طوّر علماء المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بأميركا، لقاحاً تجريبياً لفيروس «ماربورغ»، وهو شبيه بالعامل المعدي الذي يسبب الإيبولا، ووجدوا أن جرعة واحدة يمكن أن تحمي الحيوانات الكبيرة من العدوى الشديدة لمدة تصل إلى عام، وذلك وفق دراسة جديدة نشرت بالعدد الأخير من دورية «ساينس ترانسليشن ميدسين».
وفيروس «ماربورغ»، هو عامل ممرض شديد الضراوة، وهو أحد أكثر العوامل المميتة في العالم، ويسبب عدوى شديدة كانت تعرف في السابق باسم «حمى ماربورغ النزفية»، ولكن يشار إليها الآن على نطاق واسع باسم «مرض فيروس ماربورغ»، وينتمي هذا الفيروس إلى العائلة التي ينتمي إليها فيروس «إيبولا»، وتعد خفافيش الفاكهة الناقل الرئيسي له.
ورغم أن عدد الوفيات بهذا الفيروس ليس كبيراً، فإن تفشيه يظل تهديداً حقيقياً، لا سيما في أفريقيا، حيث تؤدي حالات التفشي النادرة إلى الوفاة. ويقدر العلماء في منظمة الصحة العالمية معدل الوفيات البشرية بنسبة 90 في المائة، وهو ما يتطلب ضرورة تجهيز لقاح لهذا المرض، بحسب روث هونيجناو، من مركز أبحاث اللقاحات بالمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، والباحثة الرئيسية بالدراسة.
وتقول هونيجناو، في تقرير نشره الخميس موقع «ميديكال إكسبريس»، إن «اللقاح الذي تمت تسميته (ChAd3-MARV)، يستخدم الفيروس الغدي غير الضار للبشر، لتوصيل المادة الوراثية، التي تعبر عن أحد بروتينات الفيروس، وهو البروتين السكري لفيروس ماربورغ (MARV).
وتوضح أن «جرعة واحدة من اللقاح ولدت مناعة وقائية في غضون سبعة أيام من التطعيم في الرئيسيات غير البشرية عندما تم تحديها بالتعرض لفيروس ماربورغ القاتل، كما نقوم حالياً بتحليل البيانات من تجربة إكلينيكية بشرية، سيتم إعلان نتائجها قريباً».
وتضيف أن «الحيوانات ظلت محمية من العوامل الممرضة عند تعرضها للفيروس بعد عام من التطعيم، كما حددنا الأجسام المضادة الخاصة بمستضد معين في دم الحيوانات».
وتم التعرف على فيروس «ماربورغ» لأول مرة عام 1967، عندما أصيب عمال المختبرات في ماربورغ وفرانكفورت بألمانيا بحمى نزفية خبيثة، وتم تشخيص الإصابة نفسها في عامل مختبر صربي في بلغراد، وكان العلماء في جميع المواقع الثلاثة يعملون على عينات الأنسجة المصابة من القرود الخضراء الأفريقية، ولم يكونوا على دراية بالطبيعة المميتة للفيروس.
ولا يزال احتمال ظهور النقاط الساخنة القاتلة لفيروس ماربورغ وتفشي المرض الكامل تهديداً حقيقياً، لا سيما في أفريقيا، وما بين 28 يونيو (حزيران) و16 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، كانت وزارة الصحة الغانية تراقب ثلاث حالات مؤكدة من مرض فيروس ماربورغ، وجميع المصابين، شخصان بالغان في العشرينات من العمر وطفل، ينتمون إلى المنزل نفسه. وتوفي الطفل البالغ من العمر 14 شهراً في غضون ثلاثة أيام من دخوله المستشفى، كما توفي والده البالغ من العمر 26 عاماً، ونجت الأم البالغة من العمر 24 عاماً. ومع ذلك، حددت السلطات الصحية ما مجموعه 198 مخالطاً لأفراد الأسرة الثلاثة، وتم رصد جميع المخالطين لمدة 42 يوماً.
ورغم ندرة الإصابات بالفيروس، فإن محمد عبد الحليم، اختصاصي الأمراض المدارية في وزارة الصحة المصرية، يبدي سعادته بأول لقاح للفيروس، معتبراً أن الإنتاج السريع للقاح، هو أحد الدروس المستفادة من جائحة «كوفيد 19».
ويقول عبد الحليم لـ«الشرق الأوسط»: «أحد الدروس المستفادة من الجائحة هو الاستعداد لمواجهة الأمراض حيوانية المنشأ، خشية تطورها لتصبح أكثر انتشاراً».
ويضيف أنه «إلى جانب ذلك فإن هذا الفيروس، مصنف كعامل إرهاب بيولوجي من الفئة (أ) من قبل المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وبالتالي فلا بد من تطوير تدابير مضادة».
أول لقاح تجريبي لفيروس «ماربورغ» القاتل
يحمي من العدوى بجرعة واحدة فقط
أول لقاح تجريبي لفيروس «ماربورغ» القاتل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة