مشرّعون لبايدن: تحدث مع الأميركيين

وزارة الدفاع وإحاطة سرية عن «الأجسام المجهولة» في الكونغرس

بحاران أميركيان يوضبان مواد تم انتشالها من المنطاد بعد إسقاطه فوق البحر في كارولينا الجنوبية (إ.ب.أ)
بحاران أميركيان يوضبان مواد تم انتشالها من المنطاد بعد إسقاطه فوق البحر في كارولينا الجنوبية (إ.ب.أ)
TT

مشرّعون لبايدن: تحدث مع الأميركيين

بحاران أميركيان يوضبان مواد تم انتشالها من المنطاد بعد إسقاطه فوق البحر في كارولينا الجنوبية (إ.ب.أ)
بحاران أميركيان يوضبان مواد تم انتشالها من المنطاد بعد إسقاطه فوق البحر في كارولينا الجنوبية (إ.ب.أ)

تتفاعل قضية «الأجسام المجهولة الطائرة» التي تم إسقاطها فوق الأجواء الأميركية على مدار الساعة. ومع كل تصريح جديد لأعضاء الإدارة والمشرّعين، يزداد الغموض المحيط بهذه الأجسام وطبيعتها.
فحتى الساعة، لم يتمكن البيت الأبيض والبنتاغون من توفير أجوبة واضحة حول طبيعة الأجسام الثلاثة التي أسقطت في المجال الجوي الأميركي الأسبوع الماضي.
ولعلّ ما قاله وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن زاد من غموض الملف، إذ اعترف ضمناً بأن الولايات المتحدة لم تتمكن من تقييم هدف الأجسام المجهولة أو مقدراتها أو مصدرها، فقال في بروكسل: «نحن لا نعلم ما إذا كانت (الأجسام) تجمع معلومات استخباراتية، لكن بسبب مسارها، فإننا توخينا الحذر بإسقاطها، ونريد أن نحرص على أنه لدينا قدرة التحقق من هذه الأشياء ومعرفة ماذا كانت تفعل«.
وأتى تصريح المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار ليزيد الطين بلة، فقالت: «ليس هناك مؤشر على أي أنشطة لكائنات فضائية في عمليات الإسقاط الأخيرة...».
تصريحات مبهمة ولّدت موجة من الانتقادات ووابلاً من الأسئلة من قبل المشرعين الغاضبين من الحزبين، الذين تلقوا إحاطة مغلقة من مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية، الثلاثاء، لإطلاعهم على المعلومات المتوفرة حتى الساعة بشأن هذه الأجسام المجهولة.
فقد أوفدت الإدارة مسؤولين من وزارة الدفاع إلى الكونغرس لمحاولة تقديم بعض التوضيحات لأعضاء مجلس الشيوخ، فاجتمعوا في مبنى الكابيتول مع كل من مساعدة وزير الدفاع، ميليسا دالتون، ومدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة، دوغلاس سيمز، وقائد قيادة الدفاع الجوي في أميركا الشمالية (نوراد) الجنرال غلين فانهيرك.
وفي غياب الأجوبة، تتزايد التساؤلات. فقال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش مكونيل: «ماذا يجري؟! الرئيس بايدن مدين للأميركيين بتقديم بعض الأجوبة. ما الذي يتم إسقاطه؟ من أين أتى؟ هل هو عدائي؟ هل هناك معايير للإسقاط؟ كيف وصلنا إلى هنا؟ أعظم أمة في العالم لا تعلم ما الذي يخترق أجواءها!».
حتى كبير الجمهوريين في لجنة الاستخبارات ماركو روبيو، الذي جرت العادة أن يتم إطلاعه على كل التفاصيل السرية بحكم موقعه في اللجنة، لم يكن عنده أدنى فكرة عمّا يجري، فقال: «من المستحيل أن نقيّم ما حصل، لأنه ليس هناك أي معلومات متوافرة غير تلك العلنية. هذا موقف لا يمكن الاستمرار به. هذا غير عادي. فنحن لا نسقط أشياء فوق المجال الجوي الأميركي. لم نفعل هذا من قبل. وقمنا بذلك 4 مرات في الأيام الثمانية الأخيرة».
وتناغم هذا الموقف مع تصريحات رئيس لجنة الاستخبارات الديمقراطي مارك وارنر، الذي أعرب عن «عدم رضاه» من ردّ إدارة بايدن، مشيراً إلى أنه لم يحصل على أي معلومات حول ما تم جمعه من حطام الأجسام الثلاثة. وقال وارنر إنه يسعى لفهم ما إذا كان هناك أي نظام للتحقق والتدقيق قبل الإسقاط، لمعرفة ما إذا كان الجسم الموجود لدولة عدوة أو صديقة.
وفيما تباينت ردود الأفعال والمطالب في هذا الملف، يبدو أن كل ما يريده بعض المشرّعين هو الإجابة على سؤال بسيط؛ هل هذه الأجسام قادمة من الفضاء؟ فقال السيناتور الجمهوري جون ثون: «آمل أنهم سيقولون لنا معلومات أكثر من التأكيد على أننا لم نتعرض لغزو من الفضاء. سيكون من الجيد إضافة بعض التفاصيل على تلك التصريحات».
وفيما أعلن البيت الأبيض، الاثنين، تأسيس مجموعة عمل لـ«دراسة تداعيات التدقيق بالأجسام الطائرة التي تهدد الأمن والسلامة وتحليلها وإسقاطها»، لا يزال المشرعون ينتظرون تصريحاً علنياً من الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن عمليات الإسقاط الأخيرة. فقال السيناتور الجمهوري ستيف داينز: «ما يقلقني هو أن الرئيس بايدن ليس في الواجهة. رأينا نائب الرئيس الكندي يتحدث. ونحن اليوم نقول للرئيس بايدن؛ أرجوك أخبر الأميركيين بما تعلمه وما لا تعلمه. وأطلعهم على الخطة في المراحل المقبلة».
في بكين، أعلنت وزارة الخارجية الصينية، أمس (الثلاثاء)، أن أكثر من 10 مناطيد عالية الارتفاع أطلقتها الولايات المتحدة منذ مايو (أيار) الماضي حلقت فوق مجالها الجوي والمجال الجوي لدول أخرى.
ودخل البلدان في خلاف دبلوماسي منذ أن أسقطت الولايات المتحدة في 4 فبراير (شباط) الحالي منطاد تجسس يشتبه في أن الصين أطلقته.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، إن المناطيد عالية الارتفاع «حلقت حول العالم ودخلت دون إذن المجال الجوي للصين ودول أخرى 10 مرات على الأقل... يتعين على الولايات المتحدة إجراء تحقيق شامل وتقديم تفسير للصين».
ولم يكشف وانغ أسماء الدول الأخرى، وامتنع عن تحديد الجزء الذي اخترقته المناطيد من المجال الجوي الصيني، ولم يقدم صوراً لإثبات الواقعة.
وكان وانغ، قال الاثنين إن مناطيد أميركية دخلت المجال الجوي الصيني أكثر من 10 مرات منذ يناير (كانون الثاني) من العام الماضي. ونفت واشنطن الاتهام. وكتبت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أدريان واتسون على «تويتر» الاثنين: «أي ادعاء بأن الحكومة الأميركية تُسيّر مناطيد مراقبة فوق جمهورية الصين الشعبية غير صحيح».


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

محكمة أميركية ترفض وقف حظر «تيك توك» بالولايات المتحدة

شعار «تيك توك» على أحد الهواتف (رويترز)
شعار «تيك توك» على أحد الهواتف (رويترز)
TT

محكمة أميركية ترفض وقف حظر «تيك توك» بالولايات المتحدة

شعار «تيك توك» على أحد الهواتف (رويترز)
شعار «تيك توك» على أحد الهواتف (رويترز)

رفضت محكمة استئناف أميركية أمس (الجمعة)، طلباً طارئاً من تطبيق «تيك توك»، لمنع قانون يلزم الشركة الصينية المالكة للتطبيق «بايت دانس»، بسحب تطبيقها من الولايات المتحدة بحلول 19 يناير (كانون الثاني) أو مواجهة الحظر.

وقدمت «تيك توك» و«بايت دانس» طلباً طارئاً لمحكمة استئناف مدينة كولومبيا بولاية نورث كارولاينا الأميركية، للحصول على مزيد من الوقت لعرض قضيتهما على المحكمة العليا الأميركية، ويعني حكم أمس (الجمعة)، أنه يجب على «تيك توك» الإسراع في الذهاب إلى المحكمة العليا الأميركية، في محاولة لمنع أو إلغاء القانون.

وكانت الشركتان قد قالتا إن القانون ومن دون إجراء قضائي «سيؤدي إلى إيقاف تطبيق (تيك توك) - إحدى أشهر منصات التعبير في البلاد - لدى أكثر من 170 مليون مستخدم شهرياً».

وعللت المحكمة رفضها للطلب بأن الشركتين لم تحددا قضية سابقة «منعت فيها المحكمة قانوناً أصدره الكونغرس، بعد رفض الطعن الدستوري عليه، بدخول حيز التنفيذ أثناء السعي للنظر فيه أمام المحكمة العليا».

وقال متحدث باسم «تيك توك»، إن الشركة تعتزم عرض قضيتها على المحكمة العليا الأميركية «التي لها سجل تاريخي راسخ في حماية حق الأميركيين بحرية التعبير»، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وبموجب القانون، سيتم حظر تطبيق «تيك توك» ما لم تبِع شركة «بايت دانس» حصتها فيه بحلول 19 يناير. ويمنح القانون أيضاً الحكومة الأميركية سلطات واسعة النطاق، لحظر التطبيقات الأخرى المملوكة لأجانب، والتي قد تثير مخاوف بشأن جمع بيانات الأميركيين.

وتقول وزارة العدل الأميركية إن «استمرار سيطرة الصين على تطبيق (تيك توك) يشكل تهديداً مستمراً للأمن القومي».

وتقول «تيك توك» إن وزارة العدل الأميركية أدلت بتصريحات خاطئة عن ارتباط التطبيق بالصين، وقالت إن محرك التوصيات الخاص بمحتوى «تيك توك» وبيانات المستخدمين مخزنان في الولايات المتحدة على خوادم سحابية تديرها شركة «أوراكل»، وأيضاً يتم اتخاذ قرارات تعديل المحتوى التي تؤثر على المستخدمين الأميركيين في الولايات المتحدة.

ويضع القانون - ما لم تلغِه المحكمة العليا - مصير «تيك توك» في يد الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن بشأن ما إذا كان سيمنح تمديداً لمدة 90 يوماً على الموعد النهائي في 19 يناير، أم لا، لفرض البيع على الشركة، ثم في يد الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترمب، الذي سيتولى منصبه في 20 يناير.

وقال ترمب، الذي حاول دون جدوى حظر «تيك توك» خلال ولايته الأولى في عام 2020، قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، إنه لن يسمح بحظر «تيك توك».

وأبلغ رئيس لجنة مجلس النواب الأميركي المعنية بالصين أمس (الجمعة)، الرئيسين التنفيذيين لشركة «ألفابت»، الشركة الأم لـ«غوغل»، وشركة «أبل»، أنه يتعين عليهما الاستعداد لإزالة «تيك توك» من متاجر التطبيقات الأميركية في 19 يناير.