شارل بودلير وجان دوفال: الحب بوصفه انتقام الذات من نفسها ومن الآخر

رأى فيها نموذجاً لمواصفات الجمال القبيح الذي يليق بالموت

لوحة «عشيقة بودلير مستلقية»  التي رسمها كلود مونيه بناءً على طلب بودلير
لوحة «عشيقة بودلير مستلقية» التي رسمها كلود مونيه بناءً على طلب بودلير
TT

شارل بودلير وجان دوفال: الحب بوصفه انتقام الذات من نفسها ومن الآخر

لوحة «عشيقة بودلير مستلقية»  التي رسمها كلود مونيه بناءً على طلب بودلير
لوحة «عشيقة بودلير مستلقية» التي رسمها كلود مونيه بناءً على طلب بودلير

- ماذا تفعل هنا يا بودلير؟
- أراقب مرور رؤوس الموتى يا عزيزي مونسيليه.
قد يكون هذا الحوار الخاطف الذي يورده لوك ديكون في كتابه عن بودلير، أحد المفاتيح الملائمة للولوج إلى عالم الشاعر الفرنسي الأشهر الذي كان يرى في الموت الحقيقة الوحيدة التي تؤول إليها مصائر الكائنات، بصرف النظر عن طبيعة الحياة التي عاشتها. إلا أن هذا الشعور العميق بالموت لم يدفع بودلير إلى التنسك أو الاستسلام يائساً لمصيره المحتوم، بل ذهب باتجاه التخوم الأخيرة للحب والمتعة والشغف بالملذات. وإذا كان في موهبته الفطرية المتوقدة وتكوينه العصبي والنفسي ما هيأه للوقوف على مفترق العصور، ولشطر المفاهيم المتعلقة بالفن والأدب ولغة الشعر إلى شطرين متغايرين، فالأرجح أن ظروف نشأته الصعبة، وافتقاره إلى الحب والتوازن العاطفي، كان لهما الأثر الأكبر في لجوئه إلى كسر المحظورات المختلفة التي اعترضت طريقه، وفي تنكبه لطرق في الكتابة جديدة تماماً وغير مسبوقة، لم تكن قصيدة النثر سوى إحدى تجلياتها الأمثل.
على أن الصدع المؤسس لانشطار بودلير النصفي، لم يقتصر على الرحيل المبكر لأبيه الرسام، بل تمثّل في مسارعة أمه الشابة كارولين إلى الزواج من رجل بالغ القسوة هو الجنرال أوبيك، الذي حوّل حياة الطفل الهش إلى جحيم خالص. وحيث بدا واضحاً تعلق الأم بفارسها الجديد، فقد شعر شارل أن العلاقة القائمة بين الطرفين هي نوع من الحب «السِّفَاح» الذي كان يتم من فوق سريره الشخصي، معرِّضاً روحه للتدمير وطفولته للاغتصاب.

بودلير

«حين يكون لامرأة ما ابنٌ مثلي، فليس عليها أن تتزوج للمرة الثانية»، يقول بودلير لأمه كارولين بعد أن شعر بأنه بات في ظل خيانتها له، وحيداً وبلا سند. ولعل حاجته الملحّة إلى الانتقام المزدوج من الأم والزوج هي التي جعلته يخوض معاركه الانتقامية عبر الانقلاب الجذري على مستويات اللغة وتقاليد الشعر والفن وقواعد السلوك. وهو ما عكسته بشكل واضح طريقة هندامه البعيدة عن المألوف، والتي حَدَت بالبعض إلى نعته بالداندي أو «الغندور»، فيما نَعَته البعض الآخر بالمنحرف الشاذ ذي الميول المثلية. أما علاقته بالمومسات، ومن بينهن اليهودية سارة التي تسببت في إصابته بالسفلس، فبدت طريقته الهوجاء في الانتقام المزدوج من أمه ومن نفسه على حد سواء. وإذ يؤكد سارتر على عقدة الأم عند بودلير، يشير في الوقت ذاته إلى تكوينه السادو مازوشي، وإلى ميله للعقاب الذاتي، كما إلى كرهه للطبيعة وولعه بالحياة المدينية والموضة والمخدرات وسائر «الفراديس المصطنعة».
لم يكن غريباً تبعاً لذلك أن تتمكن الممثلة الشابة السوداء جان دوفال التي غادرت جزيرتها البعيدة ميممةً شطر باريس، لتلعب أدواراً ثانوية في بعض المسرحيات، من الظفر بقلب الشاعر المتعطش للحب، رغم أن وجهها كان مبقعاً بعلامات الجدري، وكانت أقرب إلى البشاعة منها إلى الجمال. ومع ذلك فقد كانت بالنسبة لبودلير النقيض الصارخ لصورة أمه، ذات المظهر الأرستقراطي والأناقة الباذخة. كما كانت مطابقة إلى حد بعيد لمواصفات الجمال اللائق بالموت، أو الجمال الذي «يجمع بين النشوة والحزن، وبين الحيوية المتأججة والمرارة القادمة من الحرمان». أما دوفال فقد وجدت في الشاعر فرصتها للهروب من راعيها الجشع الذي يسلبها معظم ما تجنيه من نقود. وما شجعها على ملازمة بودلير هو وعده لها بمد يد العون، بمجرد انتهائه من المعاملات القانونية المتعلقة بحصوله على نصيبه الوافر من ميراث أبيه.
وما ضاعف من تعلق بودلير بدوفال هو استعدادها، وقد علمت بأمر مرضه الخطير والمعدي، للتضحية بكل شيء شرط ألا يتخلى عنها. ولم ينقضِ وقت طويل بعد ذلك، حتى وقعت جان فريسة المرض الذي لم ينجح بودلير في تجنيبها إياه رغم كل ما بذله من جهود. إلا أن ما كان يتهدد علاقة الطرفين المترنحين بين الوئام والتنابذ، لم يكن المرض وحده، بل التقهقر المطّرد لوضع الشاعر المادي الذي دفعه في قمة يأسه إلى محاولة انتحار فاشلة، رأى فيها البعض وسيلته الأنجع لابتزاز أمه ودفعها إلى مده بما يلزمه من المال. وإذ عمد بودلير إلى هجر دوفال لفترات غير قليلة، منخرطاً حينها في علاقة غرامية عابرة مع الممثلة ماري دوبران أو مع مدام ساباتييه، فقد كان يعود إليها مرة تلو الأخرى، كما لو أنها قدره ومآله ولعنته الدائمة. ومع ذلك فلم يكن لدوفال أن تقتنع تماماً بأن ديوان «أزهار الشر»، قد كُتب لها بالذات كما زعم بودلير، بل رأت في صوره واستعاراته وإشاراته الكثير من ملامح غريمتها البيضاء.
أما انضمام بودلير إلى ثورة الاشتراكيين «الفوضويين» ضد نظام الحكم الفاسد عام 1848، فقد بدا تصادياً رمزياً مع الفوضى العارمة التي تعصف بحياته، ومع شغفه البالغ بهدم الجدران المحيطة به، وهو حين راح يهتف على نحو هستيري في الجماهير المندفعة نحو شوارع باريس «لنعدم الجنرال أوبيك»، فلأنه عثر على الفرصة النموذجية لتصفية حسابه الباهظ مع الجنرال الذي نغّص عليه حياته برمّتها.
ومع أن وفاة الجنرال أوبيك بدت بمثابة هدية ثمينة بعثت بها السماء إلى بودلير، فإنها جاءت متأخرة كثيراً بالنسبة إلى الشاعر المثخن بالآلام والمكابدات. فبالإضافة إلى ضائقته المالية المتفاقمة ومشاحناته المتواصلة مع عشيقته، التي وصلت إلى حدود العنف الجسدي في بعض الأحيان، تعرض عمله الشعري الأشهر «أزهار الشر» لحملات شعواء قادها ضده خصومه ومنافسوه الكثر الذين طالبوا بمصادرة الديوان ومحاكمة صاحبه بدعوى «إهانة الأخلاق العامة». ورغم أن الشاعر الذي كان الباريسيون بمعظمهم يعلمون بشأن مرضه، قد بذل مع المتحمسين لتجربته الرائدة جهوداً مضنية لنيل البراءة، فإن المحكمة التي أفرجت عن العمل أصرت في المقابل على أن تُحذف منه القصائد الأكثر جرأة وصلةً بالرذيلة، فضلاً عن عقوبة مالية باهظة ما لبث الشاعر المفلس أن أُعفي منها.
وأكثر ما زاد الأمور سوءاً هو التراجع المفاجئ لوضع جان الصحي التي فقدت معظم بصرها، كما أُصيبت بنوع من الشلل جعلها تستعين في مشيتها بالعكاز، وهو ما عكسته بوضوح لوحة «عشيقة بودلير مستلقية»، التي رسمها كلود مانيه بناءً على طلب صديقه الأثير. ومع ذلك فقد استطاعت جان أن تصمد لسنوات عدة بعد رحيل بودلير الذي تدهورت حالته بشكل متسارع، وفقد القدرة على السير والنطق، قبل أن يصاب بالصرع ويفقد القدرة على الكتابة بشكل نهائي، ليشيح بوجهه صيف العام 1867 عن الحياة برمتها، ودون أن يقف على سر «ذلك الكائن الرهيب وغير المفهوم الذي يتعذر التواصل معه، ربما لأنه لا يملك ما يمكن إيصاله»، كما سبق له أن وصف المرأة في إحدى مقالاته.
وإذ يدفع الفضول مغنية الأوبرا الشابة إيما كالفيه أن تسأل جان دوفال عن علاقتها ببودلير، بعد أحد عشر عاماً من موته، تؤكد لها هذه الأخيرة أن حبها له لم تخمد نيرانه أبداً، إلا أنها تستدرك قائلة: «لا أتمنى لك يا جميلتي أن تكوني محبوبة شاعر، حتى لو كان أعظم الشعراء، لأن الحياة مع هذا الصنف من البشر عذاب حقيقي، تَلوح من ورائه في بعض الأحيان سعادة فائقة يوفرها الحب». وما قالته دوفال لم يكن بعيداً عن الحقيقة بأي حال. ولعلها في تلك اللحظة تذكرت قصيدة بودلير التي تختزل علاقته الفصامية بها وبنفسه وبالعالم، والتي يقول فيها:
إنها في صوتي، هذه الصيّاحة
إنها في دمي، هذا السم الأسود
أنا المرآة المشؤومة
حيث تنظر المرأة الشريرة إلى صورتها
أنا الجرح والسكين والصفعة والخد
أنا الأطراف ودولاب التعذيب
والضحية والجلاد


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

حنان مطاوع: المنصات الرقمية خطفت الأضواء من السينما

تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)
تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)
TT

حنان مطاوع: المنصات الرقمية خطفت الأضواء من السينما

تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)
تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)

أبدت الفنانة المصرية حنان مطاوع رغبتها في تجسيد شخصية فرعونية، وأكدت أنها لم تتوقع أن يكون مشهدها ضيفة شرف في مسلسل «رقم سري» سيثير ضجة كبيرة على «السوشيال ميديا» كما حدث، وعَدّت المنصات الرقمية جاذبة للجماهير وتخطف الأضواء من السينما.

وقالت حنان في حوارها لـ«الشرق الأوسط»: «عشت إحساساً رائعاً لاكتشافي أن الشخصية التي قدمتها في مسلسل (صوت وصورة) ما زالت تعيش في وجدان الجمهور، وعندما طلب مني المخرج محمود عبد التواب الظهور لمدة دقائق في مسلسل (رقم سري) بشخصية رضوى التي قدمتها من قبل في (صوت وصورة) لم أتردد، ووافقت على الفور، ولم أتوقع عدد المكالمات التي وصلتني لتشيد بظهوري في العمل».

وكان مسلسل «صوت وصورة» قد عرض العام الماضي وحقق نجاحاً لافتاً، رغم عرضه في فترة حرجة جداً، في اليوم السابع من أحداث غزة، بحسب ما تتذكر حنان.

حنان مطاوع ظهرت ضيفة شرف في مسلسل «رقم سري» (صفحتها على فيسبوك)

وتعترف مطاوع بأنها «فاشلة جداً في التعامل مع (السوشيال ميديا)»، ورغم ذلك تجد صدى جيداً على وسائل التواصل الاجتماعي لأي عمل تقدمه، وتوضح: «أتذكر أن مسلسل (وعود سخية) الذي أعتز به كثيراً عرض من دون أي دعاية إلا أنني كنت (تريند) على (إكس) لمدة 4 أيام متواصلة».

وحول الأعمال التي ظهرت فيها ضيفة شرف قالت إنها قليلة جداً، وأضافت: «كان أحدثها مسلسل (جولة أخيرة) مع أحمد السقا وأشرف عبد الباقي، وجسدت فيه شخصية نهى زوجة السقا التي انفصل عنها في مرحلة من حياته رغم الحب الذي يجمعهما، كما ظهرت ضيفة شرف في مسلسل (طلعت روحي) بناء على طلب المنتج محمد مشيش».

وحول حرصها على تقديم شخصيات متنوعة، قالت إن «الفنان مثل الكاميرا... وإذا كانت الكاميرا تصور الوجوه، فوجدان الفنان وعقله يصوران الآلام والأحاسيس والمشاعر والنجاحات والإخفاقات للبشر حولنا، وعندما تعرض علي شخصية أنسج ملامحي بما يتفق مع الدور، مستدعية مخزون المشاعر الذي يناسب طبيعة الشخصية».

وتحدثت عن أحدث عمل انتهت من تصويره وهو بعنوان «صفحة بيضا»، وكان يحمل في البداية اسم «تقاطع طرق»، وأعربت عن سعادتها بالمشاركة فيه. وتجسد مطاوع في العمل شخصية «ضي»، وهي شخصية جديدة عليها. المسلسل من تأليف حاتم حافظ، الذي كتب السيناريو والحوار «بحرفية شديدة»، وفق قولها، وإخراج أحمد حسن، وإنتاج شركة أروما للمنتج تامر مرتضى، وتشارك في بطولته مها نصار وأحمد الرافعي وأحمد مجدي وحنان يوسف وحسن العدل وميمي جمال.

حنان مطاوع مع ميمي جمال في أحدث أعمالها الدرامية «صفحة بيضا» (فيسبوك)

وتصور حنان مطاوع مسلسلاً بعنوان «حياة أو موت»، وهو مكون من 15 حلقة، ومن المتوقع أن يعرض على إحدى المنصات الرقمية في شهر رمضان القادم، وهو من تأليف أحمد عبد الفتاح، وإخراج هاني حمدي، وتشارك في بطولته رنا رئيس، وأحمد الرافعي، ومحمد علي رزق، وسلوى عثمان، وعدد كبير من الوجوه الشابة الجديدة.

تقول عن دورها في «حياة أو موت»: «أجسد شخصية (حياة)، وهي شخصية ثرية في مشاعرها، وتعاني العديد من الصراعات الداخلية والمشاكل النفسية التي تؤثر على علاقاتها وقراراتها».

الفنانة حنان مطاوع قدمت أدواراً متنوعة في السينما والتلفزيون (صفحتها على فيسبوك)

وحول قدرتها على الجمع بين شخصيتين في عملين مختلفين في وقت واحد، أكدت أن «هذا مرهق جداً لأي ممثل، وقد خضت هذه التجربة القاسية في عملين هما (هذا المساء) مع المخرج تامر محسن، و(طاقة نور) مع المخرج رؤوف عبد العزيز، والعملان عرضا في رمضان».

أما بخصوص السينما، فأشارت مطاوع إلى أنها انتهت مؤخراً من تصوير دورها في فيلم بعنوان «هابي بيرث داي» مع المخرجة سارة جوهر، التي تراهن على نجاحها في أولى تجاربها الإخراجية، كما أعربت عن سعادتها بهذا العمل الذي كتبه محمد دياب بالمشاركة مع سارة، موضحة أنها تقدم فيه شخصية لم يتم تقديمها من قبل سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية لطبقة موجودة في المجتمع لم يسلط عليها الضوء من قبل.

وتحدثت عن المعاناة التي عاشتها أثناء تصوير عدد كبير من مشاهد الفيلم الذي تشارك في بطولته مع نيللي كريم وشريف سلامة، وقالت: «كنا نصوّر في القناطر الخيرية أواخر شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث كان الطقس شديد البرودة في الليل بعد تصوير استمر ست ساعات قبل شروق الشمس، وكدنا أن نتجمد من شدة البرودة».

أدوار متنوعة قدمتها حنان في الدراما (فيسبوك)

وكان أحدث أفلامها «قابل للكسر» من تأليف وإخراج أحمد رشوان، وجسدت فيه شخصية نانسي التي تستعد للهجرة لتلحق بأسرتها في كندا، ويستعرض الفيلم علاقتها بعدد من الشخصيات قبل سفرها، وتصف حنان شخصية نانسي التي جسدتها في الفيلم بأنها «صعبة في بساطتها»، مضيفة أن «الفيلم حقق نجاحات كثيرة في عدة مهرجانات، رغم أنه لم يعرض جماهيرياً».

جدير بالذكر أن حنان حصدت جائزة أفضل ممثلة عن دورها في هذا الفيلم من 5 مهرجانات، منها المهرجان المصري الأميركي للسينما والفنون بنيويورك، ومهرجان الأمل الدولي بالسويد، ومهرجان الداخلة السينمائي بالمغرب.

أما أكثر فيلم تعتز به في مشوارها، فتقول: «فيلم (قص ولصق) مع حنان ترك وشريف منير وسوسن بدر وفتحي عبد الوهاب وهو تأليف وإخراج هالة خليل».

وعما إذا كانت السينما ما زالت تمثل هاجساً للفنان، أكدت أن «المعادلة اختلفت في ظل وجود المنصات الرقمية والحلقات الدرامية القصيرة التي يتم تصويرها بالتكنيك السينمائي؛ مما جعل المنصات تخطف الأضواء نسبياً من السينما».

وعن الشخصية التي ما زالت تنتظرها في عمل فني، قالت: «لدي حنين كبير للتاريخ المصري القديم، وأحلم بتجسيد إحدى الشخصيات الفرعونية».

وبسؤالها عما إذا أتيحت لها الفرصة لتعيد أحد أعمال والدتها الفنانة القديرة سهير المرشدي، أكدت أنه من الاستحالة أن تصل لأدائها العبقري في أي عمل من أعمالها، وأنها ستضع نفسها في مقارنة لن تكون في صالحها، مضيفة أنها تعشق أدوار والدتها في فيلم «عودة الابن الضال» ومسلسلي «ليالي الحلمية» و«أرابيسك»، أما على خشبة المسرح فهي تعشق دورها في مسرحية «إيزيس»، التي تعتبرها علامة مهمة في تاريخ المسرح العربي.