في يومه العالمي... طبيب يشرح حقيقة السرطان

في يومه العالمي... طبيب يشرح حقيقة السرطان
TT

في يومه العالمي... طبيب يشرح حقيقة السرطان

في يومه العالمي... طبيب يشرح حقيقة السرطان

يتطور السرطان عندما تنقسم بعض الخلايا بشكل لا يمكن السيطرة عليه وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. إنه مرض قاتل يمكن أن ينتشر في جميع أنحاء جسم الإنسان الذي يحتوي على تريليونات الخلايا. حيث تتطور الخلايا البشرية بشكل عام وتتكاثر من خلال عملية تعرف باسم «انقسام الخلايا من أجل توليد خلايا جديدة» حسب حاجة الجسم. فتموت الخلايا عندما تصبح قديمة أو مصابة وتحل محلها خلايا جديدة. وعندما تفشل آلية منظمة لانقسام الخلية، تنمو الخلايا الشاذة أو التالفة وتتكاثر عندما لا ينبغي لها ذلك. ويمكن أن تتحد هذه الخلايا لإنتاج أورام سرطانية؛ وهي عبارة عن كتل نسيجية، وفق ما يشرح الدكتور شوبمان جارج استشاري أول جراحة الأورام بمستشفى نويدا لموقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

ما هو السرطان

ندرك جميعًا أن جسم الإنسان يتكون من خلايا صغيرة وأن كل واحدة من هذه الخلايا المجهرية تؤدي وظيفة مختلفة. وبشكل جماعي تدير وتحافظ على الوظائف المختلفة لأجسامنا المطلوبة لأداء الأنشطة اليومية. إذ تتكاثر هذه الخلايا وتموت في نفس الوقت للحفاظ على عدد ثابت من الخلايا. اما السرطان فهو مرض يؤثر على هذا التوازن حيث تتكاثر الخلايا بسرعة كبيرة أو تنسى أن تموت. وهذا يؤدي إلى زيادة عدد الخلايا التي يمكن أن تظهر في أشكال مختلفة. ففي حالة الثدي، يظهر نمو غير طبيعي على شكل كتلة. أما في حالة الرأس والرقبة فيظهر السرطان كنزيف غير طبيعي وقرحة في الخدين.
ويوضح الدكتور جارج أنه يمكن أن تكون هناك أسباب مختلفة للخلايا لتبني هذا السلوك؛ يمكن أن يحدث بسبب عوامل خارجية مثل التعرض للإشعاع، كما رأينا في حالة هيروشيما بسبب القصف الذري أو بسبب التعرض لمواد مهيجة مثل التبغ والصدمات المتكررة في الرأس والرقبة. وفي بعض الأحيان، هناك عوامل جوهرية أيضًا مثل التغيرات التي تسببها الوراثة، حيث يقال إن السرطانات «وراثية».
وفي كثير من الأحيان لا يستطيع الأطباء العثور على السبب الدقيق لتطور السرطان؛ فهناك العديد من العناصر المتضمنة ولا يبدو أن هناك سببًا واحدًا كبيرًا بما يكفي ليتم تحديده. هذا هو السبب في عدم وجود إجابة واضحة لسؤال ما الذي يسبب السرطان.

أنواع الأورام السرطانية

الأورام الحميدة ليست سرطانية، ما يعني أنها لا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم ولا تغزو الأنسجة المجاورة. فعادة ما تكون الأورام الحميدة أصغر حجمًا وأكثر تحديدًا ويمكن إزالتها جراحيًا في كثير من الأحيان.
وفيما يلي أمثلة على الأورام الحميدة الشائعة:

- الأورام الوعائية
- الأورام الليفية
- الأورام الشحمية
- الأورام الغدية

من ناحية أخرى، فإن الأورام الخبيثة سرطانية. ومن المرجح أن تنمو وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ما يجعلها أكثر خطورة ويصعب علاجها. إذ يمكن أن تتطور في أي مكان. وفيما يلي أكثر الأورام الخبيثة تشخيصًا.

- سرطان الثدي
- سرطان الرئة
- السرطان القولوني المستقيمي
- سرطان البروستاتا
- سرطان المعدة

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يستمر عبء السرطان العالمي في الارتفاع، ما يضع ضغوطًا جسدية وعاطفية ومالية هائلة على الأفراد والأسر والمجتمعات وأنظمة الرعاية الصحية. وان العديد من أنظمة الرعاية الصحية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل غير مستعدة للتعامل مع هذا العبء، كما أن الغالبية العظمى من مرضى السرطان في جميع أنحاء العالم يفتقرون إلى التشخيص والعلاج عالي الجودة في الوقت المناسب. لكن بسبب الاكتشاف المبكر والعلاج الجيد ورعاية الناجين تتحسن معدلات البقاء على قيد الحياة للعديد من أنواع السرطان في البلدان ذات أنظمة الرعاية الصحية القوية.


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».