الصومال يستنفر رعاياه في الخارج لدعم الحرب على «الشباب»

الرئيس الصومالي مع جالية بلاده في إيطاليا (وكالة الصومال الرسمية)
الرئيس الصومالي مع جالية بلاده في إيطاليا (وكالة الصومال الرسمية)
TT

الصومال يستنفر رعاياه في الخارج لدعم الحرب على «الشباب»

الرئيس الصومالي مع جالية بلاده في إيطاليا (وكالة الصومال الرسمية)
الرئيس الصومالي مع جالية بلاده في إيطاليا (وكالة الصومال الرسمية)

دعا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، المغتربين بالخارج، إلى دعم العمليات العسكرية مالياً، من أجل القضاء على «ميليشيات الخوارج التي أعاقت تقدم البلاد وازدهارها»، في إشارة إلى حركة «الشباب» الموالية لتنظيم «القاعدة»، بينما أمر رئيس الحكومة حمزة عبدي بري، إدارة محافظة بنادر والأجهزة الأمنية بتغيير الخطة الأمنية.
واستعرض حسن خلال اجتماعه مع الجالية الصومالية المقيمة في أوروبا، ضمن زيارته الرسمية إلى العاصمة الإيطالية روما، ما وصفه بـ«إنجازات محققة» في العمليات العسكرية ضد «فلول ميليشيات الخوارج»، وخطة الحكومة حيال أفراد المقاومة الشعبية، بالإضافة إلى دور الجاليات الصومالية في تعزيز العمليات الجارية.
ومنذ يوليو (تموز) الماضي، يشنّ الجيش الصومالي بالتعاون مع مسلحي العشائر، عملية عسكرية لتحرير مناطق وسط البلاد من عناصر حركة «الشباب». ووفق وزير الإعلام والثقافة والسياحة الصومالي، داود أويس جامع، فإن «الحكومة الفيدرالية حققت مكاسب كبيرة» حتى الآن؛ مشيراً إلى أن «المسلحين في التنظيم الإرهابي يستسلمون واحداً تلو الآخر، منذ انطلاقة العملية العسكرية ضد الإرهاب».
من جهته، استمع رئيس الحكومة حمزة عبدي بري، خلال اجتماع موسع، الأحد، مع مسؤولي محافظة بنادر ومديرياتها بحضور وزراء في الحكومة، وضباط بجهاز الأمن والشرطة، إلى تقارير من رؤساء المديريات وقادة الأمن حول الوضع الأمني والاجتماعي في العاصمة مقديشو، ودعاهم بري إلى «بذل مزيد من يقظتهم وحسهم الأمني من أجل التصدي للخلايا الإرهابية»، كما طالب بتغيير الخطة الأمنية.
وأكد بري -حسب وكالة الأنباء الصومالية الرسمية- أن الحكومة تولي أهمية كبيرة لأمن محافظة بنادر والمدن الأخرى من البلاد، بينما أشارت الوكالة إلى مواصلة الجيش والشرطة وجهاز الأمن والمخابرات الوطنية «حملة تصفية ضد ميليشيات الخوارج الإرهابية المرتبطة بتنظيم (القاعدة)»، التسمية الرسمية المعتمدة لحركة «الشباب» المتطرفة. وكان بري قد ناقش مع روبرت بايبر، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بمعالجة أوضاع النزوح الداخلي، الأوضاع المعيشية للنازحين الصومالیین داخل البلاد، وكيفية إيجاد حل دائم للمشكلات التي يواجهها ملايين الصومالیین في مخيمات النازحين.
المنتشرة في ضواحي مدن البلاد.
وأكد برى التزام حكومته بإعادة تأهيل النازحين؛ لا سیما المزارعين والرعاة، إلى قراهم ومزارعهم التي تضررت بالجفاف والصراعات المسلحة خلال الفترة الأخيرة، في مناطق وسط وجنوب البلاد.
ونقل عن بايبر إشادته بـ«الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة الفيدرالية لمساعدة النازحين»؛ مشيراً إلى أن «الأمم المتحدة تقف إلى جانب الشعب الصومالي، وخصوصاً النازحين، لتجاوز الظروف المعيشية السيئة».
إلى ذلك، وزعت حركة «الشباب» صوراً لجثث ادعت أنها لعناصر من الجيش الصومالي قُتلوا خلال معركة دارت في منطقة البد بوسط البلاد. وزعمت عبر إذاعة محلية موالية لها، الأحد، أنها ألحقت بالجيش ما وصفته بـ«خسائر فادحة»، مشيرة إلى مصرع 45 جندياً، بينما لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات الصومالية.
وخسرت الجماعة الإرهابية كثيراً من المناطق التي كانت تحت سيطرتها سابقاً؛ لكنها لا تزال قادرة على شن هجمات في الصومال، على الرغم من شن القوات الحكومية حرباً شاملة ضدها بمساندة قوة الاتحاد الأفريقي، وضربات جوية أميركية.


مقالات ذات صلة

إردوغان: تركيا ستعيد تقييم علاقاتها بأميركا بعد انتخاب رئيسها الجديد

شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء الماضي (الرئاسة التركية)

إردوغان: تركيا ستعيد تقييم علاقاتها بأميركا بعد انتخاب رئيسها الجديد

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده ستعيد تقييم علاقاتها مع الولايات المتحدة عقب الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
أفريقيا صورة أرشيفية لمتظاهرة تحمل علم بنين خارج البرلمان في العاصمة بورتو نوفو أبريل 2017 (أ.ف.ب)

محاولة انقلابية فاشلة في دولة بنين

أعلنت السلطات في دولة بنين اعتقال قائد الحرس الجمهوري ورجل أعمال مُقرّب من رئيس البلاد ووزير سابق في الحكومة، إثر تورّطهم في مخطط لقلب نظام الحكم بالقوة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا عنصرا أمن يقتادان منفذ هجوم الطعن في زولينغن إلى التحقيق (د.ب.أ)

حملة تفتيش جديدة للشرطة الألمانية على خلفية هجوم إرهابي

على خلفية الهجوم الإرهابي الذي وقع أخيراً في مدينة زولينغن الألمانية، أجرت الشرطة مرة أخرى حملة تفتيش في إحدى المناطق بالمدينة. وقالت مصادر أمنية، إن قوات…

«الشرق الأوسط» (برلين)
الخليج الملتقى سيشهد على مدى 3 أيام أوراقاً علمية وحلقات نقاش بمشاركة عربية ودولية (الشرق الأوسط)

الرياض تستضيف ملتقى حول الذكاء الاصطناعي في المجالات الأمنية

بدأت في الرياض، الثلاثاء، أعمال «الملتقى الثاني لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في المجالات الأمنية: التركيز على مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة».

غازي الحارثي (الرياض)
شمال افريقيا عربات عسكرية في واغادوغو (أرشيفية رويترز)

بعد «هجوم باماكو»... عواصم دول الساحل تعيش حالة طوارئ غير معلنة

أعلنت سلطات بوركينا فاسو أن سيارات الإسعاف والمركبات الدبلوماسية وعربات نقل الموتى، ستخضع للتفتيش في العاصمة واغادوغو خشية استغلالها لشن هجوم إرهابي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

إنفوغراف... لبنان يشهد ثاني أكثر أيامه دموية إثر الحرب الإسرائيلية

شهد لبنان يوماً هو الأكثر دموية في تاريخه الحديث منذ الحرب الأهلية عام 1990 (د.ب.أ)
شهد لبنان يوماً هو الأكثر دموية في تاريخه الحديث منذ الحرب الأهلية عام 1990 (د.ب.أ)
TT

إنفوغراف... لبنان يشهد ثاني أكثر أيامه دموية إثر الحرب الإسرائيلية

شهد لبنان يوماً هو الأكثر دموية في تاريخه الحديث منذ الحرب الأهلية عام 1990 (د.ب.أ)
شهد لبنان يوماً هو الأكثر دموية في تاريخه الحديث منذ الحرب الأهلية عام 1990 (د.ب.أ)

شهد لبنان الاثنين الماضي يوماً هو الأكثر دموية في تاريخه الحديث منذ الحرب الأهلية عام 1990 بعدما وسعت إسرائيل غاراتها الجوية على الجنوب، وسقط ما يزيد عن 558 قتيلاً، بينهم 90 امرأة و50 طفلاً، بحسب بيانات وزارة الصحة اللبنانية.

وبمقارنة إحصاءات وزارة الصحة اللبنانية ببيانات برنامج «أوبسالا» المختص برصد ضحايا النزاعات المسلحة عالمياً، تبين أن الاثنين 23 سبتمبر (أيلول) الماضي كان ثاني أكثر الأيام دموية في تاريخ لبنان على الإطلاق، ولم يسبقه سوى 13 أكتوبر (تشرين الأول) 1990 حينما سقط 700 قتيل إبان فترة الحرب الأهلية.

وتظهر الأرقام ضراوة الضربات الإسرائيلية؛ إذ تجاوزت يوم الاثنين أضعاف حصيلة القتلى في أكثر الأيام دموية في لبنان خلال حرب عام 2006 بين إسرائيل و«حزب الله»؛ إذ سقط يوم 7 أغسطس (آب) من ذلك العام 83 قتيلاً.

ويعد برنامج رصد ضحايا النزاعات المسلحة أحد أنشطة المراكز البحثية لجامعة «أوبسالا» السويدية.