده المصرف هدفاً له.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

واجه وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، اقتراحا من قبل المفوضية الأوروبية لمنح دول التكتل المثقلة بالديون المزيد من الوقت لتقليص ديونها، بردود فعل متباينة. وأكد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر أن مقترحات المفوضية الأوروبية لمراجعة قواعد ديون الاتحاد الأوروبي «ما زالت مجرد خطوة أولى» في عملية الإصلاح.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنسبة بلغت 0,1 % في الربع الأول من العام 2023 مقارنة بالربع السابق، بعدما بقي ثابتا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2022، وفق أرقام مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات). بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي برمّته، انتعش نمو الناتج المحلي الإجمالي بزيادة بلغت نسبتها 0,3 % بعد انخفاض بنسبة 0,1 % في الربع الأخير من العام 2022، وفق «يوروستات». وفي حين تضررت أوروبا بشدة من ارتفاع أسعار الطاقة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما يغذي تضخما ما زال مرتفعا للغاية، فإن هذا الانتعاش الطفيف للنمو يخفي تباينات حادة بين الدول العشرين التي تشترك في العملة الموحدة. وخلال الأش

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد «النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

«النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

قال مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا اليوم (الجمعة)، إنه يتعين على البنوك المركزية الأوروبية أن تقضي على التضخم، وعدم «التوقف» عن رفع أسعار الفائدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح ألفريد كامر، خلال إفادة صحافية حول الاقتصاد الأوروبي في استوكهولم، «يجب قتل هذا الوحش (التضخم).

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

من المقرر أن تحصل دول الاتحاد الأوروبي المثقلة بالديون على مزيد من الوقت لتقليص الديون العامة، لتمكين الاستثمارات المطلوبة، بموجب خطط إصلاح اقترحتها المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: «نحتاج إلى قواعد مالية ملائمة لتحديات هذا العقد»، وأضافت «تمكننا الموارد المالية القوية من الاستثمار أكثر في مكافحة تغير المناخ، ولرقمنة اقتصادنا، ولتمويل نموذجنا الاجتماعي الأوروبي الشامل، ولجعل اقتصادنا أكثر قدرة على المنافسة». يشار إلى أنه تم تعليق قواعد الديون والعجز الصارمة للتكتل منذ أن دفعت جائحة فيروس «كورونا» - حتى البلدان المقتصدة مثل ألمانيا - إلى الا

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.