قبيل عقده نشاطه الانتخابي الرسمي الأول في ولاية ساوث كارولينا، بعد إعلان ترشحه لانتخابات الرئاسة الأميركية في 2024، بدا أن الرئيس السابق دونالد ترمب يواجه شكوكاً متزايدة من أعضاء «اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري» التي تشرف على حملات المرشحين الجمهوريين. ويعبر عدد من أعضاء اللجنة عن تشكيكهم بفرص فوزه، داعين إلى إفساح المجال أمام مرشح يمكنه المنافسة والفوز في معركة يتوقع أن تكون حامية جداً، سواء بين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية، أو مع الديمقراطيين في الانتخابات العامة.
وتعقد اللجنة المشكَّلة من 168 عضواً، اجتماعاً، اليوم الجمعة، في ولاية كاليفورنيا؛ لاختيار رئيس لها، في خطوة تقليدية، لكنها ضرورية في سياق الاستعداد للانتخابات الرئاسية. وعبّر أكثر من ثلث أعضاء اللجنة عن رغبتهم في إيصال مرشح آخر غير ترمب؛ لأسباب عدة، من بينها، سنه؛ حيث سيبلغ 78 عاماً بعد عامين، ومزاجه والتخوف من أسلوبه وعباراته الفظة، وقدرته على العمل، ناهيك عن الملفات القضائية والقضايا القانونية التي يواجهها. ويرى البعض أنها عوامل قد تؤثر، في نهاية المطاف، على حظوظه أمام مُنافسه الديمقراطي، خصوصاً إذا كان الرئيس جو بايدن، الذي ألحق به هزيمة في انتخابات 2020 لن تُمحى صورتها من عيون الناخبين الأميركيين. ورغم إشادتهم بسياساته وإنجازاته كرئيس، لكنهم يعتبرون أن بالإمكان إيصال مرشح جمهوري يحمل أفكاره وتوجهاته وسياساته.
وقال قادة الحزب إن الدافع للابتعاد عن ترمب ليس أيديولوجياً بل هو سياسي، فهم قلقون من أنه لا يستطيع الفوز. ويناقش قادة الحزب إمكانية دعم مرشح جمهوري يمكنه السيطرة على الشعبوية من دون تكرار الفوضى التي ميّزت إدارته.
ويحظى حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس بمعدلات تفضيل مرتفعة، إلى جانب منافسين جمهوريين آخرين لعبوا دوراً في إدارة ترمب السابقة.
وفي حين يُعدّ دور «اللجنة الوطنية الجمهورية» أساسياً في دعم المرشح الرئاسي، غير أن تركيبتها تغيرت منذ فوز ترمب بترشيح الحزب في انتخابات 2016.
فقد خرج منها 99 عضواً كانوا محسوبين على «الطبقة السياسية» التقليدية للحزب، وتربطهم صلات بأسرتيْ بوش وماكين، ليحلّ محلهم مُوالون لترمب، عبر انتخابات داخلية لفروع الحزب في الولايات، الأمر الذي يمنح ترمب ثقلاً وازناً في اللجنة.
ووفق صحيفة «نيويورك تايمز»، التي اتصلت بالأعضاء الـ168، فقد عبّر 4 منهم عن تأييدهم حملة ترمب لعام 2024، وقال 20 إن الرئيس السابق ينبغي ألا يكون مرشح الحزب، في حين أعرب 35 عن رغبتهم في رؤية حشد كبير من المرشحين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية، رافضين ذكر موقفهم من ترمب. وأضافت أن ما بين 120 و140 منهم فضّلوا شخصاً غير ترمب ليكون المرشح الرئاسي لحزبهم.
وتعكس هذه الآراء تغييراً كبيراً في نظرة «اللجنة الوطنية الجمهورية» إلى احتمال ترشح ترمب، خصوصاً بعد الشكاوى التي تراكمت جراء قرار تمويل فواتير الدفاع القانوني الشخصي عن ترمب، بما في ذلك أتعاب المحامين للتحقيقات الجنائية في أعماله في نيويورك.
وجاءت نتائج الانتخابات النصفية المخيبة للجمهوريين، لتضيف تعقيدات على إمكانية دعم ترمب، بعد فشل غالبية مرشحيه فيها، محمّلين إصراره على التشكيك بانتخابات 2020 المسؤولية. وفي حين تفرض قواعد اللجنة حياديتها في دعم المرشحين الجمهوريين المحتملين، غير أن استمرار حصول ترمب على نسبة تفضيل عالية في صفوف قاعدة الحزب يضغط على أعضائها.
ولا يزال ترمب يحتفظ بقاعدة واسعة من المؤيدين، وحصل أخيراً على تأييد حاكم ولاية ساوث كارولينا هنري ماكماستر، وسيناتور الولاية ليندسي غراهام، وسيلقي السبت، خطاباً رئيسياً في احتفال للحزب في ولاية نيو هامبشير، التي أعلن حاكمها ستيفن ستيبانيك دعمه له.
وأظهر استطلاع أخير أن ترمب عاد وتقدَّم على الحاكم رون ديسانتيس في الانتخابات التمهيدية، بعدما كان الأخير متقدماً عليه في نهاية العام الماضي.
أعضاء في «اللجنة الوطنية الجمهورية» يبحثون عن بديل لترمب في الانتخابات الرئاسية
أعضاء في «اللجنة الوطنية الجمهورية» يبحثون عن بديل لترمب في الانتخابات الرئاسية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة