مالي يرى أن إيران «قريبة جداً جداً» من السلاح النووي

لا ينعى الدبلوماسية... ويُبقي الخيار العسكري «ملاذاً أخيراً»

مالي يتحدث أمام منتدى روما للحوار في ديسمبر الماضي(أ.ب)
مالي يتحدث أمام منتدى روما للحوار في ديسمبر الماضي(أ.ب)
TT

مالي يرى أن إيران «قريبة جداً جداً» من السلاح النووي

مالي يتحدث أمام منتدى روما للحوار في ديسمبر الماضي(أ.ب)
مالي يتحدث أمام منتدى روما للحوار في ديسمبر الماضي(أ.ب)

أكد المبعوث الأميركي لإيران روبرت مالي، أن طهران باتت «قريبة جداً جداً» من الحصول على كميات كافية من اليورانيوم المخصب لإنتاج سلاح ذري، لكنه رفض أن ينعى الدبلوماسية في جهود إدارة الرئيس جو بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي، محذراً من أن الخيار العسكري موجود على الطاولة كـ«ملاذ أخير»، مع أنه «صعب للغاية وخطير للغاية».
وفي مقابلة عبر برنامج «بي بي سي هارد توك»، أمس (الاثنين)، قال مالي الذي عمل في ثلاث إدارات ديمقراطية للرؤساء بيل كلينتون وباراك أوباما والآن جو بايدن، إن «الدبلوماسية لا تنتهي أبداً» حتى لو ترافقت مع «ضغوط وعقوبات ومواجهة ما يقومون به وتحريك المجتمع الدولي» وبالتزامن مع «المفاوضات غير المباشرة التي أجريناها معهم»، مذكّراً بأن المسؤولين الأميركيين أعلنوا مرات عدة خلال المحادثات أنهم «لن يترددوا في القيام بخطوات أخرى لوقف سلوك إيران العدواني أو لكبح برنامجها النووي». وأضاف أن المسألة «ليست هذا أو ذاك، الدبلوماسية أو البقية».
وإذ تجنب المسؤول الأميركي القول ما إذا كانت إيران باتت الآن تشكل خطراً أكبر على الأمن القومي الأميركي مما كانت عليه الحال عندما تسلم بايدن زمام الرئاسة قبل نحو عامين، رأى أنه وقتذاك «ورثنا وضعاً بالغ الخطورة بسبب القرار المتهور للإدارة السابقة بالانسحاب من الصفقة التي كانت تعمل». لكنه أقرَّ بأن «برنامج إيران تقدم بلا شك»، مضيفاً أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين وغيرهم «متحدون اليوم أكثر مما كانت عليه الحال» في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب و«أكثر من أي وقت آخر»، وهذا ما «يضعنا في موقع أقوى لمواجهة إيران». ولكن «نعم، الأمور ساءت لأن إيران طوَّرت برنامجها النووي بطرق بالغة الخطورة».
وسئل مالي عمّا إذا كان يؤكد تصريحاً سابقاً للرئيس بايدن قال فيه إن «خطة العمل الشاملة المشتركة»، الاسم الرسمي للاتفاق النووي، «ماتت»، فأجاب: «أنا لم أُعيَّن لأكتب نعايا الموت». لكنه اعترف بأن إيران «رفضت الكثير من الفرص لإنهاء هذه الأزمة والعودة إلى الاتفاق (...) هم الذين رفضوا وأداروا ظهرهم». وأكد أن الإيرانيين «قريبون جداً جداً» من الحصول على كميات كافية من اليورانيوم المخصب لإنتاج سلاح نووي، أما «كم هم قريبون من الحصول على قنبلة؟ فهذا سؤال آخر» لأنهم «لم يستأنفوا برنامج التسلح وجهودهم للحصول على سلاح (نووي). إذا فعلوا ذلك المعطيات يمكن أن تتغير. لسنا قريبين لأن هذا الجهد يستوجب وقتاً أطول. نحن لن نكون مرتاحين بأن يقتربوا أكثر مما هم عليه اليوم». وكرر أن الإدارة تسعى إلى الدبلوماسية، مذكّراً بأن «الرئيس بايدن قال إنه إذا فشل ذلك الخيار، فإن كل الخيارات الأخرى على الطاولة، بما في ذلك الخيار العسكري (...) كملاذ أخير». وشدد على أن ذلك «ليس خيارنا الأول» لأنه «صعب للغاية وخطير للغاية»، مميزاً بين مصالح إسرائيل ومصالح الولايات المتحدة، حيث «لم نتّفق دائماً على التكتيكات حتى عندما نتفق على الغاية وهي التأكد من أن إيران لا تمتلك سلاحاً نووياً».
ونفى مالي أن تكون المناورات العسكرية الأميركية - الإسرائيلية الحالية هدفها الاستعداد لتوجيه ضربة ضد إيران، موضحاً أنها «مصمَّمة لدعم إسرائيل ولتأكيد أن الولايات المتحدة وإسرائيل يمكنهما العمل معاً للدفاع عن مصالحهما المشتركة بصرف النظر عمّا يحصل في أوكرانيا وعمّا يحصل في أوروبا».
وجدد دعم الولايات المتحدة للحريات الأساسية في إيران، ومواجهة دعمها لروسيا في الحرب ضد أوكرانيا، وتهديدات إيران ضد المواطنين الأميركيين. وأكد أن واشنطن «لا تعمل من أجل تغيير النظام في إيران»، معتبراً أن «وظيفتنا هي الوقوف مع الشعب الإيراني».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

صحافية إيطالية كانت معتقلة بإيران تشيد بدور ماسك في إطلاق سراحها

الصحافية الإيطالية سيسيليا سالا متفاعلة عند وصولها إلى منزلها في روما بعد إطلاق سراحها من الاحتجاز بإيران يوم 8 يناير 2025 (رويترز)
الصحافية الإيطالية سيسيليا سالا متفاعلة عند وصولها إلى منزلها في روما بعد إطلاق سراحها من الاحتجاز بإيران يوم 8 يناير 2025 (رويترز)
TT

صحافية إيطالية كانت معتقلة بإيران تشيد بدور ماسك في إطلاق سراحها

الصحافية الإيطالية سيسيليا سالا متفاعلة عند وصولها إلى منزلها في روما بعد إطلاق سراحها من الاحتجاز بإيران يوم 8 يناير 2025 (رويترز)
الصحافية الإيطالية سيسيليا سالا متفاعلة عند وصولها إلى منزلها في روما بعد إطلاق سراحها من الاحتجاز بإيران يوم 8 يناير 2025 (رويترز)

قالت صحافية إيطالية، كانت محتجزة في إيران، وكان مصيرها متشابكاً مع مصير مهندس إيراني مطلوب من الولايات المتحدة، إنها كانت تعتقد أن احتجازها سوف يستمر لمدة أطول. وقالت إن اتصال صديقها بإيلون ماسك ربما كان عاملاً «جوهرياً» في إطلاق سراحها.

وفي أول مقابلة تلفزيونية معها منذ إطلاق سراحها يوم 8 يناير (كانون الثاني) الحالي، أشارت سيسيليا سالا إلى المفاوضات التي أجرتها الدول الثلاث؛ إيطاليا وأميركا وإيران، والتي أسفرت عن إطلاق سراحها بعد 21 يوماً من الاحتجاز.

وقد اعتُقلت سالا (29 عاماً) في طهران بعد أيام قليلة من اعتقال إيطاليا مواطناً إيرانياً يدعى محمد عابديني بناء على مذكرة اعتقال أميركية، وتشابَك مصيرُهما. وبعد 3 أسابيع من المفاوضات، التي وصفتها رئيسة الوزراء الإيطالية، جيورجيا ميلوني، بـ«التثليث الدبلوماسي»، عادت سالا إلى بلادها وعاد عابديني إلى إيران.

وقالت سالا، وهي صحافية في منصة «كورا ميديا» للمدونات الصوتية وصحيفة «إل فوغليو» اليومية، إن صديقها دانيلي رانيري اتصل بممثلة ماسك في إيطاليا، آندريا ستروبا، بعد ورود تقرير بأن ماسك التقى السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، مما يشير إلى أن ماسك كان على اتصال مع طهران.

ولا توجد علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران.

وقالت سالا في برنامج حواري: «أنت تدرك أن هذه قضية تهم إيران وإيطاليا والولايات المتحدة، لذا يصبح إيلون ماسك شخصاً أساسياً» في القضية. الرد الوحيد الذي تلقاه دانيلي من آندريا ستروبا هو: «إنه (أي ماسك) على علم» بالقضية.

وبعد إطلاق سراح سالا، كتب ماسك قائلاً إنه لعب «دوراً صغيراً» في تحريرها.

ولكن في إشارة إلى قصة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» عن دوره، قال ماسك إنه «لم يكن لديه أي تواصل مع إيران. لقد أوصى فقط بدعم من الجانب الأميركي».