هل ستتقدّم الأمم المتحدة بمبادرة جديدة لحل الأزمة الليبية؟

سياسيون يتحدثون عن إعادة تشكيل لجنة للحوار

المبعوث الأممي لدى ليبيا عبد الله باتيلي (المكتب الإعلامي للبعثة)
المبعوث الأممي لدى ليبيا عبد الله باتيلي (المكتب الإعلامي للبعثة)
TT

هل ستتقدّم الأمم المتحدة بمبادرة جديدة لحل الأزمة الليبية؟

المبعوث الأممي لدى ليبيا عبد الله باتيلي (المكتب الإعلامي للبعثة)
المبعوث الأممي لدى ليبيا عبد الله باتيلي (المكتب الإعلامي للبعثة)

فسَّر سياسيون ليبيون جولات المبعوث الأممي لدى ليبيا عبد الله باتيلي، بين العواصم العربية، بأنها تهدف إلى تحضير قوة إقليمية ودولية داعمة لـ«مبادرة جديدة» يعتزم إعلانها عمّا قريب، سعياً لإيجاد مَخرج من حالة الجمود السياسي المسيطرة على البلاد، في ظل التجاذبات الدائرة بين مجلسي النواب و«الأعلى للدولة».
وسبق للمبعوث الأممي أن دعا في إفادته الأخيرة لمجلس الأمن الدولي، الأطراف الليبية إلى البحث عن «آلية بديلة» لحل الأزمة السياسية الراهنة في البلاد، مشدداً على أن البلاد «يجب ألا تبقى مرهونة للخلاف بين رئيسَي مجلسي النواب والدولة».
وجاءت دعوة باتيلي، متزامنةً في حينها، مع دعوات مماثلة لدول غربية لوَّحت أيضاً بإيجاد «آلية بديلة» ما دامت الأوضاع السياسية مرهونة لخلافات مجلسي النواب و«الأعلى للدولة».
وأمام تشبث الساسة في ليبيا بمواقفهم، يقول سياسيون ليبيون إن باتيلي يتواصل مع بعض الأطراف السياسية والعسكرية في الداخل راهناً، استباقاً للإعلان عن «مبادرة جديدة»، ربما قبل نهاية فبراير (شباط) الجاري، مرجحين أن تشكّل البعثة الأممية لجنة للحوار، يناط بها إعادة ترتيب الأوضاع بما يضمن تسهيل إجراء الاستحقاق المنتظر، على غرار (ملتقى الحوار السياسي) بجنيف عام 2020، الذي سبق وأنتج السلطة التنفيذية في طرابلس.
وسعى المبعوث الأممي، خلال زيارتين متقاربتين للجزائر والمغرب، لإطلاع المسؤولين هناك، على طبيعة الأوضاع في ليبيا، معتبراً أن الاستحقاق الانتخابي هو «السبيل الوحيد لتكريس إرادة الشعب الليبي في اختيار حكومة، وتوحيد مؤسساته الوطنية»، وهي الرؤية التي توافقت مع طرح البلدين.
في المسار ذاته، ذهب المحلل السياسي الإيطالي دانييلي روفينيتي، إلى أن المبعوث الأممي، «يخطط لمبادرة جديدة لإعادة إطلاق عملية الاستقرار التي توقفت فجأة في الأشهر الأخيرة».
ورأى روفينيتي، وفقاً لموقع «ديكود 39» الإيطالي، مساء (الاثنين)، أن المبادرة المتوقعة «ستُقدَّم في الأسابيع المقبلة». وقال إنه «يجب أن تخلق مساراً جديداً أو متجدداً على الأقل عبر ولادة حكومة (موحدة) ثم قيادة البلاد إلى الانتخابات، فيما يسعى باتيلي، لإشراك لاعبين دوليين ذوي ثقل مثل روما وواشنطن».
روفينيتي، لم تَفُتْه الإشارة إلى أن الدور الإيطالي «بات حاسماً في هذه المرحلة»، وذلك تأسيساً على زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، لطرابلس. وذهب إلى أن روما «لديها القدرة على دمج وجهات النظر الدبلوماسية مع تعدد الاتصالات في ليبيا ومنها الدور الذي لعبته شركة (إيني) تاريخياً».
ولفت إلى ضرورة أن «تتجنب إيطاليا الاختلالات، وأن تتحرك نحو التوازنات مع إدراك نقاط الضعف الداخلية مثل تلك الخاصة بحكومة الوحدة الوطنية والاستقرار الوطني وتجنب استبعاد الجهات الفاعلة والمصالح من المسار».
وانتهت «خريطة الطريق» التي سبق وحددها «ملتقى الحوار السياسي» بجنيف عقب اختيار حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، في فبراير عام 2021، إلى العمل على تنفيذ مخرجات اللقاء في مدة ثمانية عشر شهراً بحد أقصى، بما يُفضي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية، لكنَّ ذلك لم يحدث لأسباب كثيرة.
إلى جانب ذلك، كان يُنتظر من المباحثات التي أجراها رئيسا مجلسي النواب و«الدولة» عقيلة صالح وخالد المشري، في القاهرة مؤخراً، أن تحلحل الأوضاع المتجمدة بشأن «المسار الدستوري»، لكن حتى الآن، لم يتوصلا إلى أي نتيجة نهائية يمكن البناء عليها.
ويأمل ليبيون أن يعقد صالح، الذي وصل إلى القاهرة مطلع الأسبوع الجاري، لقاءً جديداً مع المشري، لبحث باقي النقاط المختلف عليها في «الوثيقة الدستورية»، لكن دون تأكيدات من الطرفين.
بموازاة ذلك، نقلت وسائل إعلام محلية عن موسى فرج، رئيس اللجنة السياسية بالمجلس الأعلى للدولة، أن «موعد اللقاء بين لجنتي المسار الدستوري لمجلسي النواب والدولة لم يُحدد بعد، كي يتم بحث النقاط الخلافية في الوثيقة الدستورية المنظِّمة للعملية الانتخابية».
واستبعد محللون سياسيون إقدام البعثة الأممية على إعلان خريطة طريق تتضمن تشكيل حكومة جديدة، لا سيما أن البعثة الأممية سبق لها أن نفت ذلك في وقت سابق، وقالت إن ما يتردد في هذا الشأن بأن (السيد) باتيلي يخطط للإعلان عن خريطة طريق تتضمن تشكيل حكومة جديدة، «إشاعات تهدف إلى إرباك العملية السياسية الجارية، وإحداث خلط بشأن دور البعثة».
وقالت البعثة إن «أي خريطة طريق يجب أن تكون نتاج حوار شامل يجمع بين كل الأطراف الليبية، وتضمن الاحترام الكامل لحقوق ومصالح الشعب الليبي وتطلعاته إلى اختيار قيادة ومؤسسات تتمتع بالشرعية».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

بايدن وماكرون يناقشان الصراعين في أوكرانيا والشرق الأوسط

الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقمة دول مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقمة دول مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل (أ.ف.ب)
TT

بايدن وماكرون يناقشان الصراعين في أوكرانيا والشرق الأوسط

الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقمة دول مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقمة دول مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل (أ.ف.ب)

قال البيت الأبيض، اليوم (الجمعة)، إن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا الصراعين الدائرين في أوكرانيا والشرق الأوسط.

وأضاف البيت الأبيض، في بيان، أن الرئيسين ناقشا، خلال مكالمة هاتفية، الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف محتمل لإطلاق النار في لبنان «يتيح للسكان على جانبي الخط الأزرق العودة بأمان إلى منازلهم».

وأشار بيان البيت الأبيض إلى أن الرئيسين اتفقا على «الاستمرار في التشاور بشكل وثيق ومباشر عبر مسؤولي الأمن القومي في البلدين».