أعضاء في الكونغرس يتهمون نتنياهو بتقويض الديمقراطية لمصالح شخصية

تزايد الانتقادات ضد حكومته حتى في أوساط المشرعين اليهود

مسيرة مناهضة للحكومة أمام الكنيست الاثنين احتجاجاً على نية الحكومة استهداف النظام القضائي (إ.ب.أ)
مسيرة مناهضة للحكومة أمام الكنيست الاثنين احتجاجاً على نية الحكومة استهداف النظام القضائي (إ.ب.أ)
TT

أعضاء في الكونغرس يتهمون نتنياهو بتقويض الديمقراطية لمصالح شخصية

مسيرة مناهضة للحكومة أمام الكنيست الاثنين احتجاجاً على نية الحكومة استهداف النظام القضائي (إ.ب.أ)
مسيرة مناهضة للحكومة أمام الكنيست الاثنين احتجاجاً على نية الحكومة استهداف النظام القضائي (إ.ب.أ)

بعد سلسلة تصريحات من الناطقين بلسان الإدارة الأميركية، وفي مقدمتهم الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، التي انتقدوا فيها بكلمات حذرة وناعمة سياسة الحكومة الإسرائيلية المتعلقة بمحاولة تنفيذ انقلاب على الجهاز القضائي، انتقد عدد من النواب في الكونغرس رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بشكل شخصي، واتهموه بتقويض الديمقراطية في سبيل خدمة مصالحه الشخصية.
وقال رئيس لجنة الدستور في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور ديك ديربن، خلال مقابلة مع صحيفة «هآرتس»، (الثلاثاء)، إنه بوصفه شخصا عريقا في تأييد إسرائيل وداعميها في الولايات المتحدة، يشعر ببالغ القلق من خطة إضعاف جهاز القضاء. وعبر ديربن الذي يعتبر الرجل الثاني في قيادة الحزب الديمقراطي داخل الكونغرس عن قلقه العميق من وضع نتنياهو مصالحه ومصالح شركائه المتطرفين السياسية والقضائية فوق مصالح الديمقراطية في إسرائيل. وأضاف أن الرئيس الأميركي، جو بايدن «فعل الأمر الصحيح عندما شدد على أهمية التوازنات والكوابح، وعلى مؤسسات ديمقراطية قوية في سياق الاختبار الجدي الذي تواجهه إسرائيل الآن».
أما السيناتور تيم كاين المرشح السابق لمنصب نائب الرئيس الأميركي، فقال إن على نتنياهو الإنصات لمئات آلاف الإسرائيليين الذين تظاهروا ضد الخطة في الأيام الماضية، و«أن يصغي إلى المتظاهرين ويمتنع عن خطوات تستهدف المؤسسات الديمقراطية في إسرائيل».
ورصدت صحيفة «هآرتس» تزايد الانتقادات العلنية ضد حكومة نتنياهو حتى في أوساط المشرعين اليهود في الكونغرس، ونقلت عن عضو مجلس النواب، ديفيد سيسيلين، قوله إن التغييرات التي تشملها خطة إضعاف جهاز القضاء الإسرائيلي «كارثية». وإن العلاقات الإسرائيلية – الأميركية مبنية على قيم ديمقراطية مشتركة والتزام بأحكام القانون. وقال إن أي محاولة لتغيير الإجراءات القضائية الحالية في الدولة يجب أن تخضع لنقاش جدي بنّاء وتستند إلى إجماع واسع من خلال إشراك المعارضة.
وقال عضو الكونغرس دان غولدمان، الذي يمثل منطقة انتخابية يسكنها يهود نيويورك «أنا قلق من أن الحكومة الجديدة في إسرائيل تحاول استهداف استقلالية جهاز القضاء بصورة ستقوض مكانة إسرائيل بوصفها منارة للحرية والديمقراطية». وتابع غولدمان: «نحن نعلم أن الديمقراطية ليست أمرا مفروغا منه. ولكن علينا أن نكافح أي تهديد للديمقراطية حتى عندما يتم ذلك في دولة حليفة وقريبة مثل إسرائيل».
وحذر عضو الكونغرس الآخر، ستيف كوهين، من أن «ما يحدث في إسرائيل مقلق جدا، فإسرائيل دولة ديمقراطية مثل الولايات المتحدة، وما يحدث هناك يذكّر جدا بما حدث مرة مع الرئيس دونالد ترمب. التشابه بين ترمب ونتنياهو واضح جدا». وعبر عن آماله في أنه مثلما وقف الجمهور الأميركي ضد محاولات الرئيس السابق ترمب المساس بسلطة القانون، فيمكن أن يفعل الجمهور في إسرائيل الأمر نفسه أيضا من أجل الحفاظ على الديمقراطية. وبينما أكد كوهين أن «الولايات المتحدة ستستمر في دعم إسرائيل ومساعدتها في المجال الأمني»، فإنه نوه إلى أن خطوات نتنياهو تشكل خطرا على العلاقات في المدى البعيد. وأمل أن تنجح إسرائيل في تغيير الاتجاه والعودة إلى الوسط.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

عائلات جنود إسرائيليين تناشد نتنياهو إنهاء الحرب في غزة

نتنياهو يلتقي مجندين في الجيش (إكس)
نتنياهو يلتقي مجندين في الجيش (إكس)
TT

عائلات جنود إسرائيليين تناشد نتنياهو إنهاء الحرب في غزة

نتنياهو يلتقي مجندين في الجيش (إكس)
نتنياهو يلتقي مجندين في الجيش (إكس)

دعت مجموعة من عائلات الجنود الإسرائيليين الخميس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة حفاظاً على حياة أبنائهم، متّهمين إياه بإطالة أمد هذا النزاع دون جدوى.

وتضم مجموعة «أهالي الجنود يصرخون كفى» أكثر من 800 من أهالي جنود ومجندين وقوات احتياط يخدمون في وحدات قتالية في غزة، وبينهم مَن يواصل القتال من دون توقف تقريباً منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ومنذ أشهر، يتعرض نتنياهو لاتهامات من منتقديه بإطالة أمد الحرب ضد حركة «حماس» لأسباب سياسية ومن دون جدوى. وشنّت الدولة العبرية هذه الحرب رداً على الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

وفي رسالة وجّهتها مجموعة «أهالي الجنود يصرخون كفى» إلى نتنياهو كررت المجموعة هذه الاتهامات.

وجاء في الرسالة «نتّهمك بحرب بلا أفق، غير مسبوقة في تاريخ بلادنا. وهذا فقط لأسباب تتعلق ببقائك السياسي الشخصي».

وأضافت الرسالة «نتّهمك بالتخلي عن الرهائن والجنود! ونناشدك: أَنهِ الحرب!».

واعتبر أهالي الجنود أنّ «الجميع يعلمون، بمن فيهم هم (الجنود)، أن الحرب مستمرة بلا هدف وأن الرهائن لن يعودوا إلا في إطار اتفاق» يجري التفاوض عليه حالياً في قطر وهي إحدى الدول الثلاث الوسيطة إلى جانب الولايات المتحدة ومصر في محادثات السلام.

جنود إسرائيليون يقتحمون مقر «الأونروا» في غزة (أ.ب)

وتابعت مجموعة أهالي الجنود «لا يوجد لدى الجيش الإسرائيلي أيّ سبب للبقاء في غزة، سوى لتحقيق الرغبات المسيحانية (لبعض أعضاء اليمين المتطرف) في الاستيطان هناك».

واختتم الأهالي رسالتهم بالقول لنتنياهو «لن نسمح لك بمواصلة التضحية بأبنائنا كبارود للمدافع».

ولم يعلّق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على الرسالة بشكل فوري.

منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023 قُتل 399 جندياً في قطاع غزة.