مسؤولون أمميون في دمشق لتسهيل دخول مساعدات إلى الشمال السوري

المقداد وبيدرسون يبحثان الاستجابة لآثار الزلزال في سوريا

مارتن غريفيث منسق الأمم المتحدة للإغاثة زار الأحياء المتضررة في مدينة حلب الاثنين (أ.ف.ب)
مارتن غريفيث منسق الأمم المتحدة للإغاثة زار الأحياء المتضررة في مدينة حلب الاثنين (أ.ف.ب)
TT

مسؤولون أمميون في دمشق لتسهيل دخول مساعدات إلى الشمال السوري

مارتن غريفيث منسق الأمم المتحدة للإغاثة زار الأحياء المتضررة في مدينة حلب الاثنين (أ.ف.ب)
مارتن غريفيث منسق الأمم المتحدة للإغاثة زار الأحياء المتضررة في مدينة حلب الاثنين (أ.ف.ب)

شهدت دمشق خلال الأيام الأخيرة، زيارة مسؤولين أمميين لإقناع الحكومة السورية بتسهيل دخول مساعدات إنسانية إغاثية إلى مناطق الشمال السوري التي تقع تحت سيطرة المعارضة، في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا.

وبحث غير بيدرسون، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، الاثنين، مع وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد، الجهود التي يمكن القيام بها لتعزيز دور المنظمة الدولية في الاستجابة للآثار المدمرة التي خلفها الزلزال، فيما قال منسق الأمم المتحدة للإغاثة مارتن غريفيث من حلب، إن مرحلة الإنقاذ «تقترب من نهايتها»، وإن الحاجة الماسة ستصبح توفير الملاجئ والطعام والتعليم والرعاية النفسية والاجتماعية.

وعبر بيدرسون عن تعازيه الحارة في ضحايا الزلزال، مؤكداً استعداده للقيام بكل ما بوسعه لمساعدة سوريا في تخطي آثار هذه الكارثة. وقال بيان صحافي للمسؤول الأممي، إنه أكد ضرورة العمل «في جميع مناطق سوريا»، وإنه سعد بسماع تطمينات من الحكومة السورية بأنها «ستدعم العمل الذي نقوم به».

كما أشار إلى التحدي الخاص فور وقوع الزلزال للحصول على الدعم بالشمال الغربي، مشدداً على أن «هذا يتم تصحيحه رغم أنه لا يمكن إصلاح جميع المشكلات التي واجهتنا في البداية»، مؤكداً أن الدعم مقبل الآن، ومن المهم الحصول على مزيد من الموارد والمساعدة في خطوط العبور وعبر الحدود.

ووفق الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، أعرب المقداد عن شكره للأمين العام للأمم المتحدة ولمبعوثه الخاص على تضامنهم مع سوريا في ظل هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، مؤكداً حرص سوريا على تقديم كل ما تستطيع من دعم للمتضررين من الزلزال، وعلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى كل محتاجيها في كل المناطق دون أي تمييز.

في شأن متصل، قال منسق الأمم المتحدة للإغاثة مارتن غريفيث خلال زيارة لسوريا، الاثنين، إن مرحلة الإنقاذ بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا قبل أسبوع «تقترب من نهايتها». ونقلت «رويترز» عن غريفيث من مدينة حلب الخاضعة لسيطرة الحكومة في شمال غربي سوريا، والتي كانت ساحة مواجهة رئيسية في الحرب: «الأكثر إثارة للدهشة هنا أنه حتى في حلب التي عانت كثيراً جداً طوال هذه السنوات، تمثل هذه اللحظة أسوأ ما كابده هؤلاء الأشخاص».

وقال إن الأمم المتحدة ستعمل على نقل مساعدات من مناطق سيطرة الحكومة لمناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في الشمال الغربي، الذي يمثل خط مواجهة نادراً ما مرت عبره مساعدات أثناء الصراع. وأضاف أنه سيتم إطلاق نداءات لتقديم المساعدة لجميع المناطق التي تضررت من الكارثة.

وتابع المسؤول الأممي: «الشمال الغربي ليس سوى جزء واحد من سوريا، ومن المهم للغاية أيضاً أن نعتني بالناس هنا». وقال إنه سمع روايات مؤلمة عن الكارثة من الناجين في حلب. «صدمة الأشخاص الذين تحدثنا إليهم كانت واضحة للعيان، وهذه صدمة يحتاج العالم إلى معالجتها».

وكان مدير منظمة الصحة العالمية قد أعلن، الأحد، أن الرئيس السوري بشار الأسد، أبدى استعداداً للنظر في فتح مزيد من المعابر الحدودية لإيصال المساعدة إلى ضحايا الزلزال في شمال غربي سوريا الواقع تحت سيطرة المعارضة.

وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس لصحافيين بحسب وكالة الصحافة الفرنسية: «التقيت الرئيس الأسد الذي أوضح أنه منفتح على فكرة (فتح) معابر حدودية (استجابة) لهذا الوضع الملح». وأضاف غيبرييسوس في مؤتمر صحافي عبر الهاتف من دمشق: «الأزمات التراكمية للنزاع ووباء كوفيد والكوليرا والانحدار الاقتصادي والآن الزلزال، كل ذلك تسبب في خسائر لا تطاق».

وقد تضررت نتيجة الزلزال طرق رابطة بمعبر باب الهوى؛ نقطة العبور الوحيدة حالياً من تركيا إلى مناطق المعارضة. ورغم أن المساعدات عادت إلى التدفق عبر المعبر منذ الخميس، تتزايد الدعوات لفتح نقاط عبور حدودية أخرى من أجل تسريع إيصال الدعم الضروري.

وأكد مدير منظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط، ريتشارد برينان، الأحد، أنه «لم يتم تسليم أي مساعدات منذ الزلزال» إلى منطقة المعارضة من الأراضي التي يسيطر عليها النظام. وأضاف في تصريح للصحافيين، أنه قبل الزلزال، كان يُسمح للأمم المتحدة بتسيير قافلة مساعدات واحدة شهرياً، وهو مستوى لم يكن كافياً.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.