سفراء أجانب يغازلون الثقافة «الشعبية» العربية

يتحدثون «العامية» ويأكلون الطعام التقليدي ويشجعون المنتخبات الوطنية

السفير الياباني في الرياض (صفحته على تويتر)
السفير الياباني في الرياض (صفحته على تويتر)
TT

سفراء أجانب يغازلون الثقافة «الشعبية» العربية

السفير الياباني في الرياض (صفحته على تويتر)
السفير الياباني في الرياض (صفحته على تويتر)

لا يتوقف عدد من الدبلوماسيين عن المبادرة إلى تعزيز علاقات بلادهم بالبلدان التي يخدمون فيها من خلال أنشطة مختلفة، يسعون فيها لإبداء «ألفة» مع ثقافات تلك الدول، والاحتفاء بمشاركة طقوسها على نطاق واسع من خلال «السوشيال ميديا». أحد هؤلاء كان السفير الأميركي الجديد لدى تونس، جوي هود، الذي تم اعتماده في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وفاجأ هود متابعيه باستخدامه اللهجة التونسية في فيديو تم تداوله بكثافة على مواقع «التواصل الاجتماعي»، فقد تحدث هود (46 عاماً) بلسان عربي بعد اعتماد أوراقه الرسمية من الرئيس التونسي قيس سعيد، سفيراً للولايات المتحدة، مستهلاً كلمته بالتحية التونسية: «عالسلامة» التي خرجت بلكنة أميركية.

وأظهر الفيديو جوي هود وهو يخرج من باب «أزرق» على الطراز التونسي التقليدي، وعرّف نفسه: «أنا جوي هود، سفير الولايات المتحدة في تونس... مرحباً»، وراح يُشارك الجمهور العربي بسيرة ذاتية مُختصرة له، حرص على تطعيمها بكلمات «تونسية»، قائلاً: «خدمت وعشت في مدن عربية برشا».

وعرّج هود في كلمته على الثقافة التونسية: «بلاد ابن خلدون وعزيزة عثمانة وأبو القاسم الشابي»، قبل أن يؤكد حرصه خلال فترة اعتماده على «تعميق الشراكة الأميركية- التونسية، لخلق وظائف جديدة، وتعزيز الصداقة التي تربط بين بلدينا منذ القدم، وتوفير مزيد من الفرص التعليمية. متحمس للقائكم ولبدء العمل في تونس»، كما قال.

https://www.facebook.com/watch/?v=867931531180845

وسرعان ما تفاعل مشاهدو المقطع المُصوّر الذي أذاعته السفارة الأميركية في تونس على صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك»، مع كلمة السفير، وتحديداً مع الألفاظ العامية التونسية، مثل: «عالسلامة» و«برشا».

وسبق أن لفت السفير الأميركي جوي هود الأنظار بحرصه على إبداء الاقتراب من الثقافات المحلية للبلدان العربية التي خدم فيها، كما فعل حين صور فيديو عندما كان نائباً للسفير الأميركي في بغداد، وهو يتناول طبق «الباقلاء» العراقية مع الخبز التقليدي.

https://www.facebook.com/USEmbassyBaghdad/videos/706952009752842

ويبدو الاتكاء على «مغازلة» الثقافات المحلية العربية، من وسائل التقارب التي يحرص كثير من السفراء الأجانب على اتباعها بشكل باتت «السوشيال ميديا» طرفاً أصيلاً في تسليط الضوء عليه، كما يظهر في النشاط التفاعلي للسفير الياباني في الرياض فوميو إيواي الذي يحرص على إظهار حماسه مشجعاً للمنتخب السعودي لكرة القدم، كما يبدو من تغريداته التي لا تخلو من تشجيع ومؤازرة: «ندعو للصقور الخضر بالتوفيق والنصر بحول الله»، وأخرى: «هارد لاك يا صقورنا الخضر»، ولا ينسى السفير وضع رمز العلم السعودي مُرفقاً بتغريداته التشجيعية.


السفير الياباني في الرياض مشجعاً المنتخب السعودي لكرة القدم (صفحته على تويتر)

ولا يُبدي السفير الياباني اهتماماً فقط بالتشجيع الكروي؛ بل ويحرص على مشاركة طقوس محلية سعودية والاحتفاء بنشرها على صفحته الشخصية، مثلما فعل حين نشر صورة له وهو يجلس على الأرض ويتناول «المفطح»، وهي إحدى أشهر الأكلات السعودية المحلية، مُستخدماً أصابعه الخمسة في أكلها، كما يتم تناولها تقليدياً، قبل أن يذيّل الصورة بالتعليق: «لقد ضربت بالخمسة مرة أخرى منذ أشهر وكان الطعم خاصاً. الحمد لله».


السفير الياباني في الرياض (صفحته على تويتر)

وتُعد مشاركة الطعام «المحلي» الوسيلة الأكثر ذيوعاً بين سفراء الدول الأجنبية. فالسفير البريطاني السابق لدى مصر جون كاسن، لم يفته أن يُصرح بأنه «يحب الملوخية والكشري والشكشوكة» (أكلات شعبية مصرية مشهورة).

وحرص كاسن، خلال فترة اعتماده سفيراً لدى مصر، على التواصل المباشر مع المصريين من خلال صفحته الشخصية على مواقع التواصل، والظهور في صور له وهو يتجوّل في أسواق شعبية لبيع الخضراوات، وأيضاً وهو يُشجع المنتخب المصري واللاعب محمد صلاح، وكذلك وهو يجلس في مقاهي شارع المعز التاريخي.


السفير البريطاني السابق في مصر جون كاسن خلال زيارته لأحد الأسواق الشعبية (صفحة السفارة على فيسبوك)

وقام كاسن بتصوير مقطع فيديو أعلن فيه «انتهاء فترة عمله في مصر»، بجوار تمثال لأم كلثوم بأحد المقاهي العريقة، وتحدث بالعامية المصرية على مدار الفيديو، وختمه: «هتوحشوني ومتقطعوش بيا»، وقد حصد هذا الفيديو على صفحة «السفارة البريطانية في مصر» أكثر من مليون مشاهدة.

https://www.facebook.com/ukinegypt/videos/2123407894576164/

ويعرض مطعم «أبو طارق» وهو أحد أشهر محلات «الكشري» في مصر، عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك» مقطع فيديو يُصوّر زيارة سفير بلجيكا لدى مصر فرنسوا كورنيه دي إلزيوس، للمطعم، وهو مقطع يبدأ منذ وصول دي إلزيوس بسيارته «الدبلوماسية» الرسمية إلى «أبو طارق» لتناول الكشري. وجلس السفير البلجيكي على طاولة بجوار صورة «أبو طارق» مؤسس المطعم الذي يعد أشهر وأعرق مطاعم تقديم «الكشري» في مصر، بمنطقة وسط القاهرة. وحرص السفير على التقاط صور لطبق «الكشري» بكاميرا هاتفه الجوال، كما ظهر في الفيديو.

https://www.facebook.com/koshariabotarek/videos/365148528034175/

ويعتبر السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن كثيراً من تلك التصرفات تحمل «مبالغة» من جانب السفراء الأجانب. ويقول في كلمته لـ«الشرق الأوسط»، إن «التواصل مع ثقافات البلدان أحد الأدوار المنوطة بسفير الدولة الأجنبية؛ لكن ليس من المطلوب منه تحقيق شعبية بتلك البلدان، كما يظهر من أداء بعض السفراء على مواقع التواصل الاجتماعي»، على حد تعبيره.

وطالما لفت السفير الأميركي السابق لدى مصر، فرنسيس ريتشاردوني، الأنظار، بشغفه اللافت لزيارة «الموالد الصوفية» في مصر؛ حيث تردد هو وأسرته على زيارة مولد السيدة زينب والحسين، ومولد السيد البدوي بمدينة طنطا (شمال القاهرة)، وقال في تصريحاته: «تلك الموالد تشي بسماحة المصريين». وظهر السفير الأميركي الأسبق وهو يجلس القرفصاء ويستمع إلى الأناشيد والأذكار الصوفية، ويشتري «الحمص» و«حلوى المولد».

ويستعين الدكتور محمد حسين، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة، بزيارات ريتشاردوني المُتكررة للموالد، ضمن استعراضه لنماذج مختلفة مما يصفها ﺑ«الأنشطة» التي تتم بموافقة وزارة خارجية تلك الدول. ويقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن «تلك الأنشطة باتت تحظى بعلانية وانتشار أوسع بفضل وسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت في تسليط الضوء على دور سفارات الدول، كأن يلتقط أحد السفراء صورة له خلال تشجيع مباراة الدولة التي يقوم بالخدمة بها، أو تناول طعام شعبي معروف بهذه الدولة، وتلك الأنشطة جزء من الدبلوماسية التي تستهدف مخاطبة ثقافات الدول المضيفة، وتوطيد العلاقات الثقافية بشكل أكبر».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


«حبّ في شبه مدينة»... مسرحية عن الإنسان العالق في المكان المُنهَك

في هذا المشهد لا خلاص واضحاً... فقط هدنة قصيرة مع الواقع (الشرق الأوسط)
في هذا المشهد لا خلاص واضحاً... فقط هدنة قصيرة مع الواقع (الشرق الأوسط)
TT

«حبّ في شبه مدينة»... مسرحية عن الإنسان العالق في المكان المُنهَك

في هذا المشهد لا خلاص واضحاً... فقط هدنة قصيرة مع الواقع (الشرق الأوسط)
في هذا المشهد لا خلاص واضحاً... فقط هدنة قصيرة مع الواقع (الشرق الأوسط)

تُقدّم مسرحية «حبّ في شبه مدينة» قراءة لعلاقة الإنسان بمدينة بات الخراب أحد إيقاعاتها اليومية. وهذه المدينة ليست مكاناً مُحدّداً بترسيم جغرافي، وإنما حالة ذهنية ونفسية مُعلّقة بين ما كان وما لم يكتمل، وبين ذاكرة لم تُشفَ وحاضر عاجز عن إنتاج معنى مستقرّ للحياة.

العمل الذي عُرض على «مسرح المدينة» في منطقة الحمراء البيروتية، من تأليف حسن مخزوم وكتابته، وسينوغرافيا لينا عسيران وتصوُّرها وإخراجها، يضع شخصيتَين في مواجهة مدينة ذات طابع ديستوبي؛ كثيفة الجدران ومسكونة بالوحدة. «هي» و«هو» يلتقيان بوصفهما كائنَيْن يحمل كلٌّ منهما عزلة تُشبه عزلة الآخر. اللقاء اصطدام غُربتَيْن، ومن هذا الاصطدام تُبنى علاقة تتحوّل تدريجياً إلى محاولة متبادلة لتفادي السقوط الكامل في الفراغ.

الحبّ في العمل حالة دفاعية أكثر منه وعداً بالخلاص. هو ردّ فعل إنساني على مدينة تضيق كلما اتّسعت، وتفرض على سكانها أن يبحثوا عن دفء مؤقّت داخل علاقات عابرة، سرعان ما تختبر قدرتها على الصمود. فالعلاقة العاطفية هنا ليست مُصمَّمة لتُنقذ أياً منهما. إنها فقط تؤجّل الانهيار من دون أن تمنح الطمأنينة، لكنها تمنح معنى مؤقّتاً للبقاء.

يشتغل النصّ على مفارقة الزمن بوصفها أحد أوجه العبث اليومي. فالشخصيتان تعيشان زمنَيْن متعاكسَيْن يُمثّلان حاضراً عصيّاً على الانتماء إليه، وماضياً يُستدعى على هيئة ملاذ من ثقل الراهن. وسط هذا التمزُّق، يتقاطع مصير الفرد مع مصير المدينة. فالمدينة، كما الشخصيتان، عالقة بين خوف من مستقبل غامض وارتهان لذاكرة حروب لم تُسمَّ ولم تُحلَّ، فتصبح عبارة: «هذا الوطن مُتعِب جداً»، خلاصة شعورية لحالة عامة، حيث التعب شرط دائم للعيش.

في مدينة تتكاثر فيها الجدران يصبح الاقتراب فعلاً محفوفاً بالتردّد (الشرق الأوسط)

الحوار مُحمَّل بالدلالة ومبنيّ على شذرات اعتراف تتقاطع فيها السخرية السوداء مع الإحباط العميق. جُمل مثل «أصبحتُ حشرة من فرط ما غفوتُ على الرصيف»، أو «تبدأ الثورات في الصباح الباكر، لكنني لم أستيقظ على رنّة المنبّه»، تكشف عن تعطُّل الفعل وفقدان التوقيت. هنا، يفقد الغضب قدرته على التحوّل إلى فعل، ويتأخَّر دائماً كما لو أنّ المدينة سبقت ساكنيها بخطوة إضافية في إنتاج الخيبة.

وينقسم المكان المسرحي بين الداخل والخارج، فيتحوَّل البيت إلى مساحة عزلة، في حين تتجسَّد المدينة على هيئة ضغط دائم لا إفلات منه. النوافذ والضوء والأصوات لغة ثانية موازية للنصّ. فالضوء يُلاحق محاولة الشخصيتَيْن المُتكرّرة للهروب من مواجهة الذات، وسط فقدان القدرة على رؤية النفس بوضوح داخل فضاء خانق يفرض إيقاعه على كلّ حركة.

ويحتلّ الجسد موقعاً مركزياً في العرض، فيُشكّل الإيماء والرقص المعاصر أداة تفكير موازية للنصّ المكتوب. حركة الشخصيتَيْن مُتقطّعة، كأنّ الجسد يسبق الوعي أحياناً أو يعجز عن اللحاق به. وهذا الجسد يتوتّر ويخاف ويرغب في الالتصاق، ثم ينسحب سريعاً. وفي تردُّده، يتحوّل الرقص إلى ترجمة بصرية للعلاقة المأزومة بين الإنسان وفضائه، وصورة ملموسة للتشظّي النفسي الذي تفرضه الأمكنة المُغلقة.

مدينة تُرمَّم جدرانها في حين يظلّ الإنسان معلّقاً في المنتصف (الشرق الأوسط)

تؤدّي الموسيقى مع غناء زياد الأحمدية وحضور العود، دور الذاكرة الصوتية للعمل. فالعود يستدعي ثقل ما لم يُحسَم بعد. نبرته الشرقية الحزينة تتقاطع مع فكرة مدينة تعيش بين رائحة اللافاندر والبارود، وبين محاولة ناعمة لاستعادة الحياة وواقع عنيف يفرض نفسه باستمرار. الغناء يُضاعف أثر المشهد، فنشعر بانبعاث الصوت من عمق المدينة نفسها وليس من خارجها.

لافت أداء الممثّلَيْن روى حسامي وميران ملاعب في قدرته على الإمساك بهذا التوازن الدقيق بين العبث والألم. أداء مشغول على التفاصيل، يُراكم الإحساس بالاختناق، ويترك الشخصيتَيْن مكشوفتَيْن أمام المدينة والجمهور معاً. أمامهما، تلتقي المدينة المُنهَكة من الحروب والإنسان الذي يسكنها بفقدان القدرة على الحسم والعيش في انتظار مفتوح لا يعرف ما سيُنقذه أو متى.

ووسط التقاطع الضاغط، يُقدَّم الحبّ على هيئة أثر إنساني مُثقل بالانكسارات، يحاول أن يثبت وجوده في مدينة لم تعد تمنح سكانها الإحساس بالحياة. مدينة تُنتج علاقات تُشبهها؛ ناقصة، مُتردّدة، ومعلَّقة بين الرغبة في النجاة والاستسلام البطيء لواقع لا يكفّ عن فقدان التوازن.


رسالة ميلادية دافئة من دوق ودوقة ساسكس

لحظة عائلية دافئة في موسم الأعياد (إنستغرام)
لحظة عائلية دافئة في موسم الأعياد (إنستغرام)
TT

رسالة ميلادية دافئة من دوق ودوقة ساسكس

لحظة عائلية دافئة في موسم الأعياد (إنستغرام)
لحظة عائلية دافئة في موسم الأعياد (إنستغرام)

شاركت دوقة ساسكس صورة عائلية جمعتها بدوق ساسكس وطفليهما، مُرفقة برسالة بمناسبة عيد الميلاد. وفي الصورة التي نُشرت عبر «إنستغرام»، يظهر الأمير آرتشي وهو يعانق والده، في حين تنحني ميغان مُمسكة بيد الأميرة ليليبت. ويقف أفراد العائلة على جسر خشبي صغير وسط منطقة غابات. وجاء في الرسالة: «عطلات سعيدة! من عائلتنا إلى عائلتكم».

وبشكل منفصل، أصدر الدوق والدوقة أيضاً بطاقة تهنئة بعيد الميلاد، إلى جانب فيديو لنهاية العام، يُضيء على أنشطتهما الخيرية. ويظهر في الفيديو الأمير آرتشي (6 أعوام) والأميرة ليليبت (4 أعوام)، وهما يساعدان والديهما في إعداد الكعك قبيل عيد الشكر، بالتعاون مع إحدى الجمعيات الخيرية المحلية. ويستعرض الفيديو الأعمال التي نفّذها الدوق والدوقة من خلال «مؤسّسة آرتشويل»، التي غيَّرت اسمها أخيراً إلى «آرتشويل للأعمال الخيرية».

مشاركة بهجة الميلاد (إنستغرام)

وفي إعلان إعادة إطلاق الاسم عبر موقع «آرتشويل»، قال الأمير هاري وميغان إنّ المؤسسة أتاحت لهما ولأطفالهما «توسيع جهودهما الخيرية العالمية بوصفهما عائلة». وكانت المؤسّسة قد أُسِّست عام 2020، عقب تنحّي الزوجين عن واجباتهما الملكية وانتقالهما للإقامة في الولايات المتحدة. وجاء في رسالة بطاقة عيد الميلاد الخاصة بهما: «بالنيابة عن مكتب الأمير هاري وميغان، دوق ودوقة ساسكس، و(مؤسّسة آرتشويل)، نتمنّى لكم موسماً سعيداً من الأعياد وعاماً جديداً مفعماً بالفرح». ويأتي ذلك بعد يوم من إصدار أمير وأميرة ويلز صورة عائلية جديدة، ظهرت على بطاقة عيد الميلاد الخاصة بهما هذا العام، وتُظهر الأمير ويليام وكاثرين مُحاطَيْن بأزهار النرجس، إلى جانب أبنائهما الأمير جورج، والأميرة شارلوت، والأمير لويس. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصدر الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا بطاقة عيد الميلاد الخاصة بهما، مُتضمّنة صورة التُقطت لهما في روما بإيطاليا.


قطار ركاب فائق السرعة يدهس 7 فيلة في الهند

تقوم حفارة بحفر حفرة لدفن جثة فيل بري آسيوي يتم إزالته من على خط سكة حديد بعد أن صدم قطار مسرع قطيعاً من الأفيال البرية (أ.ب)
تقوم حفارة بحفر حفرة لدفن جثة فيل بري آسيوي يتم إزالته من على خط سكة حديد بعد أن صدم قطار مسرع قطيعاً من الأفيال البرية (أ.ب)
TT

قطار ركاب فائق السرعة يدهس 7 فيلة في الهند

تقوم حفارة بحفر حفرة لدفن جثة فيل بري آسيوي يتم إزالته من على خط سكة حديد بعد أن صدم قطار مسرع قطيعاً من الأفيال البرية (أ.ب)
تقوم حفارة بحفر حفرة لدفن جثة فيل بري آسيوي يتم إزالته من على خط سكة حديد بعد أن صدم قطار مسرع قطيعاً من الأفيال البرية (أ.ب)

ذكرت السلطات المحلية الهندية أن سبعة أفيال آسيوية برية نفقت وأصيب فيل صغير بجروح، عندما دهس قطار ركاب فائق السرعة قطيعاً من الأفيال في ولاية آسام، شمال شرق الهند، في وقت مبكر من صباح اليوم السبت.

يستخدم ركاب القطار هواتفهم المحمولة لالتقاط صور لفيل نافق بعد أن صدمه قطار (رويترز)

وقال المتحدث باسم السكك الحديدية الهندية، كابينجال كيشور شارما، لوكالة «أسوشييتد برس»، إن سائق القطار رصد قطيعاً يضم نحو 100 فيل واستخدم فرامل الطوارئ، لكن القطار مع ذلك دهس بعض الحيوانات.

وأضاف أن خمس عربات قطار انحرفت عن مسارها بعد دهس الفيلة، لكن لم تحدث إصابات بشرية.

وأجرى أطباء بيطريون عمليات تشريح على الفيلة النافقة، التي من المقرر دفنها في وقت لاحق اليوم.

ينظر ركاب قطار إلى جثة فيل بري آسيوي (غير ظاهر في الصورة) يتم إزالتها من على خط السكة الحديدية بعد أن صدم قطار مسرع قطيعاً من الأفيال البرية في الصباح الباكر (أ.ب)

ويقع موقع الحادث في منطقة غابات، على بعد نحو 125 كيلومتراً (78 ميلاً) جنوب شرق مدينة جواهاتي، عاصمة ولاية آسام، وتتردد الفيلة بكثرةٍ على خطوط السكك الحديدية في الولاية، إلا أن هيئة السكك الحديدية الهندية قالت في بيان إن موقع الحادث ليس ممراً مخصصاً للفيلة.

وكان قطار «راجداني إكسبرس» متجهاً من سايرانج في ولاية ميزورام المتاخمة لميانمار إلى العاصمة الوطنية نيودلهي وعلى متنه 650 راكباً عندما دهس الفيلة.