توثيق 30 ألف انتهاك حوثي في حجة خلال 7 سنوات

شملت القتل المباشر والإصابات والتجويع والتفجير وزرع الألغام

أطفال في مخيم للنازحين في مديرية عبس بمحافظة حجة اليمنية (رويترز)
أطفال في مخيم للنازحين في مديرية عبس بمحافظة حجة اليمنية (رويترز)
TT

توثيق 30 ألف انتهاك حوثي في حجة خلال 7 سنوات

أطفال في مخيم للنازحين في مديرية عبس بمحافظة حجة اليمنية (رويترز)
أطفال في مخيم للنازحين في مديرية عبس بمحافظة حجة اليمنية (رويترز)

الأرقام والإحصاءات لا تكفي لوصف مأساة السكان في محافظة حجة اليمنية (125 كلم شمال غربي صنعاء)، فوقوعها تحت سيطرة الحوثيين جعلها إحدى أكثر مناطق اليمن ظُلامة وجهالة، حيث تتحدث الإحصاءات الحقوقية عن ارتكاب الميليشيات أكثر من 30 ألف انتهاك خلال سبع سنوات.
ورغم أن أجزاءً من المحافظة جرى تحريرها، فإنها ليست بمنأى عن انتهاكات الميليشيات التي تتمثل بالحصار والقصف وزراعة الألغام والتجويع والحرمان من الخدمات الصحية، فمنذ أيام أصيب ثلاثة مدنيين في مديرية عبس بانفجار لغم زرعته الميليشيات، وقبلها قُتل طفل وأصيب آخران بقصف طائرة مسيرة تابعة للميليشيات في مدرسة السلام بمديرية حيران.
في هذا السياق، وثق تقرير حقوقي يمني آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية في محافظة حجة من يناير (كانون الثاني) 2015 وحتى ديسمبر (كانون الأول) 2021، على رأسها مقتل 164 مدنياً بطريقة مباشرة، و131 آخرين بالقصف العشوائي، و34 غيرهم بالألغام والعبوات الناسفة، وإصابة 768 ضحية بقصف ورصاص الحوثي، بواقع 462 إصابة بالقصف العشوائي، و263 إصابة بطلق ناري.
وأكد التقرير الذي أصدرته منظمة «تقصي» للتنمية وحقوق الإنسان وقوع 2507 حالات اختطاف على يد ميليشيات الحوثي في جميع مديريات المحافظة، ووفقاً للتقرير فإن الاختطافات شملت 1167 عاملاً و267 تربوياً و570 طالباً و236 عسكرياً و49 تاجراً و76 موظفاً و56 وجيهاً و7 نساء و57 طفلاً.
وكشف التقرير عن حدوث 605 حالات إخفاء قسري لمختطفين على فترات متفاوتة، بينهم 8 مدنيين ما زالوا قيد الاختفاء، منذ مارس (آذار) 2019 حتى الآن، إلى جانب 1352 حالة تعذيب جسدي ونفسي تعرّض لها الضحايا أثناء الاحتجاز والتحقيق في سجون عدة في المحافظة وخارجها.
وجندت الميليشيات - طبقاً للتقرير - 5974 طفلاً من أبناء المحافظة دون سن الخامسة عشرة، وألحقتهم بجبهات القتال، حيث قُتل منهم 674 طفلاً. فيما كانت المراكز الصيفية الطائفية وسيلة الميليشيات لاستقطاب وتجنيد الأطفال، حيث افتتحت 708 مراكز خلال عام 2021، ارتادها 42200 طالب، ليتم فيها استقطاب المقاتلين منهم.
كما حرمت 37623 طالباً من التعليم في مختلف المراحل الدراسية في جميع مديريات محافظة حجة، وأوقفت رواتب 17 ألف معلم وإداري، وأقدمت على إحلال عناصرها بدلاً من تربويين ملتزمين بأعمالهم، وتغيير مديري مدارس، وأجبرت آخرين على الالتحاق بالدورات الطائفية.
ويفيد التقرير بأن الميليشيات قتلت 15 امرأة وأصابت 26 أخريات، وأوقفت العمل في 54 منشأة تعليمية، منها 5 مدارس أقدمت على تفجيرها، في حين تعرضت 39 مدرسة للتدمير الكلي، و9 أخرى للتدمير الجزئي، وحولت 36 إلى مقارّ لها ومخازن لأسلحتها.
ورصدت المنظمة الحقوقية 1804 حالات انتهاك تعرضت لها منازل مواطنين، منها تفجير 31 منزلاً، ونهب 185 أخرى أو الاستيلاء عليها، واقتحام وتفتيش 373 غيرها، وقصف 594 أخرى أدى إلى تدمير 167 بشكل كلي، و426 بشكل جزئي، واحتراق 26 منها بسبب القصف، كما أحرقت الميليشيات منزلين بشكل مباشر.
واستولت الميليشيات على 34 منشأة ومقراً حكومياً في محافظة حجة، وحولتها إلى مقار خاصة بها لتنفيذ أنشطتها المختلفة، ونهبت 13 مستوصفاً وعيادة وصيدلية.
وتتطابق هذه البيانات الخاصة بالضحايا مع بيانات وردت في تقرير سابق صادر عن المركز الأمريكي للعدالة في أغسطس (آب) الماضي، الذي جاء فيه توثيق اعتداءات الميليشيات الحوثية على الأعيان الثقافية، بواقع 21 حالة، منها حالتا تفجير، و6 حالات تحويل أعيان إلى مواقع عسكرية، و12 حالة تم فيها الاستيلاء على الأعيان لصالح أنشطة الميليشيات وحالة إحراق واحدة.
وأورد المركز في تقريره تسجيل 6635 اعتداءً على الملكية، منها 845 نهب أثاث المنازل، و75 نهب سيارات مختلفة الأنواع والموديلات، و45 نهب شاحنات وتحطيمها، و18 نهب دراجة نارية، و37 نهب محلات تجارية، إضافة إلى نهب 13 مستوصفاً وعيادة وصيدلية ووكالتي بيع غاز و72 مولداً كهربائياً، و23 مضخة مياه، وإتلاف 2250 مزرعة أو السيطرة عليها، و200 خلية نحل، و25 منظومة طاقة شمسية، و12 خزاناً للمياه.
وأجبرت الميليشيات 3118 أسرة على النزوح خارج المحافظة، بلغ عدد أفرادها 13 ألفاً و814 فرداً، بواقع 6967 من الذكور و6847 من الإناث، في حين نزحت 40823 أسرة نزوحاً داخلياً، بإجمالي 284303 أفراد، من مديريات كشر وحرض وحيران وميدي وعبس وبكيل المير.
واتهم تقرير المركز الذي يعمل من أراضي الولايات المتحدة، الميليشيات الحوثية بارتكاب 7424 واقعة عرقلة وصول المساعدات الإنسانية والاستيلاء عليها والتلاعب في توزيعها، وتمثلت بلجوء ميليشيات الحوثي إلى توزيع المساعدات الإنسانية على مقاتليها في الجبهات ومشرفيها وكل من يقدم خدمة لها من الشخصيات الاجتماعية وغيرها.
وسجل المركز 23 حالة اعتداء نفذتها ميليشيات الحوثي على الصحافيين والإعلاميين، و15 أخرى ضد الفنانين والمنشدين، وشملت الاختطاف والسجن وتحطيم ومصادرة الآلات الموسيقية الخاصة بهم في عدة مديريات بالمحافظة.
كما رصد 327 حملة جباية أجرتها الميليشيات الحوثية لجمع الأموال تحت مسميات مختلفة، نهبت خلالها 857 رأساً من المواشي المختلفة، وبلغت الأموال التي تم جمعها باسم الزكاة، ملياراً و 955 مليوناً و135 ألف ريال (الدولار يساوي 560 ريالاً) خلال 8 أشهر من العام قبل الماضي.
وكانت الهيئة المدنية لضحايا تفجير المنازل قد أعلنت قبل عامين أن الميليشيات الحوثية فجرت ونهبت أكثر من 546 منزلاً في منطقة حجور التابعة لمحافظة حجة، خلال حملتها ضد أهالي المنطقة، وشردت المئات من العائلات إلى خارج المحافظة.
ويرى ناشطون حقوقيون وإعلاميون في محافظة حجة أن التقارير الحقوقية التي تتطرق لمعاناة أهالي المحافظة مع الميليشيات الحوثية، لا تصل إلا إلى جزء يسير من المعلومات حول الانتهاكات، وأن أغلب ما تتطرق إليه يتعلق بالانتهاكات الواضحة والعلنية، بينما تجري في المحافظة النائية آلاف الانتهاكات التي لا يتم رصدها وتوثيقها.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

محادثات «حماس» و«فتح» بالقاهرة إلى «مشاورات أوسع» بشأن «لجنة إدارة غزة»

فلسطينيون يشاهدون الدخان يتصاعد بعد الضربات الإسرائيلية في النصيرات بوسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يشاهدون الدخان يتصاعد بعد الضربات الإسرائيلية في النصيرات بوسط قطاع غزة (رويترز)
TT

محادثات «حماس» و«فتح» بالقاهرة إلى «مشاورات أوسع» بشأن «لجنة إدارة غزة»

فلسطينيون يشاهدون الدخان يتصاعد بعد الضربات الإسرائيلية في النصيرات بوسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يشاهدون الدخان يتصاعد بعد الضربات الإسرائيلية في النصيرات بوسط قطاع غزة (رويترز)

مشاورات موسعة تتجه لها محادثات حركتي «حماس» و«فتح» بالقاهرة، بعد اتفاق أولي على تشكيل لجنة إدارة لقطاع غزة، واختلاف بشأن وضع إطار مؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية يشمل فصائل فلسطينية جديدة، ضمن مساعٍ مصرية جادة لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وعقد اجتماع قريب للفصائل لحسم تفاصيل بشأن اللجنة ومسار ما بعد الانتخابات الأميركية المقررة الثلاثاء.

جاء ذلك بحسب مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، كاشفة عن أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس المتواجد بالقاهرة لديه اعتراض على أي تغييرات حالية في منظمة التحرير الفلسطينية، تؤثر على أي مسار مستقبلي للقضية الفلسطينية، لافتين إلى أن اللجنة المؤقتة تم التوافق الأولي عليها خلال محادثات القاهرة، وتنتظر اجتماع الفصائل لحسم التفاصيل وإصدار مرسوم رئاسي.

واختتمت محادثات بين حركتي «حماس» و«فتح» يومها الثالث بالقاهرة، عقب الاستمرار في نقاش استمر بشأن ملفين اثنين، هما: تفاصيل إعلان اللجنة المجتمعية لإدارة قطاع غزة، ومساعي وضع إطار مؤقت لـ«منظمة التحرير الفلسطينية» يضمن مشاركة «حماس» و«الجهاد» وباقي الفصائل، وفق مصدر فلسطيني مطلع على مسار المباحثات تحدث إلى «الشرق الأوسط»، أكد أن المحادثات ستجدد بشكل موسع عقب الاتفاق الأولي على تشكيل اللجنة واختلاف بشأن الإطار لم يحسم بعد.

وكانت «اجتماعات حركتي (فتح) و(حماس) بالقاهرة انطلقت السبت، بشأن إنشاء (لجنة الإسناد المجتمعي) المعنية بإدارة شؤون غزة، والسعي لتحقيق الوحدة الفلسطينية، وعدم فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة»، وفق مصدر أمني مصري، تحدث لقناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، لافتاً إلى أن «الحركتين لديهما نظرة إيجابية تجاه التحركات المصرية بشأن تشكيل (لجنة الإسناد المجتمعي) رغم التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية».

ووفق المصدر الأمني «تتبع (لجنة الإسناد المجتمعي) السلطة الفلسطينية، وتتضمّن شخصيات مستقلة، وتصدر بمرسوم رئاسي من الرئيس محمود عباس وتتحمّل اللجنة إدارة قطاع غزة».

وبحسب تصريحات للقيادي في «حماس» أسامة حمدان، مساء الاثنين، فإن «أجواء اللقاء مع حركة (فتح) في القاهرة كانت إيجابية وصريحة»، لافتاً إلى أنه «تم النقاش مع (فتح) حول تشكيل هيئة لمتابعة أمور غزة واحتياجاتها»، دون تفاصيل أكثر.

وكشف القيادي في حركة «فتح»، أستاذ العلوم السياسية، الدكتور أيمن الرقب، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «المعلومات المتوفرة تشير إلى أن المحادثات انتهت في يومها الثالث دون غلق الباب أو إصدار نتائج لحين مشاورات موسعة ستجري وتشمل كل الفصائل في اجتماع قد يكون هذا الشهر بالقاهرة».

وبحسب الرقب «تم تأجيل النقاش بشأن الإطار المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتم الاتفاق المبدئي على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي، وينتظر الأمر مرسوماً رئاسياً من الرئيس الفلسطيني واجتماع الفصائل المرتقب لبحث أسماء أعضاء اللجنة وتشكيلها وعملها»، لافتاً إلى أن «هذا التأجيل لا يقلل من مسار القاهرة، ولكنه مسعى لتعزيز الاتفاق على تشكيل اللجنة بعد اجتماع الفصائل».

وشهدت محادثات «حماس» و«فتح» بالقاهرة، تجاوز خلافات بشأن مرجعية عمل اللجنة هل تتبع الحكومة الفلسطينية أم لا، بـ«التوافق على أنها تتبع»، وفق معلومات الرقب، مستدركاً: «بالنسبة لملف الإطار المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، فأبو مازن وحركة (فتح) رفضا ما كانت (حماس) تريد إنجازه بشأن وضع إطار مؤقت وتأجل لنقاشات لاحقة».

وأكد الخبير الاستراتيجي المصري، اللواء سمير فرج، أن الاجتماع أسفر عن «الاتفاق مبدئياً على تشكيل لجنة إدارة غزة بعد خروج إسرائيل، ولها 4 مهام، وهي أنها تدير الناحية الإدارية بغزة، ومسؤولة عن توزيع المعونات الإغاثية، وتعد خطة إعمار القطاع، وأن يصدر قرار رئاسي بشأنها من السلطة».

وهناك محاولات لتقريب وجهات النظر بشأن وضع الإطار المؤقت بشأن منظمة التحرير الفلسطينية، وخاصة المنظمة تعترف بحل الدولتين و«هناك اعتراضات من (حماس) على ذلك»، وفق فرج، مؤكداً أن مساعي مصر مستمرة في توحيد الموقف الفلسطيني ودعمه بشكل مطلق.

وفي هذا الصدد، أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الاثنين، في لقاء بالقاهرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، «دعم مصر قيادة وشعباً للقضية الفلسطينية، ورفض كل أشكال التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة أو الضفة الغربية، مع استمرار الجهود المصرية المكثفة، الهادفة للتهدئة ووقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية، والعمل، في الوقت ذاته، على حماية حق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولته المستقلة».

وشدد الرئيس المصري على «دعم مصر للسلطة الفلسطينية، وبذلها جهوداً كبيرة لمساعدة الأشقاء في الوصول لتفاهمات وتوافق في الرؤى بين جميع أطياف الشعب الفلسطيني، لضمان مواجهة التحديات الجسيمة والتهديدات التي تواجهها القضية الفلسطينية في هذا الظرف التاريخي الدقيق»، وفق بيان صحافي للرئاسة المصرية.

وهذا الموقف المصري هو استمرار لتأكيد دعم القضية الفلسطينية، بحسب اللواء سمير فرج، مؤكداً أن القاهرة يهمها بكل السبل وقف الحرب بغزة وترتيب البيت الفلسطيني وتوحيده ليكون قوياً أمام التحديات الموجودة.

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب، أن «مصر تستشرف الخطر وتريد ترتيب الأوراق الفلسطينية، خاصة مع اقتراب إعلان الفائز بانتخابات الرئاسة الأميركية، بما يسهم من تقوية موقفها التفاوضي والتوصل لحل جاد».ويتوقع أن تكون هناك عراقيل محتملة ستواجه اللجنة، منها الرفض الإسرائيلي، وعدم الاتفاق على ترتيبات بين الفصائل في أسرع وقت، مثمناً الجهود المصرية المتواصلة لإيجاد حلول سريعة وتحقق المزيد من الحقوق الفلسطينية.