السلطة تعمل على مشروع قرار أممي يدين خطط الاستيطان الأخيرة

الإدارة الأميركية تعارض وتقترح بياناً مشتركاً غير ملزم

بناء حي جديد في مستوطنة نيفي دانيال بالضفة أمس (إ.ب.أ)
بناء حي جديد في مستوطنة نيفي دانيال بالضفة أمس (إ.ب.أ)
TT

السلطة تعمل على مشروع قرار أممي يدين خطط الاستيطان الأخيرة

بناء حي جديد في مستوطنة نيفي دانيال بالضفة أمس (إ.ب.أ)
بناء حي جديد في مستوطنة نيفي دانيال بالضفة أمس (إ.ب.أ)

تعمل السلطة الفلسطينية على دفع مشروع قرار لمجلس الأمن يدين إسرائيل، بعد قرارها الأخير بالترويج لخطط لبناء نحو 10000 منزل استيطاني جديد في الضفة الغربية، وإضفاء الشرعية على 9 بؤر استيطانية أخرى.
وقال مصدران في مجلس الأمن لموقع «تايمز أوف إسرائيل»، إنه بمجرد انتهاء البعثة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة من صياغة القرار، سيُقدّم إلى مندوب جامعة الدول العربية لدى مجلس الأمن، ممثل دولة الإمارات العربية المتحدة، ليتسنى للأعضاء الآخرين دراسته.
وتعمل البعثة الفلسطينية على حشد التأييد لطرح القرار للتصويت، رغم أنه يواجه حالياً معارضة من الولايات المتحدة. وبحسب موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي، فإن الولايات المتحدة أبلغت الفلسطينيين بأنها ستكون على استعداد لدعم بيان مشترك غير ملزم من أعضاء مجلس الأمن يدين الإعلان الإسرائيلي، على عكس القرار الملزم الذي تجري صياغته، والذي من المرجَّح أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضده.
في مقابل الجهود الفلسطينية، بدأت إسرائيل بالضغط على أعضاء مجلس الأمن لعدم دعم القرار، وبدل ذلك تتم إدانة الهجمات الفلسطينية. وكتب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، رسالة إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، أول من أمس (الثلاثاء)، حثهم فيها على إدانة سلسلة الهجمات الأخيرة في القدس التي قُتل فيها 11 إسرائيلياً، مدعياً أنها «نتيجة مباشرة» لتحريض السلطة الفلسطينية والجماعات المسلحة. ولم تشر الرسالة إلى الخطوات التي اتخذتها إسرائيل لبناء مستوطنات وهدم منازل في القدس والضفة الغربية.
وتواجه إسرائيل مشكلة في إقناع دول العالم بدعم موقفها؛ بالنظر إلى أن سياساتها في الضفة الغربية تواجه معارضة شبه إجماعية. وفي غضون أسابيع، عقد مجلس الأمن جلستين طارئتين لمناقشة زيارة وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، إلى الحرم القدسي، وعملية عسكرية إسرائيلية في جنين قُتل فيها 9 فلسطينيين، بينهم مدني.
وقد أدان أعضاء مجلس الأمن، بمن في ذلك أعضاء دائمون (فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي الأخير بشأن المستوطنات بشكل مستقل.
وأصدرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، بياناً مشتركاً، أول من أمس، قالوا فيه إنهم «قلقون للغاية» من قرار مجلس الوزراء، ويعارضون «بشدّة هذه الإجراءات أحادية الجانب، التي لن تؤدي إلا لمفاقمة التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتقويض الجهود الرامية للتوصل إلى حل الدولتين القائم على التفاوض».
وانضم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، والأمين العام للأمم المتحدة، والنرويج، وتركيا، والأردن، ومصر، والمملكة العربية السعودية إلى منتقدي الحكومة الإسرائيلية وقراراتها.
وركزت وسائل إعلام إسرائيلية على الانتقاد الأميركي. واتصلت قناة «كان» الإسرائيلية، بالمتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، صامويل ويربيرغ، الذي أكد رفض الولايات المتحدة لقرار إسرائيل بناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة في الضفة وشرعنة 9 نقاط استيطانية.
وقال ويربيرغ إن مثل هذه الخطوات أُحادية الجانب تبعدنا عن إمكانية استئناف المفاوضات بين الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني، وتقوض فرص تحقيق السلام من خلال مبدأ حل الدولتين. وأضاف المسؤول الأميركي أن «واشنطن تتواصل مع الحكومة الإسرائيلية». ورأى ويربيرغ أنه لا طائل من توجُّه السلطة الفلسطينية إلى المنظمات الأممية، مبيناً أن الحل يجب أن يتم عبر المفاوضات المباشرة.
وكانت آخر مرة جرت فيها المصادقة على قرار ضد إسرائيل بشأن المستوطنات من قِبَل مجلس الأمن، في ديسمبر (كانون الأول) 2016، عندما أيَّد 14 من أعضاء المجلس الخمسة عشر قراراً يطالب إسرائيل بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية. وحمل القرار رقم «2334»، وقد مرّ لأن الرئيس الأميركي آنذاك، باراك أوباما، قرر الامتناع عن التصويت، ما أدى إلى صدوره.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

«حماس» «ترحّب» بالتصويت الأممي على وقف إطلاق النار في غزة

رجل فلسطيني يحمل جثة طفل قُتل في غارات جوية إسرائيلية ليلية على مدينة غزة أثناء الاستعدادات للدفن في «مستشفى الأهلي العربي» المعروف أيضاً باسم «المستشفى المعمداني» (أ.ف.ب)
رجل فلسطيني يحمل جثة طفل قُتل في غارات جوية إسرائيلية ليلية على مدينة غزة أثناء الاستعدادات للدفن في «مستشفى الأهلي العربي» المعروف أيضاً باسم «المستشفى المعمداني» (أ.ف.ب)
TT

«حماس» «ترحّب» بالتصويت الأممي على وقف إطلاق النار في غزة

رجل فلسطيني يحمل جثة طفل قُتل في غارات جوية إسرائيلية ليلية على مدينة غزة أثناء الاستعدادات للدفن في «مستشفى الأهلي العربي» المعروف أيضاً باسم «المستشفى المعمداني» (أ.ف.ب)
رجل فلسطيني يحمل جثة طفل قُتل في غارات جوية إسرائيلية ليلية على مدينة غزة أثناء الاستعدادات للدفن في «مستشفى الأهلي العربي» المعروف أيضاً باسم «المستشفى المعمداني» (أ.ف.ب)

رحّبت حركة «حماس»، الخميس، بتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، وهي دعوة تبقى رمزية بعدما فرضت الولايات المتحدة الفيتو على نص مماثل في مجلس الأمن.

وقالت الحركة في بيان: «نرحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبتأييد مائةٍ وثمانٍ وخمسين دولة؛ قراراً يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، وتمكين السكان المدنيين في القطاع من الوصول الفوري إلى الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية، ويرفض أي مسعى لتجويع الفلسطينيين»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويشير الإسرائيليون والفلسطينيون إلى جهود جديدة للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار، للمرة الأولى منذ عام، من شأنه أن يوقف القتال في غزة ويعيد إلى إسرائيل عدداً على الأقل من 100 رهينة ما زالوا محتجزين في القطاع الفلسطيني.

ويأتي هذا التفاؤل الحذر في الوقت الذي يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن، محادثات في إسرائيل مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر، اللتين تضطلعان بدور الوساطة مع الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق.

وأسفرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي اندلعت عقب الهجوم غير المسبوق لحركة «حماس» على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عن مقتل عشرات الآلاف وتدمير القطاع بشكل كبير.

وأدّى هجوم «حماس» إلى مقتل 1208 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، بحسب إحصاء أعدّته «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى أرقام رسمية. وتشمل هذه الحصيلة رهائن قُتلوا أو ماتوا في الأسر.

وخُطِف أثناء الهجوم 251 شخصاً من داخل الدولة العبرية، لا يزال 97 منهم محتجزين في القطاع، بينهم 35 شخصاً أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قُتلوا.