اتهامات لاستخبارات «الحرس الثوري» بـ«اغتصاب» سجينات في زاهدان

«الحرس الثوري» خلال أحد عروضه عام 2018 (أرشيفية - أ.ف.ب)
«الحرس الثوري» خلال أحد عروضه عام 2018 (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

اتهامات لاستخبارات «الحرس الثوري» بـ«اغتصاب» سجينات في زاهدان

«الحرس الثوري» خلال أحد عروضه عام 2018 (أرشيفية - أ.ف.ب)
«الحرس الثوري» خلال أحد عروضه عام 2018 (أرشيفية - أ.ف.ب)

اتهم ناشطون بلوش في إيران، جهاز استخبارات «الحرس الثوري» بـ«اغتصاب» عدد من النساء المعتقلات خلال الاحتجاجات الأخيرة، في أحدث تقرير عن تعرض سجينات للاعتداءات بالسجون والزنازنين.
وذكر موقع «حال وش» الإخباري الذي يتابع أخبار بلوشستان إيران عن كثب، أنه حصل على معلومات تظهر أن محققي جهاز استخبارات «الحرس الثوري» ارتكبوا تجاوزرات ضد سجينات في مدينة زاهدان عاصمة محافظة بلوشستان المحاذية لباكستان وأفغانستان قاموا بتجاوزات متعددة خلال التحقيقات.
وأفاد الموقع، نقلاً عن معتقلات قال إنهن من بين نساء تعرضن للاعتداء الجنسي، بأن «محققي (الحرس الثوري) اعتدوا جنسياً على معتقلات أثناء فترة الاستجواب». وأضاف: «بحسب الأسئلة الموجهة للمعتقلات، فإن محققي الحرس حاولوا تلفيق اتهامات ضد مجموعة مسجد مكي في مدينة زاهدان».
وقالت إحدى المعتقلات إن «الاعتداء والإساءة الجنسية» ضد المعتقلات من النساء والمراهقات، «كان أمراً عادياً». وبعد امتناعها عن الرد على سؤال حول «من قائدكم؟»، يرد المحقق: «إنكِ لم تتعاوني، هل تريدين أن أتحدث إليكِ بالأسلوب الخاص؟». وتشير المعتقلة إلى تفاصيل مروعة من الاعتداء، حسب النص الذي أورده الموقع المحلي.
وتشير المعتقلة إلى أنها فكرت بالانتحار عدة مرات، وقال الموقع إنها تعاني من «اكتئاب»، مضيفاً أن «الأدلة تشير إلى أن جهاز استخبارات (الحرس الثوري)، يتخذ من الاعتداء والتهديد الجنسي أداة لاتخاذ اعترافات وفبركة سيناريوهات، وقتل المحتجين، وفرض أجواء الترهيب بين المعارضين».
ونقل الموقع عن رجل الدين السني، عبد الغفار نقشبندي إمام جمعة مدينة راسك بمحافظة بلوشستان، قوله إن «الحادث مؤلم وصادم ولا يطاق».
وتشهد مدينة زاهدان مسيرات مناهضة للنظام كل جمعة، احتجاجاً على الحملة المميتة التي أطلقتها السلطات ضد المحتجين بعد وفاة مهسا أميني في ظروف غامضة أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق.
وتقول منظمة حقوق الإنسان في إيران إن 132 شخصاً قتلوا في بلوشستان خلال حملة القمع التي شنتها السلطات لإخماد الاحتجاجات.
وانضم أهالي المحافظة التي يشكو أهلها من التمييز العرقي والديني، إلى الاحتجاجات العامة، بعد أن احتج سكان بعض المدن على اغتصاب فتاة من قبل قيادي في الشرطة، أثناء التحقيق حول جريمة قتل.
يأتي هذا التقرير بعد أيام من تقرير نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، يتضمن شهادات من 11 متظاهراً إيرانياً من نساء ورجال، تحدثوا عن تعرضهم للاغتصاب والعنف الجنسي والتعذيب أثناء احتجازهم من قبل قوات الأمن. وقال البعض منهم إنهم تعرضوا للاعتداء في سيارات الشرطة أو في الشوارع، أو أثناء الاحتجاز في أقسام الشرطة والسجون.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نشرت الناشطة نرجس محمدي رسالة من سجن إفين، كشفت فيها شهادات أدلت بها سجينات بشأن تعرضهن لاعتداءات جنسية وأذى جسدي بعد اعتقالهن خلال الاحتجاجات، ووصفتها بـ«جريمة الدولة»، محذرة من أن عدم إفشائها «يتسبب في استمرار هذا الأسلوب القمعي ضد النساء».
وحينها، كتب إمام جمعة زاهدان، عبد الحميد إسماعيل زهي في تغريدة على «تويتر»: «من يعتقد أن النظام الذي يترأسه العلماء ويحمل لقب الجمهورية الإسلامية، بدلاً من الاستماع إلى صوت المحتجين، يمارس ضدهم سلوكيات مثل القتل والإعدام والاغتصاب الجنسي والتعذيب الثقيل». وفي وقت سابق على ذلك، كتب إسماعيل زهي أن «الأنباء عن اعتداء جنسي على سجينات بقصد الإذلال والقمع والإجبار على الاعترافات انعكست في وسائل الإعلام، وروايات بعض السجناء تؤكد ذلك». وأضاف في تغريدة: «إذا ثبت ذلك، بالتأكد مرتكبو هذه الجرائم أكبر مفسدين على وجه الأرض، هم بالتأكيد مرتكبو هذه الجرائم».
وكانت شبكة «سي إن إن»، أول وسيلة إعلامية قد سلطت الضوء في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على اغتصاب معتقلات أُوقفن خلال الاحتجاجات الأخيرة. وكتب إسماعيل زهي حينها: «تتردد في وسائل الإعلام أمور مروعة عن إساءة معاملة نساء، لا يسَعني تكرارها».


مقالات ذات صلة

مقتل مستشار ثانٍ لـ«الحرس» الإيراني بعد هجوم إسرائيلي في سوريا

شؤون إقليمية مقتل مستشار ثانٍ لـ«الحرس» الإيراني بعد هجوم إسرائيلي في سوريا

مقتل مستشار ثانٍ لـ«الحرس» الإيراني بعد هجوم إسرائيلي في سوريا

أفادت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية شبه الرسمية، اليوم الأحد، بأن مستشاراً عسكرياً لـ«الحرس الثوري» الإيراني توفي متأثراً بجروحه بعد هجوم جوي إسرائيلي بالقرب من العاصمة السورية. وتنفذ إسرائيل منذ سنوات هجمات ضد ما تقول إنها أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، حيث يتنامى نفوذ طهران التي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية «الحرس الثوري» يعلن مقتل مستشار في هجوم إسرائيلي على سوريا

«الحرس الثوري» يعلن مقتل مستشار في هجوم إسرائيلي على سوريا

نقلت وسائل إعلام إيرانية عن «الحرس الثوري» قوله، في بيان، إن أحد مستشاريه العسكريين قُتل في هجوم إسرائيلي على العاصمة السورية دمشق اليوم (الجمعة). وأضافت نقلاً عن البيان: «أعلن (حرس الثورة الإسلامية) استشهاد ميلاد حيدري، وهو أحد مستشاري (الحرس الثوري) العسكريين وضباطه، في الهجوم الإجرامي للنظام الصهيوني على محيط دمشق فجر اليوم». وتوعّد البيان بالانتقام مورداً أن «الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل لن تمر قطعا دون رد».

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية دونالد ترمب ومايك بومبيو (أرشيفية - رويترز)

«الحرس الثوري» الإيراني لا يزال يسعى لاغتيال ترمب وبومبيو

قال جنرال إيراني، إن بلاده لا تزال تسعى لقتل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ووزير خارجيته مايك بومبيو، انتقاماً لاغتيال القائد العسكري قاسم سليماني. وتعهدت طهران مراراً بالانتقام لسليماني الذي تولى قيادة العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» الإيراني، وقتل في غارة أميركية بطائرة مسيرة في مطار بغداد في يناير (كانون الثاني) 2020. وقال العميد أمير علي حاجي زاده قائد القوات الجوفضائية في «الحرس الثوري»، في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني، مساء الجمعة، «نأمل أن نتمكن من قتل ترمب وبومبيو و(الجنرال الأميركي السابق كينيث) ماكنزي والقادة العسكريين الذين أصدروا الأمر» بقتل قاسم سليماني. وكان ترمب قد

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية جانب من مظاهرة المعارضة الإيرانية اليوم في باريس ضد نظام ولاية الفقيه (إ.ب.أ)

مسيرة للمعارضة الإيرانية في فرنسا تطالب بتصنيف «الحرس الثوري» منظمة إرهابية

خرج آلاف المعارضين للسلطات الحاكمة لإيران في مسيرة بالعاصمة الفرنسية باريس اليوم (الأحد) في احتجاج ليوم ثانٍ بهدف الضغط على الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي لإدراج «الحرس الثوريK الإيراني على قوائم الإرهاب، رداً على القمع الجاري في إيران، وفق وكالة «رويترز» للأنباء. واتخذت طهران إجراءات عنيفة لقمع المحتجين منذ سبتمبر (أيلول)، بما في ذلك الإعدام، واعتقلت عشرات المواطنين الأوروبيين؛ ما زاد انتقادات الاتحاد الأوروبي لأفعال إيران. وقد تدهورت العلاقات بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي وطهران في الأشهر الماضية، مع تعثر جهود إحياء المحادثات بشأن برنامج إيران النووي ونقل إيران طائرات مسيرة إلى روسيا

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية لقطة من الانفجار في أصفهان (رويترز)

إيران تعلن توقيف العناصر الرئيسية الضالعة في هجوم أصفهان

أعلنت وزارة الأمن الإيرانية، اليوم الجمعة، أنها أوقفت «العناصر الرئيسية» المتورطة في هجوم بطائرات مسيّرة الشهر الماضي على موقع تابع لوزارة الدفاع في محافظة أصفهان بوسط البلاد. وجاء في بيان مشترك صادر عن وزارة الأمن واستخبارات «الحرس الثوري» أنه «تم تحديد واعتقال العناصر الرئيسية لمحاولة تخريب أحد المراكز الصناعية التابعة لوزارة الدفاع في أصفهان»، وفق ما نقلته وكالة «إرنا» بالعربية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

خامنئي: يجب إصدار أحكام إعدام بحق قادة إسرائيل... وليس أوامر اعتقال

صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام أعضاء قوات «الباسيج» التابع لـ«الحرس الثوري» اليوم
صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام أعضاء قوات «الباسيج» التابع لـ«الحرس الثوري» اليوم
TT

خامنئي: يجب إصدار أحكام إعدام بحق قادة إسرائيل... وليس أوامر اعتقال

صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام أعضاء قوات «الباسيج» التابع لـ«الحرس الثوري» اليوم
صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام أعضاء قوات «الباسيج» التابع لـ«الحرس الثوري» اليوم

قال المرشد الإيراني علي خامنئي، في كلمة ألقاها، الاثنين، إنه ينبغي إصدار أحكام إعدام على قادة إسرائيل، وليس أوامر اعتقال.

جاء ذلك بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، الخميس، مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، إلى جانب محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف باسم محمد الضيف، القيادي بحركة «حماس»، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وجاء أمر المحكمة ليشمل كلاً من نتنياهو، ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت، وقائد «كتائب القسام» محمد الضيف. وقالت المحكمة إنها وجدت أسباباً وجيهة لاتهامهم بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب».

وقال خامنئي في إشارة إلى قادة إسرائيل «لقد أصدروا مذكرة اعتقال، وهذا ليس كافياً... يجب إصدار حكم إعدام لهؤلاء القادة المجرمين».

وبعدما أعلن نتنياهو رفضه القرار، اتهم «الجنائية الدولية» بـ«معاداة السامية»، على حد زعمه. أما المدّعي العام للمحكمة، كريم خان، فقد طالب الدول الأعضاء في المحكمة، والبالغ عددها 124 دولة، بالتحرك لتنفيذ مذكرات التوقيف.

وأعرب متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي عن رفض واشنطن، بشكل قاطع، القرار بحق المسؤولين الإسرائيليين.

لكن دولاً أوروبية أكدت التزامها بالقانون الدولي بشكل عام، مع تحفظ البعض عن تأكيد أو نفي تنفيذ أمر الاعتقال. وشدد مسؤول السياسة الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على أن «جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، ومنها دول أعضاء في الاتحاد، ملزَمة بتنفيذ قرارات المحكمة».

ورحّبت السلطة الوطنية الفلسطينية بالقرار، ورأت أنه «يُعيد الأمل والثقة في القانون الدولي ومؤسساته»، وكذلك أيدته حركة «حماس»، وعدّته «سابقة تاريخيّة مهمة»، دون الإشارة إلى المذكرة بحق الضيف.