دبلوماسي أوروبي لـ«الشرق الأوسط»: لا نية حالياً لفتح سفاراتنا في عدن

TT

دبلوماسي أوروبي لـ«الشرق الأوسط»: لا نية حالياً لفتح سفاراتنا في عدن

أكد دبلوماسي أوروبي عدم نية أي من الدول الأوروبية لفتح سفاراتها في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن في الوقت الراهن، لافتاً إلى استمرار الزيارات خلال الفترة القادمة.
وكان وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك حث سفراء الاتحاد الأوروبي قبل يومين، على استئناف أعمال سفاراتهم من العاصمة المؤقتة عدن، متعهداً بتسهيل مهامهم وتذليل أي صعوبات تواجههم.
وفي رده على سؤال عما إذا كانت الدول الأوروبية تعتزم استئناف أعمالها من العاصمة المؤقتة عدن، بعد زيارتهم الأخيرة إلى عدن، أجاب دبلوماسي أوروبي بالنفي.
وأضاف الدبلوماسي الأوروبي الذي – رفض الإفصاح عن هويته - في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» بقوله «لا نية حالياً لفتح أي دولة أوروبية سفارتها في عدن». إلا أنه استطرد قائلاً «لكننا سوف نكرر الزيارات لمدة أطول».
وزار عدد من السفراء الأوروبيين العاصمة المؤقتة عدن برئاسة رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، التقوا خلالها مسؤولين يمنيين، وممثلين لمنظمات المجتمع المدني والحقوقي، كما اطلعوا على مشاريع تنموية ينفذها الاتحاد الأوروبي في عدن.
واضطرت البعثات الدبلوماسية الأجنبية لإغلاق مقار سفاراتها وإجلاء موظفيها من العاصمة اليمنية صنعاء، بعد سيطرة الميليشيات الحوثية الإرهابية عليها في سبتمبر (أيلول) 2014.
ويسعى مجلس القيادة الرئاسي اليمني الذي تمخض عن مشاورات يمنية – يمنية في أبريل (نيسان) الماضي، إلى تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة، في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة تعيشها البلاد.
وعمد مجلس القيادة الرئاسي منذ تأسيسه على انتهاج ممارسة أعماله من الداخل اليمني بهدف إدارة البلاد سياسياً واقتصادياً عن قرب والاطلاع على معاناة المواطنين، إلى جانب مواجهة الميليشيات الحوثية الإرهابية في مختلف الجبهات.
وافتتحت الحكومة اليمنية مؤخراً مقر ديوان وزارة الخارجية الجديد في عدن في إطار مساعيها لتشجيع البعثات الدبلوماسية الأجنبية لاستئناف أعمالها وتقديم خدماتها لليمنيين من الداخل. ويمارس معظم السفراء الأجانب المعتمدين لدى اليمن أعمالهم من الدول المجاورة وتحديداً المملكة العربية السعودية، فيما يقوم البعض منهم بزيارات متقطعة للمناطق المحررة، لتفقد الأوضاع والاطلاع عن كثب على حقيقة الأوضاع على الأرض.
ورغم افتتاح العديد من المنظمات الدولية والأممية مكاتب تمثيل لها في العاصمة المؤقتة عدن، إلا أن البعثات الدبلوماسية ما زالت مترددة في اتخاذ خطوة مماثلة، على أمل نهاية قريبة للنزاع المستمر لنحو ثماني سنوات حتى الآن، والعودة للعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الميليشيات حتى الآن.
ووفقاً لدبلوماسي يمني تحدث لـ«الشرق الأوسط» فإن الحكومة اليمنية تتطلع إلى أن تقوم السفارات الأجنبية باستئناف أعمالها في عدن خلال الفترة القادمة، مشيراً إلى أن الزيارات المتكررة للسفراء الأجانب قد تشجعهم على اتخاذ خطوات في هذا الشأن.
الدبلوماسي اليمني –الذي رفض الإفصاح عن هويته – اعترف بعدم وجود أي نية لسفارات أجنبية باستئناف أعمالها من العاصمة المؤقتة عدن في المدى المنظور، وأضاف «لكننا نشجعهم على ذلك».


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.