انتقادات إيرانية لمدير «الطاقة الذرية» بعد تقرير تعديلات أجهزة الطرد

رئيس المنظمة الذرية الإيرانية محمد إسلامي يستمع إلى خبير إيراني يشرح سلسلة من أجهزة الطرد في معرض للصناعة النووية الخميس (ميزان)
رئيس المنظمة الذرية الإيرانية محمد إسلامي يستمع إلى خبير إيراني يشرح سلسلة من أجهزة الطرد في معرض للصناعة النووية الخميس (ميزان)
TT

انتقادات إيرانية لمدير «الطاقة الذرية» بعد تقرير تعديلات أجهزة الطرد

رئيس المنظمة الذرية الإيرانية محمد إسلامي يستمع إلى خبير إيراني يشرح سلسلة من أجهزة الطرد في معرض للصناعة النووية الخميس (ميزان)
رئيس المنظمة الذرية الإيرانية محمد إسلامي يستمع إلى خبير إيراني يشرح سلسلة من أجهزة الطرد في معرض للصناعة النووية الخميس (ميزان)

انتقدت إيران المدير العام لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، رافايل غروسي، في أعقاب تسريب تقرير سري للوكالة الأممية يتهم طهران بإخفاء تعديلات على أجهزة طرد مركزي في سلسلتين من هذه الأجهزة بمنشأة «فورود»، حيث تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 60 في المائة، في نسبة قريبة من 90 في المائة اللازمة لتطوير أسلحة نووية.
وهاجم رئيس المنظمة الإيرانية، محمد إسلامي، الوكالة التابعة للأمم المتحدة، للمرة الثانية، أمس (السبت)، واصفاً نشر التقرير بـ«التصرف غير المقبول»، وذلك بعد يومين من تقليل طهران من أهمية التقرير، مشيرة إلى أن استند إلى «خطأ من أحد المفتشين الدوليين».
وقال إسلامي في تصريح ملتفز أمس: «بعثنا برسالة إلى الوكالة بأن المفتش (...) ارتكب خطأ ورفع تقريراً غير دقيق. لكن مجدداً، قام المدير العام للوكالة بنشر ذلك عبر الإعلام»، وأضاف: «هذا التصرف غير احترافي وغير مقبول، ونأمل في ألا يواصل المدير العام للوكالة هذه الممارسة، لأن هذا الأمر غير مقبول حيال سمعة الوكالة»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن الإعلام الرسمي الإيراني.
وتأتي الانتقادات الجديدة بعد زهاء أسبوعين من إعلان غروسي عزمه التوجه إلى طهران خلال فبراير (شباط) لحضّ إيران على التعاون في حل تحقيق «الوكالة الدولية» بشأن آثار لليورانيوم في ثلاثة مواقع غير معلنة، بالإضافة إلى تقليص طهران التعاون مع المفتشين الدوليين، بعدما أوقفت، قبل عامين، العمل بالبروتوكول الملحق بمعاهدة حظر الانتشار، في ظل توترات بين طهران وكل من «الوكالة» وأطراف غربية، وفي ظل جمود يسود مباحثات إحياء الاتفاق الدولي لعام 2015، بشأن برنامج إيران النووي.
وأوردت الوكالة في تقرير سري هذا الأسبوع أن إيران أدخلت تعديلاً جوهرياً على الربط بين سلسلتين تعاقبيتين من أجهزة الطرد لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المائة، في منشأة «فوردو»، من دون الإبلاغ عن ذلك بشكل مسبق.
وردَّت «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» بأن التقرير يعود إلى «خطأ» من المفتّش الدولي، وأن المسألة تم «إيضاحها» قبل صدور التقرير للدول الأعضاء.
وأورد تقرير الوكالة أن المفتشين اكتشفوا خلال عملية تفتيش غير معلنة في 21 يناير (كانون الثاني)، أن «سلسلتي طرد مركزي من طراز (آي آر - 6)... مترابطتان بطريقة تختلف اختلافاً جوهرياً عن طريقة التشغيل التي أعلنتها إيران للوكالة».
وأضافت أن إيران استخدمت هاتين السلسلتين، منذ أواخر عام 2021، لإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل لـ60 في المائة.
وفي بيان مشترك، أول من أمس (الجمعة)، رأت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا أن التصريحات الإيرانية عن استناد التقرير الأممي إلى خطأ من أحد المفتشين الدوليين «غير كافية».
وقالت هذه الدول، وهي من أطراف اتفاق 2015، إن التغيير «يتعارض مع التزامات إيران»، وإن «عدم الإخطار المسبق يضعف طاقة الوكالة على الحفاظ على قدرة الكشف السريع في المنشآت النووية الإيرانية».
وجاء في البيان أن إنتاج إيران لليورانيوم عالي التخصيب في محطة «فوردو» ينطوي على مخاطر واسعة تتعلق بالانتشار، وأنه «دون أي مبرر مدني موثوق به».
وانتهكت إيران عدداً من التزامات الاتفاق النووي، بعدما انسحب الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، من الاتفاق النووي في 2018، بسبب مواصلة إيران تطوير الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى الدور الإقليمي المتمثل بأنشطة «الحرس الثوري». ومع تولي إدارة جو بايدن، الذي تعهد بالتراجع عن استراتيجية سلفه في فرض الضغوط القصوى على إيران وإحياء الاتفاق النووي، رفعت إيران مستوى التخصيب إلى 20 في المائة، قبل أن تبلغ مستوى 60 في المائة، بمنشأة «نطنز»، في الأسبوع الأول من انطلاق المحادثات النووية بين إيران والقوى الكبرى، بهدف إحياء الاتفاق النووي، في أبريل (نيسان) 2021. كما أوقفت طهران الامتثال لبنود البروتوكول الإضافي الملحق بمعاهدة حظر الانتشار، وترفض طهران، منذ ذلك الحين، تسليم «الوكالة الدولية» تسجيلات كاميرات المراقبة.
وبعد تعثر مسار فيينا، المتقطع في مارس (آذار) العام الماضي، وإبقائها في حالة معلّقة، رفعت طهران مستوى التخصيب على دفعتين؛ ففي يوليو (تموز) الماضي بدأت التخصيب بنسبة 20 في المائة في منشأة «فوردو»، قبل أن ترفع نسبة التخصيب هناك إلى 60 في المائة، في نوفمبر (تشرين الثاني).
وحذرت «الوكالة الدولية»، في يونيو (حزيران)، من استخدام إيران لأجهزة معدلة من الطرد المركزي في منشأة «فوردو» تحمل رؤوساً تمكّنها من التحول بسرعة وسهولة إلى مستويات تخصيب أعلى نقاء.
وتتوجس «الوكالة الدولية» والقوى الغربية من منشأة «فوردو»، وهي على قدر من الحساسية لدرجة أن الاتفاق النووي المبرَم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى حظر عمليات التخصيب هناك.
وفي آخر تقرير لها، في نوفمبر الماضي، قالت «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» إن إيران تملك 386.4 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة، و62.3 كيلوغرام من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المائة.
وكان غروسي قد حذّر، الأسبوع الماضي، أمام البرلمان الأوروبي، من أن إيران «جمعت ما يكفي من المواد النووية لصنع كثير من الأسلحة النووية»، خصوصاً اليورانيوم عالي التخصيب.


مقالات ذات صلة

«الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

شؤون إقليمية «الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

«الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التقارير بشأن إعادة وضع كاميرات مراقبة في إيران، في سياق الاتفاق الأخير بين مدير الوكالة التابعة للأمم المتحدة والمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية. وقال فريدريك دال، المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، أمس، إن «العمل جار» دون تحديد عدد الكاميرات أو المواقع التي وصلتها الوكالة الدولية. وأفادت «جمعية الحد من التسلح» التي تراقب امتثال لدول لمعاهدة حظر الانتشار النووي ومقرها واشنطن، بأن الوكالة الدولية بدأت في إعادة تركيب كاميرات المراقبة في بعض منشآت إيران التي تقترب من عتبة الأسلحة النووية. وتوصل غروسي في طهران بداية مارس

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية أنباء عن إعادة كاميرات المراقبة «الأممية» في منشآت نووية إيرانية

أنباء عن إعادة كاميرات المراقبة «الأممية» في منشآت نووية إيرانية

أفادت «جمعية الحد من التسلح» بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدأت في إعادة تركيب كاميرات المراقبة في بعض المنشآت النووية الإيرانية بموجب الاتفاق الأخير بين مدير الوكالة رافائيل غروسي، وإيران التي تقترب من عتبة الأسلحة النووية. وتوصل غروسي طهران في بداية مارس (آذار) إلى اتفاق مع المسؤولين الإيرانيين بشأن إعادة تشغيل كاميرات المراقبة في مواقع نووية عدة وزيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو. وتسبب الاتفاق في تفادي مجلس محافظي التابع للوكالة الدولية إصداراً جديداً يدين طهران بسبب عدم تجاوبها مع مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خصوصاً تلك المتعقلة بالتحقيق في ثلاثة مواقع سرية، عثر فيها على آثا

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية الكشف عن «فوردو»... أبرز تسريبات مسؤول أعدمته إيران بتهمة التجسس

الكشف عن «فوردو»... أبرز تسريبات مسؤول أعدمته إيران بتهمة التجسس

بعد نحو 5 أشهر على إعدام علي رضا أكبري، النائب السابق لوزير الدفاع الإيراني، على خلفية اتهامه بالتجسس لصالح بريطانيا، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر إسرائيلية وإيرانية أن المسؤول السابق «كان جاسوساً غير متوقع» بسبب ولائه الشديد للنظام، لكنه لعب دوراً رئيسياً في الكشف عن منشأة فوردو التي ضمت أنشطة سرية لإيران قبل أن تعترف طهران بوجود موقع تخصيب اليورانيوم الواقع تحت الأرض في عام 2009. وأعدم أكبري (62 عاماً)، الذي يحمل الجنسية البريطانية، فجر 14 يناير (كانون الثاني)، بعد ثلاثة أيام من تسريب قضية اعتقاله لوسائل الإعلام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية موسكو تُحمل الغرب تعثر إحياء «الاتفاق النووي»

موسكو تُحمل الغرب تعثر إحياء «الاتفاق النووي»

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس من ضياع فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وحمّل الغرب مسؤولية تعثر المفاوضات. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في نيويورك أمس: «سيكون من الخطأ الفادح تفويت فرصة استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن برنامج إيران النووي»، وحمّل «تصرفات الغرب» المسؤولية إذ قال «في هذه المرحلة، لا يعتمد استئناف الاتفاق، على إيران أو روسيا أو الصين... الذين دمروه يجب عليهم إعادته إلى الحياة الآن». وانتقد لافروف «متطلبات جديدة لم يتم ذكرها في المسودة الأولى للاتفاق». وأضاف «لنفترض أنه تم التوصل إلى اتفاق لاستئنافه منذ فترة طويلة.

شؤون إقليمية عبداللهيان يتحدث عن «مبادرات» لاستئناف مفاوضات «النووي»

عبداللهيان يتحدث عن «مبادرات» لاستئناف مفاوضات «النووي»

أعلن وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان، أمس أن بلاده تلقت أفكاراً بشأن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 عن إيران، معرباً عن امتنانه للدور البناء لسلطان عمان ونواياه الصادقة في هذا الصدد. وفي اليوم الثاني لزيارته إلى عمان التي اختتمها أمس متوجهاً إلى بيروت، قال عبداللهيان عقب لقائه مع نظيره العماني إن مسقط «تلعب دائماً دوراً بناء» في محادثات النووية، وأضاف «قد أجرينا المشاورات اللازمة في هذا الصدد». وفي وقت لاحق، نقلت وكالة الأنباء العمانية عن عبداللهيان القول إن سلطنة عُمان لديها «مبادرات جدية» فيما يخص الملف النووي الإيراني «ستسهم» في عودة المفاوضات. وذكرت وزارة الخارجية العما

ميرزا الخويلدي (مسقط)

صور أقمار صناعية ترصد «نشاطاً جارياً» في منشأة نووية بإيران

مفتش من «الطاقة الذرية» يركّب كاميرات للمراقبة بمنشأة «نطنز» في أغسطس 2005 (أ.ب)
مفتش من «الطاقة الذرية» يركّب كاميرات للمراقبة بمنشأة «نطنز» في أغسطس 2005 (أ.ب)
TT

صور أقمار صناعية ترصد «نشاطاً جارياً» في منشأة نووية بإيران

مفتش من «الطاقة الذرية» يركّب كاميرات للمراقبة بمنشأة «نطنز» في أغسطس 2005 (أ.ب)
مفتش من «الطاقة الذرية» يركّب كاميرات للمراقبة بمنشأة «نطنز» في أغسطس 2005 (أ.ب)

أظهرت صور أقمار صناعية أنشطة جارية في منشأة «نطنز» النووية وسط إيران، وذكر «معهد العلوم والأمن الدولي» أن السلطات قد تسعى إلى فحص أنقاض ضربة عسكرية في الموقع «بعيداً عن أعين المراقبين».

وخلال الحرب بين إسرائيل وإيران في يونيو (حزيران) 2025، ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن هجوماً عسكرياً على «نطنز» أصاب بشكل مباشر محطة تخصيب اليورانيوم تحت الأرض، مشيرةً إلى أن أجهزة الطرد المركزي في المحطة تضررت بشدة على الأرجح.

واستند المعهد إلى صور الأقمار الاصطناعية، للزعم بأن السلطات الإيرانية قامت بتركيب ألواح فوق بقايا هيكل منظومة مضادة للطائرات المسيّرة في منشأة «نطنز» النووية؛ وهي خطوة قال المعهد إنها تهدف إلى توفير «غطاء للمنشآت المتضررة».

وكتب المعهد في حسابه على منصة «إكس»، مرفقاً بصورة التُقطت في 13 ديسمبر (كانون الأول) الجاري: «تُظهر منشأة تخصيب الوقود التجريبية (PFEP) في مجمّع نطنز النووي مؤشرات على وجود أنشطة جارية».

ومنشأة نطنز، التي تقع على بعد نحو 250 كيلومتراً جنوب العاصمة طهران، واحدة من أهم المنشآت النووية في إيران وأكثرها إثارة للجدل في الشرق الأوسط.

ووفق تقييم المعهد، فإن منشأة تخصيب الوقود التجريبية تحتفظ على الأرجح بعدة كيلوغرامات من اليورانيوم عالي التخصيب؛ وهي كمية محدودة مقارنة بإجمالي مخزون إيران، لكنها غير قابلة للتجاهل من الناحيتين التقنية والأمنية.

لكن المعهد شدد على عدم رصد أي مؤشرات على نشاط جديد في بقية أجزاء موقع نطنز أو في منشأة فوردو، وأن هذه المناطق لا تزال تخضع لمراقبة مستمرة.

عمليات تفتيش

وفي مقابلة مع وكالة «ريا نوفوستي» الروسية، في 15 ديسمبر 2025، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إن عمليات تفتيش الوكالة في إيران قد استؤنفت، إلا أن المفتشين لا يزالون محرومين من الوصول إلى المنشآت الرئيسة في «نطنز وفوردو».

مع ذلك، كان غروسي يرى أن إيران لا تبدو منشغلة بتخصيب اليورانيوم، إلا أن الوكالة التابعة للأمم المتحدة رصدت حركة متجددة في مواقعها النووية، وفق تصريحات أدلى بها في أكتوبر 2025.

ورغم عدم تمكن المفتشين من الوصول الكامل إلى المواقع النووية الإيرانية، لم تُظهر صور الأقمار الاصطناعية أي نشاط يشير إلى أن طهران قد سرعت إنتاجها من اليورانيوم المخصب بما يتجاوز ما كانت تملكه قبل الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل في يونيو، وفق غروسي.

لكن مدير الوكالة قال إن المواد النووية المخصّبة بنسبة 60 في المائة لا تزال في إيران. وهذه إحدى النقاط التي تستدعي عودة المفتشين الدوليين للتأكد من أن المواد موجودة في أماكنها ولم يجر تحويلها إلى أي استخدام آخر. وهذا أمر مهم جداً جداً».

وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد صرّح في 8 ديسمبر الجاري بأن استئناف عمليات تفتيش الوكالة غير ممكن في الظروف الراهنة، مبرراً ذلك بعدم وجود «أي بروتوكول أو تعليمات» لتفتيش ما وصفه بالأنشطة «السلمية».

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حُفَراً في منشأة «نطنز» لتخصيب اليورانيوم عقب ضربات أميركية في يونيو 2025 (رويترز)

وكان معهد العلوم والأمن الدولي قد أفاد في 3 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بأن صوراً جديدة التُقطت بالأقمار الاصطناعية تُظهر أن إيران تواصل أنشطة إنشائية في منشآت تقع جنوب موقع تخصيب نطنز، في منطقة «كوه كلنك» (كلنك كزلا)، مع بقاء طبيعة الأنشطة النووية في تلك المنطقة غير واضحة.

وأكد التقرير أن تلك التحركات، التي لوحظت منذ سبتمبر (أيلول) 2025، تتركز عموماً في المراحل النهائية من البناء وتعزيز الإجراءات الأمنية، ولا تشكل مؤشراً على توسع البرنامج النووي أو تسارعه.

كما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في تقرير نشرته في 26 سبتمبر 2025، استناداً إلى صور أقمار صناعية وآراء محللين، أن إيران تواصل بناء منشأة عسكرية عميقة تحت الأرض في منطقة كوه كلنك جنوب موقع نطنز النووي.

وتصرّ إيران منذ فترة طويلة على أن برنامجها النووي سلمي، في حين تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية ودول غربية إن طهران كانت تُدير برنامجاً منظّماً لإنتاج سلاح نووي حتى عام 2003.

وكانت إيران والوكالة قد وقعتا اتفاقاً، الشهر الماضي، في القاهرة، يمهد الطريق لاستئناف التعاون، بما في ذلك إعادة إطلاق عمليات التفتيش في المنشآت النووية الإيرانية، إلا أن الاتفاق لم ينفذ حتى الآن. وجاء الاتفاق بعدما علقت طهران كل تعاون مع الوكالة في أعقاب الحرب مع إسرائيل، التي استهدفت خلالها الولايات المتحدة عدداً من المواقع النووية الإيرانية.

وفي 20 أكتوبر الحالي، أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني أن بلاده ألغت اتفاق القاهرة الذي وقعته مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.


بتهمة «نشر معلومات مضللة»... السلطات التركية توقف صحافياً بارزاً

صورة مثبتة لليفنت غولتكين من فيديو على حسابه على «يوتيوب»
صورة مثبتة لليفنت غولتكين من فيديو على حسابه على «يوتيوب»
TT

بتهمة «نشر معلومات مضللة»... السلطات التركية توقف صحافياً بارزاً

صورة مثبتة لليفنت غولتكين من فيديو على حسابه على «يوتيوب»
صورة مثبتة لليفنت غولتكين من فيديو على حسابه على «يوتيوب»

اعتقلت الشرطة التركية الصحافي المشهور ليفنت غولتكين (53 عاماً)، وفق ما نقلت «وكالة الأنباء الألمانية» اليوم الجمعة.

ويواجه غولتكين اتهامات بنشر معلومات مضللة على قناته على موقع «يوتيوب»، والتي تضم مئات الآلاف من المشتركين، طبقاً لما ذكرته وكالة أنباء «أنكا» التابعة للمعارضة اليوم. وأضافت الوكالة أن غولتكين ينفي هذه الادعاءات.

وينظر إلى غولتكين على أنه صوت ناقد وأحياناً مثير للجدل في تركيا، سواء تجاه الحكومة أو المعارضة. وهو يعلق عدة مرات أسبوعياً على الأحداث السياسية والاجتماعية في البلاد.

وقالت «أنكا» إنه تم اعتقال غولتكين الليلة الماضية في مقهى في منطقة بيبك في إسطنبول.

وتردد أن الادعاءات لها علاقة بمقطع فيديو، تم تسجيله في 17 ديسمبر (كانون الأول) ونشره على منصة «يوتيوب». ومن المتوقع أن يمثل أمام قاضٍ في الساعات المقبلة.

يشار إلى أنه في الأشهر الأخيرة، تصاعدت الضغوط على الأصوات الناقدة ووسائل الإعلام المستقلة في تركيا، وبالإضافة إلى الإجراءات القانونية المكثفة ضد المعارضة، تم اعتقال العديد من الصحافيين واتهامهم وفي بعض الحالات إدانتهم.


الأمن الإسرائيلي يعتقل روسياً بتهمة التجسس لصالح إيران

عناصر من قوات الأمن الإسرائيلية (أ.ف.ب - أرشيفية)
عناصر من قوات الأمن الإسرائيلية (أ.ف.ب - أرشيفية)
TT

الأمن الإسرائيلي يعتقل روسياً بتهمة التجسس لصالح إيران

عناصر من قوات الأمن الإسرائيلية (أ.ف.ب - أرشيفية)
عناصر من قوات الأمن الإسرائيلية (أ.ف.ب - أرشيفية)

أعلنت وكالة الأمن الإسرائيلية (شين بيت) ومدير مؤسسة الأمن والدفاع، الجمعة، اعتقال مواطن روسي أرسل صور موانئ وسفن وبنية تحتية في إسرائيل إلى عناصر المخابرات الإيرانية.

ووفق ما أورده موقع صحيفة «جيروزاليم بوست» الجمعة، وصل فيتالي زفياجنيتسيف (30 عاماً) إلى إسرائيل يحمل تصريح عامل أجنبي، وتم اعتقاله في مطلع ديسمبر (كانون الأول) الحالي للاشتباه في ارتكابه جرائم أمنية بتوجيه من عناصر المخابرات الإيرانية.

وأشار التحقيق مع فيتالي إلى أنه أجرى اتصالات مع عنصر مخابرات إيراني في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اسمه «رومان» زعم أنه مواطن روسي يقيم في موسكو، حسبما أفادت «وكالة الأنباء الألمانية».

وجاء في بيان لجهاز «شين بيت» أن المشتبه به قام بتصوير بنية تحتية وسفن في الموانئ عبر البلاد، وفي مقابل ذلك حصل على أموال عبر وسائل رقمية.

وكشفت التحقيقات أن فيتالي كان على علم بأن اتصالاته تستهدف استخدام الصور للإضرار بدولة إسرائيل، ولكنه «واصل القيام بمهام إضافية تلقى تكليفات بها من المتعاون معه، لأسباب مالية».

ووفق ما أوردته إذاعة الجيش الإسرائيلي، نجح فيتالي في التقاط عشرات من مقاطع الفيديو لمنشآت بالغة الحساسية في إسرائيل، وقد عمل تحت مراقبة ومتابعة من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لفترة ممتدة.