ما الإجراءات المصرية المتوقعة بعد ارتفاع التضخم مجدداً؟

خطوات لبيع شركات حكومية وطرح أذون خزانة

فتيات مصريات يعبرن أمام إحدى شركات الصرافة بالقاهرة (أ.ب)
فتيات مصريات يعبرن أمام إحدى شركات الصرافة بالقاهرة (أ.ب)
TT

ما الإجراءات المصرية المتوقعة بعد ارتفاع التضخم مجدداً؟

فتيات مصريات يعبرن أمام إحدى شركات الصرافة بالقاهرة (أ.ب)
فتيات مصريات يعبرن أمام إحدى شركات الصرافة بالقاهرة (أ.ب)

شهدت أسعار السلع للمستهلكين في مصر، والتي يرمز لها بالتضخم، "قفزة غير متوقعة"، بعدما "سجلت أعلى معدل لها منذ خمس سنوات"، ما يزيد أعباء الحكومة المصرية لدرء أصداء الضغوط على المواطن والتخفيف على كاهله". وأشارت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر (الخميس) إلى أن "تضخم أسعار المستهلكين في المدن بلغ 25.8 في المائة على أساس سنوي في يناير (كانون ثاني) ليسجل قفزة، مقارنة بشهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي الذي سجل معدل 21.3 في المائة".
كما كشف البنك المركزي المصري، (الخميس) إن "معدل التضخم الأساسي في البلاد ارتفع إلى 31.24 في المائة على أساس سنوي في يناير الماضي، مقارن بـ24.4 في المائة في ديسمبر الماضي".
ويرى مراقبون أن "تضخم أسعار السلع للمستهلكين واصل مساره التصاعدي، متأثرًا بإجراءات (المركزي المصري) باتباع سياسة (مرونة سعر الصرف) منذ مارس (آذار) الماضي، وما تبعها من انخفاض في قيمة العملة المحلية أمام الدولار تدريجًا (سعر الدولار "الجمعة" 30.49 جنيه مصري)، كل هذا رمى بظلاله على ارتفاع فاتورة الاستيراد وتكلفة الإنتاج، ومن ثم ارتفاع معدلات التضخم".
من جانبها تطرح الحكومة المصرية حلولًا لحلحة الأزمة الاقتصادية الراهنة، جاء آخرها "طرح 32 شركة للبورصة أو لمستثمر استراتيجي، أو كليهما معًا"، وشملت الشركات "18 قطاعاً اقتصاديًا، وتضم 3 شركات تابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، فضلًا عن بنك القاهرة، بنك المصرف المتحد، والبنك العربي الأفريقي".
ووفق رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، فإن "طرح هذه الشركات يُعد تنفيذًا لما جاء في (وثيقة سياسة ملكية الدولة)، ومنها برنامج الطروحات بالبورصة".
ويوضح الدكتور فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب المصري (البرلمان)، أن "خطة طروحات البورصة أو الخصخصة الجزئية، لم تُطرح نتيجة للضغوط الاقتصادية كما هو مُزمع". ويقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، «هذا المسلك معمولًا به منذ 2016، وبالفعل كان ثمة برنامجًا وضعته الحكومة المصرية بالتعاون مع صندوق النقد الدولي تضمن طرح 23 شركة مملوكة للدولة بقطاعاتها أمام القطاع الخاص، غير أن ما تم بيعه وقتها ثلاث شركات فحسب».
وشرح الفقي «مع أول تحرير نسبي لسعر الصرف منذ 7 سنوات تقريبًا، تعرضت مصر لأزمة اقتصادية مشابهة، ووصلت معدلات التضخم إلى معدلات شبيهة بالوضع الراهن، غير أن الخطة أتت بثمارها، التي شملت الخصخصة الجزئية، في المسارات الثمانية للاقتصاد الكلي، وحققت مصر نموًا اقتصاديًا في الفترة بين 2016 إلى 2019 تخطى 5 في المائة، كما انخفض التضخم تدريجًا واستقر سعر الصرف نسبيًا، حتى جاءت جائحة (كورونا)، والحرب الروسية-الأوكرانية لتؤثرا على الاقتصاد العالمي وعلى جميع الدول ومصر».
الفقي ذكر أن "الطرح الحالي لشركات مملوكة للقطاع العام، هو جزء من برنامج الإصلاح الاقتصادي"، موضحاً «يشمل البرنامج تعزيز دور القطاع الخاص، من خلال تخارج القطاع العام من 79 نشاط ويحل محله القطاع الخاص، بهدف مضاعفة استثماراته من 30 إلى 65 في المائة خلال الأربع سنوات القادمة». ويتوقع الفقي أن تأتي هذه المساعي بنتائجها على جميع قطاعات الاقتصاد من خلال «ارتفاع الاستثمارات وتعزيز قطاعات التشغيل، وخفض الدين العام، وكذلك زيادة الاحتياطي النقدي وسد عجز الموازنة».
ورفع البنك المركزي المصري نيابة عن وزارة المالية، (الخميس) "أسعار الفائدة على أذون الخزانة المصرية، أجل 364 يومًا إلى 22.126 في المائة، متجاوزًا حاجز الـ22 لأول مرة". و"تعد أذون الخزانة المقومة بالدولار أحد طرق (المركزي المصري) لاجتذاب الاستثمار الأجنبي وسد الفجوة التمويلية"، بحسب المراقبون.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


قائد «الجنجويد» في دارفور ينفي أمام الجنائية الدولية ارتكابه جرائم حرب

صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)
صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)
TT

قائد «الجنجويد» في دارفور ينفي أمام الجنائية الدولية ارتكابه جرائم حرب

صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)
صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)

نفى زعيم ميليشيا سوداني، اليوم (الجمعة)، أمام المحكمة الجنائية الدولية، الاتهامات الموجّهة إليه بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور، بما فيها جرائم اغتصاب وقتل وتعذيب، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وبدأت هذا الأسبوع في لاهاي محاكمة علي محمد علي عبد الرحمن، الملقّب بـ«علي كوشيب»، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور خلال الحرب الأهلية التي عصفت بالإقليم الواقع غرب السودان.

وأمام المحكمة، قال المتّهم: «أنا لست علي كوشيب. أنا لا أعرف هذا الشخص».

وحسب المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، فإنّ «كوشيب» كان يتزعّم ميليشيا «الجنجويد» السودانية وحليفاً للرئيس المخلوع عمر البشير.

ومدى ثلاثة أيام استمعت المحكمة الجنائية الدولية إلى المرافعات النهائية في هذه القضية.

وعبد الرحمن الذي سلّم نفسه للمحكمة طوعاً في 2020 متّهم بارتكاب هجمات عنيفة على قرى في منطقة وادي صالح بوسط دارفور في أغسطس (آب) 2003.

وهذا الرجل متّهم بارتكاب 31 جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، بما فيها جرائم قتل واغتصاب وتعذيب ونهب ومعاملة وحشية.

لكنّ المتّهم أكّد أمام المحكمة أنّ «لا علاقة له» بأيّ من هذه الاتهامات.

حتى أنّه مضى إلى حدّ إنكار أن يكون علي كوشيب الحقيقي، مشيراً إلى أنّه ادّعى ذلك أمام المحكمة الجنائية الدولية لأنّه كان «يائساً» وقلقاً من أن يتم اعتقاله من قبل السلطات السودانية الجديدة.

وقال المتّهم مخاطباً هيئة المحكمة: «لقد انتظرت طوال شهرين مختبئاً (...). كنت خائفاً أن يتمّ اعتقالي» من قبل السلطات السودانية التي تولّت الحكم بعد سقوط البشير.

وأضاف: «لو لم أقل ذلك لما استقبلتني المحكمة ولكنت ميتاً» الآن.

وكان المدّعي العام للمحكمة قال الأربعاء إنّ المتّهم كان عضواً بارزاً في «الجنجويد»، وشارك بفاعلية و«عن طيب خاطر وحماسة» بارتكاب الجرائم المتّهم بها.

ووفقاً للأمم المتحدة، خلّفت الحرب في دارفور من 2003 وحتى انتهائها في 2020 حوالي 300 ألف قتيل و2.5 مليون نازح ولاجئ.