واشنطن تثني على «الشراكة الوثيقة» مع الأردن

الملك عبد الله يجري محادثات مع كبار المسؤولين الأميركيين

بايدن مستقبلاً الملك عبد الله وإلى يساره الأمير حسين في البيت الأبيض أول من أمس (أ.ف.ب)
بايدن مستقبلاً الملك عبد الله وإلى يساره الأمير حسين في البيت الأبيض أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تثني على «الشراكة الوثيقة» مع الأردن

بايدن مستقبلاً الملك عبد الله وإلى يساره الأمير حسين في البيت الأبيض أول من أمس (أ.ف.ب)
بايدن مستقبلاً الملك عبد الله وإلى يساره الأمير حسين في البيت الأبيض أول من أمس (أ.ف.ب)

غداة اللقاء بين الرئيس الأميركي جو بايدن والملك عبد الله الثاني بن الحسين في البيت الأبيض، عقد العاهل الأردني سلسلة اجتماعات مع المسؤولين الكبار في واشنطن، بمَن فيهم نائبة الرئيس كامالا هاريس، وناقش مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن مجموعة من «القضايا الثنائية والإقليمية الحاسمة» للعلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والأردن.
وكان الرئيس بايدن شكر الملك عبد الله على «شراكته الوثيقة والدور الذي يضطلع به الأردن كقوة استقرار في المنطقة والشرق الأوسط» ومن أجل «نزع فتيل التوترات في القدس»، وفقاً لما قالته الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار، التي أشارت إلى تأكيد الرئيس على «ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن» في المسجد الأقصى. وكذلك دعا بايدن الملك عبد الله إلى المشاركة في جانب من المحادثة الهاتفية التي أجراها مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وأفاد البيت الأبيض، في بيان منفصل، بأن الملك عبد الله «شدد على دعم الأردن للعراق بما في ذلك من خلال مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية المشتركة».
وعبّرت نائبة الرئيس كامالا هاريس، في لقاء مع العاهل الأردني، عن «قلقها إزاء أعمال العنف والتوترات الأخيرة في القدس والضفة الغربية»، مشددة على «أهمية الحفاظ على الوضع الراهن في مجمع المسجد الأقصى»، وفقاً للبيت الأبيض الذي أفاد في بيان بأن هاريس «تعترف بالدور المحوري للأردن باعتباره الوصي على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس وكقوة لتحقيق الاستقرار».
وكذلك أفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس بأن بلينكن التقى العاهل الأردني، وناقش معه «مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية الحاسمة للعلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والأردن». وشدد بلينكن على «أهمية شراكتنا الوثيقة مع الأردن»، معبراً عن «قلقه البالغ إزاء أعمال العنف الأخيرة والتوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وشدد على «ضرورة أن تتخذ الأطراف خطوات فورية لتخفيف حدة التوترات واستعادة الهدوء»، مطالباً بـ«الحفاظ على الوضع الراهن التاريخي للحرم الشريف/جبل الهيكل في القدس». وكرر «دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، ولأمن العراق واستقراره، ولحل سياسي عادل في سوريا يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 2254». وأشاد بـ«التزام الملك بالتحديث الاقتصادي والإصلاحات الحيوية في القطاع العام، كما ناقش التزام الولايات المتحدة تجاه الأردن بحسب مذكرة التفاهم الموقعة في سبتمبر (أيلول) 2022 لسبع سنوات بقيمة 10.15 مليار دولار».
كذلك، استقبل العاهل الأردني مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور لمناقشة «الشراكة المتواصلة» بين الطرفين، طبقاً لما أعلنته الناطقة باسم الوكالة جيسيكا جينينغز التي نقلت عن باور «التزامنا المشترك بأولويات التنمية الرئيسية في الأردن، بما في ذلك الاستقرار الاقتصادي والاستدامة المائية».
وعرض الملك عبد الله لمذكرة التفاهم التي اعتبرتها باور «بمثابة شهادة على الشراكة الاستراتيجية القوية بين الحكومة الأميركية والمملكة الأردنية الهاشمية بالنظر إلى أنها سابقة من حيث مستوى التمويل والمدة». وأثنت أيضاً على «الإصلاحات الحاسمة التي يجريها الأردن بدعم من الولايات المتحدة»، مشددة على أن «الوكالة ستواصل دعم الحكومة الأردنية فيما تعمل على أجندة الإصلاحات». وأثنت على «الشراكة طويلة الأمد بين البلدين»، شاكرة الملك على «الدعم الذي يقدمه للاجئين السوريين».
وكان العاهل الأردني أجرى أيضاً لقاءات كثيرة مع زعماء الكونغرس بمجلسيه الشيوخ والنواب من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.


مقالات ذات صلة

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

المشرق العربي اليمين الإسرائيلي يطالب بتدفيع الأردن ثمناً سياسياً مقابل تحرير العدوان

اليمين الإسرائيلي يطالب بتدفيع الأردن ثمناً سياسياً مقابل تحرير العدوان

خلال المفاوضات الجارية بين الحكومتين حول اعتقال النائب الأردني عماد العدوان، المشتبه به في محاولة تهريب كمية كبيرة من الأسلحة والذهب إلى الضفة الغربية، أبدت السلطات الإسرائيلية موقفاً متشدداً أوضحت فيه أنها لن تطلق سراحه قبل الانتهاء من محاكمته، فيما طالبت أوساط في اليمين الحاكم بأن يدفع الأردن ثمناً سياسياً ذا وزن ثقيل مقابل تحريره، مثل تخليه عن الوصاية الهاشمية على الحرم القدسي الشريف وبقية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة. وقالت مصادر في اليمين إن «تهمة النائب الأردني خطيرة للغاية على الصعيدين الدبلوماسي والأمني على السواء، وكان يمكن له أن يتسبب في قتل إسرائيليين كثيرين لو نجحت خطته

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي الأردن يؤكد أن ظروف توقيف العدوان في إسرائيل تحترم حقوقه القانونية والإنسانية

الأردن يؤكد أن ظروف توقيف العدوان في إسرائيل تحترم حقوقه القانونية والإنسانية

أكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، أن النائب عماد العدوان الذي أوقفته السلطات الإسرائيلية قبل أيام على خلفية قضية تهريب مزعومة لكميات من الأسلحة والذهب، بـ«صحة جيدة ولا يتعرض لأي ممارسات مسيئة جسدياً أو نفسياً»، لافتة إلى أنه «طلب طمأنة أسرته أنه بصحة جيدة». وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السفير سنان المجالي، في بيان صحافي (الثلاثاء)، إن السفير الأردني في تل أبيب غسان المجالي، تحدث بشكل مفصل مع النائب العدوان حول ظروف توقيفه وإجراءات التحقيق معه، وتأكد منه أن ظروف توقيفه تحترم حقوقه القانونية والإنسانية.

المشرق العربي إسرائيل تحقق في وجهة أسلحة النائب الأردني

إسرائيل تحقق في وجهة أسلحة النائب الأردني

يحقق جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في وجهة الأسلحة التي كان ينقلها النائب الأردني، عماد العدوان، في سيارته إلى الضفة الغربية، فيما ستحدد المسألة إلى حد كبير كيف ستتعامل إسرائيل مع القضية التي زادت من حدة التوترات مع عمان. وفيما فرض «الشاباك» تعتيماً إعلامياً على القضية، فإنَّ التحقيق مع العدوان استمر أمس، لليوم الثاني، حول الأسلحة، وما إذا كانت متعلقة بالتجارة أم بدعم المقاومة الفلسطينية، وهل كانت المرة الأولى، ومن هم المتورطون في القضية. وكان العدوان اعتُقل الأحد على جسر «اللنبي» الإسرائيلي، بين الأردن والضفة الغربية، بعد معلومات قال وزير الخارجية الإسرائيلية إيلي كوهين، إنَّها استخبا

كفاح زبون (رام الله)
يوميات الشرق بيانات تعزية متواصلة لمصر في وفاة مساعد ملحقها الإداري بالخرطوم

بيانات تعزية متواصلة لمصر في وفاة مساعد ملحقها الإداري بالخرطوم

مع إعلان مصر، مساء الاثنين، «استشهاد» مساعد الملحق الإداري بسفارتها في الخرطو، توالت اليوم (الثلاثاء) بيانات عدد من الدول، في مقدمتها المملكة العربية السعودية، والأردن، وروسيا، للإعراب عن مواساتها للقاهرة في الحادث. في حين أكدت وزارة الخارجية المصرية أن «السفارة المصرية في الخرطوم وقنصليتي الخرطوم وبور سودان والمكتب القنصلي في وادي حلفا تواصل التنسيق مع المواطنين المصريين لإجلائهم». ونعت وزارة الخارجية المصرية وأعضاؤها ببالغ الحزن والأسى «شهيد الواجب» مساعد الملحق الإداري بسفارة مصر في الخرطوم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مقتل 3 فلسطينيات بسبب «ربطة خبز» في غزة

فتاة فلسطينية نازحة تأكل كسرة خبز في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
فتاة فلسطينية نازحة تأكل كسرة خبز في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
TT

مقتل 3 فلسطينيات بسبب «ربطة خبز» في غزة

فتاة فلسطينية نازحة تأكل كسرة خبز في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
فتاة فلسطينية نازحة تأكل كسرة خبز في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)

قُتلت 3 سيدات فلسطينيات، صباح السبت، بعد إطلاق نار أمام أحد المخابز العاملة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في مشهد جديد يكشف عن حجم المأساة التي وصل إليها سكان القطاع في ظل تفاقم الظروف الإنسانية والحياتية. ووقع الحادث أمام مخبز «زادنا 2» في شارع البركة بدير البلح، حينما تم إطلاق نار في المكان، وسط تضارب للروايات حول ظروف إطلاق النار، وإذا ما كان مباشراً أو نتيجة خطأ.

فلسطينيون في دير البلح ينتظرون الحصول على خبز (أرشيفية - رويترز)

وتقف يومياً ولساعات، طوابير طويلة من الفلسطينيين أمام المخابز للحصول على «ربطة» خبز واحدة تتكون من نحو 22 رغيفاً، ومن بينها المخبز الذي وقعت أمامه الحادثة، وهو يعد من أشهر المخابز، كما أنه الوحيد الذي لم يتوقف تقريباً عن العمل، قبل أن يضطر لإغلاق أبوابه بعد الحادثة المؤلمة. وبينما قال أصحاب المخبز، إن النساء قُتلن بعد إطلاق نار من خارج المخبز، بعد تدافع وقع خارجه، وإن مصدره ليس من الحراس الذين يقفون للتنظيم ولحماية المخبز من السرقة، بل كان نتيجة إشكالية خارجه بين أفراد من عائلتين، قال شهود عيان إن إطلاق النار تمّ من قبل أحد الحراس، لكنه لم يكن مباشراً، بل كان نتيجة انفلات سلاحه منه بعد إطلاقه النار في الهواء.

فلسطينيون أمام مخبز مقفل وسط غزة (أرشيفية - أ.ب)

وقال مصدر صحافي من دير البلح لـ«الشرق الأوسط»، إن عائلة المتهم بإطلاق النار اضطرت لترك منزلها خوفاً من عملية انتقامية ضدها، مشيراً إلى أن النساء اللواتي قتلن هن نازحات من مدينة غزة. وأوضح المصدر أن مُطلِق النار كان يقف أمام المخبز للمشاركة والمساهمة في حمايته، ضمن اتفاق جرى بين أصحاب المخبز وعوائل دير البلح؛ لتمكين المواطنين من الحصول على الخبز في ظل المجاعة الكبيرة التي باتت تزداد صعوبةً في مناطق وسط وجنوب القطاع. ويوجد في دير البلح نحو 850 ألف نازح، يضاف إليهم أكثر من 300 ألف نسمة من سكان المدينة.

فلسطيني يلوح بيده بعد الحصول على ربطة خبز في مدينة غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

ودفع الحادث مخاتير ووجهاء المدينة للتدخل لمحاولة منع تفاقم الأوضاع فيها، وأن تكون هناك ردة فعل انتقامية تخرج عن سيطرة الجميع. وحمَّل بعض المواطنين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، المخاتير والوجهاء والشخصيات المختصة المسؤولية عن الحادث، بعد أن قرروا تخصيص كميات الطحين التي تدخل إلى دير البلح، لصالح المخابز، وبيع «ربطة واحدة» فقط لكل عائلة، لإتاحة الفرصة أمام العوائل الأخرى للحصول على حصة مماثلة. ورأى البعض أنه كان من الممكن أن يتم توزيع كيس طحين واحد على كل عائلة بدلاً من زيادة الازدحام على المخابز، وتحميل المواطنين فوق طاقاتهم بالانتظار لساعات طويلة جداً، من أجل الحصول على ربطة واحدة لا تكفي لوجبة طعام واحدة فقط.

فلسطيني يعبِّر عن فرحته بعد حصوله على أرغفة الخبز من مخبر في غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

ويصل سعر «ربطة الخبز» الواحدة داخل المخبز بعد اصطفاف طابور لساعات طويلة إلى 3 شواقل (أقل من دولار واحد بقليل)، بينما يصل السعر خارجه إلى 30 أو 40 شيقلاً (ما يعادل نحو 11 دولاراً)، في حين وصل سعر كيس الطحين الواحد في وسط وجنوب القطاع، إلى 1000 شيقل أو أكثر (أي ما يعادل نحو 255 دولاراً). ويعاني وسط وجنوب قطاع غزة، من نقص حاد في توفر كميات الطحين بفعل الإجراءات الإسرائيلية وسرقة المساعدات من قبل بعض عصابات اللصوص، إلا أن الأوضاع في الشمال بالنسبة لتوفر الطحين أفضل حالاً بعد أشهر من المجاعة التي عانى منها سكان تلك المناطق، واضطروا حينها لطحن أكل الحيوانات من أجل سد رمق جوعهم. وبدأت هذه المعاناة في وسط وجنوب القطاع منذ نحو شهر فقط، مع توقف إمدادات المساعدات الغذائية، وسرقة غالبية ما كان يتم السماح بدخوله، الأمر الذي أدى لمفاقمة الوضع الإنساني. وأفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، بأن القوات الإسرائيلية منعت ثلثي عمليات المساعدات الإنسانية المختلفة، البالغ عددها 129، من الوصول إلى قطاع غزة، الأسبوع الماضي. وأجبر الواقع الحالي، أصحاب المخابز لنشر مسلحين لحماية الطحين المتوفر لديها، ومنع سرقته من قبل عصابات اللصوص المنتشرة بشكل كبير. ولجأت بعض المخابز لاستئجار أولئك المسلحين على هيئة حراس أمنيين، في حين اتفق وجهاء ومخاتير وجهات مختصة مع مسلحين من عوائل لحماية المخابز في مناطقهم التي يعيشون فيها. ويتخوف السكان من استمرار إسرائيل في التلاعب بإدخال كميات مساعدات كافية، الأمر الذي سيفاقم من حالة المجاعة التي تزداد حالياً في مناطق وسط وجنوب القطاع بشكل أكبر من الشمال الذي عاش هذه الظروف بشكل أقسى لأشهر عدة.