دخلت اليوم (الخميس) أول قافلة مساعدات إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق بشمال سوريا، في اليوم الرابع من عمليات الإنقاذ في تركيا وسوريا، حيث خلّف زلزال الإثنين الماضي أكثر من 20 ألف قتيل.
وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية عند المعبر المخصص لدخول المساعدات قافلة من 6 شاحنات تعبر إلى سوريا، وتضم بشكل أساسي مستلزمات خيام وأدوات تنظيف.
وأعلنت «المنظمة الدولية للهجرة»، التابعة للأمم المتحدة، أن القافلة تتضمن أغطية، ومراتب، وحاجات مأوى أخرى، ومواد إغاثة أساسية؛ بينها مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية. وتغطي تلك المساعدات، وفق المنظمة، 5 آلاف شخص.
الأربعاء؛ حذر مسؤول في الأمم المتحدة بأن مخزون الأمم المتحدة في شمال غربي سوريا بالكاد يمكن أن يطعم 100 ألف شخص لمدة أسبوع.
وأودى الزلزال بحياة 20 ألفا و296 ألف شخص، وفق آخر التقارير الرسمية؛ هم 17134 في تركيا، 3162 في سوريا.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن عدد الذين تضرروا من الزلزال قد يبلغ 23 مليون شخص؛ بما في ذلك في سوريا، بينهم نحو 5 ملايين في وضع هش.
وعبّرت منظمات إنسانية عن قلقها من انتشار وباء الكوليرا الذي ظهر مجدداً في سوريا.
وفي قرية تلول بشمال غربي سوريا، اضطر السكان إلى الفرار بعد انهيار سد ترابي بسبب الزلزال. وقال لوان حسين حمادة؛ أحد السكان القلائل الذين بقوا في القرية المنكوبة: «وضعنا مأساوي. انظروا إلى المياه من حولنا».
وسارع الاتحاد الأوروبي إلى إرسال فرق إنقاذ إلى تركيا بعد الزلزال الهائل. لكنه في بادئ الأمر قدم مساعدة صغيرة لسوريا من خلال برامج المساعدة الإنسانية القائمة بالأساس، بسبب العقوبات الأوروبية المفروضة منذ عام 2011 على نظام الرئيس بشار الأسد على خلفية قمع المعارضة الذي تحول إلى حرب أهلية.
والأربعاء، أعلن المفوض الأوروبي، يانيز ليناركيتش، أن سوريا تقدّمت بطلب مساعدة رسمي من الاتحاد الأوروبي بعد الزلزال. وبعدما تقدّمت دمشق بطلبها عبر «آلية الحماية المدنية» التابعة للاتحاد الأوروبي، دعت المفوضية الأوروبية، وفق ليناركيتش، الدول الأوروبية إلى «الاستجابة إيجاباً لهذا الطلب».
وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غربي سوريا عادة من تركيا عبر باب الهوى؛ نقطة العبور الوحيدة التي «يضمنها» قرار صادر عن مجلس الأمن حول المساعدات العابرة للحدود. لكن الطرق المؤدية إلى المعبر تضررت جراء الزلزال، مما أثر مؤقتاً على قدرة الأمم المتحدة على استخدامه.
وقال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غِير بيدرسن، اليوم (الخميس): «حصلنا على ضمانات بأنه يمكننا تمرير المساعدات الإنسانية الأولى» عبر معبر باب الهوى، داعياً إلى «عدم تسييس» المساعدات إلى السكان السوريين المتضررين بشدّة جراء زلزال الاثنين.
وأعلنت فرنسا الخميس أنها ستخصص مساعدات عاجلة لسكان سوريا بقيمة تصل إلى 12 مليون يورو إثر الزلزال العنيف.
وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا، المصطفى بن المليح، الأربعاء، لوكالة الصحافة الفرنسية: «الدمار في حلب وحمص واللاذقية وفي مناطق أخرى وفي أرياف هذه المحافظات هائل، لكننا نعرف أيضاً أن الدمار في شمال غربي البلاد هائل أيضاً، وعلينا الوصول إلى هناك من أجل تقييمه».
من جهتها؛ أعلنت تركيا أنها تعمل على فتح معبرين حدوديين مع سوريا للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى جارتها.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، لصحافيين مساء الأربعاء: «نهدف؛ لأسباب إنسانية، إلى فتح معابر حدودية مع المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة» في دمشق.
* دمار شامل
ميدانياً، دُمرت آلاف المنازل على جانبي الحدود. ويواصل عناصر الإنقاذ جهودهم للبحث عن ناجين تحت الأنقاض، رغم مرور 72 ساعة منذ بداية البحث عن ناجين.
في أديامان؛ حاصر الزلزال مراهقين ورفاقهم في فندقهم المنهار تماماً بعدما أتوا من «جمهورية شمال قبرص التركية»، المعلنة من جانب واحد والتي لا تعترف بها سوى تركيا، للمشاركة في بطولة للكرة الطائرة.
ووفق «وزير التربية» في «جمهورية شمال قبرص التركية»، ناظم جاويش أوغلو، الذي زار موقع الفندق، فقد عُثر على مدرّس و3 من الأهالي على قيد الحياة مساء الأربعاء. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا يزال 33 شخصاً عالقين».
وجعل البرد القارس من ظروف العيش للناجين غير محتملة. ففي مدينة غازي عنتاب (جنوب)، هبطت الحرارة في ساعة مبكرة من صباح الخميس إلى 5 درجات مئوية تحت الصفر.
وفي مخيمات شمال سوريا، كان اللاجئون يدركون أنهم محظوظون في محنتهم. وقالت فداء محمد، من سكان مخيم دير بلوط: «الزلزال كان مرعباً، لكن السكان حمدوا الله على سكنهم في الخيام بعد رؤية ما حدث من حولهم».
ومنذ الزلزال؛ انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي رسائل من أتراك يشتكون من بطء عملية نشر عناصر الإنقاذ، وأُوقف نحو 12 شخصاً على خلفية منشورات تنتقد الحكومة. وحُظر الدخول إلى موقع «تويتر» لنحو 12 ساعة على شبكات مزودي خدمة الهاتف الجوال الرئيسيين في البلاد، قبل إعادته الخميس.
أكثر من 20 ألف قتيل في الزلزال... ودخول قافلة مساعدات إلى شمال سوريا
أكثر من 20 ألف قتيل في الزلزال... ودخول قافلة مساعدات إلى شمال سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة