مكتبة الإسكندرية تعيد إحياء مؤلفات علي الكسار المسرحية

أصدرت 15 رواية له على هامش «القاهرة للكتاب»

الفنان المصري الراحل علي الكسار (مكتبة الإسكندرية)
الفنان المصري الراحل علي الكسار (مكتبة الإسكندرية)
TT

مكتبة الإسكندرية تعيد إحياء مؤلفات علي الكسار المسرحية

الفنان المصري الراحل علي الكسار (مكتبة الإسكندرية)
الفنان المصري الراحل علي الكسار (مكتبة الإسكندرية)

بعد مرور بضع سنوات على بدء مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، مشروع توثيق التراث المسرحي للفنان المصري الراحل علي الكسار، أصدرت مكتبة الإسكندرية 15 رواية له، تم الحصول عليها من أرشيفه الذي تركه مكتوباً بخط اليد، وتشارك بها في جناحها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ54 الجارية، بحسب ما أعلنته اليوم (الأربعاء) في بيان صحافي.

ويُعد علي الكسار (1887 - 1957) علامة بارزة من علامات المسرح المصري، وأحد أهم رواده. ووفقاً للمركز الإعلامي لمكتبة الإسكندرية فإن نجل الفنان الراحل، أهدى المكتبة أرشيف والده المسرحي، المكتوب بخط اليد، وهو مجموعة مسرحيات كان يستعد الكسار لتقديمها على خشبة المسرح.

وقالت المكتبة إنه «يجري حالياً تقييم روايات أخرى لطرحها ضمن مشروع توثيق تراث الكسار، بسعر 20 جنيها للرواية الواحدة (أقل من دولار أميركي)، وهي تعادل تقريباً سعر تكلفة طباعتها، بهدف نشر الوعي وإبراز تراث رواد الفنانين».

غلاف رواية "أهو كده" لعلي الكسار (مكتبة الاسكندرية)

وكشفت المكتبة أن «مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، واجه صعوبات كبيرة في توثيق روايات الكسار؛ لأن بعض كتاباته لم تكن واضحة وغير مفهومة، حيث بذل الباحثون جهوداً كبيرة للتوثيق».

وتُعَدُّ روايات الكسار توثيقاً مهماً لفترة العشرينات من القرن الماضي، حيث قدم معالجات كوميدية لبعض الظواهر الاجتماعية التي حدثت خلال تلك المدة.

ومن بين روايات علي الكسار المعروضة للبيع حالياً في جناح مكتبة الإسكندرية: «أهو كده» عام 1922، «دولة الحظ» 1924، «الغول» 1925، «نادي السمر» 1926.

غلاف رواية "الغول" لعلي الكسار (مكتبة الاسكندرية)

وتهتم مكتبة الإسكندرية بتوثيق التراث اللامادي خصوصاً الموسيقي والسينمائي. وقد حرصت على عرض الأعمال المسرحية كما جاءت في نصها الأصلي، حتى تحفظها من الاندثار، وتعمل كذلك على تعريف القارئ المعاصر والباحث المتخصص بأهم ملامح الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية لمصر في فترات مهمة من تاريخها، وكذلك التعريف بمفردات اللغة المستخدمة في تلك العقود.

وولد رائد المسرح الكوميدي الغنائي، بحي السيدة زينب بالقاهرة عام 1887، وبدأ حياته الفنية عام 1908 بالعمل في فرقة (دار التمثيل الزينبي) التي أسسها في عام 1907، ثم عمل في فرقة «جورج أبيض» وتعرف هناك على أمين صدقي، وكونا معا فرقة تمثيل عام 1916 تحمل اسم «علي الكسار ومصطفى أمين».

غلاف رواية "نادي السمر" للكسار (مكتبة الاسكندرية)

وفي 6 يناير (كانون الثاني) 1919 انتقل بفرقته إلى مسرحه الجديد «الماجستيك» بشارع عماد الدين مع شريكه وكاتب مسرحياته أمين صدقي، وكانت أقوى وأنجح الفرق الكوميدية بلا منافس، والتي صمدت أمام كل التحديات التي عرفها تاريخ المسرح المصري الحديث.

وظل الشريكان معاً إلى أن وقع الانفصال بينهما في نهاية صيف 1925، وأصبح علي الكسار يعمل وحده بفرقة تحمل اسمه على مسرح (الماجستيك) حتى عام 1939، وظل طوال تلك الفترة ما بين الصمود والتألق الفني، يقدم لجمهوره بانتظام مواسم مسرحية كاملة صيفاً وشتاءً، ومسرحية جديدة كل ثلاثة أسابيع.

وكتب مسرحيات علي الكسار كثير من كبار الكتّاب أمثال أمين صدقي وبديع خيري وحامد السيد وغيرهم، وقدم للمسرح أكثر من مائتي أوبريت.

ووفق مؤرخين فنيين، فإن شخصية علي الكسار الفنية الخالدة «عثمان عبد الباسط»، والتي قدمها في مسرحياته كانت تمثل رمزاً للبطل الشعبي الذي انتصر لشعبيته على خشبة المسرح في ذلك العصر، حتى استغل المخرج والمنتج توجو مزراحي نجاح هذه الشخصية مسرحياً، ونقلها في تسعة أفلام.


الفنان المصري الراحل علي الكسار (مكتبة الاسكندرية)


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجزائر: نقض أحكام بإعدام 38 شخصاً في «قضية حرائق القبائل»

مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
TT

الجزائر: نقض أحكام بإعدام 38 شخصاً في «قضية حرائق القبائل»

مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)

قال محامون في الجزائر إن المحكمة العليا قبلت طعناً بالنقض في قضية أثارت جدلاً كبيراً العام الماضي، تمثلت في إصدار محكمة الجنايات بالعاصمة حكماً بإعدام 38 شخصاً، بتهمة «إشعال النار في منطقة القبائل، بناءً على توجيهات من تنظيم إرهابي»، يُسمى «حركة الحكم الذاتي في القبائل».

صورة لنيران منطقة القبائل صيف 2021 (الشرق الأوسط)

وأكد المحامي والحقوقي الشهير، مصطفى بوشاشي، الذي ترافع لصالح بعض المتهمين، لصحافيين، أن أعلى غرفة الجنايات بأعلى هيئة في القضاء المدني نقضت، مساء أمس الخميس، الأحكام التي صدرت فيما بات يعرف بـ«قضية الأربعاء ناث إراثن»، وهي قرية ناطقة بالأمازيغية (110 كيلومترات شرق)، شهدت في صيف 2021 حرائق مستعرة مدمرة، خلفت قتلى وجرحى، وإتلافاً للمحاصيل الزراعية ومساحات غابات كبيرة، وعقارات ومبانٍ على غرار قرى أخرى مجاورة.

مبنى المحكمة العليا بأعالي العاصمة الجزائرية (الشرق الأوسط)

غير أن الحرائق ليست أخطر ما حدث يومها في نظر القضاء، فعندما كان سكان القرية يواجهون النيران بوسائلهم الخاصة البسيطة، تناهى إليهم أن شخصاً بصدد إضرام النار في بلدتهم عمداً، وفعلاً ألقت الشرطة بهذه الشبهة على ثلاثيني من منطقة بوسط البلاد، يُدعى جمال بن سماعين، فتوجهوا وهم في قمة الغضب إلى مقر الأمن، وكان الشاب في تلك الأثناء داخل سيارة الشرطة فأخرجوه منها، غير عابئين بالعيارات النارية، التي أطلقها رجال شرطة لثنيهم عن قتله، وأخذوه إلى الساحة العامة، فنكّلوا به وأحرقوا جثته، بينما كان يتوسل إليهم أن يخلوا سبيله، وبأنه حضر إلى القرية للمساعدة وليس لإشعال النار.

وجرى تصوير مشاهد التنكيل المروعة بكاميرات الهواتف النقالة، واعتقل الأمن لاحقاً كل الذين ظهروا في الصور.

جمال بن سماعين قُتل على أيدي سكان قرية التهمتها النيران (متداولة)

على أثر ذلك، طالبت قطاعات واسعة في المجتمع بـ«القصاص»، ورفع التجميد عن عقوبة الإعدام، التي تصدرها المحاكم دون أن تنفذ، وذلك منذ تطبيقه بحق 3 إسلاميين عام 1993، بتهمة تفجير مطار العاصمة صيف 1992 (42 قتيلاً). لكن أثبت التحقيق بأن بن سماعين لا يد له في الأحداث المأساوية.

وبثّ الأمن الجزائري «اعترافات» لعدد كبير من المعتقلين بعد الأحداث، أكدوا كلهم أنهم وراء النيران المستعرة، وبأنهم ارتكبوا الجريمة بأوامر من رئيس تنظيم «حركة الحكم الذاتي في القبائل»، المعروف اختصاراً بـ«ماك»، فرحات مهني، الذي يتحدر من المنطقة، ويقيم منذ سنوات طويلة بفرنسا بصفته لاجئاً سياسياً.

فرحات مهني المتهم بإشعال النار في منطقة القبائل (الشرق الأوسط)

وقال محامو المتهمين بعد تداول هذه «الاعترافات» إن القضاء «يبحث عن مسوّغ لإنزال عقوبة ثقيلة في حقهم»، وهو ما حدث بالفعل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بإدانتهم بالإعدام. علماً بأن التهم وجهت لمائة شخص في هذه القضية، وحُكم على بعضهم بالسجن بين عام و5 سنوات مع التنفيذ، في حين نال آخرون البراءة.

وتمثلت التهم أساساً في «نشر الرعب في أوساط السكان بإشعال النيران»، و«الانتماء إلى منظمة إرهابية» تُدعى «ماك»، و«قتل شخص عن سبق إصرار والتنكيل بجثته»، و«القيام بأفعال إرهابية وتخريبية تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية، واستقرار المؤسسات وسيرها العادي، عن طريق بث الرعب في أوساط السكان، وخلق جو انعدام الأمن»، وتم تثبيت الأحكام بعد استئنافها.

أما فرحات مهني فكذّب، في فيديو نشره بالإعلام الاجتماعي، التهمة المنسوبة إليه، وطالب بفتح تحقيق مستقل في الأحداث «من طرف جهة أجنبية».

وفي نظر عدد كبير من المحامين على صلة بهذا الملف، فإن القضاء يبحث من خلال نقض الأحكام عن «إصلاح أخطاء تسبب فيها بإصدار قرارات متسرعة»، وبأن القضاة «كانوا تحت ضغط رأي عام طالب بالقصاص». ووفق ما ينص عليه القانون، ستعاد محاكمة المتهمين في محكمة الجنايات بتشكيل قضاة غير الذين أدانوهم في المرة السابقة.