اتهم خالد المشري، رئيس مجلس الدولة الليبي، أطرافاً ومحلية وإقليمية ودولية، لم يحددها، بـ«عرقلة حل الأزمة السياسية في البلاد»، كاشفاً النقاب عن وجود ما وصفه «أزمة ثقة» مع مجلس النواب تحول دون توافقهما على «القاعدة الدستورية» للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة.
وقال المشري في تصريحات تلفزيونية، مساء (الأربعاء)، إن التباعد مع مجلس النواب محصور في نقطة أو اثنتين، لكنه أكد في المقابل أن حسم خلاف «ترشح مزدوجي الجنسية للانتخابات الرئاسية» ليس محل توافق مجلس النواب.
وشنّ المشري هجوماً حاداً على عماد السايح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات، واتهمه بـ«عرقلة الاستفتاء على مشروع الدستور»، لافتاً إلى صدور حكم قضائي ضده، «وأنه يتولى منصبه من دون أي قرار»، وتساءل المشري: إذا كان الشخص الذي يشرف على الجسم المنوط به إجراء الانتخابات «غير شرعي»، فكيف ستكون تلك الانتخابات؟
ورغم ذلك، اعتبر المشري، أن المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» المتمركز في شرق البلاد، «هو الوحيد الذي يستطيع منع إجراء الانتخابات»، مشيراً إلى أنه توافق مع عقيلة صالح، رئيس مجس النواب، على استقالة المرشح للانتخابات الرئاسية من منصبه.
وتعهد المشري بعدم الترشح لأي منصب حكومي وتقديم استقالته فور حل الخلاف بشأن مشروع القاعدة الدستورية، الذي قال، إنه يمنح رئيس الدولة المنتخب صلاحيات القائد الأعلى للجيش وتشكيل حكومة، مشيراً إلى أنها تمنحه أيضاً بعض الصلاحيات لحل مجلسي «النواب» و«الدولة».
وجاءت تصريحات المشري، بعد ساعات فقط من إعلان أعضاء من مجلسي «النواب» و«الدولة»، بحضور نائبي رئيسيهما في طرابلس، اتفاقهم على تحقيق الاستقرار والوصول إلى انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة، ودعوة الأمم المتحدة لإيقاف التدخلات الدولية التي تربك الوضع الداخلي وتزيد من حدة المشكلة القائمة، إضافة إلى تواصل اللقاءات إلى حين الوصول لصياغة خريطة طريق واضحة المعالم والأطر الزمنية.
بدوره، أعلن عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، مساء (الأربعاء)، أنه تلقى لدى اجتماعه بسفير النيجر، رسالة خطية من رئيسها محمد بازوم، بشأن تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والتشاور حول انعقاد قمة «دول تجمع الساحل والصحراء» المقترنة بإحياء الذكرى الـ25 لتدشين التجمع والتنسيق لتنظيم دورة ألعاب في طرابلس.
ومن المنتظر أن تبدأ رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، زيارة عمل رسمية إلى ليبيا (السبت) على رأس وفد حكومي، حيث أكدت وكالة «نوفا» الإيطالية، أن الزيارة التي ستشمل لقاءات مؤسسية مختلفة مع القادة الليبيين، يمكن أن تشهد توقيع اتفاقيات نفطية جديدة بين شركة «إيني» والمؤسسة الوطنية للنفط.
ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء أيضاً عن وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، وصفه إحلال الاستقرار في ليبيا عبر عملية انتخابية توافقية بين الأفرقاء الليبيين بـ«الأمر بالغ الأهمية» بالنسبة لسلطات بلاده.
وقال تاياني، إن هذا الهدف «في صميم محادثاتنا مع جميع الجهات الفاعلة التي لها تأثير على هذا البلد»، داعياً إلى السماح بإجراء الانتخابات هذا العام تماشياً مع وساطة الأمم المتحدة التي تدعمها إيطاليا بقوة.
وأعلن وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوزي، أنه يعمل على إعداد مهمة إلى ليبيا، بشأن ملف الهجرة.
من جهة أخرى، أعلن خبراء بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق في ليبيا الذين سيقدمون تقريرهم النهائي إلى مجلس حقوق الإنسان في شهر مارس (آذار) المقبل، أن ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في ليبيا في حاجة ماسة إلى العدالة ومساءلة الجناة وجبر الضرر.
وكان محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة الدبيبة، قد لفت خلال اجتماعه مساء (الأربعاء) مع وفد البعثة، إلى الضرر الذي لحق بالمدنيين الأبرياء جراء زرع الألغام المتطورة من حيث النوعية وطرق زرعها خلال ما وصفه بالاعتداء الذي تعرضت له العاصمة في عام 2019، في إشارة إلى الهجوم الذي شنّه «الجيش الوطني» بقيادة المشير حفتر.
في شأن آخر، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الليبية، أن ثمانية أشخاص على الأقل لقوا حتفهم بعد غرق قارب يحمل عشرات المهاجرين الأفارقة قبالة الساحل الليبي، مضيفة، أنه جرى إنقاذ نحو 100 آخرين.
ونقلت عن شهود، أن ما يقرب من 150 شخصاً تكدسوا على متن القارب آملين في الوصول إلى إيطاليا، بينما انجرفت الجثث إلى الشاطئ بالقرب من بلدة القربوللي الليبية على بعد 40 كيلومتراً شرق طرابلس بعد غرق القارب.
وتقول منظمات الإغاثة، إن عدد المهاجرين واللاجئين الذين يسعون للعبور إلى أوروبا بحثاً عن حياة أفضل أو أكثر أماناً زاد منذ جائحة «كوفيد – 19»، لكن العدد لا يزال أقل من المستويات المسجلة في 2014 - 2015. وتعد ليبيا نقطة انطلاق رئيسية لمن يسعون للوصول إلى أوروبا بسبب قربها من إيطاليا وحدودها التي يسهل اختراقها.
المشري يتهم أطرافاً محلية وإقليمية بـ«عرقلة حل الأزمة الليبية»
إيطاليا تستبق زيارة ميلوني إلى طرابلس بالتأكيد على الانتخابات
الخميس - 4 رجب 1444 هـ - 26 يناير 2023 مـ

الحداد رئيس أركان قوات الدبيبة خلال اجتماعه مع وفد البعثة الأممية لتقصي الحقائق في طرابلس (أركان قوات حكومة «الوحدة»)

القاهرة: خالد محمود