الوثائق السرية تعصف بترمب وبايدن وبنس

المرشحون الكبار لانتخابات 2024 الرئاسية يواجهون تحقيقات حولها

دونالد ترمب (رويترز)
دونالد ترمب (رويترز)
TT

الوثائق السرية تعصف بترمب وبايدن وبنس

دونالد ترمب (رويترز)
دونالد ترمب (رويترز)

يواجه كل من الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب ونائب الرئيس السابق مايك بنس، تحقيقات بسبب احتفاظهم بوثائق سرية في مكاتبهم أو منازلهم الخاصة، وكل منهم يستعد لخوض سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2024، ما أثار الجدل والنقاشات حول نتائج التحقيقات التي تجرى معهم، وتأثيرها على الناخب الأميركي، وكيف يمكن أن تعرقل الحظوظ للوصول إلى البيت الأبيض.
لم تهدأ الزوابع حول اقتحام عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي منزل ترمب في منتجع مالارغو في فلوريدا في يوليو (تموز) الماضي، حتى تم الكشف عن احتفاظ الرئيس الحالي جو بايدن لوثائق سرية في مكتبه الخاص وفي منزله بولاية ديلاوير. وترجع هذه الوثائق إلى الفترة التي كان يشغل فيها منصب نائب الرئيس أوباما.

جو بايدن (رويترز)

وجاء الكشف الجديد يوم الثلاثاء عن وثائق سرية احتفظ بها نائب الرئيس السابق مايك بنس في منزله بولاية إنديانا، لتضيف أبعادا قانونية وسياسية غير مسبوقة للجدل الدائر في الأروقة السياسية الأميركية. وتزايدت الأسئلة حول تعامل الرؤساء وكبار المسؤولين مع الوثائق السرية الحساسة، وما يتعلق بإجراءات حماية الوثائق السرية وقوانين السجلات الرئاسية وما ستسفر عنه التحقيقات. أما الأسئلة الأكثر سخونة فتتعلق بمدى تأثير تلك التحقيقات ونتائجها على السباق الرئاسي وحظوظ المرشحين في هذا السباق.
وفقاً للقوانين الأميركية حينما يخرج الرئيس الأميركي وكبار المسؤولين من مناصبهم، عليهم تسليم السجلات والوثائق التي كانت بحوزتهم إلى الوصاية القانونية للأرشيف الوطني الأميركي. ويعد الاحتفاظ بوثائق عن قصد أو عن عمد أمراً غير قانوني، كما يعد عدم تخزين الوثائق السرية وعدم تأمينها بشكل صحيح، مخاطرة على الأمن القومي الأميركي إذا وقعت في الأيدي الخطأ.
وقد استغل ترمب واقعة اقتحام عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي لمنزله والعثور على بعض الوثائق السرية، في إثارة حماس أنصاره باعتبار الأمر مدفوعاً سياسياً للإساءة إليه وعرقلة سعيه للترشح للرئاسية مرة أخرى. وقد أعلن ترمب رسمياً ترشحه للسباق الانتخابي لعام 2024 في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وحينما اندلعت فضيحة العثور على وثائق سرية في مكتب بايدن الخاص في العاصمة واشنطن وفي منزله الخاص، بدا المشهد ساخراً ومتناقضاً بشكل تراجيدي، لأن بايدن خرج في تصريحات تلفزيونية يدين قيام سلفه ترمب بأخذ وثائق سرية والاحتفاظ بها في منزله. وقال في ذلك الوقت «كيف يمكن لأي شخص أن يكون غير مسؤول إلى هذا الحد». وها هو بايدن يقوم بنفس الأمر ويواجه تحقيقات مع محقق خاص. ورغم إعلانه أنه لم يكن يعلم بوجود وثائق سرية في مكتبه ومنزله، وأن محاميه أبلغوا بوجود هذه الوثائق وسلموها إلى وزارة العدل والأرشيف الوطني، إلا أن ذلك لم يخفف من الأسئلة الملحة حول توقيت العثور على الوثائق في نوفمبر الماضي قبل أيام من الانتخابات التشريعية، وبين الإعلان عن اكتشافها، وهو ما دفع البعض إلى تشبيه الوضع بفضيحة «ووترغيت» قبل خمسين عاماً التي واجهها الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون.
وتلاحقت الأسئلة هل يجب أن يستقيل بايدن؟ وكيف يمكن أن يتخطى التحقيقات؟ وماذا عن مصداقيته وحظوظه حينما يعلن رسميا ترشحه لفترة ولاية ثانية؟ مع الإشارة إلى أنه من المتوقع أن يعلن بايدن عن ترشحه عقب إلقاء خطاب الاتحاد في 7 فبراير (شباط) المقبل. وهاجم رئيس مجلس النواب كيفن ماكارثي بايدن مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي كان يأمل ألا تثار هذه القضية، ولا تحصل على كشف إعلامي أو تحقيق جنائي، لذلك جاء الإعلان عن وجود تلك الوثائق بعد أكثر من خمسة أسابيع على اكتشافها.
المثير أن كلا من بايدن وابنه هانتر سيكونان في الأول من أغسطس (آب) في منصب رئيس حالي وابنه يواجهان تحقيقات منفصلة. لكن بعد الكشف عن وثائق مايك بنس، تنفس مسؤولو البيت الأبيض الصعداء، حيث سيخفض العثور على وثائق لدى بنس من سخونة الأسئلة التي تلاحق إدارة بايدن وربما يقلل من الأضرار القانونية والسياسية التي يمكن أن تلاحق بايدن.

مايك بنس (أ.ف.ب)

وثائق مايك بنس
يوم الثلاثاء، خرجت الأنباء حول العثور على وثائق تحمل علامة سرية في منزل نائب الرئيس السابق مايك بنس في منزله في منطقة كارمل بولاية إنديانا. وترجع تلك الوثائق إلى الفترة التي قضاها في منصب نائب رئيس خلال فترة إدارة ترمب.
ووفقاً لفريق بنس، قام محاموه بإبلاغ الأرشيف الوطني في 18 يناير (كانون الثاني) عن العثور على 12 وثيقة سرية، وقام مكتب التحقيقات الفدرالي بجمع هذه الوثائق من منزل بنس. وأعرب بنس عن رغبته في الترشح لسباق الانتخابات الرئاسية لعام 2024. وإلى الآن، ليس من الواضح مستوى تصنيف الوثائق التي عثر عليها في منزل بنس، وما إذا كان سيتم تعيين مستشار خاص للتحقيق في هذه الوثائق كما حدث مع كل من ترمب وبايدن.
ويواجه مايك بنس الاتهامات بالنفاق والازدواجية، لأنه روج لنفسه بأنه يتمتع بمكانة أخلاقية عالية، وخرج في تصريحات ينفي فيها الاحتفاظ بوثائق سرية. وانتقد بنس بايدن على وجود وثائق سرية في حوزته. وانتهز مساعدو بايدن الفرصة للهجوم على بنس والتركيز على المقارنة بين سلوك بايدن وبنس أكثر من المقارنة بين بايدن وترمب.
من المستفيد؟
ويقول المحللون إنه يمكن لعاصفة العثور على وثائق بنس السرية أن تكون أخباراً جيدة لكل من بايدن وترمب لأنه سيؤدي إلى تخفيف حدة الصراع، الذي يواجهه بايدن لشرح أسباب حيازته لوثائق في مكتبه ومنزله.
ومن الواضح أن موقف بنس سيفيد بايدن وترمب حيث يوفر انفتاحاً سياسياً غير مقصود لترمب، وسيكون من الصعب على العديد من الناخبين التمييز بين الفروق الدقيقة في القضايا الثلاث، والتفاصيل القانونية لموقف كل منهم. وكلما تم الكشف عن المزيد من الوثائق السرية، قل الإحساس بأنها مشكلة كبيرة، أو زاد الاعتقاد بأن كل المتورطين في الاحتفاظ بوثائق سرية مخطئون بالقدر نفسه. وتعطي سوء إدارة البيت الأبيض لقضية العثور على وثائق سرية لدى بايدن، الكثير من الزخم لحملة ترمب التي ستستغل الأمر لتوجيه اتهامات بعدم النزاهة والفشل لإدارة بايدن.
ولا تزال هناك أسباب قانونية تدين احتفاظ ترمب بالكثير من الوثائق السرية عند مغادرته منصبه ورفضه تسليم تلك الوثائق، إضافةً إلى محاولات عرقلة التحقيق، وهو ما قد يصل إلى مستوى الجريمة الجنائية. لكن الجدل المتزايد حول اكتشاف وثائق لدى بايدن وينس يمكن أن يقوض احتمالات أن توجه وزارة العدل اتهامات جنائية إلى ترمب.
وسيستغل ترمب هذا الأمر لصالحه بشكل كبير لأن توجيه أي اتهام له سيدفعه بالادعاء بأنه يتعرض للتمييز والمعاملة غير العادلة، وسيعزز مزاعمه بأنه ضحية للاضطهاد السياسي.
ويشير بعض الخبراء إلى أن الخلافات حول وثائق بايدن ستجعل من الصعب على وزارة العدل توجيه اتهامات إلى أي من ترمب أو بنس.
ولن يترك الجمهوريون في كل من مجلس الشيوخ والنواب أن يمر الأمر دون معركة سياسية للهجوم على بايدن والوثائق السرية لديه، لكن العثور على وثائق لدى بنس قد يعقد المعادلة وقد يعيق جهود الجمهوريين في مجلس النواب عن فتح تحقيق مع بايدن، إلا إذا قاموا بالخطوات نفسها لفتح تحقيق مع بنس.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

الجيش الأميركي: اعتراض صاروخ حوثي استهدف سفينة أميركية في خليج عدن

أرشيفية لإطلاق صاروخ توماهوك من مدمرة أميركية في البحر الأبيض المتوسط (ا.ب)
أرشيفية لإطلاق صاروخ توماهوك من مدمرة أميركية في البحر الأبيض المتوسط (ا.ب)
TT

الجيش الأميركي: اعتراض صاروخ حوثي استهدف سفينة أميركية في خليج عدن

أرشيفية لإطلاق صاروخ توماهوك من مدمرة أميركية في البحر الأبيض المتوسط (ا.ب)
أرشيفية لإطلاق صاروخ توماهوك من مدمرة أميركية في البحر الأبيض المتوسط (ا.ب)

قالت القيادة المركزية الأميركية، اليوم (الخميس)، إن سفينة تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لتأمين الملاحة في البحر الأحمر، تصدت لصاروخ مضاد للسفن أشار بيان القيادة أن الحوثيين أطلقوه فوق خليج عدن من مناطق سيطرتهم في اليمن.

ورجح بيان للقيادة أن الحادث كان يستهدف السفينة (إم.في. يوركتاون)، التي أشار إليها بوصفها «سفينة ملكيتها أميركية وترفع العلم الأميركي».

ووفقاً للبيان، فإن طاقم السفينة المذكورة يضم 18 أميركياً و4 يونانيين.

وقالت المركزية الأميركية إنها لم تتلق أي بلاغات عن أي إصابات أو أضرار في السفن الأميركية أو سفن التحالف أو السفن التجارية.

وأشارت أيضاً إلى نجاح قواتها في تدمير 4 مسيّرات فوق مناطق سيطرة الحوثيين باليمن.

كانت جماعة الحوثي تبنت في بيان، يوم أمس، استهداف سفينة أميركية في خليج عدن بعدد من الصواريخ البحرية، وقالت إنها إصابتها بشكل مباشر.

في الوقت نفسه، أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية عن تعرض سفينة في خليج عدن لحادث أمني.


بعد احتجاجات مؤيدة لللفلسطينيين... بايدن «يدعم حرية التعبير» بالجامعات

قوات الأمن تعتقل امرأة خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة تكساس الأميركية (رويترز)
قوات الأمن تعتقل امرأة خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة تكساس الأميركية (رويترز)
TT

بعد احتجاجات مؤيدة لللفلسطينيين... بايدن «يدعم حرية التعبير» بالجامعات

قوات الأمن تعتقل امرأة خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة تكساس الأميركية (رويترز)
قوات الأمن تعتقل امرأة خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة تكساس الأميركية (رويترز)

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، اليوم الأربعاء، إن الرئيس الأميركي جو بايدن يؤمن بأن حرية التعبير والنقاش وعدم التمييز أمور مهمة في الحرم الجامعي.

جاء هذا التعليق بينما تنتشر احتجاجات على أفعال إسرائيل في قطاع غزة الفلسطيني داخل جامعات أميركية.

وقبل ذلك، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جامعات أميركية عدة بأنها «مروعة»، قائلا إنها «يجب أن تتوقف».

وقال نتنياهو في بيان «ما يحدث في الجامعات الأميركية أمر مروع، فقد سيطرت جحافل معادية للسامية على جامعات رائدة».

واعتبر أن المتظاهرين «يطالبون بالقضاء على إسرائيل، ويهاجمون الطلاب اليهود، ويهاجمون أعضاء هيئة التدريس اليهود، وهو ما يذكرنا بما كان يحدث في الجامعات الألمانية في الثلاثينيات».

وتابع «هذا أمر غير مقبول، ويجب أن يتوقف».

تشهد جامعات أميركية مرموقة عدة حركات احتجاجية ضد الحرب الدامية التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة ردا على الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة حماس الفلسطينية على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

ويتهم بعض الطلاب والأساتذة المتظاهرين بمعاداة السامية، وهو ما ينفيه المحتجون الذين يدينون في المقابل الهجوم على حرية التعبير، بعد توقيف نحو مئة متظاهر في الأيام الأخيرة في حرم جامعات في نيويورك بعدما تدخلت الشرطة بناء على طلب مديري تلك المؤسسات.

كما اضطرت رئيستا جامعتين إلى الاستقالة قبل بضعة أشهر بعد اتهامهما بعدم القيام بما يكفي للتصدي لمعاداة السامية في المؤسستين.


بايدن يدعو إسرائيل للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة «دون تأخير»

نازحون فلسطينيون على شاطئ مدينة رفح في جنوب غزة (رويترز)
نازحون فلسطينيون على شاطئ مدينة رفح في جنوب غزة (رويترز)
TT

بايدن يدعو إسرائيل للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة «دون تأخير»

نازحون فلسطينيون على شاطئ مدينة رفح في جنوب غزة (رويترز)
نازحون فلسطينيون على شاطئ مدينة رفح في جنوب غزة (رويترز)

طالب الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم (الأربعاء)، إسرائيل بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية على الفور إلى سكان غزة، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال بايدن بعد التوقيع على حزمة مساعدات عسكرية ضخمة لإسرائيل وأوكرانيا تتضمن أيضاً مليار دولار مخصصة للمساعدات الإنسانية لغزة: «سنقوم على الفور بتأمين هذه المساعدات وزيادة حجمها... بما في ذلك الغذاء والإمدادات الطبية والمياه النظيفة». وأضاف: «على إسرائيل ضمان وصول كل هذه المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة دون تأخير».

تحفظت الولايات المتحدة على سلوك إسرائيل في الحرب في غزة وخطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمضي باجتياح مدينة رفح بجنوب غزة، حيث يتكدس 1.5 مليون شخص معظمهم نازحون من الشمال يقيمون في مخيمات مؤقتة.

وقال بايدن إن الحزمة «تزيد بشكل كبير من المساعدات الإنسانية التي نرسلها إلى سكان غزة الأبرياء الذين يعانون بشدة».

وتابع: «هم يعانون عواقب هذه الحرب التي بدأتها حركة (حماس)، ونحن نعمل بجد منذ أشهر لتوصيل أكبر قدر ممكن من المساعدات لغزة».

وأكد بايدن التزامه «تجاه إسرائيل لا يتزعزع، فأمن إسرائيل مهم للغاية».


بلينكن في الصين على وقع قانون أميركي لتايوان و«تيك توك»

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث مع السفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز خلال مباراة كرة سلة في شنغهاي أمس (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث مع السفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز خلال مباراة كرة سلة في شنغهاي أمس (أ.ب)
TT

بلينكن في الصين على وقع قانون أميركي لتايوان و«تيك توك»

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث مع السفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز خلال مباراة كرة سلة في شنغهاي أمس (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث مع السفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز خلال مباراة كرة سلة في شنغهاي أمس (أ.ب)

بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، رحلة وُصفت بأنها «حرجة» إلى الصين، غداة موافقة الكونغرس الأميركي على مشروع قانون أعدَّته إدارة الرئيس جو بايدن، لتقديم مساعدات بمليارات الدولارات لكلٍّ من أوكرانيا وإسرائيل وتايوان، ولإرغام منصة «تيك توك» للتواصل الاجتماعي على الانفصال عن الشركة الأم «بايت دانس» الصينية، فيما يمكن أن يُعقّد الجهود الدبلوماسية لكبح الخلافات التي تهدد استقرار العلاقات بين الخصمين العالميين.

ووصل بلينكن إلى شنغهاي، الأربعاء، بالتزامن مع إصدار قانون أميركي يُظهر تصميم الولايات المتحدة على الدفاع عن حلفائها وشركائها الرئيسيين عبر العالم، بما في ذلك تخصيص ثمانية مليارات دولار لمواجهة التهديدات الصينية في تايوان ومنطقة المحيطين الهندي والهادي، وإمهال شركة «بايت دانس» الصينية تسعة أشهر لبيع منصة «تيك توك» مع تمديد محتمل لمدة ثلاثة أشهر إذا كانت عملية البيع جارية.

غير أن مجرد مضيّ بلينكن في رحلته، وهي الثانية خلال 12 شهراً، يُعد علامة على أن البلدين مستعدّان لمناقشة خلافاتهما حول الكثير من النزاعات والقضايا العالمية والإقليمية، لا سيما أنها جاءت بعد محادثات هاتفية بين بايدن والرئيس الصيني شي جينبينغ، وما تلاها من زيارة لوزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، لبكين ومحادثة هاتفية بين وزيري الدفاع الأميركي لويد أوستن والصيني دونغ جيون.

«استفزاز خطير»

واعترضت بكين صراحةً على المساعدة الأميركية لتايوان، التي تعدها مقاطعة متمردة عن الأرض الأم، ونددت على الفور بهذه الخطوة بوصفها «استفزازاً خطيراً». كما عارضت بشدة الجهود الأميركية لفرض بيع «تيك توك».

انتقدت «تيك توك» تصديق مجلس الشيوخ على قانون يهدد بحظر المنصة (د.ب.أ)

وعبَّرت إدارة بايدن عن «الخيبة» من رد فعل الصين على الحرب في غزة. كما اشتكت علناً من دعم الصين للقطاع الصناعي العسكري في روسيا، مما سمح للأخيرة بتقويض العقوبات الغربية وتكثيف الهجمات على أوكرانيا.

وحتى قبل وصول بلينكن إلى شنغهاي، حيث يعقد اجتماعات مع كبار رجال الأعمال (الخميس) قبل التوجه إلى بكين لإجراء محادثات (الجمعة) مع نظيره الصيني وانغ يي وربما مع الرئيس شي، انتقد المكتب الصيني لشؤون تايوان المساعدة الأميركية للجزيرة التي تنعم بحكم ذاتي، قائلاً إنها «تنتهك بشكل خطير» التزامات الولايات المتحدة تجاه الصين، و«توجه إشارة خاطئة إلى الانفصاليين المستقلين في تايوان»، مما يدفعها إلى «وضع خطير».

النزاعات البحرية

صورة من جولة نظّمها الجيش الصيني في الذكرى السنوية الـ75 لتأسيسه... وتظهر فيها المدمِّرة «جينان» بالمتحف البحري بمقاطعة شاندونغ الصينية (أ.ف.ب)

في المقابل، تشعر واشنطن بقلق شديد من العدوانية المتصاعدة للصين حيال تايوان ودول جنوب شرقي آسيا، ومنها فيتنام والفلبين، التي لديها نزاعات إقليمية وبحرية كبيرة مع بكين في بحر الصين الجنوبي. ونددت بشدة بالتدريبات العسكرية الصينية في محيط تايوان.

وفي بحر الصين الجنوبي، أصبحت الولايات المتحدة ودول أخرى تشعر بقلق كبير مما تعدّها «استفزازات صينية» في المناطق المتنازَع عليها، وما حولها. واعترضت الولايات المتحدة خصوصاً على محاولات من الصين لإحباط النشاطات البحرية لكل من الفلبين وفيتنام، وهو الأمر الذي كان موضوعاً رئيسياً هذا الشهر خلال قمة ثلاثية عقدها الرئيس بايدن مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، ورئيس الفلبين فرديناند ماركوس (الابن). كذلك، يقول المسؤولون الأميركيون إن الحرب في أوكرانيا ستكون موضوعاً أساسيا خلال زيارة بلينكن، إذ إن إدارة بايدن ترى أن الدعم الصيني سمح لموسكو بإعادة تشكيل قاعدتها الصناعية الدفاعية إلى حد كبير، مما لا يؤثر في الحرب بأوكرانيا فحسب، بل يشكل تهديداً أوسع لأوروبا.

وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال زيارة لبنوم بنه في كمبوديا 21 أبريل (إ.ب.أ)

«نفاق» أميركي

أما بكين، فتؤكد أن لها الحق في التجارة مع موسكو. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين، إنه من «النفاق وعدم المسؤولية أن تقدم الولايات المتحدة مشروع قانون مساعدات واسع النطاق لأوكرانيا، بينما تُوجّه اتّهامات لا أساس لها إلى التبادلات الاقتصادية والتجارية الطبيعية بين الصين وروسيا».

وفي الشرق الأوسط، ناشد المسؤولون في إدارة بايدن الصين مراراً استخدام أي نفوذ لديها مع إيران لمنع توسيع حرب غزة إلى صراع إقليمي أوسع. وتبدو الصين متقبلة بشكل عام لمثل هذه الدعوات، لأنها تعتمد بشكل كبير على واردات النفط من إيران ودول أخرى في الشرق الأوسط. وحض بلينكن الصين على اتخاذ موقف أكثر نشاطاً في الضغط على إيران لعدم تصعيد التوتر في الشرق الأوسط، وكبح وكلائها في المنطقة، ومنهم «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن والميليشيات المدعومة منها في العراق وسوريا.

حقوق الإنسان

كذلك، توجد خلافات عميقة بين الولايات المتحدة والصين بشأن حقوق الإنسان في مناطق شينجيانغ غرب الصين والتبت وهونغ كونغ، فضلاً عن مصير الكثير من المواطنين الأميركيين الذين تفيد وزارة الخارجية الأميركية بأنهم «محتجزون بشكل غير مشروع» من السلطات الصينية، بالإضافة إلى الإمدادات الخاصة لصنع مادة الفنتانيل الأفيونية الاصطناعية المسؤولة عن وفاة الآلاف من الأميركيين.

وقال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه، إن الصين بذلت جهوداً لكبح تصدير المواد التي يستخدمها المتاجرون بصناعة الفنتانيل، ولكن لا يزال هناك المزيد الذي يتعين القيام به. وأضاف: «نحتاج إلى رؤية تقدم مستمر ومستدام».


بطلب مباشر من بايدن.... واشنطن أرسلت صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
TT

بطلب مباشر من بايدن.... واشنطن أرسلت صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

وقع الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم (الأربعاء)، قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا، وأعلن أنّ الدفعة الأولى من المعدات العسكرية ستغادر إلى كييف «خلال ساعات».

وقال بايدن من البيت الأبيض بعد ساعات قليلة من إقرار الكونغرس خطة مساعدات ضخمة لأوكرانيا وكذلك لإسرائيل وتايوان، إنّ النصوص التي تم التصويت عليها «ستجعل أميركا والعالم أكثر أماناً».

وفي وقت لاحق، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، أن واشنطن أرسلت صواريخ «أتاكمس» (ATACMS) بعيدة المدى إلى أوكرانيا «خلال الشهر الحالي»، حتى قبل إقرار الكونغرس الأميركي حزمة مساعدات جديدة لكييف أمس.

وقال إن هذه الشحنة أُرسلت «بناء على طلب مباشر من الرئيس بايدن في فبراير (شباط)»، مضيفاً أن الصواريخ التي كانت جزءاً من أحدث حزمة مساعدات أُرسلت إلى كييف في 12 مارس (آذار)، «وصلت إلى أوكرانيا خلال الشهر الحالي».

وكان بايدن قد أكد بعد التوقيع على حزمة مساعدات عسكرية ضخمة لإسرائيل وأوكرانيا أنها تتضمن أيضاً مليار دولار مخصصة للمساعدات الإنسانية لغزة، «سنقوم على الفور بتأمين هذه المساعدات وزيادة حجمها... بما في ذلك الغذاء والإمدادات الطبية والمياه النظيفة».

وطالب الرئيس الأميركي، إسرائيل، بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية على الفور إلى سكان غزة. وختم: «على إسرائيل ضمان وصول كل هذه المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة دون تأخير».


عقوبات أميركية على قادة جماعات مسلحة لاحتجازهم رهائن بغرب أفريقيا

مقاتلون من جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التي تتبع «القاعدة» في صحراء مالي (مؤسسة الزلاقة - ذراع القاعدة الإعلامية)
مقاتلون من جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التي تتبع «القاعدة» في صحراء مالي (مؤسسة الزلاقة - ذراع القاعدة الإعلامية)
TT

عقوبات أميركية على قادة جماعات مسلحة لاحتجازهم رهائن بغرب أفريقيا

مقاتلون من جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التي تتبع «القاعدة» في صحراء مالي (مؤسسة الزلاقة - ذراع القاعدة الإعلامية)
مقاتلون من جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التي تتبع «القاعدة» في صحراء مالي (مؤسسة الزلاقة - ذراع القاعدة الإعلامية)

أعلنت وزارتا الخزانة والخارجية الأميركيتان فرض عقوبات على قادة جماعات إرهابية مسلحة بسبب احتجازهم رهائن بينهم أميركيون في غرب أفريقيا.

وتأتي العقوبات المفروضة على قادة فرع «تنظيم القاعدة» الإرهابي في غرب أفريقيا، المعروف بجماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، وجماعة «المرابطون» المتطرفة، في الوقت الذي تسعى واشنطن، إلى الردع والمعاقبة على احتجاز مواطنيها في الخارج.

مقاتلون من جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التي تتبع «القاعدة» في صحراء مالي (مؤسسة الزلاقة - ذراع القاعدة الإعلامية)

وتزعزع استقرار دول في غرب أفريقيا في السنوات الماضية، بسبب الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي رسخت أقدامها في مالي عام 2012، وانتشرت عبر منطقة الساحل رغم الجهود العسكرية المكلفة والمدعومة دولياً لمواجهتها، على ما أفادت وكالة «رويترز».

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان: «لن نتردد في استخدام ما نملك من أدوات لإعادة المواطنين الأميركيين المحتجزين رهائن في الخارج، والحيلولة دون احتجاز مواطنينا رهائن في المستقبل، من خلال إجراءات للردع».

وقال برايان نيلسون وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، في بيان إن «(جماعة نصرة الإسلام والمسلمين) تعتمد على أخذ الرهائن والاحتجاز غير المشروع للمدنيين، من أجل كسب النفوذ وبث الخوف».

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن 2024 (إ.ب.أ)

وقال بلينكن إن وزارة الخارجية «فرضت عقوبات على سبعة من قادة جماعتي (نصرة الإسلام والمسلمين)، و(المرابطون) لضلوعهم في احتجاز رهائن أميركيين في غرب أفريقيا».

وأقرت وزارة الخزانة في الوقت ذاته، عقوبات على اثنين من قادة جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» المتمركزين في مالي وبوركينا فاسو، متهمة أحدهما بالمسؤولية عن احتجاز مواطن أميركي.

ويؤدي الإجراء الذي اتُخذ الثلاثاء إلى تجميد أي من أصول هؤلاء في الولايات المتحدة، ويمنع الأميركيين بشكل عام من التعامل معهم.


ما تأثير الحظر الأميركي المحتمل على مستقبل «تيك توك»؟

 شعار «تيك توك» (رويترز)
شعار «تيك توك» (رويترز)
TT

ما تأثير الحظر الأميركي المحتمل على مستقبل «تيك توك»؟

 شعار «تيك توك» (رويترز)
شعار «تيك توك» (رويترز)

حققت الجهود الرامية لإجبار شركة «بايت دانس» الصينية على التخلي عن ملكيتها لتطبيق «تيك توك» في الولايات المتحدة قفزة إلى الأمام، حيث صوت مجلس الشيوخ الأميركي، أمس (الثلاثاء)، على حظر منصة التواصل الاجتماعي ما لم يتم بيعها إلى مشترٍ معتمد من الحكومة.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن على الفور أنه سيوقع النص الذي أقره قبل أيام مجلس النواب.

فلماذا يواجه التطبيق خطر الحظر بالولايات المتحدة؟

أثار «تيك توك» الكثير من الجدل في عدد من البلدان خوفاً من النفوذ الصيني المحتمل عليه.

وكثف المشرعون في الولايات المتحدة وأوروبا وكندا مؤخراً جهودهم لتقييد استخدام التطبيق الشهير، خوفاً من أنه قد يضع بيانات المستخدمين الحساسة في أيدي الحكومة الصينية، وفقل لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

وأشاروا إلى القوانين التي تسمح للحكومة الصينية بطلب البيانات سراً من الشركات والمواطنين الصينيين ضمن عمليات جمع المعلومات الاستخبارية.

كما يشعر المشرعون بالقلق من أن الصين يمكن أن تستغل التطبيق لنشر المعلومات المضللة، وهو القلق الذي تصاعد في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.

وكان البيت الأبيض قد طلب من الوكالات الفيدرالية في فبراير (شباط) 2023 حذف «تيك توك» من الأجهزة الحكومية. وفي الشهر التالي، استجوب المشرعون في مجلس النواب الرئيس التنفيذي لـ«تيك توك»، شو تشيو، بشأن ملكية التطبيق والسيطرة الصينية المحتملة عليه، والخطر الذي يشكله ذلك على الأمن القومي.

وتحقق وزارة العدل أيضاً في مراقبة «تيك توك» للصحافيين الأميركيين، وفقاً لثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر.

واعترفت «بايت دانس» في ديسمبر (كانون الأول) 2022 بأن موظفيها حصلوا بشكل غير لائق على بيانات اثنين من مستخدمي «تيك توك» الأميركيين الذين يعملون مراسلين، وعدد قليل من شركائهما.

إلا أن «تيك توك» لطالما أنكر الاتهامات الموجهة إليه، وحاول أن ينأى بنفسه عن «بايت دانس»، التي تعدّ واحدة من الشركات الناشئة الأكثر قيمة في العالم.

كيف كان رد فعل الصين على القرار الأميركي؟

لم تؤدِّ التطورات في واشنطن بعد إلى رد فعل شديد التأهب أو انتقام من قادة الصين. وبدلاً من ذلك، انتقد المسؤولون في بكين مشروع القانون بينما كرروا إلى حد كبير الانتقادات الشائعة لسياسة الولايات المتحدة بوصفها غير عادلة تجاه الصين.

وماذا عن رد فعل «تيك توك»؟

احتجت شبكة التواصل الاجتماعي الشهيرة مباشرة بعد تصويت الكونغرس على بيعه أو حظره، لافتة إلى أن حظر «تيك توكهو» بمثابة «مسرحية سياسية»، وأنه «سيشكل انتهاكاً لحرية التعبير» لـ170 مليون أميركي.

ماذا سيحدث إذا دخل النص حيز التنفيذ؟

إذا دخل النص حيز التنفيذ، فسيجبر «بايت دانس» على بيع التطبيق خلال 12 شهراً لمشترٍ يكون مقبولاً لدى الحكومة الأميركية، وإلا فسيتم استبعاده من متاجر «آبل» و«غوغل» على الأراضي الأميركية.

لكن الحظر المحتمل يمكن أن يواجه طعناً في القضاء.

وليس من المعروف من هي الشركات التي قد تقدم على شراء التطبيق، حيث إن سعره الكبير يعد أحد العوامل العديدة التي يمكن أن تحد من عدد المشترين.

هل سبق أن قامت أي دولة بحظر «تيك توك»؟

نعم، لقد فعلت ذلك الهند في عام 2020، مما كلف «بايت دانس» أحد أكبر أسواقها. وقامت الحكومة هناك باتخاذ إجراءات صارمة ضد مئات التطبيقات المملوكة للصين، مدعية أنها كانت تنقل بيانات المستخدمين سراً إلى خوادم أجنبية.

وبالإضافة للولايات المتحدة، حظرت دول وهيئات حكومية أخرى، بما في ذلك بريطانيا وبرلمانها وأستراليا وكندا والمفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، وفرنسا وبرلمان نيوزيلندا، التطبيق من الأجهزة الرسمية.

وأعلن وزير الشؤون الرقمية التايواني مؤخراً أن «تيك توك» منتج خطير يمثل تهديداً للأمن القومي


واشنطن تنذر «تيك توك»: إما قطع العلاقات مع بكين وإما الحظر

صورة للعلم الأميركي وشعار «تيك توك» (رويترز)
صورة للعلم الأميركي وشعار «تيك توك» (رويترز)
TT

واشنطن تنذر «تيك توك»: إما قطع العلاقات مع بكين وإما الحظر

صورة للعلم الأميركي وشعار «تيك توك» (رويترز)
صورة للعلم الأميركي وشعار «تيك توك» (رويترز)

اعتمد الكونغرس الأميركي أمس (الثلاثاء) قانوناً يطالب مجموعة «تيك توك» العملاقة بقطع علاقاتها مع شركتها الأم «بايتدانس»، وعلى نطاق أوسع مع الصين، إذا كانت لا تريد مواجهة خطر حظرها في الولايات المتحدة.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن على الفور أنه سيوقع النص الذي أقره قبل أيام مجلس النواب.

ويندرج إنذار المشرعين الأميركيين إلى شبكة التواصل الاجتماعي التي تتمتع بشعبية كبيرة، في إطار حزمة واسعة من النصوص، تشمل خصوصاً تقديم مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكان الرئيس الديمقراطي المرشح لولاية ثانية في اقتراع نوفمبر (تشرين الثاني)، قد عبَّر عن «قلقه» بشأن «تيك توك» خلال محادثة مع نظيره الصيني شي جينبينغ في بداية أبريل (نيسان).

واحتجت شبكة التواصل الاجتماعي الشهيرة مباشرة بعد التصويت في مجلس النواب، السبت، معتبرة أن حظر «تيك توك» سيشكل «انتهاكاً لحرية التعبير» لـ170 مليون أميركي.

وإذا دخل النص حيز التنفيذ، فسيجبر «بايتدانس» الشركة الصينية الأم لـ«تيك توك» على بيع التطبيق خلال 12 شهراً، وإلا سيتم استبعاده من متاجر «آبل» و«غوغل» على الأراضي الأميركية.

لكن الحظر المحتمل يمكن أن يواجه طعناً في القضاء.


«الشيوخ الأميركي» يقرّ حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل

«الشيوخ الأميركي» يقرّ حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل
TT

«الشيوخ الأميركي» يقرّ حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل

«الشيوخ الأميركي» يقرّ حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل

أقرّ الكونغرس الأميركي في ختام أشهر طويلة من المفاوضات الشاقة حزمة مساعدات عسكرية واقتصادية ضخمة لأوكرانيا تبلغ قيمتها 61 مليار دولار.

وبعيد أيام من إقرار مجلس النواب الأميركي هذه الحزمة من المساعدات، وهي جزء من حزمة أكبر تبلغ قيمتها 95 مليار دولار وتتضمنّ دعماً لكلّ من إسرائيل وتايوان، حذا مجلس الشيوخ حذو مجلس النواب وأقرّ النصّ بدعم واسع من الحزبين.

والتشريع الذي أقرّ يتضمّن أيضاً إجراءً يتيح للحكومة حظر تيك توك في الولايات المتحدة إذا لم يقطع التطبيق بسرعة صلاته بشركته الأم الصينية بايت دانس

وما أن صدرت نتيجة التصويت في مجلس الشيوخ حتى تنفّس زعيم الغالبية الجمهورية السناتور تشاك شومر الصعداء، قائلاً «وأخيراً، وأخيراً، وأخيراً! هذا المساء، بعد أكثر من ستّة أشهر من العمل الشاقّ والعديد من التقلّبات والمنعطفات، ترسل أميركا رسالة إلى العالم أجمع مفادها أننّا لن ندير ظهورنا لكم».

وفور إقرار النصّ في الكونغرس، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ الولايات المتّحدة «ستبدأ بإرسال أسلحة ومعدّات إلى أوكرانيا هذا الأسبوع».

وقال بايدن في بيان: «سأوقّع على مشروع القانون هذا وأخاطب الشعب الأميركي حالما يصل (النصّ) إلى مكتبي غداً».

وأضاف أنّ الكونغرس الأميركي استجاب لـ«نداء التاريخ» بإقراره هذا القانون الذي يهدف إلى «تعزيز أمننا القومي وإرسال رسالة إلى العالم حول قوة القيادة الأميركية».

وشكر وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، مجلس الشيوخ الأميركي، على إقراره مساعدات عسكرية بقيمة 13 مليار دولار، معتبراً أن ذلك يوجه «رسالة قوية» إلى «أعداء» إسرائيل.

وقال وزير الخارجية على منصة «إكس»: «أشكر مجلس الشيوخ الأميركي على تبنيه بأغلبية كبيرة من الحزبين هذه المساعدة لإسرائيل (...) التي تعتبر ضمانة واضحة لقوة تحالفنا وتوجه رسالة قوية إلى جميع أعدائنا».

وفي كييف، سارع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى شكر مجلس الشيوخ الأميركي على إقرار الحزمة.

وكتب زيلينسكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي «أنا ممتنّ لمجلس الشيوخ الأميركي على موافقته اليوم على المساعدات الحيوية لأوكرانيا».


ترمب يتحدى القاضي والمحكمة


الرئيس السابق دونالد ترمب خلال توجهه إلى محكمة نيويورك أمس (أ.ب)
الرئيس السابق دونالد ترمب خلال توجهه إلى محكمة نيويورك أمس (أ.ب)
TT

ترمب يتحدى القاضي والمحكمة


الرئيس السابق دونالد ترمب خلال توجهه إلى محكمة نيويورك أمس (أ.ب)
الرئيس السابق دونالد ترمب خلال توجهه إلى محكمة نيويورك أمس (أ.ب)

عاد دونالد ترمب، أمس (الثلاثاء)-، إلى مهاجمة القاضي خوان ميرشان الذي يشرف على أول محاكمة جنائية ضد رئيس أميركي سابق، وإلى تحدي المحكمة في نيويورك بعدما شهدت يوماً إضافياً لبحث قضية «أموال الصمت» المتهم بدفعها للممثلة الإباحية ستورمي دانيالز خلال حملته للانتخابات الرئاسية عام 2016.

جاء ذلك خلال جلسة عقد فيها القاضي ميرشان جلسة استماع بطلب من المدعين العامين الذين يتهمون ترمب بـ«ازدراء» المحكمة بسبب تغريدات نشرها في حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي وموقع حملته للانتخابات المقبلة في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لمهاجمة محاميه السابق مايكل كوهين وكذلك دانيالز.

ورد وكيل الدفاع عن ترمب، المحامي تود بلانش، بأن منشوراته كانت رداً على الهجمات السياسية التي يتعرض لها، من دون أن يقدم دليلاً ملموساً على ذلك. وقال ميرشان لبلانش: «طلبت منك ثماني أو تسع مرات، فأرني المنشور الذي كان يرد عليه بالضبط. لم تتمكن حتى من القيام بذلك مرة واحدة»، مضيفاً: «السيد بلانش، أنت تفقد كل صدقيتك».

وبعيد الجلسة، سارع ترمب إلى الكتابة على وسائل التواصل الاجتماعي أن «هذه محكمة الكنغر (أي فاسدة) وعلى القاضي أن يتنحى!».

وسبق جلسة الاستماع هذه، استئناف الجلسة الرئيسية للشهود في قضية «أموال الصمت»، وأبرزهم حالياً الناشر السابق لمجلة «ناشونال أنكوايرير» ديفيد بيكر، الذي يقول المدعون إنه عمل مع ترمب وكوهين على استراتيجية تسمى «القبض والقتل» لطمس القصص السلبية عن ترمب في أوج حملته لانتخابات الرئاسة عام 2016.