يطمح حزبا «القوات» و«الكتائب» لأنْ يؤسس الموقف الموحد الذي ينطلقان منه في مقاربة التطورات القضائية الأخيرة، لتفاهم موسع بين مختلف نواب المعارضة حول الانتخابات الرئاسية، بعدما انحصر هذا التفاهم بـ44 نائباً في أفضل الأحوال صوتوا لمرشح المعارضة رئيس حركة «الاستقلال» النائب ميشال معوض، قبل تشتت الأصوات مجدداً وانحدارها إلى 34 خلال الجلسة الأخيرة التي انعقدت لانتخاب رئيس.
وحاول نواب «التغيير» مؤخراً خلق دينامية جديدة في الملف الرئاسي مع قرار النائبين نجاة صليبا وملحم خلف البقاء في مبنى البرلمان منذ أكثر من أسبوع؛ للضغط باتجاه إبقاء الجلسات مفتوحة حتى انتخاب رئيس. ولاقى نواب «القوات» هذه الخطوة بإعداد عريضة نيابية لمطالبة رئيس المجلس نبيه بري بعقد هكذا جلسات، علماً بأن الأخير الذي كان قد آثر الدعوة لجلسات انتخاب كل يوم خميس، لم يدع لجلسة الخميس الماضي، وهو ما اعتبره نواب «التغيير» بمثابة تحدٍّ لهم.
وتؤكد مصادر حزب «القوات» أن هناك دفعاً باتجاه أن تنسحب وحدة الموقف المعارض في الملف القضائي لوحدة موقف في الملف الرئاسي، معتبرة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «الرهان الإنقاذي الوحيد راهناً من أجل وصول رئيس قادر على الإنقاذ يتمتع بصفتي السيادة والإصلاح». وترى المصادر أن «ما حصل من مستجدات بملف المرفأ أزال خطوط التباين بين جزء من مكونات المعارضة»، لافتة إلى أن «الدينامية التي انطلقت ستؤدي إلى مزيد من وحدة الموقف ووحدة الصف؛ لأن الكل بات على يقين بأن الجميع مستهدف، وأن واجبنا التصدي للانقلاب المستمر في كل مرافق الدولة والذي طال مؤخراً القضاء».
من جهته، يؤكد النائب عن حزب «الكتائب» إلياس حنكش أن «المحاولات لم تتوقف للوصول لأكبر عدد ممكن من نواب المعارضة الذين يصوتون لمرشح واحد»، معرباً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن أمله بأن «ينسحب التفاهم حول مقاربة ملف المرفأ على الملف الرئاسي». ويشدد حنكش في الوقت عينه على «وجوب ألا تكون التوقعات كبيرة؛ لأن الموضوع حالياً محصور بتحقيقات المرفأ، والتفاهم هو على قضية مقدسة، وعلى رفض اغتصاب العدالة، أما رئاسياً فالأمور لا تزال معقدة، وحتى النائبان المعتصمان داخل مجلس النواب لا يصوتان للمرشح نفسه».
وفي مقابل التعويل القواتي - الكتائبي على إعادة توحيد صفوف المعارضة، يستبعد أحد نواب «التغيير» التوصل لأي تفاهم بين هذه القوى حول مرشح رئاسي بديل عن معوض، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «لا ثقة لدينا بالأحزاب المعارضة ولنا أسبابنا. هم عند أي منعطف يدخلون في مساومات، ولن يكونوا بعيدين عن توقيع اتفاق معراب جديد» (اتفاق «القوات» و«الوطني الحر» على انتخاب الرئيس ميشال عون).
وكان لافتاً عدم انضمام الحزب «التقدمي الاشتراكي» لتفاهم المعارضة حول كيفية مقاربة الملف القضائي، وقال مصدر نيابي في الحزب لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نعتبر أنه لا يتوجب تسييس المسألة والحفاظ على ما تبقى من قضاء»، مشدداً على أن «التقدمي الاشتراكي ليس طرفاً في الصراع القضائي، ونحن قلنا منذ البداية إننا مع تحقيق العدالة، ونرفض أي استغلال سياسي للمسألة، إن وجد». وأشار المصدر إلى أن «الوضع الرئاسي لا يزال على حاله، والمساعي متواصلة لتحقيق خرق بجدار السقوف العالية».
وبعدما كان «التقدمي الاشتراكي» و«القوات» و«الكتائب» وعدد من النواب المستقلين يخوضون الانتخابات الرئاسية صفاً واحداً، آثر «التقدمي» التمايز مؤخراً بإعلان نيته التوجه لمقاطعة جلسات الانتخاب حتى إنجاز تفاهم وطني حول اسم الرئيس.
مساعٍ لتفاهم المعارضة على مرشح للرئاسة اللبنانية
مساعٍ لتفاهم المعارضة على مرشح للرئاسة اللبنانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة