الاتحاد الأوروبي يتوقع تفادي الركود الاقتصادي خلال 2023

المفوض الأوروبي ومسؤول الاقتصاد باولو جينتيلوني يقدم في مؤتمر صحافي، أمس، توقعات المفوضية للاقتصاد لعام 2023 في بروكسل (إ.ب.أ)
المفوض الأوروبي ومسؤول الاقتصاد باولو جينتيلوني يقدم في مؤتمر صحافي، أمس، توقعات المفوضية للاقتصاد لعام 2023 في بروكسل (إ.ب.أ)
TT

الاتحاد الأوروبي يتوقع تفادي الركود الاقتصادي خلال 2023

المفوض الأوروبي ومسؤول الاقتصاد باولو جينتيلوني يقدم في مؤتمر صحافي، أمس، توقعات المفوضية للاقتصاد لعام 2023 في بروكسل (إ.ب.أ)
المفوض الأوروبي ومسؤول الاقتصاد باولو جينتيلوني يقدم في مؤتمر صحافي، أمس، توقعات المفوضية للاقتصاد لعام 2023 في بروكسل (إ.ب.أ)

أعلنت المفوضية الأوروبية، الاثنين، أن الاقتصاد الأوروبي سيسجل، هذه السنة، تضخماً أدنى ونمواً أعلى مما كان متوقعاً، بعدما تفادى الركود خلال الشتاء، رغم الحرب في أوكرانيا. وأفادت المفوضية برفع توقعاتها للنمو في منطقة اليورو عام 2023 إلى 0.9 %، بزيادة 0.6 نقطة، مشيرة إلى أن المنطقة ستتفادى الركود «بفارق ضئيل»، هذا الشتاء.
وتشير هذه الأرقام إلى تباطؤ كبير، مقارنة بنسبة النمو، العام الماضي، التي بلغت 3.5 %، سواء في الاتحاد الأوروبي، أو في منطقة اليورو. غير أن الاقتصاد يقاوم بشكل أفضل مما كان متوقعاً، تبعاتِ الحرب في أوكرانيا، و«رغم صدمات استثنائية»، تفادى الاقتصاد الأوروبي انكماشاً في الناتج المحلي الإجمالي في الفصل الأخير من عام 2022.
ويتوقع أيضاً أن يتباطأ التضخم أكثر مما كان متوقعاً، بعدما تسببت الحرب في ارتفاع أسعار النفط والغاز، العام الماضي.
ورأت المفوضية، في بيان، أمس، أن «تطورات مواتية منذ الخريف أدت إلى تحسن التوقعات لهذه السنة»، مشيرة خصوصاً إلى تراجع أسعار الجملة للغاز «بفارق كبير عن مستواها ما قبل الحرب». وتابعت: «بالإضافة إلى ذلك، استمرت سوق العمل في الاتحاد الأوروبي بتسجيل أداء قوي مع بقاء معدل البطالة عند أدنى مستوياته».
من جهة أخرى خفّضت المفوضية الأوروبية توقعاتها للتضخم في منطقة اليورو عام 2023 إلى 5.6 %، بتراجع -0.5 نقطة، معتبرة أنه جرى تخطّي الذروة التي بلغت 10.6 % في أكتوبر بفضل تراجع أسعار الطاقة.
وتراجع التضخم على مدى 3 أشهر متتالية، بعدما بلغ أعلى مستوياته التاريخية، ما «يدعو إلى اعتقاد أن الذروة باتت خلفنا»، وفق المفوضية الأوروبية.
وزاد البنك المركزي الأوروبي والبنوك المركزية الأخرى في كل أنحاء العالم أسعار الفائدة مرات عدّة، العام الماضي؛ في محاولة لكبح التضخم المتصاعد، لكن المفوضية حذّرت من أن «الرياح المعاكسة لا تزال قوية»، مشددة على أن الأسر والشركات لا تزال تعاني من أسعار مرتفعة للطاقة.
وأوضحت: «ما زال المستهلكون والشركات يعانون ارتفاع تكاليف الطاقة، وما زال التضخم الأساسي (التضخم العام باستثناء الطاقة والمواد الغذائية غير المصنَّعة) يرتفع في يناير».
ومن المتوقع الاستمرار في «تشديد» السياسة النقدية مع تواصل الضغوط التضخمية، ما «سينعكس على نشاطات الشركات ويلقي بثقله على الاستثمار». وأبقت المفوضية الأوروبية على توقعاتها لنمو منطقة اليورو لعام 2024 عند 1.5 %، وتوقعت أن يكون التضخم في العام المقبل 2.5 %، وهي نسبة أعلى من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 %.
كما حذّرت المفوضية من أن انعدام اليقين بشأن هذه التوقعات يبقى «مرتفعاً» في ظل استمرار التوتر الجيوسياسي. وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، هذا الشهر: «إجمالاً، أثبت الاقتصاد أنه أكثر صموداً من المتوقع»، لكنّها أشارت إلى أن البنك «سيواصل نهجه» مع زيادة أسعار الفائدة في مارس (آذار).
وعزّزت البيانات الأخيرة الأقل قتامة، الآمال بأن الجهود الروسية لخنق إمدادات الغاز الحيوية بالنسبة إلى أوروبا قد لا تتسبب بالانكماش الاقتصادي الذي كان التكتل متخوفاً منه.
ومع خفض موسكو الشحنات عقب غزو أوكرانيا، أطلقت الحكومات الأوروبية تدابير لتخفيف حِدة تداعيات ارتفاع الأسعار على المستهلكين والأعمال التجارية، وسارعت إلى ملء منشآت التخزين. وتراجعت أسعار الغاز الذي يجري بيعه بالجملة، بينما لم تستخدم المخزونات بالسرعة المتوقعة.
وأمام هذه المعطيات، ارتفعت الأسهم الأوروبية، خلال تعاملات أمس، قبيل بيانات التضخم الأميركية التي من المقرر صدورها، اليوم الثلاثاء، بينما تراجعت أسهم الشركات العقارية بفعل نتائج فصلية مخيِّبة للآمال من شركة كاستيلوم السويدية.
وارتفع المؤشر «ستوكس 600» للأسهم الأوروبية 0.2 % في التعاملات الصباحية، بعدما سجل أول تراجع أسبوعي له في 3 أسابيع، يوم الجمعة.
وهبط سهم كاستيلوم المدرَجة في ستوكهولم 5.8 %، بعدما كشفت الشركة خططاً لإصدار حقوق لزيادة رأسمالها، ولم يقترح مجلس إدارتها توزيع أرباح نقدية. وانخفض مؤشر القطاع العقاري واحداً في المائة.


مقالات ذات صلة

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

الاقتصاد خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

يتجه المصرف المركزي الأوروبي الخميس إلى إقرار رفع جديد لمعدلات الفائدة، وسط انقسام بين مسؤوليه والمحللين على النسبة التي يجب اعتمادها في ظل تواصل التضخم والتقلب في أداء الأسواق. ويرجح على نطاق واسع أن يقرّر المصرف زيادة معدلات الفائدة للمرة السابعة توالياً وخصوصاً أن زيادة مؤشر أسعار الاستهلاك لا تزال أعلى من مستوى اثنين في المائة الذي حدده المصرف هدفاً له.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

واجه وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، اقتراحا من قبل المفوضية الأوروبية لمنح دول التكتل المثقلة بالديون المزيد من الوقت لتقليص ديونها، بردود فعل متباينة. وأكد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر أن مقترحات المفوضية الأوروبية لمراجعة قواعد ديون الاتحاد الأوروبي «ما زالت مجرد خطوة أولى» في عملية الإصلاح.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنسبة بلغت 0,1 % في الربع الأول من العام 2023 مقارنة بالربع السابق، بعدما بقي ثابتا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2022، وفق أرقام مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات). بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي برمّته، انتعش نمو الناتج المحلي الإجمالي بزيادة بلغت نسبتها 0,3 % بعد انخفاض بنسبة 0,1 % في الربع الأخير من العام 2022، وفق «يوروستات». وفي حين تضررت أوروبا بشدة من ارتفاع أسعار الطاقة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما يغذي تضخما ما زال مرتفعا للغاية، فإن هذا الانتعاش الطفيف للنمو يخفي تباينات حادة بين الدول العشرين التي تشترك في العملة الموحدة. وخلال الأش

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد «النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

«النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

قال مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا اليوم (الجمعة)، إنه يتعين على البنوك المركزية الأوروبية أن تقضي على التضخم، وعدم «التوقف» عن رفع أسعار الفائدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح ألفريد كامر، خلال إفادة صحافية حول الاقتصاد الأوروبي في استوكهولم، «يجب قتل هذا الوحش (التضخم).

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

من المقرر أن تحصل دول الاتحاد الأوروبي المثقلة بالديون على مزيد من الوقت لتقليص الديون العامة، لتمكين الاستثمارات المطلوبة، بموجب خطط إصلاح اقترحتها المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: «نحتاج إلى قواعد مالية ملائمة لتحديات هذا العقد»، وأضافت «تمكننا الموارد المالية القوية من الاستثمار أكثر في مكافحة تغير المناخ، ولرقمنة اقتصادنا، ولتمويل نموذجنا الاجتماعي الأوروبي الشامل، ولجعل اقتصادنا أكثر قدرة على المنافسة». يشار إلى أنه تم تعليق قواعد الديون والعجز الصارمة للتكتل منذ أن دفعت جائحة فيروس «كورونا» - حتى البلدان المقتصدة مثل ألمانيا - إلى الا

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، اليوم، تصنيف السعودية إلى «Aa3» من«A1»، مشيرة إلى جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

وتستثمر المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، مليارات الدولارات لتحقيق خطتها «رؤية 2030»، التي تركز على تقليل اعتمادها على النفط وإنفاق المزيد على البنية التحتية لتعزيز قطاعات مثل السياحة والرياضة والصناعات التحويلية.

وتعمل السعودية أيضاً على جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية لضمان بقاء خططها الطموحة على المسار الصحيح.

وفي الشهر الماضي، سعى وزير الاستثمار السعودي إلى طمأنة المستثمرين في مؤتمر بالرياض بأن السعودية تظل مركزاً مزدهراً للاستثمار على الرغم من عام اتسم بالصراع الإقليمي.

وقالت موديز في بيان: «التقدم المستمر من شأنه، بمرور الوقت، أن يقلل بشكل أكبر من انكشاف المملكة العربية السعودية على تطورات سوق النفط والتحول الكربوني على المدى الطويل».

كما عدلت الوكالة نظرتها المستقبلية للبلاد من إيجابية إلى مستقرة، مشيرة إلى حالة الضبابية بشأن الظروف الاقتصادية العالمية وتطورات سوق النفط.

وفي سبتمبر (أيلول)، عدلت وكالة «ستاندرد اند بورز» نظرتها المستقبلية للسعودية من مستقرة إلى إيجابية، وذلك على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية.