«اقتصاديات الطاقة» يناقش فرص نهوض «اقتصاد الهيدروجين»

وزير الطاقة السعودي خلال تسليمه جوائز التميّز في مجال الطاقة (الشرق الأوسط)
وزير الطاقة السعودي خلال تسليمه جوائز التميّز في مجال الطاقة (الشرق الأوسط)
TT

«اقتصاديات الطاقة» يناقش فرص نهوض «اقتصاد الهيدروجين»

وزير الطاقة السعودي خلال تسليمه جوائز التميّز في مجال الطاقة (الشرق الأوسط)
وزير الطاقة السعودي خلال تسليمه جوائز التميّز في مجال الطاقة (الشرق الأوسط)

في وقت يشهد فيه العالم تعقيدات جيوسياسية وتعثرات اقتصادية وأزمات طاقية، انطلقت أمس في الرياض فعاليات مؤتمر اقتصاديات الطاقة، الذي يعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، متتبعة مخاطر اضطرابات قطاع النفط وأسواق الغاز عالمياً، بينما أشار المشاركون إلى وجود مخاطر تهدد النهوض بفرص اقتصاد الهيدروجين.
وافتتح الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية بالرياض، أول من أمس، المؤتمر الرابع والأربعين للجمعية الدولية لاقتصاديات الطاقة، بمشاركة عدد من المسؤولين والخبراء والمختصين في القطاع، حيث أكد أن مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك) يعدّ أكثر مركز أبحاث تمكيناً في العالم، بما لديه من منشآت، وأماكن إقامة، وأوقاف، ومواهب، ولوائح داخلية تتيح له توظيف المواهب من جميع أنحاء العالم.
وأضاف: «إننا على يقين من دوره المهم الذي يجعل منه حاضنة للأحداث الأكثر تأثيراً، مثل المؤتمر الرابع والأربعين للجمعية الدولية لاقتصاديات الطاقة، الذي تمكن من تسجيل رقم قياسي في أعداد الحضور» حيث تستضيف منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمرة الأولى على الإطلاق هذا الحدث الذي يستمر 6 أيام، تحت عنوان «الطريق نحو مستقبل الطاقة النظيفة والمستقرّة والمستدامة».
تناولت جلسات المؤتمر، أمس، المخاطر الجيوسياسية وسبل حماية الطاقة، وقياس مخاطر أمن الطاقة في جنوب شرقي آسيا، وسبل تعزيز المصالح المتنافسة من حيث انتقال وأمن وعدالة الطاقة، مع محاولة رسم خريطة الطريق لحلول الطاقة الذكية، وصولاً إلى الاستدامة والحصول على كهرباء مستدامة وآمنة العرض في أوروبا.
وبحث المؤتمر في حلقة نقاشية، بعنوان «الهيدروجين يغذي المستقبل»، الفرص والتحديات، وموضع الهيدروجين من حيث القدرة على تحمل التكاليف وأمن الطاقة والتنوع، مع توقعات أن يصبح الهيدروجين المنتج العالمي لتعزيز المسارات المتعددة لإنتاج طاقة نظيفة، مع استعراض دراسة تحليلية لواقع استهلاك الطاقات المتجددة بالدول العربية.
وتوقع المشاركون في الجلسات أن يتنافس الهيدروجين مع منتجي الطاقة التقليدية الجدد، بينما يسعى المستوردون للحصول على نهج متعدد الأبعاد يسعى إلى القدرة على تحمل التكاليف والتنوع وأمن الطاقة، التي ستؤثر على الجغرافيا السياسية للطاقة وإعادة تشكيل تدفقات تجارة الطاقة.
واستعرضت الجلسات تحديات شراء الخام، بما في ذلك المعادن الثمينة، اللازمة للنهوض في ظل تعظيم سلسلة قيمة الهيدروجين، مع إقرارهم بمخاطر وفرص اقتصاد الهيدروجين لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وإمكاناتها، مشددين على ضرورة التعاون لتطوير اقتصاد الهيدروجين، في ظل الدعوات بتطوير وتجارة الهيدروجين وتنظيم إجراءات وقوانين لتعزيز اللوائح التنظيمية في البلدان المستوردة على التدفقات التجارية المستقبلية من الهيدروجين.
وسلّم الأمير عبد العزيز 3 جوائز للتميّز في مجال الطاقة، مقدمة من الجمعية الدولية لاقتصاديات الطاقة حيث شارك في نقاش مع دانيال يرغن، نائب رئيس «إس آند بي غلوبال»، وحصل الدكتور شهاب الدين، المدير العام الأسبق لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، على جائزة خاصة، هي الإنجاز مدى الحياة، تكريماً لمسيرته المهنية في مجال اقتصاديات الطاقة.
من جهته، قال فهد العجلان، رئيس مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك): «أصبح من الضروري للغاية تسريع وتيرة تحول قطاع الطاقة، لتحقيق الطموحات المُرتبطة بالحياد المناخي. ويعد المؤتمر الدولي الرابع والأربعون للجمعية الدولية لاقتصاديات الطاقة فرصة فريدة لنجتمع ونناقش السبل التي تساعدنا على تحقيق تطلعاتنا المشتركة».
إلى ذلك، حصل روبرت ماكنالي، زميل المركز المتخصص في سياسة الطاقة العالمية، على جائزة أفضل كتاب في مجال الطاقة، عن كتابه «تقلبات أسعار النفط الخام... تاريخ ومستقبل ازدهار أسعار النفط». كما منح جون ديفتيريوس الجائزة الخاصة بفئة الصحافة، تقديراً لما يزيد عن 3 عقود من التقارير والتحليلات حول قطاع النفط والغاز.
ومن المؤمل أن يتيح المؤتمر للدول الرئيسية المنتجة للطاقة المساهمة في الجهود الرامية لإزالة الكربون، في إطار تحول قطاع الطاقة عالمياً، حيث يتتبع المؤتمر الآثار الجيوسياسية ومخاطر اضطرابات القطاع وأسواق الغاز الطبيعي.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

تمديد مهلة ماسك للرد على عرض تسوية التحقيق في «تويتر»

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
TT

تمديد مهلة ماسك للرد على عرض تسوية التحقيق في «تويتر»

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)

قال مصدر لوكالة «رويترز» للأنباء إن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية مددت مهلة حتى يوم الاثنين المقبل، أمام إيلون ماسك، للرد على عرضها لحسم تحقيق في استحواذ الملياردير على «تويتر»، مقابل 44 مليار دولار في عام 2022.

وغرد ماسك، أمس (الخميس)، بنسخة من رسالة أرسلها محاموه إلى رئيس الهيئة، جاء فيها أن موظفي الهيئة منحوه 48 ساعة للموافقة على دفع غرامة أو مواجهة اتهامات.

وقال المصدر إن الهيئة أرسلت إلى ماسك عرض تسوية، يوم الثلاثاء، سعياً للحصول على رد في 48 ساعة، لكنها مددت العرض إلى يوم الاثنين بعد طلب مزيد من الوقت.

وانخرطت الهيئة وهي أعلى سلطة في تنظيم الأسواق الأميركية وماسك في معركة قضائية، معلنة عن التحقيق الذي أجرته الوكالة في استحواذه على منصة التواصل الاجتماعي التي غيّر ماسك اسمها منذ ذلك الحين إلى «إكس».

ورفض متحدث باسم مكتب الشؤون العامة في هيئة الأوراق المالية والبورصات التعليق، ولم يرد محامي ماسك بعد على طلبات التعليق.

وكانت الهيئة تحقق فيما إذا كان ماسك قد انتهك قوانين الأوراق المالية في عام 2022 حين اشترى أسهماً في «تويتر»، بالإضافة إلى البيانات والملفات التي قدمها فيما يتعلق بالصفقة. وقد سعت إلى إنفاذ أمر استدعاء قضائي لإجبار ماسك على الإدلاء بشهادته بشأن هذه المسألة.

ويتعلق التحقيق بالملف الذي قدمه ماسك في الآونة الأخيرة إلى الهيئة بشأن مشترياته من أسهم «تويتر»، وما إذا كان أراد التربح أم لا.