رغم الطقس البارد الذي شهدته العاصمة المصرية، (الاثنين)، فإن رواد «معرض القاهرة الدولي للكتاب» آثروا زيارة المعرض في يومه الختامي لتفقد أجنحته، والاستمتاع بخصومات الناشرين الخاصة في اليوم الأخير من المعرض، وسط حالة من «الارتياح» بين الناشرين لمبيعات هذه الدورة من معرض الكتاب.
وكان عدد زوار المعرض على مدار أيامه قد تخطى الـ3 ملايين زائر، بحسب الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب، الذي أشاد بـ«الحضور اللافت للأسر والأطفال»، لافتاً إلى أن «الاهتمام الجماهيري بحضور المعرض، أضحى سمة أساسية لدى الأسرة المصرية، وضيوف مصر من العرب والأجانب».
وتجاوز عدد زوار الدورة الـ54 من معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، عدد زوار العام الماضي الذي بلغ نحو مليوني زائر.
وتزامن إطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام مع أزمة الغلاء التي واكبت انخفاض قيمة العملة المحلية (الدولار يساوي 30.34 جنيه مصري)، وهو ما مثّل تهديداً للناشرين قبيل الدورة الحالية للمعرض، واكبتها أزمة ارتفاع أسعار الورق والطباعة، وتسعير الكتب وفقاً للمتغيرات الاقتصادية الجديدة.
وتعتبر الناشرة المصرية كرم يوسف، صاحبة دار نشر «الكتب خان» في القاهرة، أنه إلى جانب مواجهة أزمة غلاء خامات الطباعة والنشر «كانت الدعوة لمقاطعة المعرض من أبرز التحديات التي واكبت إطلاق فعالياته». وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «المعرض فاق توقعاتنا بالنسبة لعدد الحضور. شعرت بـ(ارتياح) لأن الجمهور شجع الناشرين في المعرض رغم ارتفاع الأسعار».
وتقول الناشرة المصرية إنها اتجهت لتخصيص جزء من الكتب بأسعار تتراوح بين 30 و70 جنيهاً مصرياً، علاوة على حسومات وصلت إلى 25 في المائة على الإصدارات الجديدة، موضحة أنها «كانت تلك طريقة لتشجيع القراء على شراء الكتب وسط تداعيات الأزمة الحالية».
وسرعان ما أعدت دور النشر قوائم بأفضل كتبها مبيعاً على مدار المعرض، سواء دور النشر الخاصة أو الحكومية، وشهدت أجنحة قطاعات وزارة الثقافة المصرية مبيعات مرتفعة هذا العام، ولاقت الأعمال الكاملة لكبار الكتاب مثل صلاح عبد الصبور، وصلاح جاهين، وفؤاد حداد رواجاً واسعاً، علاوة على الإقبال اللافت على الأعمال الكاملة للدكتور طه حسين حيث أصدرت «الهيئة العامة لقصور الثقافة» عشرين عنواناً في الذكرى الخمسين لرحيل عميد الأدب العربي تحت شعار «تجديد ذكرى طه حسين».
وحسب سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، فإن هناك «رضا وارتياحاً» من جانب الناشرين عن مبيعات هذه الدورة من معرض الكتاب. ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الأرقام الأولية التي خرجت من دور النشر تشير إلى أن مبيعات الكتب تجاوزت حد القلق الذي واكب انطلاق هذه الدورة، بكل الطاقة السلبية التي أقلقت الناشرين بسبب الظرف الاقتصادي وغلاء الأسعار».
ويلفت عبده إلى أنه بجانب تجاوز عقبة الإقبال الجماهيري على المعرض، فإنه من اللافت أن «تلك الدورة لم ترد فيها شكاوى من الاعتداء على الملكية الفكرية ولا التزوير»، وهو الأمر الذي يعتبره رئيس اتحاد الناشرين المصريين أنه «مؤشر إيجابي ولافت» على حد تعبيره.
ويصف إسلام وهبان، مدير نادي قراءة «مكتبة وهبان»، حجم الإقبال على المعرض هذا العام بأنه «مفاجأة سارة للناشرين والقراء على السواء، خاصة مع التخوفات التي سبقت انعقاده بسبب ارتفاع الأسعار». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن الناشرين استطاعوا مواجهة تلك الأزمة بذكاء، عبر خطط تسويقية جذبت القراء لتفقد الخصومات، التي وصلت لدى بعض الدور إلى أكثر من 70 في المائة، فيما خصصت أجنحة أخرى أرففاً خاصة تتراوح أسعار الكتب فيها من 10 إلى 50 جنيهاً».
«القاهرة للكتاب» يختتم أعماله وسط «ارتياح» بين الناشرين
عدد زواره تجاوز 3 ملايين
«القاهرة للكتاب» يختتم أعماله وسط «ارتياح» بين الناشرين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة