القاهرة وأثينا لتعميق التعاون في مجال الطاقة والربط الكهربائي

السيسي ورئيس الوزراء اليوناني بحثا خلال اتصال هاتفي في المستجدات الإقليمية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال قمة عقدت في أثينا مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في أكتوبر 2021 (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال قمة عقدت في أثينا مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في أكتوبر 2021 (رويترز)
TT

القاهرة وأثينا لتعميق التعاون في مجال الطاقة والربط الكهربائي

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال قمة عقدت في أثينا مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في أكتوبر 2021 (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال قمة عقدت في أثينا مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في أكتوبر 2021 (رويترز)

اتفقت مصر واليونان على تعزيز تعاونهما في مجال الطاقة والربط الكهربائي. وقد جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الجمعة)، من رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس. ووفق إفادة للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي، فإن «الاتصال تناول البحث في سبل تعزيز العلاقات الوثيقة التي تجمع البلدين على مختلف الأصعدة». وأكد الجانبان «الحرص على دفع التعاون على الصعيد الثنائي في مختلف الجوانب، لا سيما في مجالات الاستثمار والتبادل التجاري، والتعاون في مجال الطاقة والربط الكهربائي، فضلاً عن مواصلة التشاور السياسي المكثف حول القضايا ذات الأهمية المشتركة، خصوصاً ما يتعلق بتطورات الأوضاع في منطقة شرق المتوسط».
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، ونظيره اليوناني نيكوس ديندياس، خلال محدثات جمعتهما في القاهرة «عمق علاقات التعاون بين البلدين، والتنسيق بينهما حيال جميع القضايا والملفات ذات الأهمية المشتركة».
ونوه شكري خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه مع ديندياس، إلى بأن «العلاقات باتت (استراتيجية)، وهناك عمل على دفع العلاقات التجارية بين الجانبين، لا سيما في قطاع الطاقة المتجددة».
وفي إشارة لافتة حينها، قال شكري إنه بحث مع نظيره اليوناني، في «استمرار العمل الجاري على أكثر من محور لتعزيز التعاون بين البلدين في عدد من القطاعات المهمة، وعلى رأسها الطاقة والطاقة المتجددة، على ضوء اهتمام القاهرة وأثينا بلعب دور محوري وأن يكونا نقطة ارتكاز لنقل الطاقة عبر المتوسط، وبما يسهم في تحقيق الأهداف المشتركة اتصالاً بأمن الطاقة في محيطنا الإقليمي».
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أبرمت مصر اتفاقاً مع اليونان لإنشاء كابل يربط بين البلدين عبر البحر المتوسط. وكان البلدان قد وقّعا في فبراير (شباط) 2022، مذكرة تفاهم في اليونان بهدف إنشاء الكابل، فيما استضافت القاهرة مراسم توقيع الاتفاق بين الشركة المصرية للاتصالات (التي تمتلك الحكومة المصرية نسبة منها)، وشركة «غريد تليكوم» إحدى الشركات التابعة المملوكة لمشغل نقل الطاقة المستقل (IPTO) في اليونان، لإنشاء كابل بحري يربط مصر واليونان عبر البحر الأبيض المتوسط.
وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، عمرو طلعت، حينها خلال مراسم التوقيع بحضور عدد من المسؤولين المصريين واليونانيين، إن الاتفاقية ستعزز «قدرة مصر الاستراتيجية في مجال الكابلات البحرية الدولية، حيث ستفتح نقطة إنزال جديدة في شرق أوروبا في السواحل اليونانية؛ وهو ما يمثل ميزة استراتيجية»، منوهاً إلى أن «الكابل الجديد من أقصر المسارات لنقل البيانات إلى منطقة البلقان في شرق أوروبا ومنها إلى وجهات أخرى في غرب أوروبا، بما يسهم في تعزيز وضع مصر الاستراتيجي كمركز عالمي لخدمات الاتصالات ومرور البيانات بين الشرق والغرب».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


تسارع الجهود الأممية لإحياء العملية السياسية «المتعثرة» في ليبيا

رئيس أركان قوات الدبيبة مستقبلاً خوري (رئاسة الأركان)
رئيس أركان قوات الدبيبة مستقبلاً خوري (رئاسة الأركان)
TT

تسارع الجهود الأممية لإحياء العملية السياسية «المتعثرة» في ليبيا

رئيس أركان قوات الدبيبة مستقبلاً خوري (رئاسة الأركان)
رئيس أركان قوات الدبيبة مستقبلاً خوري (رئاسة الأركان)

قبيل إحاطة مرتقبة تقدِّمها أمام مجلس الأمن الدولي خلال الشهر الحالي، تسرع القائمة بأعمال رئيس البعثة الأممية، ستيفاني خوري، وتيرة اجتماعاتها بمسؤولين وسفراء؛ لإحياء العملية السياسية المتعثرة في ليبيا، بينما حذَّرت السفارة الروسية رعاياها من زيارة ليبيا، وقالت إن الوضعَين العسكري والسياسي بالبلاد لا يزالان متوترَين للغاية.

الحداد مستقبلاً خوري في مكتبه بطرابلس (القيادة العامة بغرب ليبيا)

وبحثت خوري، في لقاءات منفردة، الأزمةَ الليبية وتداعياتها، وسبل حلحلتها مع سفراء اليابان ومالطا وكوريا الجنوبية. وجاءت خلاصات الاجتماعات، التي كشفت عنها البعثة الأممية في طرابلس، شبه موحدة. لكن سياسيين يرون أن التحركات الأممية تستهدف الاستماع إلى رؤية جميع الأطراف المحلية والدولية، قبيل الذهاب إلى جلسة مجلس الأمن هذا الشهر.

وبخصوص لقائها سفير اليابان إيزورو شيمورا، صباح اليوم (الخميس)، قالت خوري إنهما بحثا معاً «الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية الراهنة في ليبيا»، على اعتبار أن دولته عضو بمجلس الأمن، بالإضافة إلى جهود بعثة الأمم المتحدة لإحياء العملية السياسية.

كما تحدَّثت خوري، مساء (الأربعاء)، عن مباحثات «مثمرة» أجرتها مع سفير مالطا، تشارلز صليبا، تبادلا خلالها وجهات النظر حول الوضع الحالي في ليبيا، «وعناصر العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة». وقالت إنهما «اتفقا على أهمية توحيد مؤسسات الدولة، وتمهيد الطريق للانتخابات الوطنية».

خوري والسفير الياباني لدى ليبيا إيزورو شيمورا (البعثة الأممية)

في سياق ذلك، أوضحت خوري أنها استعرضت مع سفير كوريا الجنوبية لدى ليبيا، جيهاك جانغ، الوضع السياسي الحالي في ليبيا؛ وفحوى مشاوراتها المكثفة مع الأطراف الليبية والدولية؛ لإحياء العملية السياسية، بما في ذلك الإصلاحات الاقتصادية لصالح أبناء ليبيا جميعاً. ونقلت عن السفير الكوري التزام بلاده بدعم جهود بعثة الأمم المتحدة؛ للحفاظ على الاستقرار في ليبيا، بما في ذلك من خلال دورها بصفتها عضواً في مجلس الأمن.

خوري وسفير مالطا لدى ليبيا تشارلز صليبا (البعثة الأممية)

وتأتي مشاورات خوري عقب لقاءات عدة عقدتها مع الساسة والقادة المحليين بشرق ليبيا وغربها خلال الأيام الماضية، حيث ناقشت الأزمة السياسية مع المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والقائد العام لـ«الجيش الوطني» المشير خليفة حفتر.

وبخصوص الجانب الأمني، التقت خوري في طرابلس وزير الداخلية المكلف بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة عماد الطرابلسي، ورئيس أركان القوات التابعة للحكومة الفريق محمد الحداد. وقالت رئاسة الأركان إن لقاء الحداد وخوري بحث «دور المؤسسة العسكرية»، و«أهمية إعادة توحيد الجيش في دعم الانتخابات، وتأثيرها على الوضع الأمني، والحاجة إلى بناء وصيانة مؤسسات وطنية فعّالة، وخاضعة للمساءلة تخدم وتحمي ليبيا».

في السياق ذاته، قالت البعثة الأممية إن 28 شاباً وشابة من غرب ليبيا وجنوبها اجتمعوا لمناقشة «حلول للتحديات السياسية الحالية التي يواجهها وطنهم، كجزء من الجهود المكثفة، التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قبيل إطلاق العملية السياسية».

ليبيون من جنوب وغرب البلاد يشاركون في مناقشة وضع حلول لأزمة دولتهم (البعثة الأممية)

وأوضحت البعثة، اليوم (الخميس)، أن المجتمعين أكدوا «أهمية التثقيف السياسي للشباب وترشحهم للانتخابات، ونزع السلاح، والتسريح من خلال دعم الرياضة، وأهمية إجراء مصالحة وطنية شاملة». وأبرزت خلال هذا اللقاء، الذي يأتي ضمن سلسلة برنامج «الشباب_يشارك» أن المشاركين اقترحوا حلولاً للتحديات القائمة، التي سيتم توجيهها من خلال البعثة إلى الجهات المعنية. كما ستنظم البعثة، في الأسبوع المقبل، لقاءً مماثلاً في بنغازي، يمكِّن الشباب من الشرق والجنوب من المشاركة في المسار نفسه.

في شأن مختلف، قالت السفارة الأميركية في ليبيا إن «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية»، ووزارة التخطيط، وقّعتا في طرابلس اتفاقية شراكة جديدة لتعزيز التعاون في تقوية أطر التخطيط والتنمية في ليبيا.

وتندرج هذه المبادرة، وفق السفارة، «ضمن برنامج تعزيز الشراكات لبناء القدرات المؤسسية (EPIC)، التابع للوكالة؛ وتهدف إلى تعزيز القدرات الوطنية، وتحسين الحوكمة الفعّالة، وترشيد تخصيص الموارد لدعم الشعب الليبي».

في غضون ذلك، حذَّرت السفارة الروسية رعاياها من زيارة ليبيا راهناً، خصوصاً الجزء الغربي منها. وقالت إن ليبيا «ليست وجهة سياحية، وزيارتها لأغراض غير رسمية خطر على الحياة والصحة».

وأوضحت السفارة أن على الراغبين في زيارة ليبيا «الانتظار قليلاً إلى أن تصبح الفرصة مواتية لرؤية جمالها»، مشيرة إلى أن هذا التحذير «ينطبق على الراغبين في عبور ليبيا، سواء بحافلة أو سيارة أو دراجات نارية أو هوائية، أو غيرها من وسائل النقل».

وكانت روسيا أعادت افتتاح سفارتها بالعاصمة طرابلس في 22 فبراير (شباط) 2024، الأمر الذي وصفته سلطات طرابلس بأنه «خطوة مهمة» ستعزز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.