قال وزير الرياضة الأوكراني اليوم (الثلاثاء)، إن بلاده تأمل في حشد دعم دولي كبير لمنع رياضيي روسيا وروسيا البيضاء من المشاركة في أولمبياد باريس 2024 بسبب غزو موسكو لبلاده.
واللجنة الأولمبية الدولية منفتحة على السماح لرياضيي روسيا وروسيا البيضاء بالمنافسة في أولمبياد 2024 كمحايدين، وفتحت الباب أمام مشاركتهم في التصفيات.
وأبلغ فاديم جوتسيت وزير الرياضة الذي فاز بذهبية فرق المبارزة في أولمبياد برشلونة 1992، «رويترز»، بأنه «أمر غير مقبول بالنسبة لنا».
وأدلى جوتسيت (51 عاماً) بهذه التصريحات لـ«رويترز» في مكتبه بكييف، حيث ظهرت على أحد الجدران صور للرياضيين الذين قُتلوا في الحرب التي أطلقتها روسيا بمساعدة روسيا البيضاء قبل عام.
وأضاف: «إنه أمر مستحيل بالنسبة لنا في وقت تدور فيه رحى حرب شاملة عندما يدافع رياضيونا وجنودنا عن وطننا وأرضنا، ويدافعون عن
بيوتهم وأسرهم وذويهم».
وقال جوتسيت، الذي كان مدرباً لفريق الشيش الأوكراني في أولمبياد 2008، إن 220 رياضياً ومدرباً أوكرانياً قُتلوا في الحرب التي دمرت أو ألحقت أضراراً بأكثر من 340 منشأة رياضية.
وأضاف: «ستتحد أوكرانيا مع العديد من الدول في أوروبا والعالم... ولن يُسمح بمشاركة روسيا في الأولمبياد»، مشيراً إلى أن 40 دولة وفرت المأوى لرياضيين أوكرانيين خارج البلاد، ووفرت لهم سبل التدريب خلال الحرب.
رغم ذلك، فإن منع الرياضيين الروس من المشاركة في باريس لم يلقَ دعماً كبيراً من دول أخرى حتى الآن.
وقالت موسكو، اليوم، إن «العملية العسكرية الخاصة» التي تقوم بها في أوكرانيا تهدف إلى حماية أمنها، ونفت ارتكاب فظائع، مشيرة إلى أن أي محاولة لاستبعادها من المحافل الرياضية العالمية ستبوء بالفشل.
وأضافت موسكو أنها سترحب بأي تحركات تقوم بها اللجنة الأولمبية الدولية للسماح لرياضييها بالمشاركة في الأولمبياد في ظل بحث اللجنة عن سبل لإعادتهم إلى الساحة الدولية.
وأضاف ستانيسلاف بوزدنياكوف رئيس اللجنة الأولمبية الروسية: «بالتأكيد هناك بعض المحاولات من اللجنة الأولمبية الدولية للسماح لرياضيينا بالمشاركة في المنافسات الدولية. ربما الأولمبياد المقبل، بالطبع نرحب بذلك بشدة»، محذراً مما قال إنها «شروط إضافية» ستفرض على الرياضيين الروس.
* «الأرواح أهم من الميداليات»
أوصت اللجنة الأولمبية الدولية سابقاً العديد من الاتحادات الرياضية بمنع رياضيي روسيا وروسيا البيضاء من المشاركة في المنافسات العالمية، لكنها أبدت دعمها الأسبوع الماضي لمقترح من المجلس الأولمبي الآسيوي بالسماح لهم بالمنافسة في آسيا، مما قد يفتح الباب أمام تأهل رياضيين من البلدين إلى الأولمبياد.
وقال الوزير الأوكراني إن بلاده ستواجه «قراراً صعباً للغاية» بشأن مقاطعة الأولمبياد حال السماح بمشاركة رياضيي روسيا وروسيا البيضاء.
وأضاف: «عندما نفقد هذا العدد الكبير من المواطنين والرياضيين، فإن أرواح الأوكرانيين أهم بالنسبة لنا من أي ميدالية في المنافسات الدولية».
وعلى مدار الأيام الأخيرة الماضية، انتقد مسؤولون أوكرانيون اللجنة الأولمبية الدولية باعتبار أنها تروج لـ«العنف والقتل الجماعي والدمار»، وأنها تسعى لمنح روسيا «منصة للترويج للقتل الجماعي».
ووصفت اللجنة الأولمبية الدولية هذه البيانات بأنها تشهيرية ولا تساعد على إقامة حوار بناء.
وفي وقت سابق، اليوم، طالب بطل العالم سابقاً في ملاكمة الوزن الثقيل الأوكراني فلاديمير كليتشكو، شقيق رئيس بلدية كييف، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ، بعدم السماح لروسيا بالمنافسة في الأولمبياد حتى يتجنب خيانة الروح الأولمبية، وألا يصبح «متواطئاً في هذه الحرب المقيتة».
وتحاول موسكو طي صفحة سنوات من فضائح المنشطات بعد أن اضطرت فرقها للمنافسة دون راية أو نشيد وطني في الأولمبياد والمنافسات الدولية الكبرى.