منطقة اليورو تنجو من الانكماش رغم التباطؤ

صمود مع تراجع التضخم وانتعاش سلاسل الإمداد

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

منطقة اليورو تنجو من الانكماش رغم التباطؤ

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

نجت منطقة اليورو من الدخول في انكماش اقتصادي هذا الشتاء، بفضل نمو ضئيل في إجمالي ناتجها المحلي بنسبة 0.1 في المائة في الفصل الرابع من عام 2022، ليصل إلى 3.5 في المائة على مدى سنة، حسب تقديرات أصدرها معهد «يوروستات» الثلاثاء.
وتشير هذه النسبة إلى تباطؤ شديد بالمقارنة مع 0.3 في المائة في الفصل الثالث من السنة، غير أنه يخالف على الرغم من ذلك توقعات المحللين الذين حذروا من انكماش اقتصادي. ويبدي النشاط الاقتصادي الأوروبي صموداً في وجه عواقب الحرب في أوكرانيا، مستفيداً بصورة خاصة من تراجع التضخم منذ نوفمبر (تشرين الثاني) وانتعاش سلاسل الإمداد وإعادة فتح الاقتصاد الصيني مؤخراً.
وبلغ نمو منطقة اليورو لمجمل عام 2022 نسبة 3.5 في المائة، حسب «يوروستات»، ما يفوق نسبة نمو الصين (3 في المائة)، والولايات المتحدة (2.1 في المائة). كما أن أداء الاقتصاد في منطقة اليورو تخطى نسبة 3.2 في المائة التي ذكرتها المفوضية الأوروبية في توقعاتها الصادرة في نوفمبر الماضي.
ويسجل التوجه ذاته في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، مع استقرار إجمالي الناتج المحلي في الفصل الرابع ونموه بنسبة 3.6 في المائة على مدى عام.
وكان مفوض الاقتصاد الأوروبي باولو جنتيلوني قد توقع في نوفمبر الماضي ركوداً هذا الشتاء؛ مشيراً إلى انكماش إجمالي الناتج المحلي في الفصل الأخير من 2022، وفي الفصل الأول من 2023؛ غير أنه بدا مؤخراً أكثر تفاؤلاً، معتبراً أنه سيكون من الممكن تفادي الركود على الرغم من فترة من التباطؤ الشديد.
ورفع صندوق النقد الدولي، الاثنين، توقعاته للنمو في منطقة اليورو عام 2023 بنسبة 0.2 نقطة مئوية إلى 0.7 في المائة.
ودول الاتحاد الأوروبي التي حققت أقوى معدلات ارتفاع في النمو الاقتصادي في الربع الأخير، هي: آيرلندا (3.5 في المائة)، ولاتفيا (3 في المائة)، وإسبانيا والبرتغال بمعدل ارتفاع بلغ 2 في المائة لكل منهما. وتم تسجيل أكبر تراجع لمعدل النمو في ليتوانيا، بواقع سالب 1.7 في المائة، والنمسا سالب 0.7 في المائة، ثم السويد سالب 0.6 في المائة.
ويقدر «يوروستات» انكماش الاقتصاد الألماني بنسبة 0.2 في المائة في الربع الأخير، وهي التقديرات نفسها التي أعلنها مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني يوم الاثنين. والأرقام الصادرة يوم الثلاثاء هي تقدير أولي، وستخضع للمراجعات خلال الأسابيع المقبلة.
كما أظهرت بيانات أولية يوم الثلاثاء تباطؤ نمو الاقتصاد الفرنسي خلال الربع الرابع من عام 2022، تماشياً مع توقعات الاقتصاديين، وذلك في ظل ضعف الطلب المحلي الناجم عن انخفاض حاد في استهلاك الأسر وضعف الاستثمارات.
وارتفع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 0.1 في المائة على أساس ربعي، بعد زيادة بنسبة 0.2 في المائة خلال الربع الثالث، وفقاً لما قاله مكتب الإحصاء الفرنسي. وفي حال تم تأكيد هذه البيانات، فسوف تكون هذه أسوأ نتيجة يتم تسجيلها في فرنسا منذ الربع الأول من عام 2022، عندما انكمش الاقتصاد بنسبة 0.2 في المائة، وأعقبه نمو بنسبة 0.5 في المائة خلال 3 أشهر حتى يونيو (حزيران) الماضي.


مقالات ذات صلة

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

الاقتصاد خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

يتجه المصرف المركزي الأوروبي الخميس إلى إقرار رفع جديد لمعدلات الفائدة، وسط انقسام بين مسؤوليه والمحللين على النسبة التي يجب اعتمادها في ظل تواصل التضخم والتقلب في أداء الأسواق. ويرجح على نطاق واسع أن يقرّر المصرف زيادة معدلات الفائدة للمرة السابعة توالياً وخصوصاً أن زيادة مؤشر أسعار الاستهلاك لا تزال أعلى من مستوى اثنين في المائة الذي حدده المصرف هدفاً له.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

واجه وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، اقتراحا من قبل المفوضية الأوروبية لمنح دول التكتل المثقلة بالديون المزيد من الوقت لتقليص ديونها، بردود فعل متباينة. وأكد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر أن مقترحات المفوضية الأوروبية لمراجعة قواعد ديون الاتحاد الأوروبي «ما زالت مجرد خطوة أولى» في عملية الإصلاح.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنسبة بلغت 0,1 % في الربع الأول من العام 2023 مقارنة بالربع السابق، بعدما بقي ثابتا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2022، وفق أرقام مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات). بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي برمّته، انتعش نمو الناتج المحلي الإجمالي بزيادة بلغت نسبتها 0,3 % بعد انخفاض بنسبة 0,1 % في الربع الأخير من العام 2022، وفق «يوروستات». وفي حين تضررت أوروبا بشدة من ارتفاع أسعار الطاقة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما يغذي تضخما ما زال مرتفعا للغاية، فإن هذا الانتعاش الطفيف للنمو يخفي تباينات حادة بين الدول العشرين التي تشترك في العملة الموحدة. وخلال الأش

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد «النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

«النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

قال مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا اليوم (الجمعة)، إنه يتعين على البنوك المركزية الأوروبية أن تقضي على التضخم، وعدم «التوقف» عن رفع أسعار الفائدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح ألفريد كامر، خلال إفادة صحافية حول الاقتصاد الأوروبي في استوكهولم، «يجب قتل هذا الوحش (التضخم).

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

من المقرر أن تحصل دول الاتحاد الأوروبي المثقلة بالديون على مزيد من الوقت لتقليص الديون العامة، لتمكين الاستثمارات المطلوبة، بموجب خطط إصلاح اقترحتها المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: «نحتاج إلى قواعد مالية ملائمة لتحديات هذا العقد»، وأضافت «تمكننا الموارد المالية القوية من الاستثمار أكثر في مكافحة تغير المناخ، ولرقمنة اقتصادنا، ولتمويل نموذجنا الاجتماعي الأوروبي الشامل، ولجعل اقتصادنا أكثر قدرة على المنافسة». يشار إلى أنه تم تعليق قواعد الديون والعجز الصارمة للتكتل منذ أن دفعت جائحة فيروس «كورونا» - حتى البلدان المقتصدة مثل ألمانيا - إلى الا

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

ثقة المستهلك الفرنسي تتراجع لأدنى مستوى في 5 أشهر

متسوقة في متجر «كارفور» في مونتيسون بالقرب من باريس (رويترز)
متسوقة في متجر «كارفور» في مونتيسون بالقرب من باريس (رويترز)
TT

ثقة المستهلك الفرنسي تتراجع لأدنى مستوى في 5 أشهر

متسوقة في متجر «كارفور» في مونتيسون بالقرب من باريس (رويترز)
متسوقة في متجر «كارفور» في مونتيسون بالقرب من باريس (رويترز)

تراجعت ثقة المستهلك الفرنسي في نوفمبر (تشرين الثاني) إلى أدنى مستوياتها منذ 5 أشهر؛ إذ عبّرت الأسر عن قلقها إزاء آفاق الاقتصاد وسوق العمل، في ظل اقتراب أزمة سياسية، وفقاً لاستطلاع أجراه المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية.

وأظهرت البيانات أن مؤشر ثقة المستهلك انخفض إلى 90 نقطة، مقارنة بـ93 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ما يقل كثيراً عن المتوسط طويل الأجل، البالغ 100 نقطة، وأدنى مستوى له منذ يونيو (حزيران)، عندما شهدت المعنويات تراجعاً بعد إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون عن انتخابات تشريعية مبكرة.

وكان خبراء الاقتصاد، الذين استطلعت «رويترز» آراءهم، قد توقّعوا أن تصل ثقة الأسر في نوفمبر إلى 93 نقطة.

وفي سياق متصل، شدد حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف من تهديداته بدعم اقتراح حجب الثقة للإطاحة بالحكومة الفرنسية التي يقودها ائتلاف الأقلية، في حال لم تُنفذ مطالبه في النسخة النهائية لمشروع قانون الموازنة الجاري مناقشته في البرلمان.

وقد أحدثت هذه الأزمة السياسية اضطراباً في الأسواق المالية، ما دفع بتكلفة المخاطر على السندات الفرنسية إلى الارتفاع.

وأشار الاستطلاع إلى أن قلق المستهلكين بشأن الوضع الاقتصادي العام بلغ مستويات لم تشهدها البلاد منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما كانت الأسر لا تزال تعاني تأثيرات صدمة التضخم.

وارتفعت مخاوف البطالة أيضاً إلى أعلى مستوياتها منذ مايو (أيار) 2021، عندما ضربت جائحة «كورونا» ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا.

على صعيد آخر، هبطت الأسهم الفرنسية إلى أدنى مستوياتها في أكثر من 3 أشهر، الأربعاء، تحت ضغط مخاوف المستثمرين بشأن الحكومة الجديدة وموازنتها المقبلة، في حين أبقت المخاوف بشأن تأثير الرسوم الجمركية التي اقترحها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على السيارات الأوروبية أسهم القطاع تحت الضغط.

وانخفض المؤشر القياسي الفرنسي بأكثر من 1 في المائة، ما يجعله من بين الأسوأ أداءً في المنطقة. وهبطت أسهم البنوك الكبرى مثل «بي إن بي باريبا» و«سوسيتيه جنرال» و«كريدي أغريكول» بنسب تتراوح بين 2 و3.4 في المائة.

كما تعرّضت السندات الفرنسية لضغوط، ما دفع علاوة الاقتراض طويلة الأجل التي يتعيّن على الحكومة دفعها إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2012.

وفي تحليلها، كتبت شركة «دي دبليو إس» لإدارة الأصول: «من المتوقع أن تستمر المخاطر العالية المحيطة بالموازنة الفرنسية لعام 2025 خلال الأسابيع المقبلة».