«لأجل المعرفة»... قرية مصرية تنظم رحلة جماعية لمعرض الكتاب

جانب من استعداد شباب وبنات قرية الشوبك بمصر لزيارة معرض الكتاب (وسائل إعلام مصرية)
جانب من استعداد شباب وبنات قرية الشوبك بمصر لزيارة معرض الكتاب (وسائل إعلام مصرية)
TT

«لأجل المعرفة»... قرية مصرية تنظم رحلة جماعية لمعرض الكتاب

جانب من استعداد شباب وبنات قرية الشوبك بمصر لزيارة معرض الكتاب (وسائل إعلام مصرية)
جانب من استعداد شباب وبنات قرية الشوبك بمصر لزيارة معرض الكتاب (وسائل إعلام مصرية)

تفاعل متابعون مصريون في الأيام الماضية مع صور التقطت من قرية الشوبك في محافظة القليوبية بشمال القاهرة تظهر رحلة جماعية نظمت خصيصاً من أجل زيارة إلى «معرض القاهرة الدولي للكتاب» في دورته الـ54. وتدل الصور ومقاطع الفيديوهات التي تداولها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن «إيجابية الشباب المصري»، بخاصة وسط الظروف الاقتصادية الصعبة.
وتعد صعوبة الوصول إلى المقر الجديد لـ«القاهرة للكتاب» الحافز الأكبر لتنظيم تلك الرحلة، فبعد نقل مقر «القاهرة للكتاب» منذ 4 سنوات إلى منطقة التجمع الخامس شرق القاهرة، لاحظ الطبيب كمال سالم، الذي أشرف على تنظيم الرحلة الجماعية للمعرض، في قرية الشوبك قلة الإقبال من أصدقائه وأقاربه على زيارة المعرض، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «المقر القديم لمعرض الكتاب كان أسهل في الوصول له، ففكرت لماذا لا نوفر حافلة تقلنا جميعاً، فوصل الأمر إلى 14 حافلة هذا العام».

ويسعى سالم (53 عاماً) إلى تنظيم زيارات جماعية لـ«القاهرة للكتاب» منذ عامين، لكن اللافت هذا العام هو الإقبال الذي فاق توقعاته، إذ يوضح أن الزيارة العام قبل الماضي 2021 كانت في 6 حافلات، أما هذا العام فقد شهد إقبال ما يقرب من 500 شاب وشابة وأطفال، في عدد 14 حافلة، آخرهم تم تأجيرها قبل الذهاب مباشرة إلى المعرض السبت الماضي.
ويحكي طبيب التخدير المصري: «كنت أرى أطفالاً يبكون عندما أبلغهم بغلق باب الحجز، فنضطر إلى إعادة فتحه والتنسيق لاستئجار حافلات أخرى».
ويثني سالم على المتطوعين في جمعية «تنمية المجتمع المحلي»، التي نظمت الزيارة، والتي تنظم أيضاً أعمالاً خيرية أخرى لأبناء القرية، كما يثني الطبيب على إتاحة الدخول لمعرض القاهرة الدولي للكتاب لأبناء قرية الشوبك مجاناً من قبل القائمين على المعرض.

ويشير الطبيب المصري إلى أن الجمعية حاولت تقليل سعر الزيارة للمعرض هذا العام، مراعاة للظروف الاقتصادية الصعبة بمصر، إذ تكلفت الزيارة 35 جنيهاً (الدولار 30.20 جنيه)، إذ يقام معرض القاهرة الدولي للكتاب في غضون أسابيع قليلة بعد تعويم الجنيه المصري.
ويحلم أبناء قرية الشوبك بتأسيس مكتبة ثابتة في القرية، وأن تساعدهم وزارة الثقافة والجهات المعنية في مصر بتوفير الكتب لأبناء القرية، وفقاً لسالم. فيما يدرس الطبيب المصري والمتطوعون في الجمعية تنظيم زيارة أخرى للمعرض في دورته الحالية، ويقول: «الإقبال المتزايد هذا العام يعطينا دفعة كبيرة لأن نقدم المزيد بقدر استطاعتنا».

ويشهد معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام «حضوراً لافتاً»، إذ أعلنت وزارة الثقافة المصرية عن وصول عدد زوار المعرض إلى مليون زائر في الخمسة أيام الأولى للمعرض منذ فتح أبوابه للجمهور. وكانت نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة المصرية، قالت في بيان لها، الاثنين، إن «هذا الإقبال الكبير فاق التوقعات، وجسد مشهداً تنويرياً متكاملاً للوعي المجتمعي المصري، والرغبة الجادة في تلقي المعرفة».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


قائد «الجنجويد» في دارفور ينفي أمام الجنائية الدولية ارتكابه جرائم حرب

صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)
صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)
TT

قائد «الجنجويد» في دارفور ينفي أمام الجنائية الدولية ارتكابه جرائم حرب

صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)
صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)

نفى زعيم ميليشيا سوداني، اليوم (الجمعة)، أمام المحكمة الجنائية الدولية، الاتهامات الموجّهة إليه بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور، بما فيها جرائم اغتصاب وقتل وتعذيب، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وبدأت هذا الأسبوع في لاهاي محاكمة علي محمد علي عبد الرحمن، الملقّب بـ«علي كوشيب»، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور خلال الحرب الأهلية التي عصفت بالإقليم الواقع غرب السودان.

وأمام المحكمة، قال المتّهم: «أنا لست علي كوشيب. أنا لا أعرف هذا الشخص».

وحسب المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، فإنّ «كوشيب» كان يتزعّم ميليشيا «الجنجويد» السودانية وحليفاً للرئيس المخلوع عمر البشير.

ومدى ثلاثة أيام استمعت المحكمة الجنائية الدولية إلى المرافعات النهائية في هذه القضية.

وعبد الرحمن الذي سلّم نفسه للمحكمة طوعاً في 2020 متّهم بارتكاب هجمات عنيفة على قرى في منطقة وادي صالح بوسط دارفور في أغسطس (آب) 2003.

وهذا الرجل متّهم بارتكاب 31 جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، بما فيها جرائم قتل واغتصاب وتعذيب ونهب ومعاملة وحشية.

لكنّ المتّهم أكّد أمام المحكمة أنّ «لا علاقة له» بأيّ من هذه الاتهامات.

حتى أنّه مضى إلى حدّ إنكار أن يكون علي كوشيب الحقيقي، مشيراً إلى أنّه ادّعى ذلك أمام المحكمة الجنائية الدولية لأنّه كان «يائساً» وقلقاً من أن يتم اعتقاله من قبل السلطات السودانية الجديدة.

وقال المتّهم مخاطباً هيئة المحكمة: «لقد انتظرت طوال شهرين مختبئاً (...). كنت خائفاً أن يتمّ اعتقالي» من قبل السلطات السودانية التي تولّت الحكم بعد سقوط البشير.

وأضاف: «لو لم أقل ذلك لما استقبلتني المحكمة ولكنت ميتاً» الآن.

وكان المدّعي العام للمحكمة قال الأربعاء إنّ المتّهم كان عضواً بارزاً في «الجنجويد»، وشارك بفاعلية و«عن طيب خاطر وحماسة» بارتكاب الجرائم المتّهم بها.

ووفقاً للأمم المتحدة، خلّفت الحرب في دارفور من 2003 وحتى انتهائها في 2020 حوالي 300 ألف قتيل و2.5 مليون نازح ولاجئ.