حرق امرأة لزوجها يُجدد الحديث عن «جرائم القتل الأُسري» بمصر

وضعت له السم وأشعلت النيران في غرفة نومه

الزوج القتيل
الزوج القتيل
TT

حرق امرأة لزوجها يُجدد الحديث عن «جرائم القتل الأُسري» بمصر

الزوج القتيل
الزوج القتيل

جددت حادثة وضع زوجة السم لزوجها، وإشعال النيران في جسده داخل غرفة نومه، الحديث عن «جرائم القتل الأُسري» في مصر. ووفق معلومات أولية لسلطات التحقيق المصرية، فقد «أقدمت سيدة بقرية المجفف في مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية (شمال مصر) بسكب البنزين على جسد زوجها وقت نومه، وأغلقت باب الغرفة بعدما أشعلت النيران التي أودت بحياته»، حسبما أوردته وسائل إعلام محلية مصرية.
التحريات الأولية في الواقعة أشارت إلى «خلافات نشبت بين الزوج (30 سنة) وزوجته، قامت على أثرها بوضع مادة سامة في مشروب وتقديمه له، وبعدما تأكدت من وفاته، سكبت عليه 6 زجاجات من البنزين وأشعلت النيران فيه حتى تفحمت جثته». وتسبب الحريق في انهيار أحد جدران الغرفة، بينما جرى ضبط الزوجة المتهمة، وبمواجهتها «أقرت بارتكاب الواقعة».
وذكَّرت الواقعة المصريين بعدد من «حوادث العنف الأسري»، لعل أبرزها طعن سيدة لزوجها حتى الموت بمحافظة القليوبية القريبة من القاهرة، مطلع العام الماضي، وقيام زوجة بإحراق زوجها في كرداسة بمحافظة الجيزة في أعقاب مشاجرة، يوليو (تموز) الماضي، وهي قضايا ما زالت تُنظر أمام القضاء المصري.
الدكتورة منال عمران، أستاذة علم الاجتماع الجنائي في مصر، قالت إن «العنف الأسري تختلف أشكاله من وقت لآخر، فهناك عنف من الزوجة ضد الزوج، ومن الزوج ضد الزوجة، ومن الآباء تجاه الأبناء، وإن كانت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت قادرة على تسليط الضوء عليها بشكل أكبر، وفتح باب النقاش حولها».
وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «حالة الغضب والضغط النفسي الشديد التي قادت تلك الزوجة لمثل هذا التصرف، جعلتها تتصوّر في لحظة (هيستيرية) أن العنف هو المخرج الوحيد لها لإنهاء تلك العلاقة الزوجية، في حين أن حق الخُلع ساهم في تجنيب كثير من الزوجات المرور بمثل تلك التجارب التي ينتهي فيها العنف بـ(جرائم مروعة)». وبلغ عدد حالات الطلاق في مصر عام 2021 «نحو 245 ألفاً و777 حالة»، وفق تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، الصادر في أغسطس (آب) الماضي، بزيادة 13 في المائة عن عام 2020.
وحسب التقرير: «بلغ عدد حالات الزواج الرسمية عام 2020 نحو 876 ألف عقد زواج، ارتفعت عام 2021 إلى 880 ألف عقد زواج». والتقرير تحدث أيضاً عن «وقوع حالة طلاق واحدة كل دقيقتين في مصر، و25 حالة في الساعة».
وتسعى الحكومة المصرية لاستيعاب تصاعد معدلات «العنف الأسري» والطلاق، عبر عدة مبادرات، منها: افتتاح مركز «الإرشاد الزواجي» التابع لدار الإفتاء المصرية العام الماضي، لعقد جلسات الدعم الزواجي للأسرة المصرية، والتي تهدف إلى نشر الوعي بقيمة الأسرة، وتأهيل المقبلين على الزواج، بمساعدة متخصصين في علم النفس والاجتماع والعلوم الشرعية.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
TT

مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)

قال مسؤول محلي في قطاع الصحة ونشطاء سودانيون إن قوات «الدعم السريع» هاجمت المستشفى الرئيسي الذي ما زال يعمل في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بالسودان، اليوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل تسعة، وإصابة 20 شخصاً.

وذكر المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر، و«تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر»، وهي جماعة مؤيدة للديمقراطية ترصد العنف في المنطقة، إن طائرة مسيَّرة أطلقت أربعة صواريخ على المستشفى، خلال الليل، مما أدى إلى تدمير غرف وصالات للانتظار ومرافق أخرى.

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، أظهرت صور حطاماً متناثراً على أَسرَّة بالمستشفى ودماراً لحق الجدران والأسقف. وتقول قوات «الدعم السريع» إنها لا تستهدف المدنيين، ولم يتسنَّ الوصول إليها للتعليق.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى أزمة إنسانية واسعة، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص. وتُواجه وكالات الأمم المتحدة صعوبة في تقديم الإغاثة.

والفاشر هي واحدة من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين قوات «الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي انتصار قوات «الدعم السريع» هناك إلى عنف على أساس عِرقي، كما حدث في غرب دارفور، العام الماضي.