دبلوماسي فرنسي للبنانيين: الإصلاحات بطيئة ولا حل إلا عبر «النقد الدولي»

TT

دبلوماسي فرنسي للبنانيين: الإصلاحات بطيئة ولا حل إلا عبر «النقد الدولي»

انتقد السفير الفرنسي المكلّف تنسيق الدعم الدولي للبنان بيار دوكان، «بطء» تنفيذ الإصلاحات لحصول لبنان على مساعدة من صندوق النقد الدولي.
وكان الصندوق قد أعلن في أبريل (نيسان) الماضي توصله إلى اتفاق مبدئي مع لبنان على خطة مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات دولار على أربع سنوات. لكنّ تطبيقها مرتبط بالتزام السلطات تنفيذ إصلاحات في قطاعات عدّة. وزار دوكان لبنان لمدة يومين، ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أمس، قوله إن الإصلاحات «بطيئة حقاً»، لافتاً إلى «بعض التعديلات الصغيرة التي تسير في الاتجاه الصحيح» من جانب السلطات اللبنانية.
ومن بين الإصلاحات المسبقة إقرار قانون موازنة عام 2022 الذي صدر «متأخراً»، وفق دوكان، بينما لم يصدر بعد قانون «كابيتال كونترول» الذي يقيّد عمليات السحب وتحويل العملات الأجنبية من المصارف، وتشريعات تتعلق بإعادة هيكلة القطاع المصرفي وتعديل قانون السرية المصرفية.
وأوضح دوكان أنه «لا يوجد حل آخر غير صندوق النقد الدولي من أجل جلب الرساميل والمصداقية والثقة (...) وتقليل الفوارق» الاجتماعية على وقع الانهيار الاقتصادي المتمادي الذي بات معه أكثر من 80 في المائة من السكان تحت خط الفقر.
وجاءت زيارة الدبلوماسي الفرنسي بيروت في إطار مهمة تتعلّق بدعم فرنسا للنهوض بقطاع الطاقة في لبنان، لا سيما مشروع استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن عبر سوريا.
وزار دوكان الأردن ومصر قبل بيروت، وقال إن البلدين «أعربا عن حسن نية للغاية وأعلنا جهوزهما من الناحية التقنية لتزويد لبنان بالغاز والكهرباء».
ووقّع لبنان العام الماضي اتفاقاً مع الأردن لاستجرار الكهرباء وآخر مع مصر لاستجرار الغاز عبر سوريا.
وأعلن مسؤولون لبنانيون مراراً تبلغهم من مسؤولين أميركيين استثناء الأطراف المعنية بالاتفاقين من العقوبات المفروضة على سوريا في إطار «قانون قيصر»، إلا أنه لم يتم تطبيق الاتفاقين بعد.
ويعتزم دوكان زيارة واشنطن خلال الأيام العشرة المقبلة لبحث «إعفاءات» تسمح ببدء تزويد لبنان بالغاز والكهرباء، كما سيلتقي مسؤولين من البنك الدولي، الجهة المموِّلة للاتفاقين.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

​التلويح بورقة «الرهائن»... هل يعزّز فرص استئناف الهدنة في غزة؟

طفلة فلسطينية وأسرتها يبكون مقتل أشقائها وأفراد آخرين من عائلتها في مخيم البريج للاجئين (أ.ف.ب)
طفلة فلسطينية وأسرتها يبكون مقتل أشقائها وأفراد آخرين من عائلتها في مخيم البريج للاجئين (أ.ف.ب)
TT

​التلويح بورقة «الرهائن»... هل يعزّز فرص استئناف الهدنة في غزة؟

طفلة فلسطينية وأسرتها يبكون مقتل أشقائها وأفراد آخرين من عائلتها في مخيم البريج للاجئين (أ.ف.ب)
طفلة فلسطينية وأسرتها يبكون مقتل أشقائها وأفراد آخرين من عائلتها في مخيم البريج للاجئين (أ.ف.ب)

وسط تصاعد الضربات الإسرائيلية المكثفة في قطاع غزة، عاد ملف الرهائن إلى الواجهة مجدداً، حيث نشرت «حركة حماس» مقطع فيديو يظهر فيه أسيران إسرائيليان، في خطوة قد تلقي بظلالها على الجهود المتعثرة لاستئناف الهدنة، خصوصاً مع اقتراب عيد الفطر، حيث تسابق جهود الوساطة الزمن لوقف الحرب والعودة للتهدئة.

تلك التطورات التي تصاحبها مخاوف رئاسية إسرائيلية بشأن الرهائن، تقود لمسارين بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، الأول مزيد من الضغوط على نتنياهو للذهاب لهدنة جديدة، والإفراج على عدد من المحتجزين، والثاني استمرار تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي نقطة ضعفه والاستمرار في الحرب، وسط اتفاق على احتمال أن تقود لهدنة مؤقتة ستكون على الأقل إنسانية مع حلول عيد الفطر.

وبعد تشاور مع إدارة الرئيس الأميركي، استأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة في 18 مارس (آذار) الحالي، عقب هدنة استمرت 6 أسابيع، في حين لا تزال هناك 59 رهينة في غزة، بعد أن سمحت المرحلة الأولى التي انتهت مطلع مارس الحالي من اتفاق الهدنة الذي انطلق قبل نحو شهرين، بإطلاق سراح 33 رهينة ونحو 1800 أسير فلسطيني، بينما تسبب الهجمات الجديدة في مقتل 792 فلسطينياً وإصابة 1663 آخرين.

وبعد ساعات قليلة من مقطع مصور نشرته «حماس» للأسيرين الإسرائيليين إلكانا بوحبوط ويوسف حاييم يدعوان خلاله لوقف إطلاق النار وإطلاق سراحهما، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في كلمة الثلاثاء، من التوسع في احتلال أراض بغزة إذا استمرت الحركة في رفض تسليم الرهائن، بعدما صادق على خطط عملياتية في غزة، وفق ما أفادت إذاعة جيش الاحتلال.

بينما قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في مؤتمر بتل أبيب، الثلاثاء: «أنا مصدوم حقاً كيف أن قضية الرهائن لم تعد في قمة أولوياتنا»، مضيفاً: «يجب علينا... ألا نفقد التركيز (...) على كل ما يتعلق بإعادة الرهائن إلى ديارهم، حتى آخر واحد منهم»، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وناشدت عائلة بوحبوط في بيان عقب الفيديو نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب الإفراج عن الرهائن، غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي عدّ الفيديو «حرباً نفسية»، مؤكداً أن «المقاطع المصورة للأسرى بغزة تعزز لدي الإصرار من أجل إعادتهم، وتحرير المخطوفين يتحقق بالضغط العسكري والسياسي معاً».

فلسطينيون نزحوا في وقت سابق إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم بشمال غزة (رويترز)

ويرجع الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن يثمر التلويح بورقة الرهائن تعزيز فرص استئناف الهدنة، موضحاً أن الرهائن نقطة ضعف نتنياهو، ونشر مقطع فيديو جديد سيزيد من ضغط ذويهم والداخل الإسرائيلي على رئيس الوزراء، وقد يدفعه نحو الهدنة من جديد.

في المقابل، لا يعتقد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، أن يشكل مقطع الرهائن «أي ضغط على نتنياهو، خصوصاً وهو قلل منه»، لافتاً إلى أن «هذه الفيديوهات فقدت بريقها، خصوصاً والتكرار يفقد الأثر، لكن يبدو أن (حماس) تراهن من النشر على تحريك الداخل الإسرائيلي ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، وليس لديها أي أوراق ضغط أخرى لتغيير المعادلة».

جدل فيديو الرهائن، سبقه بوقف قصير، إعلان وزارة الخارجية المصرية، أن وزير الخارجية، بدر عبد العاطي بحث في اتصال هاتفي مع المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، جهود التوصل إلى التهدئة وخفض التصعيد، وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذه.

وجاء النقاش وسط حديث عن مقترح مصري لم تؤكده القاهرة، بعدما نقلت وكالة «أسوشييتد برس» الاثنين، عن مسؤول أنه ينص على أن تفرج «حماس» عن 5 رهائن أحياء، من بينهم أميركي - إسرائيلي، مقابل سماح إسرائيل بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتوقف القتال لمدة أسبوع، كما ستفرج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين.

فلسطينيات يصرخن خلال جنازة أفراد من عائلتهن قُتلوا في قصف إسرائيلي وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

وكان ويتكوف قدّم في 13 مارس الحالي، اقتراحاً «مُحدَّثاً» لتمديد وقف إطلاق النار في غزة حتى 20 أبريل (نيسان) المقبل، وقبلت «حماس» بإطلاق الرهينة الأميركي - الإسرائيلي، عيدان ألكسندر فقط، وعدَّ المبعوث الأميركي رد الحركة «غير مقبول»، قبل أن يتحدث، الجمعة، عن أن «هناك مفاوضات جارية» لوقف الغارات الإسرائيلية.

ويرى فرج أن محادثات وزير الخارجية المصري مع ويتكوف تأتي في إطار تقريب وجهات النظر، وتأجيل أي عقبات لما بعد عيد الفطر، مشيراً إلى أن القاهرة تضغط بكل الطرق لهدنة ولو إنسانية مع العيد، ونأمل أن يتم الاتفاق بشأنها سريعاً.

ويعتقد مطاوع أن الحديث المصري مع ويتكوف يُشكل محاولة لدفعة جديدة لمسار الهدنة؛ لكن سيكون مبنياً على المقترح الأميركي، وسيواجه عقبات من إسرائيل التي ستبحث عن مكسب أكبر يتجاوز المطروح سابقاً، مرجحاً أنه إذا تم الوصول لهدنة مع عيد الفطر «ستكون إنسانية فقط».