وفاة طفل بأسيوط تعيد الجدل بشأن «الحَقن بالصيدليات» في مصر

رغم إجراءات رسمية للحد منها

وزير الصحة المصري في اجتماع سابق لبحث آليات تنظيم «الحَقن بالصيدليات» (وزارة الصحة المصرية)
وزير الصحة المصري في اجتماع سابق لبحث آليات تنظيم «الحَقن بالصيدليات» (وزارة الصحة المصرية)
TT

وفاة طفل بأسيوط تعيد الجدل بشأن «الحَقن بالصيدليات» في مصر

وزير الصحة المصري في اجتماع سابق لبحث آليات تنظيم «الحَقن بالصيدليات» (وزارة الصحة المصرية)
وزير الصحة المصري في اجتماع سابق لبحث آليات تنظيم «الحَقن بالصيدليات» (وزارة الصحة المصرية)

جددت وفاة طفل بمحافظة أسيوط (جنوب مصر) إثر حقنه بعقار «مضاد حيوي» داخل إحدى الصيدليات، الجدل بشأن إجراءات ضبط الحقن في الصيدليات. وأمرت النيابة في مصر بحبس عامل صيدلية، أربعة أيام على ذمة التحقيقات؛ لاتهامه بحقن طفل (11 عاماً) بمضاد حيوي؛ ما أفضى إلى وفاته، وأشار بيان النيابة، إلى إن «الواقعة شكّلت جناية الجرح العمدي المفضي إلى الموت، فضلاً عن جُنحة اتهامه بمزاولة مهنة الطب البشري دون ترخيص».
وطالبت النيابة المواطنين، في بيان رسمي مساء الثلاثاء، بـ«ضرورة الامتناع التام عن حقن المرضى بالمخالفة للقوانين والقرارات، وفي غير الأماكن المخصصة، ومن غير المختصين بذلك؛ حفاظاً على أرواح المرضى، ولسرعة تداركهم بالعلاج حال حدوث المضاعفات». وقالت النيابة، إن «مزاولة كثير من غير المتخصصين لاختصاصات مهنتي الطب البشري والصيدلة، أفضى إلى عبث بأرواح الناس، وكثير منهم أطفال». وأكدت عزمها «التصدي لمرتكبي هذه الجرائم بكل حزم، وملاحقتهم بإجراءات قانونية رادعة».
وتعليقاً على الواقعة، قال الدكتور محفوظ رمزي، رئيس لجنة تصنيع الدواء بنقابة صيادلة القاهرة، إن «الصيادلة ملتزمون بأداء واجبهم طبقاً للقانون الذي يمنع إعطاء الحقن بالصيدليات، وما يحدث هو أخطاء من حالات فردية ولا يجب تعميمها»، مشيراً إلى أن «الصيدليات ليس بها إجراءات لإسعاف المريض في حالة التحسس من حقن المضاد الحيوي». وأضاف رمزي في تصريحات تلفزيونية، أن «وزارة الصحة تضع حالياً خريطة استرشادية لصرف المضادات الحيوية، عن طريق الوصفة الطبية».
وأشارت عضو مجلس النواب المصري (البرلمان) إيرين سعيد، إلى «وجوب تطبيق إجراءات رسمية لتنظيم مسألة الحقن داخل الصيدليات، سواء حقن وريدية أو عن طريق العضل». وأكدت عضوة لجنة الصحة بالبرلمان، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، على «ضرورة مد المستشفيات وأقسام الاستقبال بكوادر من التمريض والفنيين المتدربين لإعطاء الحقن للمرضى، لا سيما الأدوية التي قد تتسبب في حساسية».
وتعيد الواقعة إلى الأذهان حوادث شبيهة شهدتها مصر أخيراً، أبرزها الواقعة الذي أودت بحياة الطفلتين إيمان، وسجدة، في مدينة مينا البصل بالإسكندرية (شمال مصر)، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعدما تم «حقنهما بمضاد حيوي من دون اختبار حساسية مُسبق، بإحدى الصيدليات».
وقد أثار هذا الحادث جدلاً واسعاً في أروقة الرأي العام المصري، واكبه قرار وزاري أعلنه وزير الصحة المصري الدكتور خالد عبد الغفار، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بشأن «تنظيم عملية السماح للصيادلة المؤهلين بإعطاء الدواء عن طريق الحقن العضلي أو تحت الجلد، بعد مراجعة الضوابط المنصوص عليها سابقاً، ومن خلال التنسيق والتشاور بين الوزارة والجهات المعنية المتمثلة في (لجنة الصحة بمجلس النواب، نقابة الأطباء، نقابة الصيادلة، هيئة الدواء المصرية)؛ ما يضمن حقوق الصيادلة والتيسير على المرضى».
وتضمن القرار الإعلان عن «بدء تنظيم دورات تدريبية متقدمة لأعضاء الفريق الطبي بمحافظات الجمهورية كافة، ومنحهم الشهادات والتراخيص اللازمة لضمان سلامة المرضى، عبر حزمة تدريبية تم إعدادها من قِبل المختصين بوزارة الصحة»، وأن «توفير التأهيل المناسب، لا يقل أهمية عن وجود إطار قانوني منظم للإجراءات الطبية كافة»، حسبما أفاد المتحدث باسم وزير الصحة المصري الدكتور حسام عبد الغفار، آنذاك.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
TT

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

استعادت قوات الجيش السوداني، السبت، مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار في جنوب شرقي البلاد، ما يسهل على الجيش السيطرة على كامل الولاية. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مئات الأشخاص يخرجون إلى الشوارع احتفالاً باستعادة المدينة التي ظلت لأكثر من 5 أشهر تحت سيطرة «قوات الدعم السريع».

وقال مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى دخلت رئاسة الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة». ولم يصدر أي تعليق من «قوات الدعم السريع» التي كانت استولت في مطلع يوليو (حزيران) الماضي، على مقر «الفرقة 17 مشاة» في مدينة سنجة بعد انسحاب قوات الجيش منها دون خوض أي معارك. ونشر الجيش السوداني مقاطع فيديو تظهر عناصره برتب مختلفة أمام مقر الفرقة العسكرية الرئيسة.

بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام، خالد الأعيسر، عودة مدينة سنجة إلى سيطرة الجيش. وقال في منشور على صفحته في «فيسبوك»، نقلته وكالة أنباء السودان الرسمية، إن «العدالة والمحاسبة مقبلتان وستطولان كل من أسهم في جرائم، وستتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم».

وأضاف أن «الشعب السوداني وقواته على موعد مع تحقيق مزيد من الانتصارات التي ستعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التي زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول وأطراف متورطة».

وفي وقت سابق، تحدث شهود عيان عن تقدم لقوات الجيش خلال الأيام الماضية في أكثر من محور صوب المدينة، بعد أن استعادت مدينتي الدندر والسوكي الشهر الماضي، إثر انسحاب «قوات الدعم السريع». وقال سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش وعناصر المقاومة الشعبية انتشروا بكثافة في شوارع سنجة، وإنهم فرحون بذلك الانتصار.

مسلّحون من «قوات الدعم السريع» في ولاية سنار بوسط السودان (أرشيفية - مواقع التواصل)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خاض الجيش معارك ضارية ضد «قوات الدعم السريع»، نجح من خلالها في استعادة السيطرة على منطقة «جبل موية» ذات الموقع الاستراتيجي التي تربط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض. وبفقدان سنجة تكون «قوات الدعم السريع» قد خسرت أكثر من 80 في المائة من سيطرتها على ولاية سنار الاستراتيجية، حيث تتركز بقية قواتها في بعض البلدات الصغيرة.

يذكر أن ولاية سنار المتاخمة لولاية الجزيرة في وسط البلاد، لا تزال تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، التي تسيطر أيضاً على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم ومنطقة غرب دارفور الشاسعة، إضافة إلى جزء كبير من ولاية كردفان في جنوب البلاد.

ووفقاً للأمم المتحدة نزح أكثر من نحو 200 ألف من سكان ولاية سنار بعد اجتياحها من قبل «قوات الدعم السريع».

واندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في العاصمة الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى. وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء البلاد.