غلاء «الذرة» يفاقم مشكلة الأمن الغذائي في السودان

تجار ومزارعون يتوقعون استمرار ارتفاع الأسعار

TT

غلاء «الذرة» يفاقم مشكلة الأمن الغذائي في السودان

رصدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) ارتفاعاً كبيراً في أسعار الحبوب (الذرة الرفيعة)، بدءاً من مطلع العام الحالي، وهي التي تشكل غذاء رئيسياً لغالبية السكان في السودان. ويترافق ذلك مع ازدياد المخاوف من تفاقم الأوضاع المعيشية، في ظل مؤشرات الانخفاض الكبير للإنتاج في العام الحالي مقارنة بالمواسم السابقة. ويقول تجار لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع الأسعار «يتكرر للعام الثاني على التوالي، بسبب قلة الإنتاج، وضعف الموسم الزراعي نتيجة لارتفاع تكاليف الزراعة».
وقال التاجر عبد الله آدم، في ولاية الجزيرة بوسط البلاد، إن سعر جوال الذرة البيضاء من نوع «طابت» بلغ 31 ألف جنيه سوداني، (نحو 50 دولاراً)، وهي الأكثر استهلاكاً لأنها تدخل في صناعة رغيف الخبز. ويضيف: «إن سعر الأنواع الأخرى من الذرة مثل (الهجين والفترتيتة) يبلغ 28 ألف جنيه سوداني».
وعلى الرغم من التغيير الكبير في الثقافة الغذائية لدى السودانيين، باتجاه اعتماد رغيف الخبز المصنَّع من القمح في المناطق الحضرية، فلا يزال الملايين في الأرياف يعتمدون بشكل أساسي على الذرة.
ولا يتجاوز الاستهلاك المحلي من الذرة الرفيعة المزروعة محلياً 3 ملايين طن في العام، من جملة الإنتاج الكلي السنوي الذي يقدر بنحو 6 ملايين طن، حسب إحصائيات «بنك السودان المركزي».
ويقول محمد الخليفة، المزارع بمشروع الجزيرة الذي يعد أكبر المشروعات الزراعية المروية في البلاد: «إن إنتاجه من الذرة هذا الموسم في مساحة 5 فدادين؛ بلغ 6 جوالات، لا تغطي نصف تكلفة الزراعة، وهذا يبرر ارتفاع الأسعار»، متوقعاً «ارتفاعها أكثر في الأشهر المقبلة، كما حدث في العام الماضي؛ حيث تجاوز سعر جوال الذرة 50 ألف جنيه».
وعلى الرغم من تذبذب إنتاج الذرة الرفيعة وتراجعه سنوياً في السودان، تلجأ الحكومة لفتح باب تصدير الفائض من المخزون الاستراتيجي، لرفد خزينة الدولة من العملات الأجنبية. وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، وفقاً لتقرير «الفاو»، إن أسعار الذرة الرفيعة بدأت في الارتفاع بنسبة 3 إلى 9 في المائة في بعض الأسواق في السودان مطلع العام الحالي، بمعدل الضعفين إلى 3 أضعاف عن الموسم السابق. وذكر التقرير أنه منذ عام 2017، استمر تصاعد ارتفاع أسعار الحبوب في السودان، بسبب الوضع الاقتصادي الكلي الصعب، إلى جانب ارتفاع أسعار الوقود. كما أدى تصاعد عدم الاستقرار السياسي والنزاعات القبلية إلى مزيد من الضغط التصاعدي على الأسعار.
وحسب أحدث تقارير المنظمات الإنسانية، فإن نحو 9.6 مليون شخص في السودان: «يعانون انعدام الأمن الغذائي بدرجة عالية تصل إلى المرحلة الرابعة (الطوارئ)، وهي الأسوأ في التصنيف الأممي للأمن الغذائي».


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

البرهان يسمح للمنظمات الإغاثية باستخدام 3 مطارات لتخزين مواد الإغاثة

قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

البرهان يسمح للمنظمات الإغاثية باستخدام 3 مطارات لتخزين مواد الإغاثة

قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

قال مجلس السيادة السوداني، اليوم (الاثنين)، إن رئيس المجلس الفريق عبد الفتاح البرهان وجّه بالسماح لمنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة باستخدام 3 مطارات بوصفها مراكز لتخزين مواد الإغاثة الإنسانية.

وأوضح المجلس، في بيان له، أنه تمّ السماح لتلك المنظمات بالاستفادة من مطارات كل من مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان، ومدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، ومطار مدينة الدمازين في إقليم النيل الأزرق بوصفها «مراكز إنسانية لتخزين مواد الإغاثة».

كما سمح رئيس المجلس بتحرّك موظفي وكالات الأمم المتحدة مع القوافل التي تنطلق من تلك المناطق، والإشراف على توزيع المساعدات، والعودة إلى نقطة الانطلاق فور الانتهاء.

وتسبّبت الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) من العام الماضي في أكبر أزمة نزوح في العالم.