ذعر يخيم على السوريين العائدين إلى مناطق أنهكتها الحرب

بعد الزلزال... أبنية تصدعت خلال المعارك مهددة بالسقوط

سوريون يعاينون أبنية مدمرة في حرستا يوم الخميس (موقع وزارة الصحة السورية)
سوريون يعاينون أبنية مدمرة في حرستا يوم الخميس (موقع وزارة الصحة السورية)
TT
20

ذعر يخيم على السوريين العائدين إلى مناطق أنهكتها الحرب

سوريون يعاينون أبنية مدمرة في حرستا يوم الخميس (موقع وزارة الصحة السورية)
سوريون يعاينون أبنية مدمرة في حرستا يوم الخميس (موقع وزارة الصحة السورية)

بعيداً عن الأخبار العاجلة ومتابعات السوشيال ميديا، يخيم الذعر على مئات العائلات السورية التي عادت إلى مناطق سبق أن دمرتها الحرب، حيث أدى الزلزال العنيف الذي تعرضت له سوريا وتركيا يوم الاثنين، إلى زيادة التصدعات في الأبنية المتصدعة أصلا، وجاء انهيار مبنى في مدينة حرستا في غوطة دمشق الشرقية مساء الأربعاء إثر هزة شعر بها سكان دمشق وحمص، ليشيع حالة من القلق العميق.
وبعد توقف المعارك في دمشق وريفها عام 2018، عادت مئات العائلات بموجب التسويات إلى بيوتها المدمرة بشكل جزئي، بالإضافة إلى عودة النازحين في مناطق التسويات في محافظات حمص وحماة، والتي شهدت دمارا واسعا خلال الحرب. وبحسب مصادر أهلية في دمشق، هناك تخوف كبير على الأبنية التي تصدعت خلال الحرب وزاد تصدعها بعد وقوع الزلزال. وأكدت المصادر، أن سكان تلك المناطق، خارج دائرة الاهتمام والمساعدات. وأصعب ما يواجهونه هو عدم توفر أماكن إقامة بديلة لأنهم في الأساس، عادوا للعيش في أبنية متصدعة بعد أن استنزف النزوح والحرب كل مدخراتهم وصاروا يعيشون تحت خط الفقر بدرجات كثيرة.
ويضاف إلى ذلك بحسب ما قالته المصادر، أن أحوال الطقس السيئة والافتقاد لوقود التدفئة وارتفاع الأسعار، أفقدت هؤلاء القدرة على إيجاد بدائل، ومعظمهم قضى ليلة الزلزال وما تلاها في العراء تحت المطر والثلوج.
وبعد انهيار مبنى من أربعة طوابق في مدينة حرستا مساء الأربعاء، صرح نائب محافظ ريف دمشق جاسم المحمود للإعلام المحلي، بوجود 30 بناية في حرستا مهددة بالانهيار، وأخليت من السكان، لافتا إلى متابعة الكشف عن الأبنية المتصدعة والآيلة للسقوط في المدينة.
وسجل «المركز الوطني لرصد الزلازل» مساء الأربعاء هزة أرضية بقوة 4.3 درجة على مقياس ريختر عند الحدود السورية اللبنانية على بعد 40 كم شمال غربي مدينة النبك في القلمون وسط سوريا.
وكان محافظ ريف دمشق المحامي صفوان أبو سعدى، أعلن أن العديد من المباني في حرستا هي في الأصل متضررة بفعل الحرب، وكان الزلزال والهزات الارتدادية سبباً في الانهدام. ودعا أبو سعدى المواطنين «ممن يجدون خطورة في أبنيتهم، إلى اللجوء لمركز الإيواء، الذي أحدثته المحافظة في منطقة عدرا العمالية».
وفي سياق متصل، زاد عدد المدارس المتضررة جراء الزلزال بحسب ما أعلنه أمس وزير التربية دارم طباع. ووصل عدد المدارس المتضررة كليا إلى 10 مدارس، أما المدارس المتضررة جزئياً فقد وصل عددها إلى 599 مدرسة متوزعة على المحافظات المتضررة. ويشار إلى أنه تم تعطيل كل المدارس والجامعات حتى 2/18/ 2023 بسبب الأوضاع السيئة التي تعيشها البلاد. وكشف رئيس «جامعة تشرين» بسام حسن عن أن مباني الجامعة في الإطار العام سليمة، بالإضافة إلى المدينة الجامعية أيضاً التي تم الكشف عنها، باستثناء المعهد الإحصائي الذي يوجد فيه تصدعات يجري تقييمها من قبل المهندسين المختصين.


مقالات ذات صلة

الشمس تلعب دوراً في وقوع الزلازل وتساعد على التنبؤ بها

علوم الحرارة المنبعثة من الشمس قد تلعب دوراً في حدوث الزلازل (أرشيفية-رويترز)

الشمس تلعب دوراً في وقوع الزلازل وتساعد على التنبؤ بها

كشفت دراسة جديدة أن الحرارة المنبعثة من الشمس قد تلعب دوراً في إحداث الزلازل على الأرض، وهو الاكتشاف الذي يمكن استخدامه لتحسين التنبؤات بالزلازل.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
أوروبا مشهد من مدينة نابولي الإيطالية (أرشيفية - رويترز)

سلسلة من الزلازل تهز نابولي الإيطالية بالقرب من بركان هائل

تعرضت مدينة نابولي الإيطالية لسلسلة من الزلازل كان أشدها بدرجة 3.9 درجة على مقياس ريختر.

«الشرق الأوسط» (نابولي)
آسيا صورة عامة للعاصمة نيودلهي (أرشيفية-رويترز)

زلزال بقوة 4 درجات يضرب نيودلهي

ضرب زلزال بقوة 4 درجات صباح الاثنين نيودلهي وحُدد مركزه على مشارف العاصمة الهندية الضخمة.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
أفريقيا العاصمة الإثيوبية أديس أبابا (أرشيفية - د.ب.أ)

زلزال بقوة 6 درجات يهز إثيوبيا

ذكرت مراكز متخصصة في رصد الزلازل أن زلزالاً بلغت شدته ست درجات هز وسط إثيوبيا أمس (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
أوروبا رجال الإطفاء يسيرون في قرية فيرا التي تم إخلاؤها تقريبًا في سانتوريني باليونان (إ.ب.أ)

بسبب استمرار الزلازل في سانتوريني... إعلان حالة الطوارئ بجزيرة يونانية ثانية

أعلنت السلطات حالة الطوارئ في جزيرة يونانية ثانية، اليوم (الأربعاء)، فيما تواصل سلسلة من الزلازل هز المنطقة الواقعة جنوب شرقي البلاد في بحر إيجة.

«الشرق الأوسط» (أثينا)

الأمم المتحدة: الوضع الصحي «مُزرٍ للغاية» في شمال دارفور بالسودان

سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)
سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)
TT
20

الأمم المتحدة: الوضع الصحي «مُزرٍ للغاية» في شمال دارفور بالسودان

سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)
سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أمس (الثلاثاء) إن شركاء العمل الإنساني في ولاية شمال دارفور بغرب السودان يبلغون عن وضع صحي «مُزرٍ للغاية»؛ خصوصاً في مدينة الفاشر عاصمة الولاية، ومخيمات النازحين في المناطق المحيطة.

وأضاف المكتب في أحدث إفادة له، أن استمرار القتال «تسبب في موجات من النزوح، مما أدى إلى إرهاق نظام الرعاية الصحية الهش بالفعل، والذي يكافح لتلبية حتى الاحتياجات الأساسية للناس».

وأوضح أن أكثر من مائتي منشأة صحية في الفاشر لا تعمل، وأن هناك نقصاً حاداً في الموظفين الطبيين والأدوية الأساسية والإمدادات المنقذة للحياة.

وذكر «أوتشا» أن شركاء العمل الإنساني يحاولون توفير الإمدادات الطبية؛ لكن انعدام الأمن والقيود على الوصول ما زالت تعرقل عملهم.

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أفادت بأن أكثر من 70 في المائة من المستشفيات والمرافق الصحية في مختلف المناطق المتضررة من النزاع في السودان «لم تعد تعمل، مما ترك الملايين من دون رعاية صحية».

وقال المكتب الأممي إن النظام الصحي في السودان تعرض لهجوم بشكل متواصل، وإنه حتى منتصف فبراير (شباط)، سجلت منظمة الصحة ما يقرب من 150 هجوماً على الرعاية الصحية في السودان منذ بدء الحرب هناك: «لكن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير».

وناشد «أوتشا» أطراف الصراع «ضمان الوصول الإنساني الآمن والمستدام وفي الوقت المناسب، للوصول إلى الأشخاص المحتاجين للدعم المنقذ للحياة»، مشدداً على ضرورة حماية المدنيين، وتلبية الاحتياجات الأساسية لبقائهم على قيد الحياة.