بايدن يستقبل الملك عبد الله الثاني ويؤكد التزامه بحل الدولتين

العاهل الأردني يشدد على منع الإجراءات الأحادية التي تقوض السلام

الملك عبد الله الثاني مغادراً البيت الأبيض بعد لقائه الرئيس جو بايدن (أ.ب)
الملك عبد الله الثاني مغادراً البيت الأبيض بعد لقائه الرئيس جو بايدن (أ.ب)
TT

بايدن يستقبل الملك عبد الله الثاني ويؤكد التزامه بحل الدولتين

الملك عبد الله الثاني مغادراً البيت الأبيض بعد لقائه الرئيس جو بايدن (أ.ب)
الملك عبد الله الثاني مغادراً البيت الأبيض بعد لقائه الرئيس جو بايدن (أ.ب)

استقبل الرئيس الأميركي جو بايدن، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حول مأدبة غداء، ظهراليوم الخميس، وتطرق اللقاء المغلق إلى التزام الإدارة الأميركية بحل الدولتين وتهدئة الوضع الملتهب في الأراضي الفلسطينية. وناقش الزعيمان سبل تجنب التصعيد وتهدئة الأوضاع، إضافة إلى العلاقات الثنائية والتعاون والشراكة بين الأردن والولايات المتحدة.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن بايدن وجه الشكر للملك عبد الله على الدور الحاسم الذي يضطلع به الأردن في تهدئة التوترات، وأكد ضرورة الحفاظ على الوضع الراهن التاريخي للحرم القدسي الشريف، ووصاية الأردن على المسجد الأقصى. وشدد المسؤول الأميركي على الأهمية التي توليها واشنطن للأردن للمساعدة في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
من جهته، قال الديوان الملكي الأردني إن النقاشات تطرقت إلى أهمية الدور الأميركي في الحضّ على التهدئة في المنطقة ومناقشة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على دول منطقة الشرق الأوسط. وشدد العاهل الأردني على ضرورة إعادة الهدوء إلى الضفة الغربية.
وزيارة الملك عبد الله إلى البيت الأبيض هي الثانية منذ تولي بايدن منصبه، وكانت زيارته الأولى للبيت الأبيض في مايو (أيار) 2022. وقد التقى الملك عبد الله وبايدن على هامش قمة جدة ومنتدى الأمن الإقليمي الذي استضافته المملكة العربية السعودية في يوليو (تموز) الماضي.
ويأتي لقاء الرئيس الأميركي والعاهل الأردني بعد سلسلة من اللقاءات التي عقدها العاهل الأردني مع رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي الثلاثاء، ورؤساء اللجان في مجلسي النواب والشيوخ وكبار المشرعين في الكونغرس، إضافة إلى استقباله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومشاركته في فطور الصلاة الوطنية صباح الخميس في واشنطن.
وتركزت اللقاءات مع أعضاء الكونغرس على البحث في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والجهود المشتركة لتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط، وتهدئة التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ووقف التصعيد والإجراءات الأحادية التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية، والتي تقوض فرص تحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية.
ووجه رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي الشكر للصداقة والجهود التي تقوم بها المملكة الهاشمية لإحلال السلام في الشرق الأوسط. وقال السيناتور بوب ميننديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إن «الاجتماع مع الملك عبد الله الثاني كان مثمراً ومهماً لأن الأردن يحظى بدعم الحزبين في مجلس الشيوخ، وقد كان لدينا نقاش صريح حول قضايا مختلفة من سوريا إلى لبنان، إلى التحديات والتصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين، وسبل نزع فتيل التوترات الحالية».
وخلال لقائه مع بلينكن أشاد الملك عبد الله بالدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للأردن، فيما أكد بلينكن عمق الشراكة بين البلدين، وأهمية الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس، والحفاظ على الوضعين التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى. وقد قام بلينكن بزيارة إسرائيل ورام الله الأسبوع الماضي، داعياً الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الهدوء، ومواصلة العمل نحو حل الدولتين. وجاءت الزيارة عقب هجمة إسرائيلية على مخيم جنين وهجمات على كنيس يهودي يوم الجمعة الماضي.
وقال الملك عبد الله، في كلمته أمام فطور الصلاة الوطني الذي شارك فيه بايدن وكبار المسؤولين في إدارته، صباح الخميس، إن «القدس ترتبط بالأردن وبالعائلة الهاشمية بشكل شخصي منذ أكثر من مائة عام»، وشدد على أن هناك فرصة لتحقيق السلام، وأن العمل لتحقيقه يتطلب من جميع الأطراف الإيمان الصادق بإمكان الوصول إلى عالم أفضل وأكثر عدالة. وأكد العاهل الأردني ضرورة تجاوز خطاب الكراهية وبناء جسور الثقة لتحقيق السلام العادل.
وفي إطار العلاقات الثنائية وقعت الولايات المتحدة مع الأردن العام الماضي مذكرة تفاهم لمدة سبع سنوات تقوم بموجبها الولايات المتحدة بدعم الأردن بحوالي 1.45 مليار دولار سنوياً، والموافقة على بيع المملكة طائرات مقاتلة متطورة من طراز «إف - 16 بلوك 70».


مقالات ذات صلة

إسرائيل تعتقل نائباً أردنياً بتهمة تهريب سلاح وذهب

شؤون إقليمية إسرائيل تعتقل نائباً أردنياً بتهمة تهريب سلاح وذهب

إسرائيل تعتقل نائباً أردنياً بتهمة تهريب سلاح وذهب

أكدت مصادر أردنية، اليوم (الأحد)، اعتقال نائب حالي في إسرائيل بتهمة تهريب كميات كبيرة من السلاح والذهب بسيارته التي تحمل رقم مجلس النواب ورخصته، إلى الداخل الفلسطيني عبر الحدود، وسط تقديرات رسمية بأن تأخذ القصة أبعاداً سياسية. وفيما تحفظت المصادر عن نشر اسم النائب الأردني، إلا أنها أكدت صحة المعلومات المتداولة عن ضبط كميات من السلاح والذهب في سيارته التي كانت تتوجه إلى فلسطين عبر جسر اللنبي، وسط مخاوف من استغلال الجانب الإسرائيلي للقصة قضائياً، في وقت تشهد فيه العلاقات الأردنية الإسرائيلية توتراً أمام التصعيد الإسرائيلي، والانتهاكات المستمرة من قبل متطرفين للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس

«الشرق الأوسط» (عمّان)
المشرق العربي ولي العهد السعودي يلتقي العاهل الأردني

ولي العهد السعودي يلتقي العاهل الأردني

التقى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، اليوم في جدة، العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، على مائدة السحور. وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، كما تم بحث عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
المشرق العربي الصفدي رداً على مداخلات نيابية: الأردن وحده لن يقلب المعادلات الدولية

الصفدي رداً على مداخلات نيابية: الأردن وحده لن يقلب المعادلات الدولية

قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إن الدبلوماسية الأردنية تُدرك حجم الخطر المُتمثل فيما تقوم به إسرائيل من إجراءات واعتداءات وانتهاكات، ليس فقط فيما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك، لكن أيضاً فيما يتعلق بكل الأراضي الفلسطينية، وإنه لولا الأوقاف الأردنية، لقوضت إسرائيل هوية المقدسات الإسلامية والمسيحية، مشددا على أن تحقيق السلام العادل والشامل، لن يتحقق، إلا إذا تحررت القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المُستقلة على التراب الوطني الفلسطيني بخطوط عام 1967. وأضاف الصفدي خلال جلسة برلمانية رقابية، الأربعاء، أن الدبلوماسية الأردنية تعمل ليس فقط ردة فعل على الإجراءات الإسرائي

المشرق العربي اجتماع طارئ لـ«الجامعة العربية» اليوم لبحث الاقتحام الإسرائيلي للأقصى

اجتماع طارئ لـ«الجامعة العربية» اليوم لبحث «اقتحام الأقصى»

قالت الجامعة العربية إنها ستعقد اجتماعا طارئا بعد ظهر اليوم (الأربعاء)، لبحث مداهمة الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. ودعا الأردن لعقد الاجتماع بالتنسيق مع مسؤولين مصريين وفلسطينيين. ونددت الجامعة العربية في وقت سابق بالمداهمة التي تمت قبل الفجر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي ولي عهد الأردن يصل إلى جدة

ولي عهد الأردن يصل إلى جدة

وصل الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي عهد الأردن، إلى جدة اليوم (الأحد). وكان في استقباله في مطار الملك عبد العزيز الدولي، الأمير بدر بن سلطان بن عبد العزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، وأمين محافظة جدة صالح التركي، ومدير شرطة منطقة مكة المكرمة اللواء صالح الجابري، وقنصل عام مملكة الأردن بجدة جعفر محمد جعفر، ومدير المراسم الملكية بمنطقة مكة المكرمة أحمد بن ظافر.

«الشرق الأوسط» (جدة)

تركيا تعلن استقرار الأمن على حدودها مع العراق بعد «تطهير زاب»

وزير الدفاع التركي يسار غولر خلال استقبال نظيره العراقي سعيد ثابت العباسي في أنقرة السبت (الدفاع التركية)
وزير الدفاع التركي يسار غولر خلال استقبال نظيره العراقي سعيد ثابت العباسي في أنقرة السبت (الدفاع التركية)
TT

تركيا تعلن استقرار الأمن على حدودها مع العراق بعد «تطهير زاب»

وزير الدفاع التركي يسار غولر خلال استقبال نظيره العراقي سعيد ثابت العباسي في أنقرة السبت (الدفاع التركية)
وزير الدفاع التركي يسار غولر خلال استقبال نظيره العراقي سعيد ثابت العباسي في أنقرة السبت (الدفاع التركية)

قال وزير الدفاع التركي يشار غولر إن بلاده أرست الأمن بطول حدودها مع العراق، وذلك بعدما أجرى مباحثات مع نظيره العراقي ثابت العباسي في أنقرة، حول التطورات الأخيرة في سوريا، والتعاون بين البلدين في مكافحة «حزب العمال الكردستاني» وتأمين الحدود.

وأضاف غولر، في لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام التركية في أنقرة، الأحد، تناول فيه أنشطة القوات المسلحة على مدار العام، أنه تم تطهير منطقة زاب في شمال العراق بالكامل من عناصر «منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية» في إطار عملية «المخلب - القفل»، المستمرة منذ 17 أبريل (نيسان) 2022.

وتابع: «قمنا بتحييد 1136 إرهابياً في هذه المنطقة التي يعدها (العمال الكردستاني) مركزاً مهماً له، والتي تحتل موقعاً رئيسياً بين سوريا وجبل قنديل، معقل (العمال الكردستاني) في شمال العراق».

القوات التركية تواصل «عملية المخلب - القفل» في شمال العراق منذ أبريل 2022 (وزارة الدفاع التركية)

ولفت إلى أنه تم خلال العملية تدمير 3 آلاف و158 لغماً و1327 كهفاً وملجأ، وضبط ألفين و421 قطعة سلاح متنوعة، و957 من الأسلحة الثقيلة، وأكثر من 910 آلاف قطعة ذخيرة تستخدم في هذه الأسلحة، تم الاستيلاء عليها في منطقة زاب.

وعدَّ غولر زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى بغداد وأربيل في 22 أبريل (نيسان) الماضي بمثابة نقطة تحول في العلاقات التركية العراقية، مضيفاً أننا «نواصل المفاوضات لجعل التعاون بين بلدينا دائماً في مكافحة الإرهاب، وفي هذا السياق، عقدنا الاجتماع الرابع للآلية الأمنية رفيعة المستوى بين بلادنا والعراق، في أنقرة في 15 أغسطس (آب) الماضي، ووقعنا مذكرة تفاهم حول التعاون العسكري والأمني ​​ومكافحة الإرهاب».

وقال: «إننا نرحب بالقرار الذي اتخذه العراق، الذي بدأ يعتبر (حزب العمال الكردستاني) مشكلة له أيضاً، وإعلانه (منظمة محظورة)، ونتوقع من الحكومة العراقية أن تعلنه (منظمة إرهابية) في أقرب وقت ممكن».

تركيا والعراق وقعا مذكرة تفاهم للتعاون الأمني والعسكري في أغسطس الماضي (الخارجية التركية)

وذكر غولر أن تركيا تراقب تحركات «حزب العمال الكردستاني» في شمالي العراق وسوريا، لافتاً إلى أن قسماً من الأسلحة التي قدمتها أميركا إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، التي تعدّها حليفاً في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، أرسلتها الوحدات الكردية إلى شمال العراق، بعد التطورات الأخيرة في سوريا وتضييق الفصائل السورية الخناق عليها.

ولفت إلى أن «العمال الكردستاني» بات يواجه صعوبات في تجنيد عناصر له في شمال العراق، لذا شرع في نقل قسم من عناصره وأسلحته من سوريا إلى العراق.

وأضاف: «إلا أن العناصر المرسلة إلى شمال العراق إما يستسلمون للجيش التركي المنتشر بالمنطقة، أو يفرون من التنظيم في وقت قصير جداً لجهلهم بالمنطقة».

وكان غولر التقى نظيره العراقي، ثابت سعيد العباسي، في مقر وزارة الدفاع التركية في أنقرة مساء السبت.

جانب من مباحثات غولر والعباشي في أنقرة السبت (الدفاع التركية)

وحسب مصادر تركية، تطرقت المباحثات إلى التطورات الأخيرة في سوريا والتعاون التركي العراقي في مكافحة «حزب العمال الكردستاني» وتأمين الحدود، كما تم استعراض التعاون في إطار مذكرة التعاون الأمني والعسكري ومكافحة الإرهاب الموقعة في أغسطس (آب) الماضي.

ونصت المذكرة على إنشاء مركز مشترك للتنسيق الأمني في بغداد إلى جانب مركز تدريب وتعاون مشترك في معسكر بعشيقة، بمحافظة نينوى، شمال العراق، الذي كانت توجد به قوات تركية.

وشهدت السنوات القليلة الماضية خلافات بين الجارتين، تركيا والعراق، حول عمليات عسكرية عبر الحدود تنفذها تركيا ضد مسلحي «حزب العمال الكردستاني»، التي تعدّها العراق انتهاكاً لسيادته، فيما تتمسك تركيا بأنها ضرورية لحماية أمن حدودها وشعبها.

وشهدت العلاقات بين البلدين في العامين الأخيرين تطورات إيجابية، سواء فيما يتعلق بالتعاون في المجالات الأمنية، أو على صعيد التعاون الاقتصادي والتجاري وفي مشروع «طريق التنمية».